الأصحاح الأول سفر التثنية القمص أنطونيوس فكري

مقدمة التثنية

  1. يسمى السفر فى العبرانية بأول كلمات فيه وهذه هى الطريقة العبرانية فى تسمية الأسفار. ويسمى هذا السفر فى اليونانية DEUTRO NOMY وهى مأخوذة منDEUTEROS ومعناها ثانية.

ومنها بالفرنسية DEUX = رقم 2.

NOMOS ومعناها ناموس.

فيكون المعنى الشريعة الثانية أو تكرار الشريعة. وهكذا دُعى فى السبعينية.

وبالعبرية يُسمى التثنية أو تثنية الإشتراع أى إعادة الشريعة وتكرارها ثانية. ودُعى السفر هكذا لأن موسى أعاد على الشعب فيه الكثير من تاريخهم ومن الوصايا والشرائع التى أعطاها لهم الرب سابقاً وسبق ذكرها فى أسفار اللاويين والعدد والخروج.

وموسى قال ما قاله بوحى من الروح القدس.

  1. هل تكرار هذه الوصايا والشرائع والتاريخ هو تكرار بدون فائدة؟! من المؤكد أن لكل كلمة فائدتها فى الكتاب المقدس ونستطيع أن نلمح تمايزاً بين سفر التثنية وباقى الأسفار نلخصه فيما يلى: -.
  2. سفر اللاويين والعدد هما أسفار موجهة للكهنة واللاويين ليجدوا فيها الشرائع وطقوس العبادة والأحكام. أما سفر التثنية فهو موجه للشعب لذلك تجد فيه الكثير من الإيضاحات والشرح والتفسير والحث على الإلتزام بها.
  3. ألقى موسى عظات هذا السفر فى آخر أيام حياته كأحاديث وداعية بعد أن إختبر الوصايا ونفذها وإلتزم بالطقوس والشرائع، وبعد أن نفذها، تذوقها، وتذوق طعم العشرة مع الله وحلاوة تنفيذ وصاياه. ونجده هنا لا يريد أن يغادر العالم قبل أن يظهر لشعبه أن الوصايا ليست جامدة ولا الطقس جامد بل فيه كل الحب. هو يشرح الآن كمُختبر مُتذوق يود لو أن كل فرد فى شعبه يتذوق هذه الحلاوة مثله.

ج – موسى الخادم الأمين مثل بولس الرسول الخادم الأمين لا يجدون تكرار الوصايا والتعليم شئ ثقيل عليهم (فى1: 3) وذلك لمحبتهم لشعبهم. فهذا السفر هو خلاصة محبة موسى لشعبه حتى يؤمنهم.

د – موسى لا يُكرر الكلام بدون داعٍ بل هو سفر التذكرة لوصية الله (8: 6) وهو شرح فى ضوء الأحداث التى عاشوها خلال الأربعين سنة. ونحن نحتاج للتذكرة لأننا ننسى. خصوصاً فموسى يقدمها للشعب قبل دخولهم أرض الميعاد لتكون دستورهم فى الأرض الجديدة.

هـ – نغمة هذا السفر هى الطاعة القائمة على المحبة. ولنلاحظ أن وصية موسى والتى لخصها السيد المسيح “أن تُحب الرب إلهك وتُحب قريبك…” (لو28، 27: 10) فهو دعوة للطاعة, ودعوة للحب ليكون لهم راحة وليدخلوا أرض الميعاد ويكون لهم راحة وإستقرار وثبات فيها. ولاحظ أن الطاعة تقود للحب فلو أطعنا الوصية سنتلامس مع الله ونحبه، ولو أحببنا الله لأطعناه من كل القلب “من يحبنى يحفظ وصاياى” (يو14: 23) وهذا ما إختبره موسى وود لو إختبره كل فرد فى شعبه وهذا ما إختبره الشعب إذ هلك أباءهم فى البرية لعدم طاعتهم. وموسى يُحذرهم حتى لا يفعلوا مثلهم بل يطيعوا الوصايا.

و – هو سفر الحب المُشترك بين الله وشعبه، الله أحب شعبه وخلصه وحفظه فى رحلته فى البرية وعليهم حفظ وصايا الله إعلاناً لحبهم فتكريس قلوبهم بالطاعة والعبادة هو الطريق العملى لإعلان الحب وهذا هو طريق دخول أرض الميعاد.

ز – طالما هو سفر الطاعة والحب لذلك سمعنا فيه لأول مرة عن نبوة صريحة عن مجىء المسيح بالجسد كنبى مثل موسى ومن وسط إسرائيل (تث15: 18 – 19). بل أول مرة نسمع عن لعنة الصليب (23: 21) فتجسد المسيح وصليبه ظهر فيهم المحبة والطاعة (فى 6: 2 – 8 + رو 32: 8 + يو 13: 15).

ح – لأنه سفر الحب ينفرد عن باقى الأسفار فى بعض المصطلحات مثل “حملك الرب إلهك” 31: 1. ومثل تحب الرب إلهك من كل قلبك 5: 6.

ط – تكرار الشريعة كان لازماً لأن الجيل الأول الذى إستلمها لأول مرة مات جميعه فى البرية. وكان موسى يريد أن يتأكد من فهمهم للوصايا قبل دخول الأرض الجديدة فلا يتشبهوا بأهلها فى عباداتهم الوثنية. هو أب حنون يريد أن يطمئن على أولاده ومحبة موسى لشعبه هى صورة بسيطة من محبة الله لهم.

  1. كاتب السفر هو بلا شك موسى النبى ما عدا الإصحاح 34 الذى يتضمن خبر موته.
  2. لأهمية هذا السفر نجد: -.
  3. كل ملك يجلس على كرسيه يكتب نسخة من هذا السفر ليحفظها ويعمل بها (18: 17).
  4. على الشعب أن يكتب نصوصه على نصب من الحجارة يكون أمام أعينهم (3، 2: 27).
  1. سلم موسى للكهنة والشيوخ هذا السفر وأمرهم بقراءته على مسامع الشعب فى عيد المظال 9: 31 – 13.

د – إقتبس السيد المسيح ردوده على إبليس يوم التجربة من هذا السفر (16، 13: 6 + 3: 8).

  1. كتب موسى هذا السفر فى أواخر السنة الأربعين للخروج.
  2. سفر التثنية وسط الأسفار الخمسة:

لقد إقتنى الله لنفسه شعباً فى سفر التكوين وقد رأى ضرورة إنفصاله عن كل أثار الخطية والعبودية فى سفر الخروج. وكان لابد له من شريعة يسير عليها ليعرف طريق العون السماوى وهو دم الفداء الثمين وذلك فى سفر اللاويين. وعلى هذا الشعب أن يتدرب ويتعلم من الله وهذا ما أعلنه سفر العدد. والآن ونحن على أبواب كنعان التى حُرم منها الشعب بسبب عدم طاعته نجد موسى يدعوهم للطاعة ليدخلوا للمجد.

  1. تقسيم السفر: – ينقسم السفر إلى ثلاث عظات ونشيد وبركة وختام.
هل تبحث عن  البابا كيرلس الأول "عمود الدين" فى عيون قادة الكنيسة ومفكرى الأقباط

العظة الأولى 1 – 4 العظة الثانية 5 – 28.

العظة الثالثة 29 – 30 النشيد 31 – 32.

بركة موسى للشعب 33 الختام 34.

  1. هناك أفكار رئيسية فى هذا السفر وتتكرر لأهميتها حتى لا ينساها الشعب.
  2. العبودية والفداء: – لا يجب أن ينسى إسرائيل أنه كان عبداً فى مصر، فيذكر دائما أن الخطية هى السبب.
  3. محبة الله: – فهو خلصهم بذراع شديدة فعليهم أن يحبوه ( ولو أحبوا آلهة أخرى يستعبدوا لها) ولو أطاعوا تكون لهم البركة.

ج – النصيب الصالح: – الرب أعطاهم أرضاً جيدة تفيض لبناً وعسلاً.

د – شعب الرب: – هم أخص من جميع الشعوب ويجب أن يكونوا نوراً للعالم.

و – مذبح الرب: – فى المكان الذى يختاره الرب (أصبح أورشليم بعد ذلك).

  1. يتسم هذا السفر بكلمات معينة مثل “إسمع / تعلم / إحترز / إعمل وليس المقصود بالسمع هو السمع فقط بل أن يسمع الإنسان ويعمل.” طوبى لمن لهُ أذنان للسمع… “فالدعوة للسمع هى دعوة للطاعة أيضاً فالسماع ليس للمعرفة فقط بل حتى ننفذ ما نسمع ونضبط أنفسنا على حسب ما نسمع.

10 – كان موسى يذكرهم بخطاياهم فى البرية ومحبة الله لهم وعنايته والتكرار حتى لا ينسوا أعمال الله. فنحن نذكر خطايانا حتى لا ننتفخ ونتكبر ونذكر محبة الله فتلتهب قلوبنا حباً نحوه….

  1. إمتلاك الأرض وحب الله لهم وعطاياه، هذه نعمة مجانية لا يستحقونها بسبب خطاياهم فهم شعب عنيد. ولكن هناك شرط حتى يظلوا فى الأرض ولا يُحرموا منها، ألا وهو الطاعة وهذه تشبه “من يغلب… لن أمحو إسمه من سفر الحياة” (رؤ3: 5).
  2. كاتب الإصحاح الأخير غالباً هو يشوع بن نون الذى أكمل المسيرة ودخل بالشعب إلى أرض الميعاد.
  3. موسى يُقدم فى سفر التثنية ما يُمكن تسميته تفسير التاريخ بطريقة روحية فمثلاً: -.
  4. هم قضوا 40 سنة توهان فى البرية ولكن هذا لم يكن صدفة بل عقوبة من الله بسبب عصيانهم.
  5. ثيابهم لم تبلى هذه السنين كلها بل وأحذيتهم أيضاً وربما هم لم يلاحظوا هذا ولكن موسى هنا يشير لهذه المعجزة وهى دليل عناية الله بشعبه.

ج – خروجهم من مصر ونجاتهم يشيران لقوة الله وإختيارهم كشعب لهُ.

إذاً فتفسير التاريخ بطريقة روحية سيؤدى إلى أن نفهم أن الله هو ضابط الكل.

  1. إقتبس العهد الجديد من هذا السفر 83 مرة تقريباً. فالمسيح فى حواره مع المُجرِّب رد عليه بأيات من هذا السفر وإقتبس منه حينما لخص الناموس.
  2. يُمكن القول أن السفر هو معاهدة بين الله والشعب إن التزموا بوصاياه يُباركهم والعكس. والله يود أن يتبادل الحب مع شعبه إن أحبوه سيفرحون ويجدوا بركات. وعلامة حب الله لهم بركاته وعلامة محبتهم لله طاعتهم. وهذا نفس ما أراده الله مع آدم ولكن آدم إختار عدم الطاعة فمات.

الإصحاح الأول

العدد 1

آية (1): –

“1هذَا هُوَ الْكَلاَمُ الَّذِي كَلَّمَ بِهِ مُوسَى جَمِيعَ إِسْرَائِيلَ، فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ، فِي الْبَرِّيَّةِ فِي الْعَرَبَةِ، قُبَالَةَ سُوفَ، بَيْنَ فَارَانَ وَتُوفَلَ وَلاَبَانَ وَحَضَيْرُوتَ وَذِي ذَهَبٍ.”.

فى عبر الأردن = وردت هذه العبارة مرات عديدة للإشارة إلى الجانب الشرقى من نهر الأردن ووردت عدة مرات للإشارة إلى الجانب الغربى والمقصود هنا الضفة الشرقية.

العربة = المنحدر الذى يجرى فيه نهر الأردن ويقصد به المنطقة الشرقية الممتدة من البحر الأحمر إلى شمال البحر الميت. قبالة سوف = كانوا مواجهين للبحر الأحمر وبالذات لخليج العقبة. ولاحظ تحديد المكان بدقة إشارة لإهتمام الله بشعبه وفى كل مكان كانت عين الله عليهم.

فاران = برية على حدود أدوم جنوب الأردن تجاه جبل سيناء. هى غالباً صحراء التيه.

العدد 2

آية (2): –

“2أَحَدَ عَشَرَ يَوْمًا مِنْ حُورِيبَ عَلَى طَرِيقِ جَبَلِ سِعِيرَ إِلَى قَادَشَ بَرْنِيعَ.”.

أحد عشر يوماً من حوريب… إلى قادش برنيع = قادش برنيع كانت المكان الذى أرسلوا منه الجواسيس وفيه حُكم عليهم بالتوهان 40 سنة وذكر المدة 11 يوماً ربما للتوبيخ فما نقطعه فى 11 يوماً قطعناه فى سنين طويلة بسبب العصيان. ونحن كم مرة ندور ونرجع للوراء ونخسر كثيراً بسبب ذلك. حوريب = حيث ظهر الله لموسى أولاً (خر1: 3).

العدد 3

آية (3): –

“3فَفِي السَّنَةِ الأَرْبَعِينَ، فِي الشَّهْرِ الْحَادِي عَشَرَ فِي الأَوَّلِ مِنَ الشَّهْرِ، كَلَّمَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ حَسَبَ كُلِّ مَا أَوْصَاهُ الرَّبُّ إِلَيْهِمْ.”.

لاحظ أنهم الآن على وشك الدخول فى معارك حربية مع شعوب قوية. ولكن موسى نجده لا يكلمهم عن معارك حربية وخطط بل عن حُب الله وطاعة وصاياه. فهذا هو ما يجعلهم ينتصرون لو أن الله فى وسطهم إن تقدسوا.

العدد 4

آية (4): –

“4بَعْدَ مَا ضَرَبَ سِيحُونَ مَلِكَ الأَمُورِيِّينَ السَّاكِنَ فِي حَشْبُونَ، وَعُوجَ مَلِكَ بَاشَانَ السَّاكِنَ فِي عَشْتَارُوثَ فِي إِذْرَعِي.”.

هل تبحث عن  البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية ( 10 : 4 ـ 13 ) يوم الاربعاء

ذكر إنتصاراتهم على سيحون وعوج هو لتشجيعهم قبل دخول معارك مع شعب كنعان. وإذرعى هى عاصمة باشان وعشتاروت هو إله القمر الذى يعبدونه.

العدد 5

آية (5): –

“5فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ، فِي أَرْضِ مُوآبَ، ابْتَدَأَ مُوسَى يَشْرَحُ هذِهِ الشَّرِيعَةَ قَائِلاً:”.

يشرح = إذاً هو لا يكرر بل يفسر ويشرح. الشريعة = شريعة بالعبرية تسمى توراة وقد يُسمى سفر التثنية بالتوراة وقد تُسمى أسفار موسى بالتوراة وقد يُسمى العهد القديم كله بالتوراة من باب إطلاق الجزء على الكل.

العدد 6

آية (6): –

“6«اَلرَّبُّ إِلهُنَا كَلَّمَنَا فِي حُورِيبَ قَائِلاً: كَفَاكُمْ قُعُودٌ فِي هذَا الْجَبَلِ،”.

قضى الشعب فى حوريب حوالى سنة. وكان الشعب خلال هذه المدة فى تدريب روحى عظيم ورأوا هناك إعلانات روحية وتسلموا الشريعة. ثم نجد الله يقول لهم كفاكم قعود فى هذا الجبل = هذا هو إشتياق الله الذى يمسك بأيدينا ليُدخلنا مجده فهو لا يكتفى بوجودنا على الأرض حتى لو كنا فى جبل حوريب. وحتى لو سمح الله بفترة ضيق 40 سنة فهو الذى يعلم متى يضعنا فى الضيق ومتى يُخرجنا منه بل هو يصحبنا ويقودنا وهو الذى يُخطط ويُدبر وهو الذى يدعو حتى نصل إلى كنعان السماوية.

العدد 7

آية (7): –

“7تَحَوَّلُوا وَارْتَحِلُوا وَادْخُلُوا جَبَلَ الأَمُورِيِّينَ وَكُلَّ مَا يَلِيهِ مِنَ الْعَرَبَةِ وَالْجَبَلِ وَالسَّهْلِ وَالْجَنُوبِ وَسَاحِلِ الْبَحْرِ، أَرْضَ الْكَنْعَانِيِّ وَلُبْنَانَ إِلَى النَّهْرِ الْكَبِيرِ، نَهْرِ الْفُرَاتِ.”.

هنا يحدد لهم الله حدود بلادهم الموعود بها وهذه لم تتحقق سوى أيام سليمان. وجبل الأموريين = لأن قبائل الأموريين كانت تحتل المنطقة. أرض الكنعانى = يقصد بها فلسطين بوجه عام، فنسل كنعان سكن هذه البلاد.

العدد 8

آية (8): –

“8اُنْظُرْ. قَدْ جَعَلْتُ أَمَامَكُمُ الأَرْضَ. ادْخُلُوا وَتَمَلَّكُوا الأَرْضَ الَّتِي أَقْسَمَ الرَّبُّ لآبَائِكُمْ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أَنْ يُعْطِيَهَا لَهُمْ وَلِنَسْلِهِمْ مِنْ بَعْدِهِمْ.”.

أنظر = يكلمهم الله بصيغة المفرد بإعتبارهم شعباً فكأنه يقول أنظر يا شعبى وهو سماهم من قبل إسرائيل إبنى البكر فالله يود أن يرى الوحدة فى شعبه.

الأعداد 9-10

الأيات (9 – 10): –

“9« وَكَلَّمْتُكُمْ فِي ذلِكَ الْوَقْتِ قَائِلاً: لاَ أَقْدِرُ وَحْدِي أَنْ أَحْمِلَكُمْ. 10اَلرَّبُّ إِلهُكُمْ قَدْ كَثَّرَكُمْ. وَهُوَذَا أَنْتُمُ الْيَوْمَ كَنُجُومِ السَّمَاءِ فِي الْكَثْرَةِ.”.

كان يثرون حمو موسى هو صاحب هذه المشورة.

العدد 11

آية (11): –

“11الرَّبُّ إِلهُ آبَائِكُمْ يَزِيدُ عَلَيْكُمْ مِثْلَكُمْ أَلْفَ مَرَّةٍ، وَيُبَارِكُكُمْ كَمَا كَلَّمَكُمْ.”.

موسى هنا يطلب البركة لشعبه.

الأعداد 12-13

الأيات (12 – 13): –

“12كَيْفَ أَحْمِلُ وَحْدِي ثِقْلَكُمْ وَحِمْلَكُمْ وَخُصُومَتَكُمْ؟ 13هَاتُوا مِنْ أَسْبَاطِكُمْ رِجَالاً حُكَمَاءَ وَعُقَلاَءَ وَمَعْرُوفِينَ، فَأَجْعَلُهُمْ رُؤُوسَكُمْ.”.

معروفين = أى مشهوداً لهم.

الأعداد 14-16

الأيات (14 – 16): –

“14فَأَجَبْتُمُونِي وَقُلْتُمْ: حَسَنٌ الأَمْرُ الَّذِي تَكَلَّمْتَ بِهِ أَنْ يُعْمَلَ. 15فَأَخَذْتُ رُؤُوسَ أَسْبَاطِكُمْ رِجَالاً حُكَمَاءَ وَمَعْرُوفِينَ، وَجَعَلْتُهُمْ رُؤُوسًا عَلَيْكُمْ، رُؤَسَاءَ أُلُوفٍ، وَرُؤَسَاءَ مِئَاتٍ، وَرُؤَسَاءَ خَمَاسِينَ، وَرُؤَسَاءَ عَشَرَاتٍ، وَعُرَفَاءَ لأَسْبَاطِكُمْ. 16 وَأَمَرْتُ قُضَاتَكُمْ فِي ذلِكَ الْوَقْتِ قَائِلاً: اسْمَعُوا بَيْنَ إِخْوَتِكُمْ وَاقْضُوا بِالْحَقِّ بَيْنَ الإِنْسَانِ وَأَخِيهِ وَنَزِيلِهِ.”.

ونزيله = من عدالة الشريعة عدم التفريق بين اليهودى والغريب المستوطن. عرفاء = المشرفين على تنفيذ أوامر الرؤساء. معروفين: – إختبروا حكمتهم من قبل.

الأعداد 17-18

الأيات (17 – 18): –

“17لاَ تَنْظُرُوا إِلَى الْوُجُوهِ فِي الْقَضَاءِ. لِلصَّغِيرِ كَالْكَبِيرِ تَسْمَعُونَ. لاَ تَهَابُوا وَجْهَ إِنْسَانٍ لأَنَّ الْقَضَاءَ ِللهِ. وَالأَمْرُ الَّذِي يَعْسُرُ عَلَيْكُمْ تُقَدِّمُونَهُ إِلَيَّ لأَسْمَعَهُ. 18 وَأَمَرْتُكُمْ فِي ذلِكَ الْوَقْتِ بِكُلِّ الأُمُورِ الَّتِي تَعْمَلُونَهَا.”.

أساس القضاء العادل خوف الله. والعمل على نشر العدالة بحسب إرادته.

العدد 19

آية (19): –

“19«ثُمَّ ارْتَحَلْنَا مِنْ حُورِيبَ، وَسَلَكْنَا كُلَّ ذلِكَ الْقَفْرِ الْعَظِيمِ الْمَخُوفِ الَّذِي رَأَيْتُمْ فِي طَرِيقِ جَبَلِ الأَمُورِيِّينَ، كَمَا أَمَرَنَا الرَّبُّ إِلهُنَا. وَجِئْنَا إِلَى قَادَشَ بَرْنِيعَ.”.

القفر العظيم المخوف = الأجزاء الشمالية من سيناء والجزء الجنوبى من برية فاران وهو مخوف لإتساعه ووعورته وندرة المياه ومتاعب السفر والوحوش والأعداء من الشعوب المجاورة. من ساعدهم فى أن يسلكوا هذا القفر العظيم هو الله، كان قادراً أن يُكمل معهم لكنهم نسوا عمل الله وشكوا.

الأعداد 20-21

الأيات (20 – 21): –

“20فَقُلْتُ لَكُمْ: قَدْ جِئْتُمْ إِلَى جَبَلِ الأَمُورِيِّينَ الَّذِي أَعْطَانَا الرَّبُّ إِلهُنَا. 21اُنْظُرْ. قَدْ جَعَلَ الرَّبُّ إِلهُكَ الأَرْضَ أَمَامَكَ. اصْعَدْ تَمَلَّكْ كَمَا كَلَّمَكَ الرَّبُّ إِلهُ آبَائِكَ. لاَ تَخَفْ وَلاَ تَرْتَعِبْ.”.

هنا كانوا قد وصلوا إلى قادش برنيع بالقرب من أرض الميعاد ودعاهم موسى لأن يمتلكوا.

الأعداد 22-25

الأيات (22 – 25): –

“22فَتَقَدَّمْتُمْ إِلَيَّ جَمِيعُكُمْ وَقُلْتُمْ: دَعْنَا نُرْسِلْ رِجَالاً قُدَّامَنَا لِيَتَجَسَّسُوا لَنَا الأَرْضَ، وَيَرُدُّوا إِلَيْنَا خَبَرًا عَنِ الطَّرِيقِ الَّتِي نَصْعَدُ فِيهَا وَالْمُدُنِ الَّتِي نَأْتِي إِلَيْهَا. 23فَحَسُنَ الْكَلاَمُ لَدَيَّ، فَأَخَذْتُ مِنْكُمُ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلاً. رَجُلاً وَاحِدًا مِنْ كُلِّ سِبْطٍ. 24فَانْصَرَفُوا وَصَعِدُوا إِلَى الْجَبَلِ وَأَتَوْا إِلَى وَادِي أَشْكُولَ وَتَجَسَّسُوهُ، 25 وَأَخَذُوا فِي أَيْدِيهِمْ مِنْ أَثْمَارِ الأَرْضِ وَنَزَلُوا بِهِ إِلَيْنَا، وَرَدُّوا لَنَا خَبَرًا وَقَالُوا: جَيِّدَةٌ هِيَ الأَرْضُ الَّتِي أَعْطَانَا الرَّبُّ إِلهُنَا.”.

هنا نجد موسى يشرح ما ورد فى سفر العدد. فنحن فى سفر العدد لم نفهم لماذا أرسل موسى الجواسيس إلى أرض الميعاد بعد أن وعده الله بأن ينصرهم فالتجسس هنا مثل من يضىء شمعة فى نور الشمس. ولكن نفهم هنا أن موسى وافق بديموقراطية على طلب الشعب. وهنا موسى ينبههم على ضعفهم حتى لا يقعوا فى هذا الفخ ثانية. فبعد أن يقودهم الله فى سحابة ما معنى إرسال جواسيس.

هل تبحث عن  وفَرَجُه قريب

العدد 26

آية (26): –

“26«لكِنَّكُمْ لَمْ تَشَاءُوا أَنْ تَصْعَدُوا، وَعَصَيْتُمْ قَوْلَ الرَّبِّ إِلهِكُمْ،”.

انظر كم تحملوا من خسارة بسبب عدم طاعتهم. إذاً هى دعوة للطاعة.

الأعداد 27-30

الأيات (27 – 30): –

“27 وَتَمَرْمَرْتُمْ فِي خِيَامِكُمْ وَقُلْتُمُ: الرَّبُّ بِسَبَبِ بُغْضَتِهِ لَنَا، قَدْ أَخْرَجَنَا مِنْ أَرْضِ مِصْرَ لِيَدْفَعَنَا إِلَى أَيْدِي الأَمُورِيِّينَ لِكَيْ يُهْلِكَنَا. 28إِلَى أَيْنَ نَحْنُ صَاعِدُونَ؟ قَدْ أَذَابَ إِخْوَتُنَا قُلُوبَنَا قَائِلِينَ: شَعْبٌ أَعْظَمُ وَأَطْوَلُ مِنَّا. مُدُنٌ عَظِيمَةٌ مُحَصَّنَةٌ إِلَى السَمَاءِ، وَأَيْضًا قَدْ رَأَيْنَا بَنِي عَنَاقَ هُنَاكَ. 29فَقُلْتُ لَكُمْ: لاَ تَرْهَبُوا وَلاَ تَخَافُوا مِنْهُمُ. 30الرَّبُّ إِلهُكُمُ السَّائِرُ أَمَامَكُمْ هُوَ يُحَارِبُ عَنْكُمْ حَسَبَ كُلِّ مَا فَعَلَ مَعَكُمْ فِي مِصْرَ أَمَامَ أَعْيُنِكُمْ”.

تمرمرتم = تذمرتم. الرب بسبب بغضته لنا؟! = هل بعد كل ما صنعه الرب لهم يُقال هذا! ولكن القلب الفاسد لا يعترف بمحبة الله وبأن كل الأمور تعمل معاً للخير.

الأعداد 31-32

الأيات (31 – 32): –

“31 وَفِي الْبَرِّيَّةِ، حَيْثُ رَأَيْتَ كَيْفَ حَمَلَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ كَمَا يَحْمِلُ الإِنْسَانُ ابْنَهُ فِي كُلِّ الطَّرِيقِ الَّتِي سَلَكْتُمُوهَا حَتَّى جِئْتُمْ إِلَى هذَا الْمَكَانِ. 32 وَلكِنْ فِي هذَا الأَمْرِ لَسْتُمْ وَاثِقِينَ بِالرَّبِّ إِلهِكُمُ”.

لقد سبق موسى وإشتكى أنه يحملهم (عد12: 11) والآن أدرك أن الله يحملهم جميعاً. وتعبير أن الله يحملهم كما تحمل الأم رضيعها تعبير خاص بسفر التثنية ودعوة للحب.

العدد 33

آية (33): –

“33السَّائِرِ أَمَامَكُمْ فِي الطَّرِيقِ، لِيَلْتَمِسَ لَكُمْ مَكَانًا لِنُزُولِكُمْ، فِي نَارٍ لَيْلاً لِيُرِيَكُمُ الطَّرِيقَ الَّتِي تَسِيرُونَ فِيهَا، وَفِي سَحَابٍ نَهَارًا.”.

هذه الآية تساوى انا ذاهب لأعد لكم مكاناً فهو الطريق.

الأعداد 34-36

الأيات (34 – 36): –

“34 وَسَمِعَ الرَّبُّ صَوْتَ كَلاَمِكُمْ فَسَخِطَ وَأَقْسَمَ قَائِلاً: 35لَنْ يَرَى إِنْسَانٌ مِنْ هؤُلاَءِ النَّاسِ، مِنْ هذَا الْجِيلِ الشِّرِّيرِ، الأَرْضَ الْجَيِّدَةَ الَّتِي أَقْسَمْتُ أَنْ أُعْطِيَهَا لآبَائِكُمْ، 36مَا عَدَا كَالِبَ بْنَ يَفُنَّةَ. هُوَ يَرَاهَا، وَلَهُ أُعْطِي الأَرْضَ الَّتِي وَطِئَهَا، وَلِبَنِيهِ، لأَنَّهُ قَدِ اتَّبَعَ الرَّبَّ تَمَامًا.”.

هنا يذكر كالب ولا يذكر يشوع فيشوع الآن هو القائد المنتظر (آية38).

العدد 37

آية (37): –

“37 وَعَلَيَّ أَيْضًا غَضِبَ الرَّبُّ بِسَبَبِكُمْ قَائِلاً: وَأَنْتَ أَيْضًا لاَ تَدْخُلُ إِلَى هُنَاكَ.”.

كان بين حادث الجواسيس وحادثة حرمان موسى 37 سنة وموسى يذكر هذا هنا الآن فالحادثتين أديا لحرمان الشعب وموسى من دخول أرض الميعاد.

العدد 38

آية (38): –

“38يَشُوعُ بْنُ نُونَ الْوَاقِفُ أَمَامَكَ هُوَ يَدْخُلُ إِلَى هُنَاكَ. شَدِّدْهُ لأَنَّهُ هُوَ يَقْسِمُهَا لإِسْرَائِيلَ.”.

شدده = بوضع يديك عليه ليحل عليه روح الرب (عد 23، 22: 27) وزوده بنصائحك وإرشاداتك وعزز مركزه أمام الشعب.

الأعداد 39-40

الأيات (39 – 40): –

“39 وَأَمَّا أَطْفَالُكُمُ الَّذِينَ قُلْتُمْ يَكُونُونَ غَنِيمَةً، وَبَنُوكُمُ الَّذِينَ لَمْ يَعْرِفُوا الْيَوْمَ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ فَهُمْ يَدْخُلُونَ إِلَى هُنَاكَ، وَلَهُمْ أُعْطِيهَا وَهُمْ يَمْلِكُونَهَا. 40 وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَحَوَّلُوا وَارْتَحِلُوا إِلَى الْبَرِّيَّةِ عَلَى طَرِيقِ بَحْرِ سُوفَ.”.

الآباء الذين خافوا على أولادهم لم يدخلوا أرض الميعاد والأولاد دخلوا.

الأعداد 41-43

الأيات (41 – 43): –

“41«فَأَجَبْتُمْ وَقُلْتُمْ لِي: قَدْ أَخْطَأْنَا إِلَى الرَّبِّ. نَحْنُ نَصْعَدُ وَنُحَارِبُ حَسَبَ كُلِّ مَا أَمَرَنَا الرَّبُّ إِلهُنَا. وَتَنَطَّقْتُمْ كُلُّ وَاحِدٍ بِعُدَّةِ حَرْبِهِ، وَاسْتَخْفَفْتُمُ الصُّعُوْدَ إِلَى الْجَبَلِ. 42فَقَالَ الرَّبُّ لِي: قُلْ لَهُمْ: لاَ تَصْعَدُوا وَلاَ تُحَارِبُوا، لأَنِّي لَسْتُ فِي وَسَطِكُمْ لِئَلاَّ تَنْكَسِرُوا أَمَامَ أَعْدَائِكُمْ. 43فَكَلَّمْتُكُمْ وَلَمْ تَسْمَعُوا بَلْ عَصَيْتُمْ قَوْلَ الرَّبِّ وَطَغَيْتُمْ، وَصَعِدْتُمْ إِلَى الْجَبَلِ.”.

طغيتم = تجبرتم بوقاحة وتحديتم أوامر الله.

الأعداد 44-45

الأيات (44 – 45): –

“44فَخَرَجَ الأَمُورِيُّونَ السَّاكِنُونَ فِي ذلِكَ الْجَبَلِ لِلِقَائِكُمْ وَطَرَدُوكُمْ كَمَا يَفْعَلُ النَّحْلُ، وَكَسَرُوكُمْ فِي سِعِيرَ إِلَى حُرْمَةَ. 45فَرَجَعْتُمْ وَبَكَيْتُمْ أَمَامَ الرَّبِّ، وَلَمْ يَسْمَعِ الرَّبُّ لِصَوْتِكُمْ وَلاَ أَصْغَى إِلَيْكُمْ.”.

بكيتم = هو ندم ولكنها توبة غير حقيقية. هم كانوا مثل عيسو (عب 17: 12) الأموريون = قارن مع (عد45: 14) فالعمالقة والكنعانيون أسماهم هنا أموريون فالأموريون يُطلَق أسمهم على كل الشعوب فهم الأعظم فى المنطقة.

العدد 46

آية (46): –

“46 وَقَعَدْتُمْ فِي قَادَشَ أَيَّامًا كَثِيرَةً كَالأَيَّامِ الَّتِي قَعَدْتُمْ فِيهَا.”.

أياماً كثيرة = قيل أن الشعب كان قد تمركز فى قادش وكان يذهب ويجىء إليها وقيل أنهم قضوا فى قادش 19 سنة عادوا بعدها للإرتحال فى البرية لمدة طويلة حتى فنى كل الجيل من الرجال الذين خرجوا من مصر كالأيام التى قعدتم فيها = بالعربية قعدتم ما قعدتم (قعدتم أد ما قعدتم).

ملحوظة: – حين طلب منهم الله أن يصعدوا إمتنعوا، وحين طلب منهم عدم الصعود صعدوا. المشكلة أنهم يريدون تنفيذ إرادتهم الخاصة لذلك يعلمنا السيد المسيح أن نصلى لتكن مشيئتك.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي