الأصحاح الثاني عشر – زواج موسى بالكوشية
موسى النبي الذي ضاقت نفسه جدًا حينما رأى الشعب باكيًا، وفي جرأة صار يعاقب الله طالبًا إعفاءه من الخدمة، يظهر وديعًا للغاية حين يتهم في حياته الخاصة، إذ تذمر هرون ومعه أخته مريم على أخيهما عندما تزوج بإمرة كوشية.
١ – غيرة مريم وهرون ١ – ٣.
٢ – دفاع الرب عنه ٤ – ٨.
٣ – برص مريم ٩ – ١٥.
٤ – من حضيرموت إلى فاران ١٦.
الأعداد 1-3
١ – غيرة مريم وهرون
تحدثت مريم وهرون ضد أخيهما موسى النبي بسبب المرأة الكوشية التي اتخذها لنفسه زوجة (ع١). ويعلل البعض سرّ تذمرهما عليه أنه في إختياره للسبعين شيخًا ربما لم يرجع إليهما فدبت الغيرة وتسلل الحسد إلى قلبيهما، ويدللون على ذلك بقولهما: “هَل كَلمَ الرَّبُّ مُوسَى وَحْدَهُ؟ أَلمْ يُكَلِّمْنَا نَحْنُ أَيْضاً؟!” (ع٢). وبدخول الحسد إلى قلبيهما وجدا في زواجه بالكوشية فرصة للتذمر عليه. يعلق القديس غريغوريوس أسقف نيصص على هذا الحسد قائلاً: [صارا كقوس للحس لا يقذف سهامًا بل كلمات[43]].
كما يقول: [الحسد هو الألم الذي يسبب شرًا. هو والد الموت، أول مدخل للخطيئة، أصل الأذى، ابن الحزن، أم المصيبة، أساس العصيان، مبتدأ العار! الحسد طردنا من الفردوس إذ صار حية لمقاومة حواء! الحسد حجبنا عن شجرة الحياة وعرانا من الثياب المقدسة، وفي خزي أخرجنا لنستتر بأوراق التين[44]].
كما يقول: [لا يقوم الحسد بسبب كارثة حلت بالإنسان، إنما كارثته هي وجود خير لدى الآخرين. إنه يحزن لخير الآخرين، حاسبًا نجاحه لا في تمتعه بالخير بل حلول المصائب بالغير[45]].
إن تركنا الحديث عن حسد مريم وهرون وانتقلنا إلى موسى نفسه، فإن الكتاب المقدس وانتقلنا إلى موسى نفسه، فإن الكتاب المقدس يشهد عنه: “وَأَمَّا مُوسَى فَكَانَ حَلِيماً جِدّاً أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ الذِينَ عَلى وَجْهِ الأَرْضِ” (ع٣). بهذا الحلم العظيم واجه الحسد فغلبه وانتصر. كان موسى كأصم لا يسمع، وفي صمتٍ لم يفتح فاه ولا حتى عاتبهما، بل بالعكس حينما سقطت مريم تحت التأديب شفع فيها لدى الله قائلاً: “اللهُمَّ اشْفِهَا” (ع١٣). هذا هو سرّ نجاح موسى في قيادته للشعب بعناده المستمر. لقد حمل في قلبه حبًا وإتساعًا إذ رفض كل مجد أرضي لشخصه أو مصلحة خاصة به فكان حليمًا جدًا. سبق فرأينا حلمه العجيب في تعامله مع حميه هرون، وإذ هو نبي عظيم صنع الله معه الكثير من العجائب سمع لحميه هكذا الوثني في حلمٍ واتضاع[46].
لقد عبّر القديس غريغوريوس أسقف نيصص عن ضعف الحسد أمام حلم موسى النبي قائلاً: [حين هاجم الحسد هذا الرجل العظيم إنكسر كإناءٍ خزفي على صخرة… لقد ظهر أنه أعلى من أن يصيبه القوس!… صوّب الحسد سهامه ضد موسى لكنها لم تقدر أن تبلغ العلو الذي كان فيه موسى! [47]].
[ليس فقط لم يتحرك موسى ليدافع عن نفسه ضد الذين يسيئون إليه وإنما طلب لهم من الله الراحة. بهذا أظهر – كما أظن – أنه الشخص الذي يتحصن جيدًا بدرع الفضيلة فلا تصيبه أطراف السهام[48]].
[ما كان يمكنه أن يفعل هذا لو لم يكن واقفًا وراء الله[49]].
الأعداد 4-8
٢ – دفاع الرب عنه
إذ صمت موسى، لا بشفتيه فحسب بل وفي أعماقه، بسبب حلمه العظيم وطول أناته لهذا تدخل “الرَّبُّ حَالاً” (ع٤). لم يدافع موسى عن نفسه ولا حتى قدام الرب، ولا طلب من الله أن يكشف الحق لرد كرامته لكنه صمت بحب فأسرع الله يستدعي الثلاثة ليدافع عن عبده موسى، قائلاً لهرون ومريم: “إِنْ كَانَ مِنْكُمْ نَبِيٌّ لِلرَّبِّ فَبِالرُّؤْيَا أَسْتَعْلِنُ لهُ. فِي الحُلمِ أُكَلِّمُهُ. وَأَمَّا عَبْدِي مُوسَى فَليْسَ هَكَذَا بَل هُوَ أَمِينٌ فِي كُلِّ بَيْتِي. فَماً إِلى فَمٍ وَعَيَاناً أَتَكَلمُ مَعَهُ لا بِالأَلغَازِ. وَشِبْهَ الرَّبِّ يُعَايِنُ. فَلِمَاذَا لا تَخْشَيَانِ أَنْ تَتَكَلمَا عَلى عَبْدِي مُوسَى؟!” (ع٦ – ٨).
إستحق موسى هذه الكرامة العظيمة أن يحسب أمينًا في كل بيت الله، وأن يتحدث معه الله فمًا لفمٍ ويتكلم معه عيانًا، ويعلن له مجده… هذا كله من أجل ما إتسم به من إتضاع وما عرف به من حلم. في هذا يقول القديس أغناطيوس الأنطاكي: [موسى الذي كان حليمًا أكثر من جميع الناس بقوله لله “أنا ضعيف الصوت وثقيل اللسان” (خر٤: ١٠). إذن لتكن متضع بالروح فتتمجد، لأن من يضع نفسه يرتفع ومن يرفع نفسه يتضع (لو١٤: ١١) [50]].
ويقول القديس إكليمنضس الروماني: [موسى دُعي “الخادم الأمين في كل بيت الله” (عد١٢: ٧؛ عب٣: ٢)، وخلال خدمته عاقب الله مصر بالضربات والضيقات. ومع هذا لم يتكبر بالرغم من الكرامة العظيمة التي نالها، وإنما قال أمام العليقة “من أكون حتى ترسلني؟ أنا إنسان ضعيف الصوت وثقيل اللسان” (خر٣: ١١، ٤: ١٠)، كما قال “ما أنا إلاَّ بخار قدر” (راجع مز١١٩: ٨٣) [51]].
ويقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [إذ كان موسى لطيفًا للغاية حليمًا… لهذا صار مقبولاً ومحبوبًا يقال عنه أن الله يتكلم معه وجهًا لوجه وفمًا لفم كما يكلم الرجل صاحبه[52]].
هكذا بالإتضاع ارتفع موسى في الكرامة فصار يتحدث مع الله وجهًا لوجه أو كما يقول القديس باسيليوس: [إستحق أن يراه وجهًا لوجه مثل الملائكة، يخبرنا بما تعلمه من الله[53]]. يتحدث الله معه كما يتحدث الرجل مع صاحبه أو كما يقول العلامة ترتليان أن هذا الأمر تحقق في التجلي[54]، حيث ظهر موسى وإيليا وكانا يتحدثان مع السيد المسيح.
ويعلق القديس غريغوريوس النزينزي على دعوة موسى النبي عبدًا لله أو خادمه (عد١: ٧؛ عب٣: ٢)، بالقول: [كان موسى إلهًا لفرعون (٧: ١) لكنه هو خادم الله كما هو مكتوب. فإن النجوم التي تنير الليل تختفي أمام الشمس حتى أنك لا تعرف وجودها في ضوء النهار[55]].
لكن ربما يتساءل البعض: لماذا تزوج موسى بالكوشية؟
كان هذا التصرف عملاً نبويًا رمزيًا، يشير إلى قبول كلمة الله طبيعتنا الكوشية، يتحد بنا نحن الذين كنا في الظلمة زمانًا ليدخل بنا إلى نوره الإلهي وجمال طبيعته. هذا ما رأيناه في تفسيرنا “أنا سوداء وجميلة يا بنات أورشليم” (نش١: ٥). في هذا يقول العلامة أوريجينوس: [عندما تزوجها، قال الرب “فمًا إلى فم وعيانًا أتكلم معه لا بالألغاز” (ع٨). إنه يتكلم حقيقة، فقد جاء موسى (السيد المسيح) واتحد بكوشيتنا، حينئذ إنتهى إعلان الشريعة الإلهية خلال الأمثال والصور إذ تقدم إلينا في تمام الحقيقة. ما كان يُعلن قبلاً خلال الأمثال صار واقعًا حقًا[56]]. ويقول القديس چيروم: [عريسك ليس متكبرًا ولا مزدريًا بالغير، إنه يتزوج بكوشية[57]].
هذا وزواج موسى بالمرأة الكوشية يشير إلى قبول السيد المسيح عروسه أي الكنيسة من جماعة الأمم، أما موقف مريم منه فهو موقف جماعة اليهود الذين رفضوا السيد المسيح ولم يقبلوا دخول الأمم إلى الإيمان. يقول العلامة أوريجينوس: [مريم هي جماعة اليهود الحاليين، فقد تذمرت هي وهرون معًا، أي الكهنة والفريسيون. فالشعب لا يزال ينقصه الإحترام لموسى القائم معنا الآن، ويبو لهم أن هذا الأمر مخجلاً، لأنه لا يعلم بختان الجسد وحفظ السبت وتقديم ذبائح دموية، لكنه يأمرنا بختان القلب والكف عن الخطيئة والإحتفال بأعياد فطير الإخلاص والحق (أف٢: ١١؛ كو٢: ٩؛ رو٢: ٢٩؛ ١كو٥: ٨) وذبائح الحمد (مز٥٠: ١٤)، ليس الذبائح الحيوانية بل ذبح الرذائل[58]].
يتحدث العلامة أوريجينوس على لسان كنيسة الأمم إذ تخاطب اليهود قائلة: [حقًا إني أعجب يا بنات أورشليم أنكن توبخنني على سواد بشرتي. هل نسيتن ما ورد في ناموسكن وما عنته مريم حين تحدثت ضد موسى لأنه اتخذ لنفسه إمرأة كوشية سوداء؟! ولا تعرفن أن هذا الأمر قد تحقق بحق. أنا هي الكوشية! حقًا إني سوداء بسبب رداءة أصلي لكنني جميلة بالتوبة والإيمان. وقد اتخذت لنفسي ابن الله. لقد قبلت “الكلمة الذي صار جسدًا” (يو١: ١٤)، لقد أتيت إلى ذاك الذي هو “صورة الله، بكر كل خليقة” (كو١: ١٥)، “الذي هو بهاء مجده ورسم جوهره” (عب١: ٣)، فصرت جميلة! ماذا تفعلن؟ أتوبخن من تركت خطيتها، الأمر الذي يمنعه الناموس؟! أتطلبن مجد الناموس وأنتن تنتهكن إياه؟! [59]].
الأعداد 9-15
٣ – برص مريم
يقول الكتاب: “فَحَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ عَليْهِمَا وَمَضَى. فَلمَّا ارْتَفَعَتِ السَّحَابَةُ عَنِ الخَيْمَةِ إِذَا مَرْيَمُ بَرْصَاءُ كَالثَّلجِ” (ع٩، ١٠). حقًا ما أخطر الحديث عن خدام الله، خاصة إن كان بدافع الحسد الداخلي فإنه يليق بنا ألاَّ نختارهم إلاَّ بعد إستشارة الله، ومعرفة أنهم بلا عيب، لكنهم متى أختيروا ليس لنا أن ندينهم، لهم رؤساء ولهم من يستطيع أن يفحص الرب عن هرون ومريم، وارتفعت السحابة عن الخيمة، حينئذ تطلع هرون إلى أخته فوجدها برصاء كالثلج.
يعلق العلامة أوريجينوس على هذا التأديب الإلهي قائلاً: [يجب ألاَّ تحتقر أخاك أو قريبك، ولا تفتح فاك بالشر. لست أقول هذا بخصوص القديسين وإنما بخصوص أي أنسان، إذ أرى غضب الله وانتقامه يحلان بسبب هذه الخطيئة، فقد جاء في المزامير “تجلس تتكلم مع أخيك، لابن أمك تضع معثرة” (٥٠: ٢٠)، “الذي يغتاب صاحبه سرًا أقطعه” (١٠١: ٥). إقطعوا هذه الرذيلة بمساعدة هذه الوصايا الواردة في الكتاب المقدس وكأنها سيف ذو حدين (رؤ١: ١٦). تجنبوا إدانة إخوتنا وسب القديسين. فإن من يدين أخاه ويتكلم عليه بالسوء يصاب بالبرص[60]].
ويلاحظ في تأديب مريم بالبرص الآتي:
- حلّ البرص بها بعد مفارقة السحابة الخيمة، وكأن البرص وهو يرمز للخطيئة ونجاستها إنما هي علامة الإبتعاد عن الله والحرمان من الشركة معه. لهذا يحذرنا العلامة أوريجينوس: [لنخشى أن تبعد عنا السحابة بكلامنا الرديء وأعمالنا الدنسة وأفكارنا النجسة، فيظهر برص الخطيئة فينا عندما تتركنا نعمة الله[61]].
- أخطأت مريم فأساء ذلك إلى الجماعة كلها، فقد إرتفعت السحابة عن الخيمة وتسلط البرص على مريم، فعزلت عن الجماعة أسبوعًا كاملاً، فيه توقف الموكب كله عن المسير نحو أرض الموعد، ولم تنتقل خيمة الإجتماع عن موضعها. إنها صورة مرّة للإنسان – خاصة المسئول – حينما يخطيء، إذ لا يسيء إلى نفسه وحده بل يسبب تجديبًا على إسم الله القدوس ويوقف الموكب ويعثر الآخرين، كالعضو الفاسد الذي يضر الأعضاء الأخرى.
- ربما يسأل البعض: لماذا لم يسقط هرون تحت نفس التأديب مع أخته؟
يجيب القديس ايرينيئوس: [ربما لأنه كان لهرون شيء من العذر بكونه الأخ الأكبر وقد زيّن بكرام الكهنوت. هذا والبرص حسب الشريعة نجاسة، ولما كان أصل الكهنوت وأساسه في هرون لهذا لم يسمح له الرب بتأديب مشابه لئلا يمسك هذا الأمر بكل نسله (الكهنوتي). لكن الله أيقظ مخاوفه وعلّمه ذات الدرس خلال أخته، فقد أثرت عقوبة أخته عليه حتى إلتجأ إلى موسى المُساء إليه لكي يشفع عنها حتى يزول عنها هذا الغم[62]].
- يرى البعض في برص مريم صورة رمزية لما حدث مع اليهود، فقد رفضوا الإيمان بالسيد المسيح الذي قبل عروسه من الأمم (المرأة الكوشية) ففارقتهم السحابة وتسلط برص عدم الإيمان عليه، وفارقهم روح الرب، وصاروا مصابين. أما خروج مريم خارج المحلة سبعة أيام ثم عودتها فيشير إلى عودة اليهود إلى الإيمان بالمسيح في نهاية الأزمنة، ليدخلوا مرة جديدة إلى الخيمة المقدسة الجديدة وينزع عنهم برص عدم الإيمان[63]. بهذا لا يصيروا بعد متمسكين بفكرهم الناموسي الحرفي القديم. يقول الرسول بولس “إن القساوة قد حصلت جزئيًا لإسرائيل إلى أن يدخل ملء الأمم” (رو١١: ٢٥).
- يعلق العلامة أوريجينوس على قول هرون لموسى النبي: “فَلا تَكُنْ كَالمَيِّتِ الذِي يَكُونُ عِنْدَ خُرُوجِهِ مِنْ رَحِمِ أُمِّهِ قَدْ أُكِل نِصْفُ لحْمِهِ” (ع١٢)، بأن مريم وقد صارت برصاء صارت والسقط شيئًا واحدًا، أي بلا حياة. في هذا إشارة إلى جماعة اليهود الذين بسبب عدم إيمانهم صاروا كالسقط بلا حياة، لكن جاء بولس يتمخض بهم ليلدهم أحياء ويتصور المسيح فيهم (غل٤: ١٩). يقول العلامة أوريجينوس: [كان الشعب القديم في رحم أمه أي في الهيكل غير قادر على البلوغ إلى النتيجة الكاملة التامة… لقد مكث بعض الوقت في رحم أمه، أي في مدرسة الهيكل اليهودي، لكنه بسبب خطاياه لم يقدر أن يحصل على الشكل الكامل ليدخل إلى الحياة، لهذا صار مرفوضًا كسقطٍ غير كامل النمو، وُلد قبل موعده[64]].
- لقد شفع موسى في أخته قائلاً: “اللهُمَّ اشْفِهَا” ع١٣)، وكانت إجابة الرب: “وَلوْ بَصَقَ أَبُوهَا بَصْقاً فِي وَجْهِهَا أَمَا كَانَتْ تَخْجَلُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ؟!” (ع١٤). البصق هنا يشير إلى التخلي، فقد فارقت نعمة الله هذا الشعب وصار في عارٍ وخزي بلا هيكل ولا ذبائح كما يقول العلامة أوريجينوس ويشرح القديس يوحنا الذهبي الفم هذه الإجابة الإلهية قائلاً: [إن ما عناه هو أن لها أب وطرده من حضرته، أما كانت تقبل التوبيخ؟! إنني أقدر فيك تقواك الأخوي وحلمك وسموك، لكنني أنا أعرف الوقت المناسب لإنهاء التأديب[65]].
على أي الأحوال، لقد برز صلاح موسى النبي في موقفه المملوء حبًا بصلاته عنها، إذ يقول القديس غريغوريوس النزينزي: [مُدح موسى لأنه قتل المصري الذي ظلم إسرائيل، لكنه بالأكثر صار موضع إعجاب عندما شفى بصلاته مريم التي أصيبت بالبرص بسبب تذمرها ضده[66].].
- تأخر الله في شفاء مريم حتى لا نتكيء على صلوات الآخرين وشفاعتهم عنا دون تقديم توبة من جانبنا. يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [لا تتطلع إلى الآخرين بأفواهٍ مفتوحة (تطلب صلواتهم)، فإن صلوات القديسين لها بالحق قوة عظيمة بشرط توبتنا وإصلاح نفوسنا. فإنه حتى موسى الذي أنقذ أخاه وستمائة رجل من الغضب الذي كان سيحل عليم (خر٣٢)، لم يكن قادرًا على إنقاذ أخته[67]].
العدد 16
٤ – من حضرموت إلى فاران
يرى العلامة أوريجينوس إن فاران تعني “الفم المنظور” إشارة إلى العبور إلى “التجسد الإلهي”، فإنه بشفاء مريم من برص عدم الإيمان ينطلق الموكب إلى الإيمان بالتجسد الإلهية كطريق للدخول إلى الملكوت.
[43] St. Greg. Nys.: Life of Moses 2: 250.
[44] Ibid 2: 256.
[45] Ibid 2: 258.
[46] للمؤلف: سفر الخروج، ١٩٨١، ص١١٣، ١١٤.
[47] St. Greg. Nys.: Life of Moses 2: 259, 260.
[48] Ibid 2: 261.
[49] Ibid 2: 263.
[50] Ad Magn. 12.
[51] 17: 5.
[52] In Matt. , hom 78.
[53] Hexameron hom 1: 1.
[54] Against Praxeas 14.
[55] Epis. 150.
[56] In Num. , hom 7.
[57] Ep. 22: 1.
[58] In Num. , hom 6.
[59] Comm. on Cant. 2: 1.
[60] In Num. , hom 7: 1.
[61] Ibid 7: 2.
[62] Fragm. 32.
[63] Origen: In Num. , hom. 6. St. Ambrose: Ep. 63: 57.
[64] Ibid 7: 3.
[65] Conc. Statues 20: 10.
[66] Epis. 77.
[67] In Matt. , hom. 5: 7.