اذ بالحري يكشفان لك عن حب الله

لاتتذمر

لنتأمل في إلهنا الرحوم. ونتطلع متفرسين في عبده المريض هذا الذي له ثمانية وثلاثون عاماً يناضل مع ضعف يستصعي شفاءه. . . ومع ذلك لم يتذمر قط ،ولا قوه بكلمة تجديف. لم يتهم خالقه بل في شجاعة ووداعة عظيمة جداً احتمل كارثته

قد نقول ومن أين يظهر ذلك لان الكتاب المقدس لم يذكر لنا شيئاً بوضوح في حياته الأولى ، وكل ما قاله عنه أن له ثمانية وثلاثين عاماً في ضعفه ؟ أنه لم يذكر كلمة تأكد أنه لم يظهر تذمراً أو غضباً أو حده. ومع ذلك فمن يمعن النظر جيداً في الكتاب المقدس يجده قد أوضح هذا. .

عندما اقترب منه السيد المسيح الذي كان بالنسبة له غريب وينظر إليه كانسان عادي ، تحدث معه بوداعة عظيمة ، منها تدرك مقدار حكمه السابقة ( قبل المرض ). لأنه عندما قال له يسوع ” أتريد أن تبرأ ” لم يجبه بهذه الايجابية الطبيعية ” ها أنت تراني هكذا ملقي منذ أمد طويل بمرض الفالج ، ومع هذا تسألني إن كنت أريد أن ابرأ ؟! هل أتيت لكي تزيد من كارثتي وتوبخني وتضحك علي وتحتقرني هازءا بمصيبتي ؟

أنه لم يقل شيئاً من هذا ولا فكر بهذا ، بل بوداعة أجاب : نعم يا سيد

أن كان له هذه الوداعة وذلك النبل بعد ثمانية وثلاثين عاماً ينهار فيها نشاطه وقوته التي لقتدراته النبيلة ، فتأمل كم كانت وداعته وكم كان نيله قبل ان تحل به هذه الالام؟! لأنه بالتأكيد لا يكون رضي المرضي في بداية مرضهم مثله بعد ما يطول بهم المرض. . . بل يزيدادون شراسة.

ولكن ان كان لهذا المريض هذه الحكمة ويجيب بصبر عظيم هكذا بعد مرض طال سنوات هذا عددها ، فأنه بالتأكيد كان قبلاً يحتمل التجربة بشكر عظيم.

هل تبحث عن  وعند ضيقي، تبقى صديقى وسلوتى 🙏❤️

فالنقتقد بالصبر هذا العبد زاميلنا ، لأن الفالج الذي به يكفي لأنعاش روحنا. لأنه من يلاحظ عظم هذه الكارثة. . ويبقي في جسده منبطحاً علي ظهره ؟أما يحتمل بشجاعة كل ما يحيق به من شرور ولو كان أثقل بكثير مما نعرفه ؟

لقد صار هذا المفلوج لنا فيه نفع عظيم لا في صحة جسدة بل وفي مرضة. فشفاؤه يبعث في أرواح المستمعين أن تمجد الله ، أما مرضه وضعفه فيشجعانك علي الاحتمال ، ويحثانك علي الإقتداء بغيرته ، اذ بالحري يكشفان لك عن حب الله

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي