يَنْبَغِي أَنْ يُصَلَّى كُلَّ حِينٍ وَلاَ يُمَلَّ (لوقا ١:١٨-٨)
مقدمة المثل
في آية واحدة فقط، يقدم البشير لوقا مَثَلاً “فِي أَنـَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُصَلَّى كُلَّ حِينٍ وَلاَ يُمَلَّ” (لوقا ١:١٨)، هو مثل الأرملة وقاضي الظلم. فعبر أعداده الثمانية، وجه الرب تحديًا لقراء الإنجيل وكأنه لطمة موجعة خاطفة تتناغم ما يطلبه قراء عصر القراءة السريعة، والعظات القصيرة، وأخيرًا وليس آخرًا، عصر البحث عن صلوات فورية الاستجابات لصلوات متخمة بالكلمات الرنانة!
فالمفارقة الصارخة، هي أن هذا المثل القصير نسبيًا، يقلب توقعات قارئة رأسًا على عقب: فالبطل أرملة مظلومة، ومحتوى الصلاة ثلاث كلمات لا غير “أنصفني من خصمي!” (ع٣) لكنها تكررت مرات ومرات، “إِلَى زَمَانٍ” (ع٤) حتى أزعجت مستمعها والذي وصف نفسه في المثل قائلاً: “لاَ أَخَافُ ٱللّٰهَ وَلاَ أَهَابُ إِنـْسَاناً” (ع٤)، وانتهى المثل بالاستجابة للأرملة من قاضي الظلم! فهل يناقض الرب ما عمله قبلًا في متى ٦، ونصوص تكاد تطابقه فيما يتعلق بسرعة الاستجابة في نفس الإنجيل بحسب لوقا؟ (لوقا٥:١١-١١)؟
لنرى الآن، من خلال بعض الملاحظات، كيف يمكن أن نستوعب هذا المثل في انسجام مع متي ٦، ولوقا ١١.