الأصحاح الثالث تفسير الرسالة إلى العبرانيين القمص أنطونيوس فكري

الإصحاح الثالث

ص 3، 4 هما مقارنة بين خطة التدبير الإلهي التي نفذها الله على يد موسى ويشوع وبين خطة التدبير الإلهى التى نفذها المسيح.

العدد 1

آية (1): –

“1مِنْ ثَمَّ أَيُّهَا الإِخْوَةُ الْقِدِّيسُونَ، شُرَكَاءُ الدَّعْوَةِ السَّمَاوِيَّةِ، لاَحِظُوا رَسُولَ اعْتِرَافِنَا وَرَئِيسَ كَهَنَتِهِ الْمَسِيحَ يَسُوعَ.”.

ترجمة توضيحية للآية “لاحظوا يسوع رسول ورئيس كهنة إعترافنا”. إعترافنا = إيماننا.

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الْقِدِّيسُونَ = أليسوا هم إخوة للمسيح وأعضاء جسده وهو إشترك فى لحمنا ودمنا ولكن ليس معنى هذا أن الكل صاروا قديسين، فالسيد المسيح قال لتلاميذه “والآن كلكم طاهرين ولكن ليس كلكم” (فيهوذا كان فى وسطهم).

شُرَكَاءُ الدَّعْوَةِ السَّمَاوِيَّةِ = هى دعوة سماوية نتمتع فيها بالمسيح السماوى ولتكون حياتنا الأبدية مع الله ومع شركة القديسين فى تسبيح يدوم للأبد فى السماء. هى دعوة لنرث الخيرات السماوية. ولكن هى دعوة وهناك من يرفضها. والمسيح أعطانا أن نحيا السماويات على الأرض إذ “طأطأ السموات ونزل” (مز18: 9). وأعطانا وعدا أنه وسطنا دائما، وحيثما يوجد المسيح توجد السماء (مت18: 20 + مت28: 20). لذلك يقول الرسول أن سيرتنا (مواطنتنا أو جنسيتنا) هى فى السماء “(فى3: 20).

رَسُولَ وَرَئِيسَ كَهَنَهِ = رسول هذه تشير للتجسد ورئيس كهنة تشير لذبيحة الصليب هنا المسيح يجمع وظيفتين رسول “مثل موسى” ورئيس كهنة (مثل هارون) (راجع مت15: 24) + (يو17: 3). هنا نرى المسيح مرسلاً بالجسد، ليؤسس عهدا جديدا بدمه كرئيس كهنة يقدم ذبيحة جسده، والمسيحى يعترف ويؤمن بأن هذا هو طريق الخلاص.

رئيس كهنة اعترافنا = اعترافنا أى إيماننا. فغاية رسالة المسيح هى إعلان إيماننا. وهو رئيس كهنة هذا الإيمان الجديد. فإن كان العبرانيون قد حرموا من الكهنوت اللاوى ورئيس الكهنة اليهودى فهم يتمتعون الآن برئيس كهنة سماوى على مستوى إلهى، يقدم حياته فدية عن شعبه، وهو ليس رئيس كهنة على ناموس موسى بل رئيس كهنة سماوى حسب الإيمان الجديد. ويسمى الإيمان هنا إعتراف لأن الإيمان مرتبط جوهرياً بالإعتراف بالله وبإبنه. لاَحِظُوا = أى انتبهوا ذهنياً لتعرفوا المسيح رئيس الكهنة معرفة حسنة.

العدد 2

آية (2): –

“2حَالَ كَوْنِهِ أَمِينًا لِلَّذِي أَقَامَهُ، كَمَا كَانَ مُوسَى أَيْضًا فِي كُلِّ بَيْتِهِ.”.

بولس الرسول يتكلم عن موسى بكل إحترام ولا يقلل من شأنه. ولقد ذكر فى (عد12: 7) أن موسى كان أميناً على بيت الله أى وسط شعبه. وهكذا كان المسيح أميناً فى رسالته.

لِلَّذِي أَقَامَهُ = الروح القدس هيأ جسد المسيح فى بطن العذراء والآب أرسله للعالم.

العدد 3

آية (3): –

“3فَإِنَّ هذَا قَدْ حُسِبَ أَهْلاً لِمَجْدٍ أَكْثَرَ مِنْ مُوسَى، بِمِقْدَارِ مَا لِبَانِي الْبَيْتِ مِنْ كَرَامَةٍ أَكْثَرَ مِنَ الْبَيْتِ.”.

المسيح كان أميناً وموسى كان أميناً. ولكن عليكم أن تعرفوا أن المسيح إستحق مجداً أعظم من مجد موسى. فموسى جزء من بيت الله الذى خلقه المسيح. فالمسيح هو الخالق لكل البيت الذى من ضمنه موسى. هو خلقنا وجدد خلقتنا. فمجد الخالق بانى البيت أعظم من مجد البيت نفسه. بَانِي الْبَيْتِ = الخالق وصانع التدبير بأكمله.

هل تبحث عن  الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار ( 15 : 36 - 16 : 5 ) يوم الاربعاء

العدد 4

آية (4): –

“4لأَنَّ كُلَّ بَيْتٍ يَبْنِيهِ إِنْسَانٌ مَا، وَلكِنَّ بَانِيَ الْكُلِّ هُوَ اللهُ.”.

فالمسيح هو الذى أعطى الناموس لموسى ليدبر به الشعب اليهودى. وصار موسى مدبراً لبيت إسرائيل ولكن مدبر الكل (إسرائيل والشعب المسيحى وموسى نفسه) هو الله. وبهذه الآية يطمئن الرسول العبرانيين أنهم ما زالوا فى بيت الله.

العدد 5

آية (5): –

“5 وَمُوسَى كَانَ أَمِينًا فِي كُلِّ بَيْتِهِ كَخَادِمٍ، شَهَادَةً لِلْعَتِيدِ أَنْ يُتَكَلَّمَ بِهِ.”.

موسى كان أميناً على بيت الله لكى يخدمه ويشهد لهذا الذى سوف يتكلم به الله إلى الشعب الإسرائيلي. أى موسى كان يشهد للمسيح.

العدد 6

آية (6): –

“6 وَأَمَّا الْمَسِيحُ فَكَابْنٍ عَلَى بَيْتِهِ. وَبَيْتُهُ نَحْنُ إِنْ تَمَسَّكْنَا بِثِقَةِ الرَّجَاءِ وَافْتِخَارِهِ ثَابِتَةً إِلَى النِّهَايَةِ.”.

الرسول يخرج بنتيجة روحية بعد المناقشة النظرية فى سمو المسيح عن موسى فهو توصل أننا البيت الذى بناه المسيح. ولكن حتى نبقى نحن كبيت الله الذى خدمه موسى لفترة ويقيم فيه الآن الإبن كصاحب بيت يقدسنا كمسكن أبدى له، يجب أن نتمسك بثقة بإيماننا به ونضع فيه رجاؤنا الذى نفتخر به. افْتِخَارِهِ = الإفتخار بالرجاء بالمسيح يشير للمجاهرة بإيماننا هذا بلا خوف. والثقة بالرجاء هى الإيمان (عب11). وَبَيْتُهُ نَحْنُ = ألسنا أحجاراً حية يبنى بها هذا البيت الذي هو هيكل الله ونحن هيكل الله (1بط5: 2 + 1كو16: 3)، ولو تمسكنا بإيماننا وإفتخرنا به سنظل فى هذا البيت الذى أسسه المسيح وسنجد موسى الذى تحبونه أيضا معكم فى هذا البيت، بل والمسيح أيضا، أما من يترك الإيمان فقد خرج خارج هذا البيت.

الأعداد 7-8

الآيات (7 – 8): –

“7لِذلِكَ كَمَا يَقُولُ الرُّوحُ الْقُدُسُ: «الْيَوْمَ، إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ 8فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ، كَمَا فِي الإِسْخَاطِ، يَوْمَ التَّجْرِبَةِ فِي الْقَفْر.”.

لكى نكون بيت الله يتوقف هذا على أن نتمسك بالإيمان والرجاء والحياة المقدسة فى طاعة الله حتى النهاية. ثم إقتبس الرسول من مزمور95 ونسب هذا القول للروح القدس الذى كان يتكلم على لسان داود (2صم23: 2) + (أع1: 16). ولنلاحظ أنه بالرغم من أمانة موسى هلك كثيرين من الشعب فى البرية بسبب عصيانهم ولم يدخلوا أرض الراحة. والآن لو تقست قلوبنا وتذمرنا وأنكرنا الإيمان كما فعلوا لن ندخل راحة المسيح وسنحرم من رعاية الله الفائقة. وكانت خطايا الشعب وقسوة قلبه قد ظهرت فى المواقف التالية:

  1. عدم الثقة أن الله فى وسطهم فتذمروا بسبب الماء وتذمروا على المن
  2. الإرتداد عن الله الحى وعبادة آلهة أخرى (كما حدث فى موضوع العجل).
  3. إهانة الرب بعدم تصديق وعوده (فى موضوع تجسس الأرض).

والآن إن كانت قلوبنا قاسية لا تتقبل عمل الكلمة الإلهى فيها سنحرم من الراحة المنتظرة.

الْيَوْمَ = أى الحياة الحاضرة. ولنعلم أن حياتنا السابقة لا تشفع لنا والمستقبل ليس فى أيدينا.

هل تبحث عن  85- قبِّلوا بعضكم بعضًا

صَوْتَهُ = من يسمع صوت إبن الله يحيا (يو5: 25) فمن لا يسمع سيهلك كما هلك اليهود إذ رفضوه.

العدد 9

آية (9): –

“9حَيْثُ جَرَّبَنِي آبَاؤُكُمُ. اخْتَبَرُونِي وَأَبْصَرُوا أَعْمَالِي أَرْبَعِينَ سَنَةً.”.

بالرغم أنهم أبصروا أعمالى العجيبة معهم إلا أن قلوبهم كانت قاسية.

العدد 10

آية (10): –

“10لِذلِكَ مَقَتُّ ذلِكَ الْجِيلَ، وَقُلْتُ: إِنَّهُمْ دَائِمًا يَضِلُّونَ فِي قُلُوبِهِمْ، وَلكِنَّهُمْ لَمْ يَعْرِفُوا سُبُلِي.”.

يَضِلُّونَ فِي قُلُوبِهِمْ = أى يُخدَعون بإرادتهم بقلوبهم. فالشر والخير أمام الإنسان وهو بحريته ينحاز لأي منهم وإذا إنحاز القلب لعمل الخير يرتاح الضمير. وإن إختار الشر إشتكى الضمير وإحتج وتألم. ولاحظ قول إرمياء النبى أن “القلب أخدع من كل شئ وهو نجيس” (إر17: 9). القلب هنا يمثل شهوات وضعف الإنسان، وفى مقابل هذا هناك الضمير. فالضمير هو مرآة صوت الله فى قلب الإنسان، ويظل الضمير معذباً إلى أن تسعفه أعمال الإيمان وغسل وتطهير الضمير بروح الله ودم المسيح الذى يطهر الضمائر من الأعمال الميتة (عب9: 14) ويعيد إليه فرحته وراحته. وعلامة رضى الله أن الإنسان يطلب التوبة فى قلبه، وعلامة غضب الله أن الإنسان يهرب من التوبة ولا يسعى للمغفرة ويكره الاعتراف بالخطية.

لَمْ يَعْرِفُوا سُبُلِي = الله عمل معهم أعمال خيرة ومعجزات باهرة، وأنذرهم وأدبهم حين أخطأوا. ولكنهم لم يفهموا ولم يروا يد الله لأن قلوبهم كانت منشغلة بشرورهم لذلك يقول “لا تقسوا قلوبكم” فالخطية تقسى القلب وتغلق الأذن والعين فلا نتعرف على أعمال الله. والله يعطى الإنسان بحسب اشتياقه فمن يطلب الأذن المفتوحة يعطيه الله أذناً مفتوحة ويسكب من روحه فى قلبه ويكشف له أسرار حكمته ونعمته.

العدد 11

آية (11): –

“11حَتَّى أَقْسَمْتُ فِي غَضَبِي: لَنْ يَدْخُلُوا رَاحَتِي».”.

وصلوا فى قساوة قلوبهم إلى أن الله أقسم أن لا يدخلوا راحته. ولكن أية راحة التى يتكلم عنها المزمور. فالمرنم يطلب من شعبه أن لا يقسوا قلوبهم مثل الشعب فى البرية فيخسروا الراحة. ولاحظ أن المرنم وشعبه الآن فى أرض كنعان أرض الراحة. لذلك فالراحة التى ينتظرها هى المكان الذى يهرب منه الحزن والكآبة والتنهد ويكون القلب فى فرح وسلام بلا تعب حيث يمسح الله كل دمعة من العيون.

العدد 12

آية (12): –

“12اُنْظُرُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ لاَ يَكُونَ فِي أَحَدِكُمْ قَلْبٌ شِرِّيرٌ بِعَدَمِ إِيمَانٍ فِي الارْتِدَادِ عَنِ اللهِ الْحَيِّ.”.

التذمر على موسى حرمهم من أرض الميعاد أما التذمر على المسيح سيحرمنا من السماء.

العدد 13

آية (13): –

“13بَلْ عِظُوا أَنْفُسَكُمْ كُلَّ يَوْمٍ، مَا دَامَ الْوَقْتُ يُدْعَى الْيَوْمَ، لِكَيْ لاَ يُقَسَّى أَحَدٌ مِنْكُمْ بِغُرُورِ الْخَطِيَّةِ.”.

عِظُوا أَنْفُسَكُمْ = الرسول يدعو لنهضة روحية لا يكف فيها الوعظ والتوجيه حتى تنكشف القلوب أمام كلمات المسيح فلا تهرب للضلال. فكلمة الرب تفضح الخطية.

كُلَّ يَوْمٍ = باستمرار. غرُور = فالخطية تلبس ثوباً مخادعاً لتبدو جذابة وهى بشعة، الشيطان يُصَوِّر لنا فقط لذة الخطية ويخفى عن أعيننا الألام والأحزان التى تعقبها. هكذا بدا لآدم أن الشجرة جيدة وهى قاتلة.

هل تبحث عن  ‏أما ثمرة البطن فهي عطيةُ من الربَ

العدد 14

آية (14): –

“14لأَنَّنَا قَدْ صِرْنَا شُرَكَاءَ الْمَسِيحِ، إِنْ تَمَسَّكْنَا بِبَدَاءَةِ الثِّقَةِ ثَابِتَةً إِلَى النِّهَايَةِ.”.

صِرْنَا شُرَكَاءَ الْمَسِيحِ = فى الجسد والدم، فى حياته، فى عطاياه بل سنرث معه نرث الله. ولكن كيف تستمر هذه الشركة؟ إِنْ تَمَسَّكْنَا بِبَدَاءَةِ الثِّقَةِ = أى نحتفظ بالإيمان الذى بدأنا به ثابت حتى نهاية حياتنا. ونحن صرنا شركاء المسيح أولاً فى المعمودية ثم الإفخارستيا. على أننا نلاحظ من آية 13 أن الخطية تسبب قساوة القلب. ومن آية 14 نرى أن شرط الشركة مع المسيح هو الإيمان. فالخطية تلد عدم الإيمان، وبدون الإيمان لا غفران للخطايا، فهناك طريق واحد لغفران الخطايا ألا وهو دم المسيح الذى يُكَفِّر. وعدم الإيمان يجلب أيضا حياة شريرة إذ لاخوف من الدينونة. الخطية تخدع النفس وتجلبها إلى عدم الإيمان وعدم الإيمان يدفع للخطية وهكذا تدور الدائرة ليصل القلب إلى حالة قساوة. إذاً أيها المرتد إحذر فإنك بهذا تندفع فى طريق الإنحدار للخطية والهلاك.

العدد 15

آية (15): –

“15إِذْ قِيلَ: «الْيَوْمَ، إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ، كَمَا فِي الإِسْخَاطِ».”.

نجد هذه الآية تكرار للآية 7. وكأن الرسول فى الآيات 8–14 يعلق على آية 7 ثم يذكرها ثانية للتشديد فى آية 15 ثم يعلق عليها ثانية فى الآيات 16–19.

العدد 16

آية (16): –

“16فَمَنْ هُمُ الَّذِينَ إِذْ سَمِعُوا أَسْخَطُوا؟ أَلَيْسَ جَمِيعُ الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ مِصْرَ بِوَاسِطَةِ مُوسَى؟.”.

فى الآيات 16–19 نستنتج أن عدم الإيمان وعدم الطاعة هو سر محنة الشعب الخارج من مصر. وبالتالى فنحن المسيحيين الذين أخرجنا المسيح من عبودية إبليس معرضين لنفس المصير إن تركنا الإيمان ولم نُطِع الوصايا. والإرتداد عن المسيحية مثلما أراد اليهود المتذمرين أن يرتدوا إلى مصر.

العدد 17

آية (17): –

“17 وَمَنْ مَقَتَ أَرْبَعِينَ سَنَةً؟ أَلَيْسَ الَّذِينَ أَخْطَأُوا، الَّذِينَ جُثَثُهُمْ سَقَطَتْ فِي الْقَفْرِ؟”.

راجع (عد32: 14–34) ومنه نفهم أن سبب آلامنا هو إبتعاد الله عنا. والله يبتعد عنا بسبب الخطية. ونلاحظ أن مدة التجسس كانت 40 يوماً والله مقتهم 40 سنة أى أن كل يوم قابله سنة عقاب. ومن هنا نرى حجم العقاب الزمنى.

العدد 18

آية (18): –

“18 وَلِمَنْ أَقْسَمَ: «لَنْ يَدْخُلُوا رَاحَتَهُ»، إِلاَّ لِلَّذِينَ لَمْ يُطِيعُوا؟”.

الله أقسم أن من خالفه ولم يطعه لن يدخل راحته. وعند العبرانيين فإن الله لو أقسم فالأمر قد وصل للذروة إما فى هبة ستعطى لهم أو حرمان سيقع حتماً لا محالة (راجع عب13: 6، 14). لاحظ أن هذه الآيات موجهة للعبرانيين أى المؤمنين الذين يفكرون فى الارتداد بسبب قسوة إضطهاد اليهود لهم.

العدد 19

آية (19): –

“19فَنَرَى أَنَّهُمْ لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَدْخُلُوا لِعَدَمِ الإِيمَانِ.”.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي