الأصحاح السابع تفسير الرسالة إلى العبرانيين القمص أنطونيوس فكري

الإصحاح السابع

الأعداد 1-4

الآيات (1 – 4): –

“1لأَنَّ مَلْكِي صَادَقَ هذَا، مَلِكَ سَالِيمَ، كَاهِنَ اللهِ الْعَلِيِّ، الَّذِي اسْتَقْبَلَ إِبْرَاهِيمَ رَاجِعًا مِنْ كَسْرَةِ الْمُلُوكِ وَبَارَكَهُ، 2الَّذِي قَسَمَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ عُشْرًا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. الْمُتَرْجَمَ أَوَّلاً «مَلِكَ الْبِرِّ» ثُمَّ أَيْضًا «مَلِكَ سَالِيمَ» أَيْ «مَلِكَ السَّلاَمِ» 3بِلاَ أَبٍ، بِلاَ أُمٍّ، بِلاَ نَسَبٍ. لاَ بَدَاءَةَ أَيَّامٍ لَهُ وَلاَ نِهَايَةَ حَيَاةٍ. بَلْ هُوَ مُشَبَّهٌ بِابْنِ اللهِ. هذَا يَبْقَى كَاهِنًا إِلَى الأَبَدِ. 4ثُمَّ انْظُرُوا مَا أَعْظَمَ هذَا الَّذِي أَعْطَاهُ إِبْرَاهِيمُ رَئِيسُ الآبَاءِ، عُشْرًا أَيْضًا مِنْ رَأْسِ الْغَنَائِمِ!”.

سبق الرسول وقارن بين المسيح وكل من الملائكة وموسى ويشوع وهرون. ثم أخذ مثلاً بالوعد لإبراهيم أبو الأباء. وحينما أتى لإبراهيم إقتطف جزءاً من قصة إبراهيم وهو لقائه مع ملكى صادق (تك14: 18). هذا الجزء يبدو لليهود غامضاً وبلا معنى فكيف يخضع إبراهيم أبو الأباء لملكى صادق هذا ويعطيه العشور من كل شئ بل أن ملكى صادق يبارك إبراهيم. فإن كان إبراهيم قد حمل فى صلبه كل شعب اليهود ومعهم سبط لاوى والكهنة ورؤساء الكهنة. فيكون كل هؤلاء قد تصاغروا جداً أمام ملكى صادق الذى كان بالطبع رمزاً للمسيح. فملكى صادق يبارك إبراهيم الذى له المواعيد.

رموز ملكى صادق للمسيح.

  1. هو ملك وكاهن. وبالنسبة لليهود فالمُلك والكهنوت لا يجتمعان أبداً لشخص واحد إذ أن الملك من سبط يهوذا والكهنوت من سبط لاوى. وفى هذا يشير ملكى صادق للمسيح الملك ورئيس الكهنة.
  2. من جهة إسمه ملكى صادق التى تعنى ملك البر. فالمسيح ملك على القلوب بصليبه “تكون الرياسة على كتفه” (إش9: 6). ويعطينا حياته لتكون أعضائنا ألات بر تعمل لحساب مجد الله (رو6). فالمسيح قيل عنه “الرب برنا” (إر23: 6 + 33: 16) وقال عنه الرسول “… نصير نحن بر الله فيه” (2كو5: 21).
  3. من جهة عمله فهو ملك ساليم أى ملك السلام والمسيح معطى السلام للكنيسة (يو33: 16 + 14: 27).
  4. ماذا قدم ملكى صادق لإبراهيم؟ خبزاً وخمراً وهذا هو طقس كهنوت ملكى صادق.
  5. ملكى صادق ظهر مرة واحدة فى الكتاب المقدس والمسيح قدم ذبيحة مرة واحدة.
  6. لا يوجد تسلسل كهنوتى لملكى صادق. فهو لم يستلم كهنوته من أحد، والمسيح الذى عينه كاهناً هو الله حين أقسم بهذا (مز110).
  7. كهنوت ملكى صادق متفوق على الكهنوت اللاوى فإبراهيم أعطى له العشور. بل أن العشور يقبلها الله فقط فملكى صادق هذا يرمز لإبن الله (عب7: 2).
  8. كون أن ملكى صادق يبارك إبراهيم فهذا أيضاً يثبت تفوق كهنوت ملكى صادق على كهنوت هرون والكهنوت اللاوى الخارجين من صلب إبراهيم (عب7: 1).
  9. ملكى صادق بلا أب بلا أم، بلا نهاية ولا بداية حياة، بلا نسب (عب7: 3). هذا لا يعنى أنه حقاً بلا أب ولا أم ولا نسب وأنه يحيا حتى الآن. ولكن الكتاب لم يذكر له أى نسب ولا أى عائلة، لم يذكر أبوه ولا أمه ولم يذكر متى ولد ولا متى مات على الرغم أن الكتاب دائماً يشير لأصل ومواليد الشخصيات المهمة. ولكن لم يذكر أباه لأنه يرمز للمسيح الذى له أم بالجسد ولكن ليس له أب بالجسد. ولم يذكر أمه أى أن المسيح الذي من جهة لاهوته بلا أم. لم يذكر له نهاية حياة ليرمز للمسيح الذى سيكون كهنوته إلى الأبد، وكاهناً يشفع فى شعبه إلى الأبد (عب7: 3). لم يذكر له بداية أيام لأنه يرمز للمسيح الأزلى، أى الذى بلا بداية. وهو بلا سجل أنساب لأنه يرمز للمسيح الذى سيظل رئيس كهنة لم يستلم كهنوته من كاهن قبله. وبلا أنساب أى لا يعقبه كهنة آخرون رمزاً لأبدية كهنوت المسيح. أما الكهنوت اللاوى فكان بالوراثة.
  10. يقول المفسرون أن ملكى صادق هو الذى بنى أورشليم، ومن هنا جاء إسمه ملك ساليم. والمسيح أسس أورشليم السماوية أى الكنيسة.
هل تبحث عن  يونان و الآية والمشككين

العدد 5

آية (5): –

“5 وَأَمَّا الَّذِينَ هُمْ مِنْ بَنِي لاَوِي، الَّذِينَ يَأْخُذُونَ الْكَهَنُوتَ، فَلَهُمْ وَصِيَّةٌ أَنْ يُعَشِّرُوا الشَّعْبَ بِمُقْتَضَى النَّامُوسِ، أَيْ إِخْوَتَهُمْ، مَعَ أَنَّهُمْ قَدْ خَرَجُوا مِنْ صُلْبِ إِبْرَاهِيمَ.”.

حسب الناموس كانت كل الأسباط تقدم عشورها لسبط لاوى. وكل الأسباط هم أيضاً من نسل إبراهيم وإسحق ويعقوب. فيكون سبط لاوى يأخذ العشور من إخوته.

العدد 6

آية (6): –

“6 وَلكِنَّ الَّذِي لَيْسَ لَهُ نَسَبٌ مِنْهُمْ قَدْ عَشَّرَ إِبْرَاهِيمَ، وَبَارَكَ الَّذِي لَهُ الْمَوَاعِيدُ!”.

ولكن ملكى صادق لم يكن له نسب مع إبراهيم. وبالتالى لا صلة نسب مع لاوى ومع هذا أخذ الأعشار من إبراهيم وبارك إبراهيم.

العدد 7

آية (7): –

“7 وَبِدُونِ كُلِّ مُشَاجَرَةٍ: الأَصْغَرُ يُبَارَكُ مِنَ الأَكْبَرِ.”.

فإن كان ملكى صادق قد بارك إبراهيم يكون ملكى صادق أكبر من إبراهيم.

العدد 8

آية (8): –

“8 وَهُنَا أُنَاسٌ مَائِتُونَ يَأْخُذُونَ عُشْرًا، وَأَمَّا هُنَاكَ فَالْمَشْهُودُ لَهُ بِأَنَّهُ حَيٌّ.”.

أُنَاسٌ مَائِتُونَ = هم اللاويون الذين بحكم الطبيعة يموتون. وهم يأخذون الأعشار ولكن فى حالة ملكى صادق والذى لم يتحدث الكتاب عن موته كأنه يشهد له أنه حى يأخذ الأعشار من إبراهيم. والمسيح (ورمزه ملكى صادق) حى وكهنوته أبدى.

الأعداد 9-10

الآيات (9 – 10): –

“9حَتَّى أَقُولُ كَلِمَةً: إِنَّ لاَوِي أَيْضًا الآخِذَ الأَعْشَارَ قَدْ عُشِّرَ بِإِبْرَاهِيمَ. 10لأَنَّهُ كَانَ بَعْدُ فِي صُلْبِ أَبِيهِ حِينَ اسْتَقْبَلَهُ مَلْكِي صَادَقَ.”.

لاوى كان فى صلب إبراهيم حين أعطى إبراهيم العشور لملكى صادق، وكأن لاوى دفع العشور هو أيضاً لملكى صادق. فيكون ملكى صادق أعظم من اللاويين والكهنة.

العدد 11

آية (11): –

“11فَلَوْ كَانَ بِالْكَهَنُوتِ الّلاَوِيِّ كَمَالٌ ­ إِذِ الشَّعْبُ أَخَذَ النَّامُوسَ عَلَيْهِ ­ مَاذَا كَانَتِ الْحَاجَةُ بَعْدُ إِلَى أَنْ يَقُومَ كَاهِنٌ آخَرُ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادَقَ؟ وَلاَ يُقَالُ عَلَى رُتْبَةِ هَارُونَ.”.

إذا كان من الممكن أن نبلغ العلاقة الكاملة ونحقق الصلة القوية بالله بواسطة الكهنوت اللاوى، فما الداعى أن يقيم الله كهنوت جديد على رتبة ملكى صادق ونلاحظ أن الناموس مؤسس على الكهنوت اللاوى.

العدد 12

آية (12): –

“12لأَنَّهُ إِنْ تَغَيَّرَ الْكَهَنُوتُ، فَبِالضَّرُورَةِ يَصِيرُ تَغَيُّرٌ لِلنَّامُوسِ أَيْضًا.”.

تغيير نظام الكهنوت كله إستتبع تغيير الناموس. وإستبدل العهد القديم بالعهد الجديد. لأنه يستحيل إقامة كهنوت جديد بنفس طقس هرون فطقس هرون ثبت عجزه عن التطهير بواسطة الذبائح الحيوانية.

العدد 13

آية (13): –

“13لأَنَّ الَّذِي يُقَالُ عَنْهُ هذَا كَانَ شَرِيكًا فِي سِبْطٍ آخَرَ لَمْ يُلاَزِمْ أَحَدٌ مِنْهُ الْمَذْبَحَ.”.

هذه الآية تشير إلى ملكى صادق وأنه لم يكن من سبط لاوى الذى يخرج منه الكهنة الذين يخدمون المذبح. وملكى صادق يرمز للمسيح الذى لم يكن هو أيضاً من سبط لاوى بل من سبط يهوذا. ومن سبط يهوذا لا يخرج كهنة. فإذا فهمنا أن المسيح سيكون كاهناً على طقس ملكى صادق أى ليس من سبط لاوى فيلزم إذن أن يحل كهنوت جديد بدلاً من الكهنوت اللاوى.

العدد 14

آية (14): –

“14فَإِنَّهُ وَاضِحٌ أَنَّ رَبَّنَا قَدْ طَلَعَ مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا، الَّذِي لَمْ يَتَكَلَّمْ عَنْهُ مُوسَى شَيْئًا مِنْ جِهَةِ الْكَهَنُوتِ.”.

طَلَعَ = فالمسيح هو شمس البر وهو جاء من سبط يهوذا. ولا يخرج من سبط يهوذا كهنة.

العدد 15

آية (15): –

“15 وَذلِكَ أَكْثَرُ وُضُوحًا أَيْضًا إِنْ كَانَ عَلَى شِبْهِ مَلْكِي صَادَقَ يَقُومُ كَاهِنٌ آخَرُ.”.

فى الآية السابقة قال أنه واضح. وهنا يقول والأكثر وضوحاً قول المزمور أن الكهنوت المشار إليه سيكون على طقس ملكى صادق الذى ليس من سبط لاوى. فهو كهنوت جديد.

هل تبحث عن  الإصحاح العاشر

العدد 16

آية (16): –

“16قَدْ صَارَ لَيْسَ بِحَسَبِ نَامُوسِ وَصِيَّةٍ جَسَدِيَّةٍ، بَلْ بِحَسَبِ قُوَّةِ حَيَاةٍ لاَ تَزُولُ.”.

قَدْ صَارَ لَيْسَ بِحَسَبِ = قد صار كاهناً ليس بحسب… وَصِيَّةٍ جَسَدِيَّةٍ = أى أن كهنوت المسيح ليس بحسب ناموس موسى الذى كان يشترط أن يكون الكاهن من صلب هرون وحينما يموت هرون يقوم إبنه برياسة الكهنوت وهكذا. نرى أن هذا الكهنوت يقوم فيه رؤساء كهنة يموتون ويقوم غيرهم. فالكهنوت يُتَوارث بحسب الجسد، والجسد يموت.

فكيف يعطى هذا الكهنوت وهؤلاء الكهنة الذين يموتون حياة أبدية لمن يشفعون فيهم.

لكن كهنوت المسيح رئيس كهنتنا كهنوت أبدى (آية 17) أى إلى الأبد، فالمسيح حى إلى الأبد لا يموت. والمسيح يقدم جسده كذبيحة حية ليعطى شعبه حياته الأبدية = بَلْ بِحَسَبِ قُوَّةِ حَيَاةٍ لاَ تَزُولُ كما نصلى ونقول “يعطى لغفران الخطايا وحياة أبدية لمن يتناول منه”. والكهنة المسيحيين يستمدون كهنوتهم من كهنوت المسيح.

بالمسيح إنتهى عصر الخيرات الزمنية كمكافأة وإنفتح باب الرجاء على الخيرات الأبدية السماوية. فرئيس كهنتنا وشفيعنا أبدى فى السماء.

العدد 17

آية (17): –

“17لأَنَّهُ يَشْهَدُ أَنَّكَ: «كَاهِنٌ إِلَى الأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادَقَ».”.

هذه الآية تأتى لشرح الآية السابقة فالوحى الإلهى يشهد لداود عن المسيح أنه كاهن إلى الأبد على رتبة ملكى صادق فلا يوجد كاهن لاوى يدوم كهنوته للأبد فهم بشر يموتون.

العدد 18

آية (18): –

“18فَإِنَّهُ يَصِيرُ إِبْطَالُ الْوَصِيَّةِ السَّابِقَةِ مِنْ أَجْلِ ضَعْفِهَا وَعَدَمِ نَفْعِهَا.”.

الناموس والوصية عجزا عن أن يدخلا بالإنسان للإقتراب إلى الله أو الإتحاد معه. لذلك أُبطِلت الوصية والناموس، والوصية التى أُبطِلت هى طقوس الكهنوت والكهنوت نفسه. والكهنوت ووصاياه أبطلا لضعفهم وعجزهم عن تبرير الإنسان. الكهنوت الهارونى لا يقدر أن يعطى حياة أبدية، الذبائح تعطى غفران للخطايا ولكنها لا تعطى حياة أبدية. (والغفران كان كشيك مكتوب على ظهره تاريخ صلب المسيح، كما قال ناثان النبى لداود “الرب نقل عنك خطيتك”). فالحياة الأبدية لا مصدر لها سوى الإتحاد بالله الوحيد الحى إلى الأبد.

العدد 19

آية (19): –

“19إِذِ النَّامُوسُ لَمْ يُكَمِّلْ شَيْئًا. وَلكِنْ يَصِيرُ إِدْخَالُ رَجَاءٍ أَفْضَلَ بِهِ نَقْتَرِبُ إِلَى اللهِ.”.

إِذِ النَّامُوسُ لَمْ يُكَمِّلْ شَيْئًا = إذ عجز الناموس عن تنفيذ قصد الله الأزلى فى أن يحيا الإنسان للأبد، كان لا بد من أن يبطل ليقوم كهنوت جديد يعطى رجاء فى حياة أبدية.

وبعد أن يبطل الكهنوت وناموسه يصير إدخال رجاء أفضل به نقترب إلى الله هو الكهنوت الذى على طقس ملكى صادق.

نقول أن ذبائح الناموس قد تغفر الخطايا لكنها عاجزة عن شفاء الضمير المتألم لمحبته للخطية، بل أن الناموس كان كمؤدب أى ليخيف الناس من إرتكاب الخطية بينما أن محبة الخطية داخل القلب. لذلك كان الناموس غير قادر أن يُكَمِّل أحد. وفى مقابل الموت الذى يفرضه الناموس على الخاطئ نجد رجاء حى للإقتراب لله فى العهد الجديد.

الأعداد 20-21

الآيات (20 – 21): –

“20 وَعَلَى قَدْرِ مَا إِنَّهُ لَيْسَ بِدُونِ قَسَمٍ، 21لأَنَّ أُولئِكَ بِدُونِ قَسَمٍ قَدْ صَارُوا كَهَنَةً، وَأَمَّا هذَا فَبِقَسَمٍ مِنَ الْقَائِلِ لَهُ: «أَقْسَمَ الرَّبُّ وَلَنْ يَنْدَمَ، أَنْتَ كَاهِنٌ إِلَى الأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادَقَ».”.

كهنوت المسيح أفضل وتتضح أفضليته فى أن الله أعطاه بقسم. أما الكهنوت اللاوى فبدون قسم.

الأعداد 23-24

الآيات (23 – 24): –

“23 وَأُولئِكَ قَدْ صَارُوا كَهَنَةً كَثِيرِينَ من أَجلِ مَنْعِهِمْ بِالْمَوْتِ عَنِ الْبَقَاءِ، 24 وَأَمَّا هذَا فَمِنْ أَجْلِ أَنَّهُ يَبْقَى إِلَى الأَبَدِ، لَهُ كَهَنُوتٌ لاَ يَزُولُ.”.

كان رؤساء الكهنة يموتون ويرثهم أولادهم علامة على ضعف الكهنوت اللاوى. أما المسيح فلم يهزمه الموت قط ولذلك كهنوته أبدى. ونلاحظ أن الموت كان يعتبر نجاسة فى العهد القديم فرئيس الكهنة يفقد كهنوته بعد موته. أما المسيح فموته هو أساس كهنوته، فالموت لم ينجسه لأنه إنتصر عليه وقام ليشفع فينا للأبد. ولأن المسيح حى سيعطى حياة لمن يشفع فيهم (يو11: 25، 26). ولأنه حى فهو لا يسلم كهنوته لأحد ويبقى هو كاهناً إلى الأبد.

العدد 25

آية (25): –

“25فَمِنْ ثَمَّ يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَ أَيْضًا إِلَى التَّمَامِ الَّذِينَ يَتَقَدَّمُونَ بِهِ إِلَى اللهِ، إِذْ هُوَ حَيٌّ فِي كُلِّ حِينٍ لِيَشْفَعَ فِيهِمْ.”.

إِلَى التَّمَامِ = أى كل حين وتعنى أيضاً يخلص كل الإنسان (جسد ونفس وروح) وتعنى أيضاً أنه يخلص كما يريد الله للإنسان الخلاص بحسب محبته فى أن يعطى للإنسان حياة أبدية. هو يخلص وإلى الأبد الذين يجيئون بواسطته إلى الله.

العدد 26

آية (26): –

“26لأَنَّهُ كَانَ يَلِيقُ بِنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ مِثْلُ هذَا، قُدُّوسٌ بِلاَ شَرّ وَلاَ دَنَسٍ، قَدِ انْفَصَلَ عَنِ الْخُطَاةِ وَصَارَ أَعْلَى مِنَ السَّمَاوَاتِ.”.

هنا نرى صفات المسيح رئيس كهنتنا. ونلاحظ أن لفظ قُدُّوسٌ لا يقال سوى عن الله، أما البشر فيقال عنهم قديسين (إش6: 3). بِلاَ شَر = أما الكهنة اللاويين فكانت لهم خطاياهم ويحتاجون لمن يقدسهم. انْفَصَلَ عَنِ الْخُطَاةِ = ليس أنه قاطعهم بل هو جاء لأجلهم بل تعنى إنفصل عن خطاياهم ولم يكن فى فمه غش. وَصَارَ أَعْلَى مِنَ السَّمَاوَاتِ = السموات مأخوذة هنا بمعنى مجازى فالسموات تشير لكل ما يسمو ويعلو. يَلِيقُ بِنَا = إن الكهنوت اللاوى قد أبطل لعدم نفعه، إذ أن الله فى محبته للبشر وجد أنه يليق بهم خلاصاً أبديا تاماً. يليق بنا = أى على قدر محبته لنا وليتم قصد الله فينا.

العدد 27

آية (27): –

“27الَّذِي لَيْسَ لَهُ اضْطِرَارٌ كُلَّ يَوْمٍ مِثْلُ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ أَنْ يُقَدِّمَ ذَبَائِحَ أَوَّلاً عَنْ خَطَايَا نَفْسِهِ ثُمَّ عَنْ خَطَايَا الشَّعْبِ، لأَنَّهُ فَعَلَ هذَا مَرَّةً وَاحِدَةً، إِذْ قَدَّمَ نَفْسَهُ.”.

رئيس الكهنة اللاوى يخطئ يومياً فهو يحتاج لذبيحة عن نفسه دائماً. كُلَّ يَوْمٍ = تعنى دائماً. ولذلك كان يتطهر بالماء يومياً حتى يدخل للأقداس. ويقدم ذبيحة عن نفسه لو أخطأ. ويقدم ذبيحة عن خطاياه سنوياً فى عيد الكفارة. أما المسيح فهو بلا خطية وحين قدم نفسه ذبيحة عنا، كان هذا مرة واحدة وفيها كل الكفاية. أما ذبيحة الإفخارستيا فهى ليست ذبيحة مختلفة عن ذبيحة الصليب بل هى نفسها ذبيحة الصليب، هى توزيع ما تقرر لنا فى ذبيحة الصليب من بركات. والكاهن المسيحى يوكله الله ليقوم بالخدمة الإفخارستية بالنيابة عن المسيح الكاهن الحقيقى. فمن يستطيع تقديم المسيح ذبيحة سوى المسيح نفسه، ويوكل الكاهن المسيحى فى هذا العمل الإفخارستى.

العدد 28

آية (28): –

“28فَإِنَّ النَّامُوسَ يُقِيمُ أُنَاسًا بِهِمْ ضَعْفٌ رُؤَسَاءَ كَهَنَةٍ. وَأَمَّا كَلِمَةُ الْقَسَمِ الَّتِي بَعْدَ النَّامُوسِ فَتُقِيمُ ابْنًا مُكَمَّلاً إِلَى الأَبَدِ.”.

رئيس الكهنة اللاوى مهما كان قديساً فهو يخطئ ويموت. ورئيس الكهنة اللاوى هذا يقام بالناموس. أما الكلمة والوعد الذى أُعْطِىَ بقسم، والذى أُعْطِى بعد الناموس، كلمة القسم هذه قد أقامت رئيس الكهنة إبن الله. الذى كان فى حياته الأرضية كاملاً بلا خطية وتكمل بالآلام. ويظل رئيس كهنة للأبد.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي