admin
نشر منذ سنتين
2
إِنَّكَ الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ

الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ … إِنَّكَ الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ …

من كان يتوقع ان تخرج هذة الكلمات من فم شخص ( مُقبل على الموت ) ؟؟ ..

شخص إستُنزفَت كل طاقاته و دمائه ، و تم عصره عصراً على عود الصليب …
ما هى تلك القدرة العجيبة التى تجعله يتفوه ( بالحق ) ، بتأكيد و ضمان عجيب ،
أنه ( اليوم و ليس غدا ) سيكون فى الفردوس … ؟؟؟
الفردوس الذى أُغلِق فى وجه كل انسان منذ ان أخطأ آدم و دخل الشر و أفسد الخليقة بأكملها …

كلمات رهيبة لم يتوقعها اى من الحضور .. إلا من قيلت له .. اللص اليمين ” ديماس ” .
. فهو من آمن فى آخر لحظات حياته
و قال للمصلوب على يساره بعد ان تيقن انه هو فادى العالمين :
( اذْكُرْنِي يَا رَبُّ مَتَى جِئْتَ فِي مَلَكُوتِكَ ) ..

تُرى ما الذى جعله يؤمن بأن المصلوب بجانبه هذا و قد خارت قواه من الألم و الصلب .. أنه هو الإله ؟؟
بل و يطلب منه ان يذكره فى ملكوته ؟؟ ..

الأمر الذى جعل القديس أوغسطينوس يتعجب من ذلك قائلا :
” آمن اللص في الوقت الذي فيه فشل المعلمون أنفسهم تمامًا.
فإنه لم يؤمن بكلماتهم ، ومع هذا كان إيمانه هكذا أنه اعترف بذاك الذي رآه مسمرًا على الصليب

ولم يره قائمًا أو ملكًا ” ..

و ها هو القديس يوحنا ذهبى الفم يتساءل ايضا :
قل لي أيها اللص كيف تذكرت ملكوت السماوات ؟ ..
ماذا حدث الآن وأمام عينيك المسامير والصليب والتهمة والهزء والشتائم ؟ ..

ما الذى دفعه ليسكب نفسه فجأة أمام شخص لا فرق بينهم فى المنظر و العار
الذى وُضعوا فيه و تشاركوه فى آخر لحظات حياتهم ؟

هل تبحث عن  مجيء يسوع إلى الناصرة وحده دون أن يصنع معجزة

لذلك طمأنه السيد المسيح سريعا بأن خطاياه قد غُفرت ..
لأنه تاب سريعا ايضا و طلب الصفح فى آخر نسمات حياته ..
. الأمر الذى يبين لنا ان باب التوبة مفتوح لآخر لحظات العمر .. بسبب الصليب ..
برَّد قلبه من هو مالك لمفاتيح الملكوت .. و محرر المأسورين من غياهب الجحيم .
. و مُصعدهم بقوة لاهوته إلى الفردوس ..

حقاً ، لم أجد أحدا طوال التاريخ مقبلا على الموت ،
و هو يعلم فى نفس الوقت مآله و مستقره النهائى ..
بل و إلى أين ستذهب روحه ( و روح من معه أيضا ) بعد مفارقة الجسد ..
. إلا يسوع المسيح المصلوب ..

نعم .. فهو الذى قال عن نفسه قبل الصلب و هو يعلم ما هو مقبل عليه :
( أَضَعُ نَفْسِي لآخُذَهَا أَيْضًا .. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْخُذُهَا مِنِّي ، بَلْ أَضَعُهَا أَنَا مِنْ ذَاتِي

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي