اختيار داود الأصغر بين إخوته ملكًا يرمز إلى رب المجد يسوع الذي احتل آخر الصفوف، فصار الصغير بين إخوته، أصغر من في بيت أبيه، لكي يبسط يده، فيحتضن الكل، ويدخل بهم إلى أحضان أبيه. صار عبدًا من أجلنا، لكي بالصليب يملك في قلوبنا. إنه آدم الثاني الذي ملك عوض آدم الأول (رو 5) ليكون رأسًا للبشرية، قادرًا أن يقيمها ويجددها.
تطلع المرتل إلى مسيحنا المخلص القائم من بين الأموات، فقال: “لأن الرب عالٍ، ويرى المتواضع، أما المتكبر فيعرفه من بعيد”. (مز 138: 6) إنه قريب من المتواضع، وبعيد عن المتكبر. فإذ صار الأصغر، إنما ليضم المؤمنين الحقيقيين إلى العضوية في بيت أبيه، فيكون بالحق قريبًا من المتواضعين، لا من جهة المسافة المكانية، وإنما من جهة اتحادهم معه، بكونهم أعضاء في جسده، ليصيروا أهل بيت الله (أف 2: 19). بهذا أعلن رعايته لقطيع أبيه فيقول: “كنت راعيًا غنم (قطيع) أبي” [1].
يريد رب المجد أن يجد راحته في قلبك، فيسند فيه رأسه، إن صار متواضعًا كبيت لعازر.
يُعلّق القديس جيرومعلى ذهاب السيِّد إلى بيت عنيا قائلًا: [كان شديد الفقر بعيدًا كل البعد عن التملُّق، فلم يجد في المدينة الكبيرة (أورشليم) مأوى أو مسكنًا، إنّما سكن عند لعازر وأختيْه في بيت صغير جدًا في بيت عنيا.]
* صار حمل الله حملًا صغيرًا بريئًا، يُقاد للذبح لكي ينزع خطية العالم (إش ظ¥ظ£: ظ§؛ يو ظ،: ظ¢ظ©). الذي يهب الكلام (الكلمة) للكل صار مقارنًا بحملٍ صامتٍ أمام جازيه (إش ظ¥ظ£: ظ§)، لكي نتطهر نحن جميعًا بموته، الذي يُوزع كدواءٍ ضد تأثيرات العدو، وضد خطية الذين يشتاقون إلى قبول الحق. فإن موت المسيح أبطل القوات المقاومة للجنس البشري، وأباد بسلطانٍ لا يوصف الحياة في الخطية في حياة كل مؤمنٍ .