الإصحاح الثالث والأربعون
إنتهينا في الإصحاح السابق بأن الشعب عاند الله، فقبل الله الأمم = يعقوب الحقيقي = إسرائيل الله أى الكنيسة (غل 6: 16). ومن قبل الإيمان من اليهود كانوا هم البقية التي خلصت، ودخل للإيمان الأمم الذين فداهم المسيح.
العدد 1
آية (1): –
“1 وَالآنَ هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ، خَالِقُكَ يَا يَعْقُوبُ وَجَابِلُكَ يَا إِسْرَائِيلُ: «لاَ تَخَفْ لأَنِّي فَدَيْتُكَ. دَعَوْتُكَ بِاسْمِكَ. أَنْتَ لِي.”.
فَدَيْتُكَ = الله فدى الشعب اليهودي سابقاً بخروف الفصح (فداء الأبكار) وفدى الكنيسة بالمسيح فصحنا (1كو 5: 7). دَعَوْتُكَ بِاسْمِكَ = فهي دعوة خصوصية من المسيح لكنيسته، وما يعزى في هذه الآية أن المسيح يعرفني بإسمى ويدعوني للدخول معه في علاقة حب. أَنْتَ لِي = الرب يحبنا ويعتني بنا للأبد وبصورة جزئية فهذه الآية تعنى خلاص اليهود من سبى بابل.
العدد 2
آية (2): –
“2إِذَا اجْتَزْتَ فِي الْمِيَاهِ فَأَنَا مَعَكَ، وَفِي الأَنْهَارِ فَلاَ تَغْمُرُكَ. إِذَا مَشَيْتَ فِي النَّارِ فَلاَ تُلْذَعُ، وَاللَّهِيبُ لاَ يُحْرِقُكَ.”.
طريقة الرب لا أن يخرجنا من نار التجارب، أو من ماء الضيقات الذي يغرقنا بل يأتي ويكون معنا خلال هذه الضيقات فلا تستطيع أن تؤذينا. كما فعل مع الثلاثة فتية في أتون النار. وكتأمل روحي في هذه الآية فلا مياه محبة العالم ولا نار الشهوات قادرة أن تهلك أولاد الله.
الأعداد 3-4
آية (3): –
“3لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلهُكَ قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ، مُخَلِّصُكَ. جَعَلْتُ مِصْرَ فِدْيَتَكَ، كُوشَ وَسَبَا عِوَضَكَ. 4إِذْ صِرْتَ عَزِيزًا فِي عَيْنَيَّ مُكَرَّمًا، وَأَنَا قَدْ أَحْبَبْتُكَ. أُعْطِي أُنَاسًا عِوَضَكَ وَشُعُوبًا عِوَضَ نَفْسِكَ.”.
أَنَا الرَّبُّ مُخَلِّصُك = تكررت هذه العبارة كثيراً في هذا الجزء من السفر وهذا الاسم مخلص هو اسم المسيح يسوع وموضوع نبوة إشعياء. جَعَلْتُ مِصْرَ فِدْيَتَكَ = هذا تفسيره بالنسبة للشعب اليهودي:
1 – هذا ما حدث مع جيش فرعون وأبكار المصريين.
2 – الله سيدفع مصر وكوش وسبا ليد كورش عوض إطلاقه لليهود من بابل.
3 – وإذا فهمناها عن الخلاص في العهد الجديد فإن مصر ترمز لفساد الشياطين، فمصر من أيام موسى وعناد فرعون ترمز للعناد. وكوش ترمز لسواد الخطية “هل يغير الكوشى جلده” (إر 13: 23). وسبا يظن أنها شمال بلاد الأحباش وهى مناطق غنية ترمز لغنى هذا العالم ومجد هذا العالم، ورئيس هذا العالم هو الشيطان. وبالتالي تكون مصر وكوش وسبا رمزاً لإبليس المعاند رئيس هذا العالم الغارق في شروره. وجعلتهم فدية وعوض. فِدْيَتَكَ… عِوَضَكَ = أي أن الإنسان كان نصيبه الهلاك بسبب خطيته والله فداه بأن اشتراه المسيح بدمه، وأهلك إبليس بدلاً منه. وفى تطبيق تاريخي هناك ممالك، كالدولة الرومانية مثلاً، ذهبت من أمام الكنيسة وبقيت الكنيسة. ولماذا يفعل الله هذا؟ لحبه للكنيسة (آية 4).
الأعداد 5-6
الآيات (5 – 6): –
“5لاَ تَخَفْ فَإِنِّي مَعَكَ. مِنَ الْمَشْرِقِ آتِي بِنَسْلِكَ، وَمِنَ الْمَغْرِبِ أَجْمَعُكَ. 6أَقُولُ لِلشَّمَالِ: أَعْطِ، وَلِلْجَنُوبِ: لاَ تَمْنَعْ. اِيتِ بِبَنِيَّ مِنْ بَعِيدٍ، وَبِبَنَاتِي مِنْ أَقْصَى الأَرْضِ.”.
نبوة عن أنه بعد السبي يجمع الله إسرائيل مرة أخرى من الشتات. وهى نبوة بدخول الأمم من كل مكان للإيمان.
العدد 7
آية (7): –
“7بِكُلِّ مَنْ دُعِيَ بِاسْمِي وَلِمَجْدِي خَلَقْتُهُ وَجَبَلْتُهُ وَصَنَعْتُهُ.”.
الله إختار من شعوب العالم من يمجده، لكنه يختار من سبق فعرفهم أنهم سيتجاوبون مع عمل نعمته (رو 8: 29، 30). والله فى مجده خلق الإنسان ليمجده وهذا بأن ينعكس مجده عليه فيظهر مجد الله فى الإنسان، والله فى محبته إذ أحب الإنسان خلقه فى جنة جميلة ليفرح (عَدْنْ = فرح)، والله حينما يخلق، يخلق حياة ولا يخلق موتا. إذاً الله خلق الإنسان من محبته ليحيا أبديا وليفرح أمامه ويظهر مجده فيه، ومن فرح الإنسان يسبح الله كتعبير عن فرحته. بل ليعلن الله عن خيريته (أى أنه إله صانع خيرات) كانت أول آية فى الكتاب المقدس “فى البدء خلق الله السموات والأرض”. لمجدى = لإعلان طبيعتى ومحبتى وقدراتى. وهذا ما عمله الملائكة إذ هتفوا عندما رأوا أعمال الله فى الخليقة (أى38: 7).
العدد 8
آية (8): –
“8أَخْرِجِ الشَّعْبَ الأَعْمَى وَلَهُ عُيُونٌ، وَالأَصَمَّ وَلَهُ آذَانٌ.”.
الشعب الأعمى هم إما.
(1) إسرائيل لعنادهم ورفضهم للمسيح.
(2) الوثنيين وهم لعبادتهم للأوثان صاروا عمى مثل أوثانهم لا يسمعون ولا يرون مثلهم. والعمى هنا عمى روحي لكلاهما. هؤلاء وأولئك سيخرج منهم مؤمنين = أَخْرِجِ.
العدد 9
آية (9): –
“9«اِجْتَمِعُوا يَا كُلَّ الأُمَمِ مَعًا وَلْتَلْتَئِمِ الْقَبَائِلُ. مَنْ مِنْهُمْ يُخْبِرُ بِهذَا وَيُعْلِمُنَا بِالأَوَّلِيَّاتِ؟ لِيُقَدِّمُوا شُهُودَهُمْ وَيَتَبَرَّرُوا. أَوْ لِيَسْمَعُوا فَيَقُولُوا: صِدْقٌ.”.
تحدى للشعوب، إما يثبتوا أنهم قادرين أن يخبروا بالمستقبل أو تكون لهم نبوات قد تحققت = الأَوَّلِيَّاتِ. أو يعلنوا إيمانهم بالله الذي يفعل ذلك.
العدد 10
آية (10): –
“10أَنْتُمْ شُهُودِي، يَقُولُ الرَّبُّ، وَعَبْدِي الَّذِي اخْتَرْتُهُ، لِكَيْ تَعْرِفُوا وَتُؤْمِنُوا بِي وَتَفْهَمُوا أَنِّي أَنَا هُوَ. قَبْلِي لَمْ يُصَوَّرْ إِلهٌ وَبَعْدِي لاَ يَكُونُ.”.
الشعب اليهودي هم شهود لله لأن عندهم نبوات الله التي تحققت والتي ستتحقق. ونحن الذين انفتحت أعيننا وعرفنا الله لابد أن نشهد له بحياتنا، ونشهد لصدق النبوات التي تحققت إعلاناً لصدقه وألوهيته.
العدد 11
آية (11): –
“11أَنَا أَنَا الرَّبُّ، وَلَيْسَ غَيْرِي مُخَلِّصٌ.”.
ليس الدليل الوحيد على الألوهية هو التنبؤ بالمستقبل، بل أيضاً تنفيذ المقاصد. والرب يخبر شعبه بنبوة مفرحة أنه سيخلصهم، هو سيكون المخلص وقد ظهر كمال هذا القول وهذه النبوة في شخص المسيح. أَنَا أَنَا الرَّبُّ، وَلَيْسَ غَيْرِي مُخَلِّصٌ = المتكلم هنا هو يهوه، والخلاص هو عمل المسيح “تدعو إسمه يسوع لأنه يخلص شعبه من خطاياهم” (مت1: 21). فالمسيح هو يهوه.
الأعداد 12-13
الآيات (12 – 13): –
“12أَنَا أَخْبَرْتُ وَخَلَّصْتُ وَأَعْلَمْتُ وَلَيْسَ بَيْنَكُمْ غَرِيبٌ. وَأَنْتُمْ شُهُودِي، يَقُولُ الرَّبُّ، وَأَنَا اللهُ. 13أَيْضًا مِنَ الْيَوْمِ أَنَا هُوَ، وَلاَ مُنْقِذَ مِنْ يَدِي. أَفْعَلُ، وَمَنْ يَرُدُّ؟ ».”.
وَلَيْسَ بَيْنَكُمْ غَرِيبٌ = أي ليس بينكم إله غريب. ومعنى الآية أن الله هو الله وليس الأصنام وهو يقدم دليلين على ذلك:
- معرفته التي لا تسقط أبداً فهو قد أخبر بخلاص لليهود من السبي، لا يعودون بعده لعبادة آلهة غريبة. وهذا حدث حرفياً فلم يعد اليهود للوثنية بعد السبي.
- قوته التي لا يردها أحد، فهو يضرب ويؤدب ولا أحد يستطيع أن يرد قضائه من هذه الأوثان الهزيلة ولا الشياطين التي وراءها.
من اليوم أنا هو = أنا هو تعنى يهوه المخلص. وَلاَ مُنْقِذَ مِنْ يَدِي = سيدين الشيطان.
وهذا هو نفس ما قاله المسيح عن نفسه لليهود “لأنكم إن لم تؤمنوا إنى أنا هو تموتون فى خطاياكم” (يو8: 24) + “متى رفعتم إبن الإنسان، فحينئذ تفهمون إنى أنا هو” (يو8: 28). فيهوه فى (إش43: 13) يقول أنا هو، والمسيح يقول أنا هو، فنفهم أن المسيح هو يهوه.
العدد 14
آية (14): –
“14هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ فَادِيكُمْ قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ: «لأَجْلِكُمْ أَرْسَلْتُ إِلَى بَابِلَ وَأَلْقَيْتُ الْمَغَالِيقَ كُلَّهَا وَالْكَلْدَانِيِّينَ فِي سُفُنِ تَرَنُّمِهِمْ.”.
يتكلم بفعل الماضي قبل الحادثة بعشرات السنين، لأن الأمر قد صدر من الله بأن يرسل كورش ليزيل مغاليق بابل الحصينة. سُفُنِ تَرَنُّمِهِمْ = يقال أنه كان للبابليين عادة الترنيم، وكان لهم ألاف السفن في أنهارهم يرنمون فيها. والبابليين يرمزون للشياطين الذين كانوا في فرح وغناء بهلاك البشر.
العدد 15
آية (15): –
“15أَنَا الرَّبُّ قُدُّوسُكُمْ، خَالِقُ إِسْرَائِيلَ، مَلِكُكُمْ.”.
تأكيداً لوعده يذكر صفاته كمعطى لهذه الوعود.
الأعداد 16-17
الآيات (16 – 17): –
“16هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ الْجَاعِلُ فِي الْبَحْرِ طَرِيقًا وَفِي الْمِيَاهِ الْقَوِيَّةِ مَسْلَكًا. 17الْمُخْرِجُ الْمَرْكَبَةَ وَالْفَرَسَ، الْجَيْشَ وَالْعِزَّ. يَضْطَجِعُونَ مَعًا لاَ يَقُومُونَ. قَدْ خَمِدُوا. كَفَتِيلَةٍ انْطَفَأُوا.”.
الرب يذكرهم بما فعله معهم في البحر الأحمر الذي شقه ونهر الأردن الذي أوقفه أمام يشوع. وجعل لشعبه طريقاً في كليهما، وأهلك جيش مصر أمامهم. وها هو سينقذهم من يد ملك بابل بأن يجفف نهر الفرات أمام كورش = الْجَاعِلُ فِي الْبَحْرِ طَرِيقًا علامة على خلاص المسيح وخلاص كل خاطئ يريد. الْمُخْرِجُ الْمَرْكَبَةَ وَالْفَرَسَ = الله أخرج بابل وجيشها لتأديب شعبه. وبعد أن ينتهى التأديب = يَضْطَجِعُونَ مَعًا لاَ يَقُومُونَ.
العدد 18
آية (18): –
“18«لاَ تَذْكُرُوا الأَوَّلِيَّاتِ، وَالْقَدِيمَاتُ لاَ تَتَأَمَّلُوا بِهَا.”.
يقول لهم الرب أنه من عظمة الخلاص الجديد بيد كورش لن يذكروا كل ما مر لعدم أهميته بالمقارنة بالخلاص الجديد. ولكن بكل المقاييس كان الخلاص على يد موسى ويشوع (600000 رجل مع شق بحر وغيره) أروع بكثير مما حدث أيام كورش (من عاد كانوا 43000 وبدون شق بحر أو نهر)، لذلك يؤخذ هنا خلاص كورش على أنه رمز لخلاص المسيح. خلاص المسيح هو الخلاص الذي تتضاءل أمامه كل الأحداث السابقة.
العدد 19
آية (19): –
“19هأَنَذَا صَانِعٌ أَمْرًا جَدِيدًا. الآنَ يَنْبُتُ. أَلاَ تَعْرِفُونَهُ؟ أَجْعَلُ فِي الْبَرِّيَّةِ طَرِيقًا، فِي الْقَفْرِ أَنْهَارًا.”.
من شق لهم طريقاً وسط البحر سيشق لهم طريقاً في البرية (سيناء) ومن شق طريق سيناء سيشق لهم طريقاً في خلال عودتهم من بابل إلى أورشليم. ومن صنع هذا كله سيشق للكنيسة طريق للخلاص (فهو الطريق وسط برية هذا العالم وحتى السماء).
العدد 20
آية (20): –
“20يُمَجِّدُنِي حَيَوَانُ الصَّحْرَاءِ، الذِّئَابُ وَبَنَاتُ النَّعَامِ، لأَنِّي جَعَلْتُ فِي الْبَرِّيَّةِ مَاءً، أَنْهَارًا فِي الْقَفْرِ، لأَسْقِيَ شَعْبِي مُخْتَارِي.”.
من روى شعبه بماء من الصخرة هكذا سيروى شعبه في العهد الجديد بماء الروح القدس فيتحول حيوان الصحراء لمؤمنين يمجدون إسمه. وقد قال بولس الرسول “حاربت وحوشاً في أفسس” هؤلاء الوحوش ذِّئَابُ وَبَنَاتُ النَّعَامِ هم الوثنيين قبل الإيمان. فالذئاب متوحشة. والنعام معروف عنه الحماقة (أى 39: 17) وذلك لعبادتهم للأوثان فتشبهوا بها، وهى حيوانات البرية، فالبرية هي قفر شديد وخراب وهذا هو وضع الوثنيين. وبالإيمان تمتع هؤلاء بماء الروح القدس فتغيرت طبيعتهم.
العدد 21
آية (21): –
“21هذَا الشَّعْبُ جَبَلْتُهُ لِنَفْسِي. يُحَدِّثُ بِتَسْبِيحِي.”.
هذا الشعب إقتناه بدمه. لتَسْبِيحِي = هذا عمل المؤمنين.
الآيات (22 – 28): -.
“22« وَأَنْتَ لَمْ تَدْعُنِي يَا يَعْقُوبُ، حَتَّى تَتْعَبَ مِنْ أَجْلِي يَا إِسْرَائِيلُ. 23لَمْ تُحْضِرْ لِي شَاةَ مُحْرَقَتِكَ، وَبِذَبَائِحِكَ لَمْ تُكْرِمْنِي. لَمْ أَسْتَخْدِمْكَ بِتَقْدِمَةٍ وَلاَ أَتْعَبْتُكَ بِلُبَانٍ. 24لَمْ تَشْتَرِ لِي بِفِضَّةٍ قَصَبًا، وَبِشَحْمِ ذَبَائِحِكَ لَمْ تُرْوِنِي. لكِنِ اسْتَخْدَمْتَنِي بِخَطَايَاكَ وَأَتْعَبْتَنِي بِآثَامِكَ. 25أَنَا أَنَا هُوَ الْمَاحِي ذُنُوبَكَ لأَجْلِ نَفْسِي، وَخَطَايَاكَ لاَ أَذْكُرُهَا». «ذَكِّرْنِي فَنَتَحَاكَمَ مَعًا. حَدِّثْ لِكَيْ تَتَبَرَّرَ. 27أَبُوكَ الأَوَّلُ أَخْطَأَ، وَوُسَطَاؤُكَ عَصَوْا عَلَيَّ. 28فَدَنَّسْتُ رُؤَسَاءَ الْقُدْسِ، وَدَفَعْتُ يَعْقُوبَ إِلَى اللَّعْنِ، وَإِسْرَائِيلَ إِلَى الشَّتَائِمِ.”.
الله يُذكِّر اليهود بخطاياهم ليعرفوا سبب السبي الذي هم فيه ولتظهر مراحمه. ولكن هذه الآيات لنا أيضاً، فمن هو في ضيقة وتجارب شديدة عليه أن يسأل نفسه فبماذا أحزنتك يا رب وكنت مثل هؤلاء. هذه أيات عتاب وتذكير بعمل الله معهم وخيانتهم له. لم تشتر بفضة لى قصبا = هو قصب الذريرة وهو من مكونات عطور زيت المسحة (خر30: 23).
العدد 22
آية (22): –
“22« وَأَنْتَ لَمْ تَدْعُنِي يَا يَعْقُوبُ، حَتَّى تَتْعَبَ مِنْ أَجْلِي يَا إِسْرَائِيلُ.”.
هذا الشعب لم يدع الله ولم يسبحه ورفض أن يتعب لأجله هنا الدعاء يشير للصلاة، والصلاة هي سر تمتعنا بعمل الله، واستخدام إسم يعقوب هنا ليذكرهم به كرجل صلاة، إذ هم كفوا عن الصلاة ومن يهمل الصلاة يتضايق من خدمة الله ويعتبرها واجبات = حَتَّى تَتْعَبَ مِنْ أَجْلِي.
الأعداد 23-24
الآيات (23 – 24): –
“23لَمْ تُحْضِرْ لِي شَاةَ مُحْرَقَتِكَ، وَبِذَبَائِحِكَ لَمْ تُكْرِمْنِي. لَمْ أَسْتَخْدِمْكَ بِتَقْدِمَةٍ وَلاَ أَتْعَبْتُكَ بِلُبَانٍ. 24لَمْ تَشْتَرِ لِي بِفِضَّةٍ قَصَبًا، وَبِشَحْمِ ذَبَائِحِكَ لَمْ تُرْوِنِي. لكِنِ اسْتَخْدَمْتَنِي بِخَطَايَاكَ وَأَتْعَبْتَنِي بِآثَامِكَ.”.
هذا الشعب رفض الصلاة (كما في آية 22) فإنحطوا عن أبائهم درجات كثيرة. وقد بدأوا يضيقون بدينهم وطقوسهم، وهذا نتيجة طبيعية لترك العبادة ونتيجة ضيقهم كانوا يشعرون بالتعب من ممارساتهم الدينية وهم إستكثروا النفقات التي يدفعونها في شراء المحرقات واللبان… الخ. وكأنهم يودون لو إعتذروا عن شرائها. وهذه مازالت مشكلتنا فنحن نعطى نقودنا وأوقاتنا لكل شيء ما عدا الله، فنحن مازلنا نُتعِب الله.
وربما إنتقوا الهزيل وغير الصالح للتقدمة وكأن الله يقول أنا لم أطلب منك كل هذا، أي لا أريد منك هذه المعاملة، لأن تقدماتك لا تكرمني بها فكأن تقدماتك التي تقدمها كأنك لم تقدم. لَمْ تُحْضِرْ لِي شَاةَ = الله لا يريد شاة بل يريد القلب. اسْتَخْدَمْتَنِي بِخَطَايَاكَ = هم بخطاياهم ذهبوا إلى بابل ثم وضعوا عليه حمل إنقاذهم من عبودية بابل ولكن هذه تفهم أننا بخطايانا إستُعبِدنا، ووضعنا على الله حمل إنقاذنا من هذه العبودية. لذلك تجيء الآية القادمة.
العدد 25
آية (25): –
“25أَنَا أَنَا هُوَ الْمَاحِي ذُنُوبَكَ لأَجْلِ نَفْسِي، وَخَطَايَاكَ لاَ أَذْكُرُهَا».”.
الله يمحى الذنوب لا عن استحقاق فيهم ولا فينا بل من أجل نفسه.
العدد 26
آية (26): –
“26«ذَكِّرْنِي فَنَتَحَاكَمَ مَعًا. حَدِّثْ لِكَيْ تَتَبَرَّرَ.”.
ذَكِّرْنِي = الله لا ينسى لنذكره، ولكنه يعاتبهم ويدعوهم ليذكروا هم، إن كانوا قد قدموا لله أي أعمال صالحة وفى هذه رد على الفريسى الذي ظن أنه بأعماله يتبرر.
الأعداد 27-28
الآيات (27 – 28): –
“27أَبُوكَ الأَوَّلُ أَخْطَأَ، وَوُسَطَاؤُكَ عَصَوْا عَلَيَّ. 28فَدَنَّسْتُ رُؤَسَاءَ الْقُدْسِ، وَدَفَعْتُ يَعْقُوبَ إِلَى اللَّعْنِ، وَإِسْرَائِيلَ إِلَى الشَّتَائِمِ.”.
أَبُوكَ الأَوَّلُ = هو أبونا آدم، وآبائهم الذين عصوا الله. وَوُسَطَاؤُكَ = الكهنة الذين أخطأوا (حز 8: 8 – 12) والأنبياء الكذبة. فَدَنَّسْتُ رُؤَسَاءَ الْقُدْسِ = أي أسلمتهم للسبي.