حاول یسوع أن یفتح قلوب محاوریھ وعقولھم لیتقبلوا نور الحقیقة لكنھم رفضوا. وانتھى الحوار معھم ٍ بشكل مأساوي، اذ أخذوا حجارة لیرجموه. یدعون أنھم أبناء إبراھیم، معللین أنفسھم بھذا الانتماء الجاف والفارغ من جوھره، كما نفعل نحن الیوم. َح ِسبَھُ لَھُ َ ذلك بِ را“ (تك 15 :6 )
لكن إیمانھ لم یبق مجرد كلام بل ترجمھ بالعمل والحق. ترك أرضھ وشعبھ آم َن ّ بالر ِّب فَ إبراھیم ” َ .
ونحن الیوم ماذا نفعل؟ ھل نترك روابطنا الارضیّة ونتبع مصغیاً الى الھامات الرب فخاض مغامرة خطیرة قادتھ الى الموت مراراً كلمة یسوع؟ ھل نشارك ابراھیم إیمانھ، بالتضحیة بالملذات والممتلكات وأوجھ الجاه الزائفة كما ضحى ھو بابنھ الوحید اسحق ذبیحةً الى الله؟
اشتھى ابراھیم أن یرى وجھ الرب، فكان لھ ما أراد اذ َرآه وفرح. ونحن الیوم ھل نشتھي كما اشتھى ابراھیم. ألیست شھواتنا أرضیة – مادیة -جسدیة؟
تتمحور حول اللذة الزائفة والمجد الباطل؟ ولا تتخطى عفن الجسد وجماد المادة؟ ألیست قلوبنا قاسیة كالحجر نرمي بھا من یقترب منا؟ ھل نستطیع إحصاء ضحایا القلوب ”المتحجرة“؟ ألیست ضحایا ”الحب المتحجر“ أكثر بكثیر من ضحایا الحروب؟
أعطنا یا رب إیمان ابراھیم. أعطنا أن نشتھي رؤیة وجھك، لنرى ونفرح. أعطنا أن نحمل صلیبنا كل یوم ونقدمھ لك، كما حمل ابراھیم حطب التقدمة مضحیاً بابنھ الوحید اسحق من أجل خلاص الشعب كلھ. آمین