الأصحاح الثالث والثلاثون سفر إرميا القمص أنطونيوس فكري

الإصحاح الثالث والثلاثون

الأعداد 1-9

الأيات (1 – 9): –

“1ثُمَّ صَارَتْ كَلِمَةُ الرَّبِّ إِلَى إِرْمِيَا ثَانِيَةً وَهُوَ مَحْبُوسٌ بَعْدُ فِي دَارِ السِّجْنِ قَائِلَةً: 2«هكَذَا قَالَ الرَّبُّ صَانِعُهَا، الرَّبُّ مُصَوِّرُهَا لِيُثَبِّتَهَا، يَهْوَهُ اسْمُهُ: 3اُدْعُنِي فَأُجِيبَكَ وَأُخْبِرَكَ بِعَظَائِمَ وَعَوَائِصَ لَمْ تَعْرِفْهَا. 4لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ عَنْ بُيُوتِ هذِهِ الْمَدِينَةِ وَعَنْ بُيُوتِ مُلُوكِ يَهُوذَا الَّتِي هُدِمَتْ لِلْمَتَارِيسِ وَالْمَجَانِيقِ: 5يَأْتُونَ لِيُحَارِبُوا الْكَلْدَانِيِّينَ وَيَمْلأُوهَا مِنْ جِيَفِ النَّاسِ الَّذِينَ ضَرَبْتُهُمْ بِغَضَبِي وَغَيْظِي، وَالَّذِينَ سَتَرْتُ وَجْهِي عَنْ هذِهِ الْمَدِينَةِ لأَجْلِ كُلِّ شَرِّهِمْ. 6هأَنَذَا أَضَعُ عَلَيْهَا رِفَادَةً وَعِلاَجًا، وَأَشْفِيهِمْ وَأُعْلِنُ لَهُمْ كَثْرَةَ السَّلاَمِ وَالأَمَانَةِ. 7 وَأَرُدُّ سَبْيَ يَهُوذَا وَسَبْيَ إِسْرَائِيلَ وَأَبْنِيهِمْ كَالأَوَّلِ. 8 وَأُطَهِّرُهُمْ مِنْ كُلِّ إِثْمِهِمِ الَّذِي أَخْطَأُوا بِهِ إِلَيَّ، وَأَغْفِرُ كُلَّ ذُنُوبِهِمِ الَّتِي أَخْطَأُوا بِهَا إِلَيَّ، وَالَّتِي عَصَوْا بِهَا عَلَيَّ. 9فَتَكُونُ لِيَ اسْمَ فَرَحٍ لِلتَّسْبِيحِ وَلِلزِّينَةِ لَدَى كُلِّ أُمَمِ الأَرْضِ، الَّذِينَ يَسْمَعُونَ بِكُلِّ الْخَيْرِ الَّذِي أَصْنَعُهُ مَعَهُمْ، فَيَخَافُونَ وَيَرْتَعِدُونَ مِنْ أَجْلِ كُلِّ الْخَيْرِ وَمِنْ أَجْلِ كُلِّ السَّلاَمِ الَّذِي أَصْنَعُهُ لَهَا.”.

هنا نبوة معزية لإرمياء بينما هو ما زال فى السجن. فلا سجن ولا أى شىء يمنع كلمة الله وعزاؤه لأولاده. بل أنه كلما أغلق العالم وجهه أمام أولاد الله كلما أظهر لهم الله محبته (بولس الرسول ورسالة فيلبى ويوحنا اللاهوتى والرؤيا). وهنا الله يكرر ما قاله سابقاً عن عودة شعبه المسبى لأورشليم فنحن لسنا فقط غير طائعين نحتاج لوصية على وصية بل غير مؤمنين نحتاج وعد وراء وعد. وكان كلام إرمياء ونبواته تشتمل على إنذارات بالخراب، وأيضا وعود بالعودة فهو قد دُعِى ليس فقط للهدم والقلع، بل للبناء والغرس أى يتنبأ بكلاهما لهذا الشعب. وفى (2) الرب صانعها = الرب صنع السماء والأرض، وهذا إشارة لصلاة النبى فى 17: 32. وأنه هو الذى أسس أورشليم فى البداية وهو الذى حكم بخرابها وهو وحده القادر على بنائها ثانية. وهو الذى خلق الإنسان وهو الذى حكم عليه بالموت بعد خطيته وهو وحده القادر على إعادة تجديده كما جَدد أورشليم وهو سيصنع هذا للإنسان بفداء المسيح، هكَذَا قَالَ الرَّبُّ صَانِعُهَا، الرَّبُّ مُصَوِّرُهَا لِيُثَبِّتَهَا = الله خلق الإنسان خليقة أولى ولما فسد ها هو يهدم الخليقة الأولى ويقيم خليقة جديدة فى المسيح يهوه = فهو إسمه يهوه = وإسمه تعنى قدراته، ويقول الله عن الخليقة الأولى أنه صانعها، والثانية يقول أنه مصورها فهى ستكون على صورة المسيح (أف2: 10 + غل4: 19). وهذه الخليقة الجديدة يثبتها (آية2). وهو وَحْدَهُ القادر أن ينفذ حين يَعِدْ فهو إسمه يهوه (خر3: 6). ونرى موضوع الخليقتين فى (أف2: 10).

وهذه الأخبار لهى معزية حقاً، والله عندهُ منها الكثير ولكن كيف نحصل على هذا العزاء؟ إدعنى فأجيبك (3) وبالصلاة يكشف الله محبته أكثر فأكثر ومن يريد عزاء مستمر من الله عليه أن يصلى دائماً بلا إنقطاع، والله سيكشف لمن يصلى عوائص = أى أشياء محتجبة عن المعرفة البشرية وإستعملت فى وصف المدن المحصنه المُسوَّرة (عد28: 13) + (تث28: 1) + (تث5: 3) + (2صم6: 20) + (إش15: 2) وتترجم فى هذه الأيات مسيجة أو مسورة. وهكذا الحقائق الإلهية لا يستطيع أن يصل إليها الناس بعقولهم الخاصة. والطريقة الوحيدة لإعلانها هى أن يعلنها الله لمن يحب. وهذا لن يأتى إلا بالصلاة. والعوائص التى يتكلم عنها فى هذه الأيات هى أن الله سيرُّد الملك لداود (أى المسيح). ويرد السبى (أى الحرية فى المسيح): وقارن هذا بـ (1كو9: 2 – 12) فالروح القدس يُعلِنْ لنا كل شىء فهو وحده الذى يفحص حتى أعماق الله، ونحن حصلنا على الروح القدس. وفى (5، 4) الله هو الذى سلَّط بابل على أورشليم وحينما حاول شعب اليهود أن يحاربوا الكلدانيين أثاروا الكلدانيين بالأكثر، وكان هذا مدعاة لأن يلحق الكلدانيين أكبر الضرر بأورشليم وشعبها وهيكلها، وكانت البيوت تبنى بالحجارة، فهدم اليهود بيوت المدينة ليستعملوا الحجارة فى المنجنيقات (مدافع ذلك الزمان وكان المنجنيق يلقى بالحجارة من داخل أورشليم فتنزل على رؤوس البابليين المحاصرين للمدينة). وبهذا حطم اليهود بيوتهم بأيديهم حتى قبل أن يدخل البابليين إلى المدينة ويكملون هدمها ويحرقونها بالنار، وهذا يشير لفشل كل محاولة لمقاومة الخطية وإبليس قبل المسيح، بل تدمير الإنسان بالكامل حتى الموت إلى أن أتى المسيح ليجدد طبيعتنا. ولكن فى (6) بعد أن وصلت أورشليم لهذه الحالة المتعذرة، فالله هو وحده الذى يستطيع شفاؤها من مرضها الذى هو الخطية وذلك بأن يتوبها فتتوب. فلا شفاء لنا سوى بالتوبة. وإذا قدمت أورشليم توبة سيُعلن الله لها السلام والأمانة = والأمانة هى الحق. فكنيسة المسيح هى كنيسة الحق. فالحق يقودنا والسلام يريحنا “أما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا”. وفى (7) سيرد المسيح سبى هؤلاء المشتتون الضالون بعيداً عن المسيح، بعيداً عن الحق والسلام. وحدث هذا بعد السبى أن إجتمع فى اورشليم يهوذا مع إسرائيل، فمع أن الذين عادوا مع زربابل كانوا من أهل يهوذا وبنيامين ولاوى فقط، إلا أنه بعد هذا إجتمع لها من كل الأسباط شعب كثير. وهذا ما عمله المسيح الذى جمع الكل فى كنيسته. وفى (8) وأطهرهم من كل إثمهم = كانوا فى العهد القديم يتطهرون بماء مقدس “تنضح على بزوفاك فأطهر”. ولكن ما يطهرنا الآن فهو دم المسيح “الذى يطهرنا من كل خطية” فالله ما كان ليقبلنا إلا لو تطهرنا. وكان هناك إستحالة أن نتطهر بذواتنا. وفى (9) فتكون لى إسم فرحٍ للتسبيح = كما كانت خطاياهم إهانة لله ستكون توبتهم مجدا لله. فالله سيعود ويسكن أورشليم ويغمرها بعطاياه وإحساناته، وستقابل أورشليم كل هذا بطاعتها لله وسيكون فى هذا مجد لله. وسترتعب الأمم منها = بسبب وجود الله فى وسطها. وسترتعب الشياطين منها، فهى “مرهبة كجيش بألوية” وفى القديم كان الشعب فى أرض مصر مستعبداً للمصريين ولكن الله كان فى وسطهم، وربما أن الشعب لم يشعر بهذه النعمة ولكن المصريين شعروا بهذا وإختشوا منهم (خر 12: 1) حقاً فإن إرمياء لم يتنبأ فقط بالهدم والقلع بل للبناء والغرس.

هل تبحث عن  القداس الكيرلسي للقديس كيرلس عمود الدين (رقم 24) 29- أنت فوق كل رئاسة

الأعداد 10-16

الأيات (10 – 16): –

“10هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: سَيُسْمَعُ بَعْدُ فِي هذَا الْمَوْضِعِ الَّذِي تَقُولُونَ إِنَّهُ خَرِبٌ بِلاَ إِنْسَانٍ وَبِلاَ حَيَوَانٍ، فِي مُدُنِ يَهُوذَا، وَفِي شَوَارِعِ أُورُشَلِيمَ الْخَرِبَةِ بِلاَ إِنْسَانٍ وَلاَ سَاكِنٍ وَلاَ بَهِيمَةٍ، 11صَوْتُ الطَّرَبِ وَصَوْتُ الْفَرَحِ، صَوْتُ الْعَرِيسِ وَصَوْتُ الْعَرُوسِ، صَوْتُ الْقَائِلِينَ: احْمَدُوا رَبَّ الْجُنُودِ لأَنَّ الرَّبَّ صَالِحٌ، لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ. صَوْتُ الَّذِينَ يَأْتُونَ بِذَبِيحَةِ الشُّكْرِ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ، لأَنِّي أَرُدُّ سَبْيَ الأَرْضِ كَالأَوَّلِ، يَقُولُ الرَّبُّ. 12هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: سَيَكُونُ بَعْدُ فِي هذَا الْمَوْضِعِ الْخَرِبِ بِلاَ إِنْسَانٍ وَلاَ بَهِيمَةٍ وَفِي كُلِّ مُدُنِهِ، مَسْكَنُ الرُّعَاةِ الْمُرْبِضِينَ الْغَنَمَ. 13فِي مُدُنِ الْجَبَلِ وَمُدُنِ السَّهْلِ وَمُدُنِ الْجَنُوبِ، وَفِي أَرْضِ بِنْيَامِينَ وَحَوَالَيْ أُورُشَلِيمَ، وَفِي مُدُنِ يَهُوذَا، تَمُرُّ أَيْضًا الْغَنَمُ تَحْتَ يَدَيِ الْمُحْصِي، يَقُولُ الرَّبُّ. 14«هَا أَيَّامٌ تَأْتِي، يَقُولُ الرَّبُّ، وَأُقِيمُ الْكَلِمَةَ الصَّالِحَةَ الَّتِي تَكَلَّمْتُ بِهَا إِلَى بَيْتِ إِسْرَائِيلَ وَإِلَى بَيْتِ يَهُوذَا. 15فِي تِلْكَ الأَيَّامِ وَفِي ذلِكَ الزَّمَانِ أُنْبِتُ لِدَاوُدَ غُصْنَ الْبِرِّ، فَيُجْرِي عَدْلاً وَبِرًّا فِي الأَرْضِ. 16فِي تِلْكَ الأَيَّامِ يَخْلُصُ يَهُوذَا، وَتَسْكُنُ أُورُشَلِيمُ آمِنَةً، وَهذَا مَا تَتَسَمَّى بِهِ: الرَّبُّ بِرُّنَا.”.

خلق الله الإنسان فى جنة عدْنْ أى مكان جميل جدا ليفرح، عَدْنْ كلمة عبرية معناها فرح، وبالخطية فقدنا الفرح = وهذا معنى الطرد من الجنة. وهنا نرى وعد بعودة الفرح للبشر بدلا عن الحزن (10، 11). وهذا نفس ما قاله الرب يسوع “الآن عندكم حزن، ولكن أراكم فتفرح قلوبكم ولا ينزع أحد فرحكم منكم” (يو16: 22).

هنا ينتقل الكلام فى منتهى الوضوح إلى المسيح وخلاص المسيح ففى (15) أنبت لداود غصن البر = فبعد أن إنتهى كرسى داود بسقوط صدقيا الملك وظهر لكل إنسان ان هذا الكرسى إنتهى، والشجرة الملكية ذَبُلَتْ. فها هو المسيح كغصن ينبت لهذه الشجرة. وكلمة غصن = بالعبرية يعنى ناصرة، لذلك دُعِىَ المسيح ناصرياً فهو المسيح الغصن أو الناصرى، وهو غصن نما كغصن بر لينشر البر فى كنيسته فنحن نتبرر بدمه. ويكون هذا خلاصاً للكنيسة فى تلك الأيام يخلص يهوذا = فإسمه يسوع لأنه يخلص شعبه من خطاياهم (مت21: 1) ويفيض عليهم من سلامه = وتسكن أورشليم آمنة = “سلامى أترك لكم سلامى أنا أعطيكم” (16) وهذه الأيام هى التى يقيم فيها الرب = أى ينفذ ويحقق الكلمة الصالحة أى وعود الخلاص بالمسيح التى تكلم بها لإسرائيل أى لشعبه (14) والعالم. والإنسان الذى كان خَرباً لأنه إنفصل عن الله (10) سيعود ويمتلىء بالروح القدس فيفرح ويسبح فهذه من ثمار الروح القدس. وتمتلىء الأرض غنماً أى مؤمنين (12). وفى أفراحهم يقدمون ذبيحة الشكر = التناول (11) وفى (13) يدى المحصى = هناك من يحصى القطيع حتى لا يكون هناك خروف ضال شارد “فالذين أعطيتنى لم يهلك منهم أحد إلا إبن الهلاك”. والأيات تنتقل أيضاً من الرعاة المربضين الغنم (12) إلى المسيح راعى الرعاة الذى يجرى عدلاً وبراً فى الأرض. حقاً هذا هو عمل الخلاص فبعد أن علَّق الناس قيثاراتهم على الصفصاف غير قادرين أن يسبحوا الله فى أرض غريبة (مزمور 137) فهذا حال كل مسبى فى بابل أو مسبى للخطايا ولإبليس. عادوا الآن بعمل المسيح الخلاصى لأصوات الفرح فى الكنيسة يقدمون ذبيحة الشكر.

هل تبحث عن  قدس الأبأبونا الراهب القمص يعقوب الأنطوني

16: – الرب برنا = “صرنا بر الله فيه” (2كو5: 21). وهذه نبوة عن المسيح يفهم منها الإشارة للاهوته فهو الرب الذى نتبرر فيه.

الأعداد 17-26

الأيات (17 – 26): –

“17لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: لاَ يَنْقَطِعُ لِدَاوُدَ إِنْسَانٌ يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ، 18 وَلاَ يَنْقَطِعُ لِلْكَهَنَةِ اللاَّوِيِّينَ إِنْسَانٌ مِنْ أَمَامِي يُصْعِدُ مُحْرَقَةً، وَيُحْرِقُ تَقْدِمَةً، وَيُهَيِّيءُ ذَبِيحَةً كُلَّ الأَيَّامِ». 19ثُمَّ صَارَتْ كَلِمَةُ الرَّبِّ إِلَى إِرْمِيَا قَائِلَةً: 20«هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: إِنْ نَقَضْتُمْ عَهْدِي مَعَ النَّهَارِ، وَعَهْدِي مَعَ اللَّيْلِ حَتَّى لاَ يَكُونَ نَهَارٌ وَلاَ لَيْلٌ فِي وَقْتِهِمَا، 21فَإِنَّ عَهْدِي أَيْضًا مَعَ دَاوُدَ عَبْدِي يُنْقَضُ، فَلاَ يَكُونُ لَهُ ابْنٌ مَالِكًا عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَمَعَ اللاَّوِيِّينَ الْكَهَنَةِ خَادِمِيَّ. 22كَمَا أَنَّ جُنْدَ السَّمَاوَاتِ لاَ يُعَدُّ، وَرَمْلَ الْبَحْرِ لاَ يُحْصَى، هكَذَا أُكَثِّرُ نَسْلَ دَاوُدَ عَبْدِي وَاللاَّوِيِّينَ خَادِمِيَّ». 23ثُمَّ صَارَتْ كَلِمَةُ الرَّبِّ إِلَى إِرْمِيَا قَائِلَةً: 24«أَمَا تَرَى مَا تَكَلَّمَ بِهِ هذَا الشَّعْبُ قَائِلاً: إِنَّ الْعَشِيرَتَيْنِ اللَّتَيْنِ اخْتَارَهُمَا الرَّبُّ قَدْ رَفَضَهُمَا. فَقَدِ احْتَقَرُوا شَعْبِي حَتَّى لاَ يَكُونُوا بَعْدُ أُمَّةً أَمَامَهُمْ. 25هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: إِنْ كُنْتُ لَمْ أَجْعَلْ عَهْدِي مَعَ النَّهَارِ وَاللَّيْلِ، فَرَائِضَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، 26فَإِنِّي أَيْضًا أَرْفُضُ نَسْلَ يَعْقُوبَ وَدَاوُدَ عَبْدِي، فَلاَ آخُذُ مِنْ نَسْلِهِ حُكَّامًا لِنَسْلِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ، لأَنِّي أَرُدُّ سَبْيَهُمْ وَأَرْحَمُهُمْ».”.

أثناء السبى كان يبدو أن ثلاث عهود من عهود الله قد كُسِرَت وهى:

  1. ملك داود ونسله.
  2. كهنوت هارون ونسلُه.
  3. كون إبراهيم ونسله لهم وضع خاص.

ولكن معنى هذه الآيات أن الله يقول: قد تكون هذه العهود قد توقفت لفترة ولكنها لم تكسر ولن تتوقف للأبد بل ستعود لها قوَّتها فى بركات العهد الجديد وكرمز لها بركات العودة من سبى بابل. ونرى فى هذه الأيات.

  1. ملك داود ونسله: – وهذا سيتحقق فى المسيح إبن داود ولن يملك على كرسى زمنى “فملكه ليس من هذا العالم” ولكنه يملك على قلوب محبيه من المؤمنين به. وطالما جلس المسيح عن يمين الآب ليحكم كنيسته فلن يُعْدَم داود نسلاً يجلس على كرسيه (لو33، 32: 1). ووعد الله لداود ثابت كشرائع السماوات، تعاقب الليل والنهار (25، 20) فالليل والنهار هما إحدى عناصر نظام الكون والسماوات من حين فصل الله بين النور والظلمة. وهما نظام أبدى لذلك فى (21) عهد الله مع داود عهد أبدى. وهذا تحقق فى المسيح وكنيسته الأبدية. وفى تأمل عن الليل والنهار فهذا هو حال الكنيسة فهناك ليل إضطهاد يعقبه نهار فرح وخلاص وسيكون شعب الله كنجوم السماء = أى عدد المؤمنين.
  2. عهد الكهنوت: – كان يبدو أنه توقف بهدم الهيكل وسبى الكهنة، ولكنه عاد بعد السبى. ولكنه سرعان ما تلوث ثانية بل وصلبوا المسيح فإنتهى هذا الكهنوت نهائياً على يد الرومان. ولكن هذا الوعد تحقق فى الكهنوت المسيحى الذى يقدم لله ذبيحة الشكر (الإفخارستيا) فى كنيسته للأبد وهذا معنى (18) فذبيحة الشكر (الجسد والدم) هى المحرقة والذبيحة وستقدم كل الأيام.
هل تبحث عن  إبصالة آدام لـ الانبا ابوللو والانبا ابيب، 25 بابة

وفى (21) إرتباط الوعد بمُلك المسيح، بالوعد بالكهنوت فالمسيح هو رئيس كهنتنا وهو نفسه الذبيحة المقدمة بواسطة خادمىَّ = أى الكهنة، والإرتباط واضح أيضا فى (22) فنسل داود عبدى (المؤمنين) واللاويين خادمىَّ = الكهنة.. سيزيد عددهم. وعلى من يقول ان جميع المؤمنين كهنة بالمفهوم العام والخاص، وأنه لايوجد كهنة لتقديم ذبيحة الشكر أن يفسروا لنا لماذا لم تجمع هذه الآية بين نسل داود والكهنة خادمىَّ = أى لماذا لم يقل نسل داود وسكت.

(3) كون ان إبراهيم ونسله لهم وضع خاص: – فان هذا قد تحقق فى الكنيسة وشعبها وهم أولاد إبراهيم بالإيمان (غل3: 7 + يو8: 39). وهنا رد على الذين إحتقروا شعب يهوذا وإسرائيل = العشيرتين (24) بسبب السبى، فيقول الله لإرمياء النبى أَمَا تَرَى مَا تَكَلَّمَ بِهِ هذَا الشَّعْبُ = الشعب هنا قد يكون الشعب البابلى الذين إحتقروا اليهود، وقد يكون من ردد هذا الكلام هم الشعب غير المؤمن الذى تصور أن الله قد رفضهم. وقد يكون هذا رد على الشياطين التى تصورت أن الله رفض شعبه للأبد حتى لا يكونوا بعد أمة أمامهم. ولكن فى (26، 25) أن وعد الله لشعبه قائم كما أن فرائض السموات والأرض قائمة.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي