الأَصْحَاحُ الثَّالِثُ
عبور الأردن.
(1) التابوت أولًا (ع1 – 6).
(2) الوعود القديمة (ع7 – 11).
(3) معجزة العبور (ع12 – 17).
(1) التابوت أولًا (ع1 – 6):
1 فَبَكَّرَ يَشُوعُ فِي الْغَدِ وَارْتَحَلُوا مِنْ شِطِّيمَ وَأَتَوْا إِلَى الأُرْدُنِّ, هُوَ وَكُلُّ بَنِي إِسْرَائِيلَ, وَبَاتُوا هُنَاكَ قَبْلَ أَنْ عَبَرُوا. 2 وَكَانَ بَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَنَّ الْعُرَفَاءَ جَازُوا فِي وَسَطِ الْمَحَلَّةِ 3 وَأَمَرُوا الشَّعْبَ: «عِنْدَمَا تَرُونَ تَابُوتَ عَهْدِ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ وَالْكَهَنَةَ اللاَّوِيِّينَ حَامِلِينَ إِيَّاهُ, فَارْتَحِلُوا مِنْ أَمَاكِنِكُمْ وَسِيرُوا وَرَاءَهُ. 4 وَلَكِنْ يَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَسَافَةٌ نَحْوُ أَلْفَيْ ذِرَاعٍ بِالْقِيَاسِ. لاَ تَقْرُبُوا مِنْهُ لِكَيْ تَعْرِفُوا الطَّرِيقَ الَّذِي تَسِيرُونَ فِيهِ. لأَنَّكُمْ لَمْ تَعْبُرُوا هَذَا الطَّرِيقَ مِنْ قَبْلُ». 5 وَقَالَ يَشُوعُ لِلشَّعْبِ: «تَقَدَّسُوا لأَنَّ الرَّبَّ يَعْمَلُ غَدًا فِي وَسَطِكُمْ عَجَائِبَ». 6 وَقَالَ يَشُوعُ لِلْكَهَنَةِ: «احْمِلُوا تَابُوتَ الْعَهْدِ وَاعْبُرُوا أَمَامَ الشَّعْبِ». فَحَمَلُوا تَابُوتَ الْعَهْدِ وَسَارُوا أَمَامَ الشَّعْبِ.
العدد 1
ع1:
الغد: أي غد اليوم الثامن وهو اليوم التاسع.
تحرك الشعب بقيادة يشوع من شطيم في اليوم التاسع من نيسان ووصلوا إلى نهر الأردن بعد أن أعدوا زادًا للطريق (يش 1: 10، 11)، وباتوا ليلة على نهر الأردن لأن عبورهم النهر كان في اليوم العاشر من نيسان (يش 4: 19).
العدد 2
ع2:
بعد ثلاثة أيام من رجوع الجاسوسين، اللذين عادا في اليوم السادس من نيسان، مَرَّ العرفاء أي رؤساء الشعب بينهم أي في اليوم التاسع من نيسان قبل عبورهم نهر الأردن بيوم واحد.
العدد 3
ع3:
أمر الرؤساء الشعب أن يتحركوا خلف تابوت عهد الرب الذي يحمله الكهنة الذين من سبط لاوى. وتقدم التابوت أمام الشعب يشعرهم بالله الذي يقودهم فلا يخافوا من الأعداء. وفى هذه المرة حمل الكهنة التابوت بأنفسهم وليس اللاويين (عد4: 15) لخطورة الموقف ولتشجيع الشعب.
العدد 4
ع4:
أمر الرؤساء الشعب أيضًا أن تكون هناك مسافة بينهم وبين تابوت العهد الذي يسير أمامهم وهي ألفا ذراع أي حوالي كيلو متر وذلك لما يلي:
ليشعروا بمخافة الله فينظروه من بعيد ويخشعوا أمامه.
وجود مسافة كبيرة وهي كيلو متر تجعل التابوت واضحًا أمام عيون كل الشعب فيقودهم بسهولة ويتذكرون أن الله هو قائدهم في حياتهم الجديدة بأرض الميعاد. وذلك يرمز لقيادة الرب لنا في الحياة إلى كنعان الجديدة أي ملكوت السموات.
كانت هناك مسافة كبيرة بين التابوت وبينهم لتعلن أن الناموس في العهد القديم يعطينا مخافة الله ويعدنا للحياة معه، ولكن في العهد الجديد نقترب إلى الأقداس ونتناول جسد الرب ودمه.
كان تابوت العهد يحوى الوصايا العشر أي كلمة الله التي تقودنا في طريق الحياة معه.
وقد دعاه تابوت عهد الرب ليتذكروا عهدهم مع الرب بطاعة وصاياه فيحفظهم ويقويهم وينصرهم على أعدائهم.
العدد 5
ع5:
تقدسوا: بالاستحمام وغسل الملابس والابتعاد عن العلاقات الزيجية مع توبة القلب وترك كل خطية.
أمر يشوع الشعب أن يتقدسوا روحيًا وجسديًا استعدادًا لمعاينة عمل الله العظيم في عبورهم نهر الأردن.
العدد 6
ع6:
ثم أمر يشوع الكهنة أن يحملوا تابوت عهد الرب ويتقدموا أمام الشعب، ففعلوا هكذا في صباح اليوم العاشر من شهر نيسان.
† ليت الله يكون قائدًا لك في مسيرة حياتك فتتذكره في بداية كل يوم كهدف وحيد لك وتطلبه قبل أي عمل ليرشدك في كل خطواتك.
(2) الوعود القديمة (ع7 – 11):
7 فَقَالَ الرَّبُّ لِيَشُوعَ: «الْيَوْمَ أَبْتَدِئُ أُعَظِّمُكَ فِي أَعْيُنِ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ لِيَعْلَمُوا أَنِّي كَمَا كُنْتُ مَعَ مُوسَى أَكُونُ مَعَكَ. 8 وَأَمَّا أَنْتَ فَأْمُرِ الْكَهَنَةَ حَامِلِي تَابُوتِ الْعَهْدِ قَائِلًا: عِنْدَمَا تَأْتُونَ إِلَى ضَفَّةِ مِيَاهِ الأُرْدُنِّ تَقِفُونَ فِي الأُرْدُنِّ». 9 فَقَالَ يَشُوعُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: «تَقَدَّمُوا إِلَى هُنَا وَاسْمَعُوا كَلاَمَ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ». 10 ثُمَّ قَالَ يَشُوعُ: «بِهَذَا تَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ الْحَيَّ فِي وَسَطِكُمْ, وَطَرْدًا يَطْرُدُ مِنْ أَمَامِكُمُ الْكَنْعَانِيِّينَ وَالْحِثِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْجِرْجَاشِيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ. 11 هُوَذَا تَابُوتُ عَهْدِ سَيِّدِ كُلِّ الأَرْضِ عَابِرٌ أَمَامَكُمْ فِي الأُرْدُنِّ.
العدد 7
ع7:
أعلن الله ليشوع أنه سيظهر عظمته أمام الشعب كما عظّم موسى قبل ذلك. وبداية تعظيم يشوع هي شق نهر الأردن على يد يشوع وعبور الشعب، ثم سيعظمه بعد ذلك في انتصاره على شعوب أرض كنعان وتقسيمه أراضيهم بين أسباط بني إسرائيل.
العدد 8
ع8:
أمر يشوع الكهنة حاملى التابوت أنهم عند وصولهم إلى النهر وملامسة أرجلهم للمياه يقفون هناك، لأن المياه ستنسحب من تحت أرجلهم وينشق نهر الأردن كما سيأتى في (ع15).
الأعداد 9-11
ع9 – 11:
الكنعانيين: سكان ساحل البحر الأبيض من نسل كنعان.
الحثيين: شعب قوى من نسل كنعان أرضهم شمال فلسطين بين الفرات ولبنان.
الحويين: من نسل حام ويسكنون المدن ويعملون بالتجارة.
الفرزيين: من سكان القرى والصحارى ويعملون بالفلاحة أو الرعى.
الجرجاشيين: سكان شرق بحر الجليل.
الأموريين: يسكنون الجبال شرق الأردن وهم قوم أقوياء.
اليبوسيين: السكان القدامى لأورشليم وما حولها.
أكد لهم يشوع أن الله سيطرد الشعوب الوثنية من أمامهم، لأن قائدهم هو الله الظاهر أمامهم في تابوت عهده، والله هو إله الآلهة وسيد كل الأرض، فلا تقف أمامه آلهة الأمم التي هي الشياطين.
لنفرح لأن لنا من الرب موعدًا بميراث الملكوت سيحققه لنا مهماطال الزمن طبقًا لوعده الصادق. فلنطرد عنا كل خطية أو شهوة مهما كانت جذابة ولا نضطرب إن سقطنا بل نقوم سريعًا واثقين من محبة الله لنا بإعداده الميراث الأبدي لنملك معه.
(3) معجزة العبور (ع12 – 17):
12 فَالآنَ انْتَخِبُوا اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا مِنْ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ, رَجُلًا وَاحِدًا مِنْ كُلِّ سِبْطٍ. 13 وَيَكُونُ حِينَمَا تَسْتَقِرُّ بُطُونُ أَقْدَامِ الْكَهَنَةِ حَامِلِي تَابُوتِ الرَّبِّ سَيِّدِ الأَرْضِ كُلِّهَا فِي مِيَاهِ الأُرْدُنِّ, أَنَّ مِيَاهَ الأُرْدُنِّ الْمُنْحَدِرَةَ مِنْ فَوْقُ تَنْفَلِقُ وَتَقِفُ نَدًّا وَاحِدًا». 14 وَلَمَّا ارْتَحَلَ الشَّعْبُ مِنْ خِيَامِهِمْ لِيَعْبُرُوا الأُرْدُنَّ, وَالْكَهَنَةُ حَامِلُو تَابُوتِ الْعَهْدِ أَمَامَ الشَّعْبِ, 15 فَعِنْدَ إِتْيَانِ حَامِلِي التَّابُوتِ إِلَى الأُرْدُنِّ وَانْغِمَاسِ أَرْجُلِ الْكَهَنَةِ حَامِلِي التَّابُوتِ فِي ضَفَّةِ الْمِيَاهِ – وَالأُرْدُنُّ مُمْتَلِئٌ إِلَى جَمِيعِ شُطُوطِهِ كُلَّ أَيَّامِ الْحَصَادِ – 16 وَقَفَتِ الْمِيَاهُ الْمُنْحَدِرَةُ مِنْ فَوْقُ وَقَامَتْ نَدًّا وَاحِدًا بَعِيدًا جِدًّا عَنْ «أَدَامَ» الْمَدِينَةِ الَّتِي إِلَى جَانِبِ صَرْتَانَ, وَالْمُنْحَدِرَةُ إِلَى بَحْرِ الْعَرَبَةِ «بَحْرِ الْمِلْحِ» انْقَطَعَتْ تَمَامًا, وَعَبَرَ الشَّعْبُ مُقَابِلَ أَرِيحَا. 17 فَوَقَفَ الْكَهَنَةُ حَامِلُو تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ عَلَى الْيَابِسَةِ فِي وَسَطِ الأُرْدُنِّ رَاسِخِينَ, وَجَمِيعُ إِسْرَائِيلَ عَابِرُونَ عَلَى الْيَابِسَةِ حَتَّى انْتَهَى جَمِيعُ الشَّعْبِ مِنْ عُبُورِ الأُرْدُنِّ.
الأعداد 12-13
ع12 – 13:
ندًا: تقف كالسور أو الحائط.
أمر يشوع الشعب أن ينتخبوا رجلًا عن كل سبط لمهمة ستعلن فيما بعد، وأخبرهم أنه عندما تلامس أقدام الكهنة حاملى التابوت مياه النهر فإن المياه القادمة من ناحية الشمال أي من ناحية المنبع، ستتوقف في كومة واحدة عالية وتصير مثل سور من الماء، أما باقي المياه المتجهة نحو مصبها في البحر الميت فاستمرت تنسحب في طريقها، وهكذا صار باطن نهر الأردن أرضًا يابسة عبر عليها كل الشعب.
الأعداد 14-15
ع14 – 15:
شطوطه: شواطئ نهر الأردن وجسوره.
وهكذا حدث كوعد الرب، وكان الوقت هو زمن فيضان النهر بذوبان ثلوج جبال لبنان، مما يجعل النهر واسعًا وعنيفًا في جريانه وذلك في وقت أيام حصاد الشعير في آخر الشتاء.
العدد 16
ع16:
أدام: اسم مدينة بجوار صرتان تبعد 25 كيلومترًا شمال أريحا (خريطة 1).
بحر العربة: بحر الملح وهو البحر الميت الذي يصب فيه نهر الأردن من الشمال.
توقف جريان المياه في نهر الأردن عند مدينة أدام التي بجوار مدينة صرتان وهما يبعدان 25 كم شمالًا عن أريحا وعن المكان المتجمع فيه بني إسرائيل شرق الأردن. وانسحبت المياه نحو مصبها في البحر الميت فصار باطن الأردن مكشوفًا بلا مياه، فعبر الشعب كله من مكانهم الذي سمى فيما بعد بيت عبرة (يو1: 28)، لأن منه عبر بنو إسرائيل ووصلوا إلى الجانب الغربي الذي يسمى الجلجال (يش 4: 19) وكانوا بهذا يبعدون عن مدينة أريحا خمسة أميال.
ويلاحظ في عبور البحر الأحمر أن المياه قد وقفت يمينًا ويسارًا وعبر الشعب بينها (خر14: 22)، أما هنا فقد وقفت المياه كالسور من جانب واحد الذي هو ناحية الشمال.
العدد 17
ع17:
بعد جفاف الأرض أمام بني إسرائيل ودخول الكهنة حاملى تابوت عهد الرب في وسط نهر الأردن، مرَّ الشعب كله وعبر من شرق الأردن إلى غربه. ويلاحظ في هذا أمران:
لم يخرج الكهنة من النهر إلا بعد اطمئنانهم على عبور كل الشعب. وهذا هو واجب الكهنة في العهدين أي رعاية الشعب وتعميدهم في جرن المعمودية وملاحظة سيرهم في الحياة الجديدة.
عبر الشعب البحر الأحمر منذ أربعين عامًا ومات الذين عبروا، وكان هذا العبور يرمز للمعمودية. والآن يعبر الجيل الجديد نهر الأردن، الذي يرمز أيضًا للمعمودية، قبل دخولهم الأرض الجديدة. كما أن سر المعمودية هو المدخل لجميع الأسرار والحياة في الكنيسة.
وقد اختار الله وقت فيضان نهر الأردن، ليس فقط لتظهر معجزته بإيقاف المياه الفائضة ليعبر شعبه، بل أيضًا لأنه في هذا الوقت لا يتوقع أحد عبور شعب كبير مثل هذا، فكان هجومهم لمدينة أريحا مفاجئًا، لأن في أيام السنة الأخرى قد توجد أوقات تقل فيها المياه في الأردن، فيمكن للإنسان العادي أن يعبر في المياه التي تصل إلى ركبتيه أو أكثر قليلًا.
† إن الله قادر أن يزيل كل العقبات من طريقك كما أوقف المياه في نهر الأردن ليعبر شعبه. فلا تنزعج من المعطلات مهما كانت كبيرة، ولكن واظب على الصلاة واعمل بأمانة كل ما في وسعك والله قادر أن يرفع كل العقبات حتى لو كانت قد دامت مدة طويلة ويوصلك إلى خلاص نفسك.