الأب في مثل الأبن الضال




الأب

الشخصية الرئيسية العظمى في هذا المثَل هي شخصية الأب، لأن المثَل يبدأ بالقول: «إنسان» كان له ابنان، فالأداء الأكبر في المثل هو أداء الأب. صحيح أن الابن الضال شخصية رئيسية، لكنه ليس الشخصية الأساسية الرئيسية، فالشخصية الرئيسية هي شخصية الأب الذي حرَّك كل شيء، فهو الذي منح الابن الضال حرية الاختيار، وهو الذي استقبله بالترحيب عندما رجع، وهو الذي احتمل بأسى تصرفات ابنه الأكبر الذي لم يفارقه بجسده ولكنه كان منفصلاً عنه بمشاعره، وبقي يمدُّ له يد المحبة.

والحوار الذي دار بين الأب وابنه الأكبر أطول من الحوار الذي دار بينه وبين الابن الذي ضلَّ. وكان حوار الأكبر حوار الاحتجاج والغضب والإحساس بالظلم، ورفض كل توضيح قدَّمه الأب له.
أما الحوار مع الابن الضال فكان بالعمل أكثر منه بالكلام، فقد أعطاه الأب نصيبه في الميراث حسبما طلب، ومنحه حرية التصرف.

ولما رجع تائباً لم يعاتبه، بل قَبِلَهُ وأغدق عليه عطاءً غير محدود.
وفي الحالتين كان حوار الأب مع ابنيه حوار المحبة المتأنية الغافرة المحتمِلة.
هل تبحث عن  طوبيت 2 - تفسير سفر طوبيا

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي