الأصحاح الرابع والأربعون سفر حزقيال القمص أنطونيوس فكري

الإصحاح الرابع والأربعون

الأعداد 1-3

الآيات (1 – 3): –

“1ثُمَّ أَرْجَعَنِي إِلَى طَرِيقِ بَابِ الْمَقْدِسِ الْخَارِجِيِّ الْمُتَّجِهِ لِلْمَشْرِقِ، وَهُوَ مُغْلَقٌ. 2فَقَالَ لِيَ الرَّبُّ: «هذَا الْبَابُ يَكُونُ مُغْلَقًا، لاَ يُفْتَحُ وَلاَ يَدْخُلُ مِنْهُ إِنْسَانٌ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَ إِسْرَائِيلَ دَخَلَ مِنْهُ فَيَكُونُ مُغْلَقًا. 3اَلرَّئِيسُ الرَّئِيسُ هُوَ يَجْلِسُ فِيهِ لِيَأْكُلَ خُبْزًا أَمَامَ الرَّبِّ. مِنْ طَرِيقِ رِوَاقِ الْبَابِ يَدْخُلُ، وَمِنْ طَرِيقِهِ يَخْرُجُ».”.

قارن مع (يو16: 27، 28) وأيضاً “متى أدخل البكر إلى العالم” (عب1: 6). فنحن الآن فى حديث عن هيكل المسيح جسده، أى الكنيسة. وبداية تكوين الجسد هو تجسد المسيح نفسه حين “دخل إلى العالم”. وقد إتفق الأباء أن هذا الباب الشرقى الذى دخل منه المسيح هو العذراء مريم، فهو وُلِد منها وبقيت بتولاً. وهذا معنى يكون مغلقاً لا يفتح ولا يدخل منه إنسان. ويدلل الأباء على إمكانية هذا بأن المسيح دخل خلال الأبواب المغلقة بعد القيامة. وحتى لا يظن أحد أنه روح بلا جسد سمح لهم أن يلمسوا يديه وجنبه. ومرة ثانية أكل معهم. وهناك إشارة أخرى للتجسد = الرئيس الرئيس هو يجلس فيه ليأكل خبزاً أمام الرب = فهو كان يأكل ويشرب ويجوع ويعطش. لقد تجسد وتأنس أى شابهنا فى كل شئ ما خلا الخطية وحدها. بل كان ينمو فى القامة والحكمة. ولاحظ أن باقى الأبواب مفتوحة للجميع. مِنْ طَرِيقِ رِوَاقِ الْبَابِ يَدْخُلُ، وَمِنْ طَرِيقِهِ يَخْرُجُ = رواق الباب هو الأمة اليهودية وشعب اليهود الذى تجسد ابن الله فى وسطهم وأخذ جسدا منهم. ودخل من باب الرواق الذى هو بطن العذراء مريم. ومن طريقه يخرج = وخرج من الرواق = خرج من أورشليم عاصمة اليهود إذ أخذه اليهود ليصلبوه خارج أورشليم.

العدد 4

آية (4): –

“4ثُمَّ أَتَى بِي فِي طَرِيقِ بَابِ الشِّمَالِ إِلَى قُدَّامِ الْبَيْتِ، فَنَظَرْتُ وَإِذَا بِمَجْدِ الرَّبِّ قَدْ مَلأَ بَيْتَ الرَّبِّ، فَخَرَرْتُ عَلَى وَجْهِي.”.

المجد ملأ بيت الرب قارن مع (يو17: 22) “وأنا قد أعطيتهم المجد الذى أعطيتنى” فنحن حصلنا على مجد عظيم ولكنه لم يستعلن بعد فينا (رو8: 18) “المجد العتيد أن يستعلن فينا”.

العدد 5

آية (5): –

“5فَقَالَ لِي الرَّبُّ: «يَا ابْنَ آدَمَ، اجْعَلْ قَلْبَكَ وَانْظُرْ بِعَيْنَيْكَ وَاسْمَعْ بِأُذُنَيْكَ كُلَّ مَا أَقُولُهُ لَكَ عَنْ كُلِّ فَرَائِضِ بَيْتِ الرَّبِّ وَعَنْ كُلِّ سُنَنِهِ، وَاجْعَلْ قَلْبَكَ عَلَى مَدْخَلِ الْبَيْتِ مَعَ كُلِّ مَخَارِجِ الْمَقْدِسِ.”.

الله أسس البيت وزَوَّد الكنيسة بأسرار سبعة لتأسيس هذا البيت. والآن ما دور الكنيسة لتحافظ على هذا المجد. هنا طُلِب من النبى أن يعى جيداً بقلبه وينظر بعينيه = أى بوعى كامل بما هو مدخل البيت = أى طريق ووسائل دخولنا لهذا الجسد (الكنيسة). والمدخل هو الأسرار والإستمرار فى حياة التوبة والنقاوة والإبتعاد عن النجاسات.

ومخارج المقادس = ما يحرمنا منها فيجعلنا نخرج.

العدد 6

آية (6): –

“6 وَقُلْ لِلْمُتَمَرِّدِينَ، لِبَيْتِ إِسْرَائِيلَ: هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: يَكْفِيكُمْ كُلُّ رَجَاسَاتِكُمْ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ،”.

يكفيكم كل رجاساتكم = إذاً المدخل الأول هو التوبة، ويكفى ما مضى من زمان الخطية.

العدد 7

آية (7): –

“7بِإِدْخَالِكُمْ أَبْنَاءَ الْغَرِيبِ الْغُلْفَ الْقُلُوبِ الْغُلْفَ اللَّحْمِ لِيَكُونُوا فِي مَقْدِسِي، فَيُنَجِّسُوا بَيْتِي بِتَقْرِيبِكُمْ خُبْزِي الشَّحْمَ وَالدَّمَ. فَنَقَضُوا عَهْدِي فَوْقَ كُلِّ رَجَاسَاتِكُمْ.”.

ليست أول مرة نسمع عن غلف القلوب = أى غير المختونين بالقلب. وهذا ما أشار إليه بولس الرسول (رو2: 29) وقارن مع (لا 26: 41 + إر 4: 4). فالله إذاً منذ أن طلب أن يختتن شعبه لم يكن مهتماً بقطع جزء من اللحم. بل قطع الخطية من القلب.

أبناء الغريب = كان لليهود شريعة أن من يخدم بيت الله هم اللاويين والكهنة فقط وأيضاً يكونون فى قداسة ولا يدخل غريب للخدمة. وهنا نجد الله يعاتبهم ويؤسس الشرط الثانى أو المدخل الثانى لبيته = أن يكون كهنتة وخدامه ليسوا غرباء. ولكن ما المعنى الروحى للغرباء؟ فالغريب عن شعب الله هو من يعيش للعالم وبلغة وطريقة ومبادئ العالم من محبة للعالم وللمادة ولشهواتهم. فعلى خدام الله أن لا يُدخِلوا هذه المبادئ الغريبة للكنيسة.

هل تبحث عن  معاً كل يوم الخميس 27 سبتمبر++++17 توت

العدد 8

آية (8): –

“8 وَلَمْ تَحْرُسُوا حِرَاسَةَ أَقْدَاسِي، بَلْ أَقَمْتُمْ حُرَّاسًا يَحْرُسُونَ عَنْكُمْ فِي مَقْدِسِي.”.

حراسة أقداسى: – هذا عمل الكهنة والخدام حراسة أولاد الله من الضياع فى العالم. وأن يتشدد الكهنة فى حراسة الأقداس فلا يسمحوا لخاطئ غير تائب من الإقتراب للتناول.

الأعداد 9-14

الآيات (9 – 14): –

“9« هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: ابْنُ الْغَرِيبِ أَغْلَفُ الْقَلْبِ وَأَغْلَفُ اللَّحْمِ لاَ يَدْخُلُ مَقْدِسِي، مِنْ كُلِّ ابْنٍ غَرِيبٍ الَّذِي مِنْ وَسْطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. 10بَلِ اللاَّوِيُّونَ الَّذِينَ ابْتَعَدُوا عَنِّي حِينَ ضَلَّ إِسْرَائِيلُ، فَضَلُّوا عَنِّي وَرَاءَ أَصْنَامِهِمْ، يَحْمِلُونَ إِثْمَهُمْ. 11 وَيَكُونُونَ خُدَّامًا فِي مَقْدِسِي، حُرَّاسَ أَبْوَابِ الْبَيْتِ وَخُدَّامَ الْبَيْتِ. هُمْ يَذْبَحُونَ الْمُحْرَقَةَ وَالذَّبِيحَةَ لِلشَّعْبِ، وَهُمْ يَقِفُونَ أَمَامَهُمْ لِيَخْدِمُوهُمْ. 12لأَنَّهُمْ خَدَمُوهُمْ أَمَامَ أَصْنَامِهِمْ وَكَانُوا مَعْثَرَةَ إِثْمٍ لِبَيْتِ إِسْرَائِيلَ. لِذلِكَ رَفَعْتُ يَدِي عَلَيْهِمْ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، فَيَحْمِلُونَ إِثْمَهُمْ. 13 وَلاَ يَتَقَرَّبُونَ إِلَيَّ لِيَكْهَنُوا لِي، وَلاَ لِلاقْتِرَابِ إِلَى شَيْءٍ مِنْ أَقْدَاسِي إِلَى قُدْسِ الأَقْدَاسِ، بَلْ يَحْمِلُونَ خِزْيَهُمْ وَرَجَاسَاتِهِمِ الَّتِي فَعَلُوهَا. 14 وَأَجْعَلُهُمْ حَارِسِي حِرَاسَةَ الْبَيْتِ لِكُلِّ خِدْمَةٍ لِكُلِّ مَا يُعْمَلُ فِيهِ.”.

الله هنا يمنع الكهنوت اليهودى من الهيكل الجديد. ولا يمنع الغرباء عن جسده بل فقط غير المختونين بالقلب. أغلف اللحم = هو من يجرى وراء شهواته ولم يميتها (كو3: 5). وأما الكهنوت اليهودى الذى ضلل شعبه وجعلهم يقدمون المسيح للصليب ويرفضونه حتى هذا اليوم فهو كهنوت مرفوض لا يقدم ذبائح ويتحمل إثم الشعب الذى ضلله. وهم ضلوا وراء أصنامهم = قبل سبى بابل هم ضلوا وراء أصنام حقيقية، أما الآن فهم يضلون وراء شهوة قلوبهم فى مسيح يعطيهم مجد هذا العالم. ولكن نجد آية (11) تعترض هذا الرفض بأن هناك من كهنة اليهود من يقدمون ذبائح وهناك إحتمالين ولكنهم مكملين لبعضهم: – الأول أن هذه الآية تتكامل مع (15، 16) أى كهنوت أبناء صادوق، ويكون المقصود بكهنة آية (11) هم أنفسهم أبناء صادوق. والثانى وهو الأوقع أن الكهنوت اليهودى ممثلاً فى قيافا وحنان قدموا آخر ذبيحة مقبولة، أى السيد المسيح شخصياً. وبذلك قدموا أعظم خدمة للجسد الجديد أو الهيكل الجديد وربما يكون هذا معنى ويكونون خداماً فى مقدسى. وهم لهم خدمة عظيمة جداً حتى الآن، فهم يمسكون بين أيديهم كتابهم العهد القديم شاهداً بنبواته على صحة العهد الجديد. ولأجل خطاياهم رفعت يدى عليهم = ضربتهم وشتتهم فى كل أنحاء العالم.

الأعداد 15-16

الآيات (15 – 16): –

“15«أَمَّا الْكَهَنَةُ اللاَّوِيُّونَ أَبْنَاءُ صَادُوقَ الَّذِينَ حَرَسُوا حِرَاسَةَ مَقْدِسِي حِينَ ضَلَّ عَنِّي بَنُو إِسْرَائِيلَ، فَهُمْ يَتَقَدَّمُونَ إِلَيَّ لِيَخْدِمُونِي، وَيَقِفُونَ أَمَامِي لِيُقَرِّبُوا لِي الشَّحْمَ وَالدَّمَ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. 16هُمْ يَدْخُلُونَ مَقْدِسِي وَيَتَقَدَّمُونَ إِلَى مَائِدَتِي لِيَخْدِمُونِي وَيَحْرُسُوا حِرَاسَتِي.”.

قلنا سابقاً أن صادوق = بر. فهؤلاء هم كهنة العهد الجديد الذين يقدمون ذبيحة جسد ودم المسيح للتبرير. هذا هو الكهنوت الذى على طقس ملكى صادق الذى يقدم شحم ودم = إشارة للجسد والدم ولكن بلغة العهد القديم. ولذلك يسمى المذبح هنا مائدتى. فمن عليها نتناول كلنا هذا الجسد والدم.

الأعداد 17-18

الآيات (17 – 18): –

“17 وَيَكُونُ عِنْدَ دُخُولِهِمْ أَبْوَابَ الدَّارِ الدَّاخِلِيَّةِ، أَنَّهُمْ يَلْبَسُونَ ثِيَابًا مِنْ كَتَّانٍ، وَلاَ يَأْتِي عَلَيْهِمْ صُوفٌ عِنْدَ خِدْمَتِهِمْ فِي أَبْوَابِ الدَّارِ الدَّاخِلِيَّةِ وَمِنْ دَاخِل. 18 وَلْتَكُنْ عَصَائِبُ مِنْ كَتَّانٍ عَلَى رُؤُوسِهِمْ، وَلْتَكُنْ سَرَاوِيلُ مِنْ كَتَّانٍ عَلَى أَحْقَائِهِمْ. لاَ يَتَنَطَّقُونَ بِمَا يُعَرِّقُ.”.

ثياب الكتان = “كهنتك يلبسون البر” (مز132: 9) الملابس البيضاء هى رمز للبر الذى بالمسيح، لذلك يلبس كهنة العهد الجديد أثناء الخدمة ملابس بيضاء.

لا يأتى عليهم صوف = فمن المفروض أن خدام الله وخصوصاً الكهنة يكونون فى حرارة روحية ملتهبون بالروح كما قال بولس الرسول “من يضعف وأنا لا أضعف. من يعثر وأنا لا ألتهب”. فلا داعى لما يدفئهم خارجياً. ولا يتنطقون بما يُعَرِّق = المعنى أنه يجب أن يكونوا فى حرارة الروح، هذا يدفعهم للخدمة بحماس، وهم فى خدمتهم سيعرقون جداً. كما تقول الكنيسة فى سر الإبركسيس “أن للرسل أعراق ولنشترك معهم فيها”. فعلينا أن نشترك فى أعراق الخدمة. أى نخدم بنشاط ولا يكون هناك ما يعرق. وليكن لهم عصائب من كتان على رؤسهم = الكتان لونه أبيض = مظهر الكهنة وتصرفاتهم مفروض أنه قدوة للشعب، والشعب يتعلم منهم، وبر الكهنة هو بالمسيح الذى فيهم وليس بر ذاتى وليس هو عن رياء. وهذا البر يجب أن يراه الشعب فى تصرفاتهم حتى لا يتعثروا. وتغطية الشعر عموما هو رمز للخضوع التام. ولتكن سراويل = ليغطوا عورتهم (خر28). والمعنى العام أن يلبسوا السيد المسيح فهو برنا = الملابس الكتانية وهو الذى يسترنا = السراويل.

هل تبحث عن  تاريخ كتابة السفران

العدد 19

آية (19): –

“19 وَعِنْدَ خُرُوجِهِمْ إِلَى الدَّارِ الْخَارِجِيَّةِ، إِلَى الشَّعْبِ، إِلَى الدَّارِ الْخَارِجِيَّةِ، يَخْلَعُونَ ثِيَابَهُمُ الَّتِي خَدَمُوا بِهَا، وَيَضَعُونَهَا فِي مَخَادِعِ الْقُدْسِ، ثُمَّ يَلْبَسُونَ ثِيَابًا أُخْرَى وَلاَ يُقَدِّسُونَ الشَّعْبَ بِثِيَابِهِمْ.”.

لا يليق أنه فى حياتنا وسط العالم أن نلبس الملابس الكهنوتية = “لا تلقوا درركم أمام الخنازير”. وهناك معني روحي هو عدم محاولة إظهار البر في رياء، فالبر ليس للمظهريات بل هو حياة يحياها الكاهن، وعدم الظهور بالملابس الكهنوتية أمام الناس له معنى عدم التجارة بالمقدسات، فمجانا أخذتم ومجانا اعطوا.

العدد 20

آية (20): –

“20 وَلاَ يَحْلِقُونَ رُؤُوسَهُمْ، وَلاَ يُرَبُّونَ خُصَلاً، بَلْ يَجُزُّونَ شَعْرَ رُؤُوسِهِمْ جَزًّا.”.

لا يحلقون رؤسهم تماماً مثل كهنة الأوثان، ولا يرخونه فى ميوعة بل يقصونه بإعتدال، والمعنى هنا المظهر المعتدل فى كل شئ. ومعنى الآيتين (19، 20) المظهر مهم ففى (19) لا يظهر أحد بره للشعب “من أراد أن يصلى فليدخل مخدعه”، وفى آية (20) لا يعثر الشعب بمظهره.

العدد 21

آية (21): –

“21 وَلاَ يَشْرَبُ كَاهِنٌ خَمْرًا عِنْدَ دُخُولِهِ إِلَى الدَّارِ الدَّاخِلِيَّةِ.”.

الخمر رمز للأفراح. فمن يدخل الدار الداخلية طالباً الفرح الروحى فليمتنع عن الفرح العالمى.

العدد 22

آية (22): –

“22 وَلاَ يَأْخُذُونَ أَرْمَلَةً وَلاَ مُطَلَّقَةً زَوْجَةً، بَلْ يَتَّخِذُونَ عَذَارَى مِنْ نَسْلِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ، أَوْ أَرْمَلَةً الَّتِي كَانَتْ أَرْمَلَةَ كَاهِنٍ.”.

والكاهن كوكيل لله لا يرتبط سوى بعذراء أو بأرملة التى كانت أرملة كاهن، لأن عروس المسيح لا يجب أن يكون قلبها مع أحد سوى الله. والعذراء هى من لم تعطى قلبها لأحد سوى المسيح، أما قوله الأرملة فهذا يعنى أن الأرملة كانت مرتبطة بكاهن، والكاهن يرمز للمسيح، وحيث أن المسيح رئيس كهنتنا لا يموت، فتكون هذه الأرملة هى التى ماتت عن العالم حين إرتبطت بالمسيح. وهذا التشبيه إستخدمه القديس بولس الرسول فى (رو7: 3، 4). وبالنسبة للكاهن المسيحى لو ماتت زوجته فهو لا يتزوج ثانية لأن كل بنات الشعب بناته لا يتزوج منهن.

العدد 23

آية (23): –

“23 وَيُرُونَ شَعْبِي التَّمْيِيزَ بَيْنَ الْمُقَدَّسِ وَالْمُحَلَّلِ، وَيُعَلِّمُونَهُمُ التَّمْيِيزَ بَيْنَ النَّجِسِ وَالطَّاهِرِ.”.

على الكاهن أن يكون صالحاً للتعليم (1تى3: 2). المقدس = هو كل ما يخص الله، فيكون المقصود هو كل ما يساعد على الدخول بالأكثر فى علاقة العمق فى محبة الله. أما المحلل = فالمقصود به هو كل شئ خلقه الله. مثال: – كل المأكولات محللة، لكن الصوم يساعد بالأكثر على أن نعيش فى السماويات، وهكذا “كل الأشياء تحل لى لكن ليس كل الأشياء تبنى”.

العدد 24

آية (24): –

“24 وَفِي الْخِصَامِ هُمْ يَقِفُونَ لِلْحُكْمِ، وَيَحْكُمُونَ حَسَبَ أَحْكَامِي، وَيَحْفَظُونَ شَرَائِعِي وَفَرَائِضِي فِي كُلِّ مَوَاسِمِي، وَيُقَدِّسُونَ سُبُوتِي.”.

على الكاهن أن يكون عادلاً فى حكمه وحسب الشريعة. وأن يحفظ هو الشريعة فيكون قدوة.

العدد 25

آية (25): –

“25 وَلاَ يَدْنُوا مِنْ إِنْسَانٍ مَيِّتٍ فَيَتَنَجَّسُوا. أَمَّا لأَبٍ أَوْ أُمٍّ أَوِ ابْنٍ أَوِ ابْنَةٍ أَوْ أَخٍ أَوْ أُخْتٍ لَمْ تَكُنْ لِرَجُل يَتَنَجَّسُونَ.”.

الموت نتيجة للخطية وعليه فلمس الميت المقصود منه التلامس مع الخطية والتلذذ بها. والدليل على أن المقصود بهذه الشريعة المعنى الروحى، هو قيام ميت حين تلامس مع عظام إليشع النبى. وهناك معنى آخر أن يرتفع قلب الكاهن فلا يحزن على ميت فهو فى السماء ولكن الله يراعى قطعاً المشاعر الطبيعية للأب والأم… وهو نفسه بكى على قبر لعازر.

هل تبحث عن  لن يقدر أحد أن يحمل صليب المسيح سواه

الأعداد 26-27

الآيات (26 – 27): –

“26 وَبَعْدَ تَطْهِيرِهِ يَحْسِبُونَ لَهُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ. 27 وَفِي يَوْمِ دُخُولِهِ إِلَى الْقُدْسِ إِلَى الدَّارِ الدَّاخِلِيَّةِ لِيَخْدِمَ فِي الْقُدْسِ، يُقَرِّبُ ذَبِيحَتَهُ عَنِ الْخَطِيَّةِ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ.”.

وماذا يحدث لو تلامس مع ميت أى أخطأ؟ يتطهر ويقدم ذبيحة أى توبة وتناول، فدم المسيح وحده يغفر الخطايا = يقرب ذبيحته.

الأعداد 28-30

الآيات (28 – 30): –

“28 وَيَكُونُ لَهُمْ مِيرَاثًا. أَنَا مِيرَاثُهُمْ. وَلاَ تُعْطُونَهُمْ مِلْكًا فِي إِسْرَائِيلَ. أَنَا مِلْكُهُمْ. 29يَأْكُلُونَ التَّقْدِمَةَ وَذَبِيحَةَ الْخَطِيَّةِ وَذَبِيحَةَ الإِثْمِ، وَكُلُّ مُحَرَّمٍ فِي إِسْرَائِيلَ يَكُونُ لَهُمْ. 30 وَأَوَائِلُ كُلِّ الْبَاكُورَاتِ جَمِيعِهَا، وَكُلُّ رَفِيعَةٍ مِنْ كُلِّ رَفَائِعِكُمْ تَكُونُ لِلْكَهَنَةِ. وَتُعْطُونَ الْكَاهِنَ أَوَائِلَ عَجِينِكُمْ لِتَحِلَّ الْبَرَكَةُ عَلَى بَيْتِكَ.”.

لا يكون للكهنة عمل يتكسبون منه سوى خدمتهم، والله نفسه يكون لهم ميراثاً وقطعاً ليس من المفروض أن يهتم الكاهن بما يملك. فالله هو الذى يعوله، من باكورات شعبه يأكل (ثمارهم وماشيتهم وعجينهم) “الذين ينادون بالإنجيل من الإنجيل يعيشون” (1كو9: 13، 14) وبذلك تحل البركة على الشعب.

العدد 31

آية (31): –

“31لاَ يَأْكُلُ الْكَاهِنُ مِنْ مَيِّتَةٍ وَلاَ مِنْ فَرِيسَةٍ، طَيْرًا كَانَتْ أَوْ بَهِيمَةً.”.

على الكاهن أن يكون عفيف النفس. فأكل شئ ميت دليل دناءة النفس، وهذا معناه أن لا يُشبع نفسه بملذات هذا العالم، بل يكون له الشبع الروحى بشخص السيد المسيح، لذلك عليه أن يعيش على كلمة الله الحية تنعش وتقدس جسده وروحه.

ملخص الإصحاح.

نرى هنا الكهنوت المسيحى، والكاهن عمله أن يقدم ذبيحة لإسترضاء الله ولغفران خطايا الشعب. وكانوا فى العهد القديم يقدمون ذبائح حيوانية دموية. أما فى العهد الجديد فلقد صارت الذبيحة التى تقدم لله هى ذبيحة الإفخارستيا. وبطلت الذبائح الحيوانية، هذه التى كانت رمزا لذبيحة المسيح، فمتى جاء المرموز إليه يبطل الرمز.

ولكن كيف نقدم المسيح إبن الله ذبيحة وهو الحى الذى لا يموت؟

كان يجب أن يتجسد إبن الله من العذراء باب المقدس الخارجى وهذا الباب = يكون مغلقا لذلك نقول أنها دائمة البتولية. لذلك سمعنا فى الأيات (1 – 3) عن تجسد وتأنس إبن الله = ليأكل خبزاً = ومن يأكل فهو صار إنسانا يجوع ويعطش فيأكل ويشرب. والمسيح أخذ جسدا ليموت به على الصليب ويكون ذبيحة خطية وذبيحة إثم (آية29). وذبيحة الإفخارستيا نسمع عنها فى (15) ليقربوا إلىَّ الشحم والدم = الجسد والدم.

ونسمع هنا عن نهاية الكهنوت اليهودى (آية10) فهم صلبوا المسيح وما زالوا ضالين. ونسمع عن قبول الأمم ويكون منهم كهنة (آية9) ولكن عليهم أن يسلكوا بالبر مختوني القلب = أبناء صادوق. وأما من هو مستمر فى خطيته = أغلف القلب فلا يُقبل فى خدمة الكهنوت = أما فى (آية11) نسمع أن آخر ذبيحة مقبولة قدمها الكهنوت اليهودى كانت ذبيحة المسيح. ويقول عنها هنا = هم يذبحون المحرقة. وما زالوا يقدمون خدمة للكنيسة بحفظ العهد القديم ونبواته بين أيديهم والتى تشهد للمسيح. وهذه النبوات هى تشهد للمسيح وتشهد عليهم. وإستمر الكهنوت المسيحى فى تقديم ذبيحة الإفخارستيا كإمتداد لذبيحة الصليب، ولكن على طقس ملكى صادق، أى ذبيحة الخبز والخمر (تك14: 18 + مز110: 4).

وإستمر المسيح إبن الله وله كل المجد فى وسط كنيسته وللأبد وكان هذا ما وعدنا به (مت28: 20). وإذا كان المسيح وسط كنيسته فلقد عاد المجد للكنيسة (آية4) ولكن غير مستعلن وغير مرئى وسيستعلن فى اليوم الأخير (رو8: 18). وهذا هو ما قاله الرب بنفسه “وأنا قد أعطيتهم المجد الذى أعطيتنى” (يو17: 22).

وعلى كهنة العهد الجديد أن يسلكوا بطهارة وبر فهم “وكلاء سرائر الله” (1كو4: 1). ونرى هذا فى (الآيات 17 – 31) فهم عليهم الإبتعاد عن كل خطية ونجاسة وعن العادات السائدة فهم قدوة. بل ويبتعدون عن الأفراح العالمية. وأن يكون حكمهم بعدل حتى لا يكونوا عثرة لأحد.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي