الأصحاح السابع سفر إشعياء القمص أنطونيوس فكري

الإصحاح السابع

هذا الإصحاح يختلط فيه نغمتي الرحمة والإنذار، فالله سمح ببداية الحروب ضدهم مع بداية حكم أحاز الذي مال للوثنية وإزدادت خطاياه جداً. فإرتجف أحاز وهنا نري الله الرحيم الذي يرحم ويشجع شعبه يرسل ليشجع أحاز ليجذبه. ومن (ص 7 إلي 14: 28) جري في ملك أحاز بشأن محاربة ملكي أرام وإسرائيل لأورشليم. وسبب الحرب أن ملكي أرام وإسرائيل أرادا التحالف مع مصر ضد أشور، أما أحاز فرأي أن يتحالف مع أشور رافضاً مشورة ملكي أرام وإسرائيل فصعدوا عليه وحارباه ولكنهما لم يتمكنا من دخول أورشليم. وخاف أحاز خوفاً شديداً وأراد الإستعانه بأشور (2 مل 16: 5 – 18) وأرسل الله لأحاز إشعياء ليشجعه أن يتكل علي الله وينبئه بأن ملكي أرام وإسرائيل لن يفوزا عليه وأن الرب يخلصه منهما دون الاستعانة بملك أشور. بل سأل إشعياء أحاز أن يطلب آية ليتأكد من المعونة الإلهية لكنه رفض أن يسأل آية لأنه كان قد قرر الإستعانة بأشور. وقد قام ملك أشور بقتل ملك أرام وقام هوشع بقتل فقح بن رمليا ملك إسرائيل وملك مكانه. ونجد من آية (17) وما بعدها نبوءة بأن أرض يهوذا ستخرب عقاباً للملك وشعبه لعدم إيمانهم وستخربهم الأمة التي لجأوا إليها واستغاثوا بها.

الأعداد 1-2

الآيات (1 – 2): –

“1 وَحَدَثَ فِي أَيَّامِ آحَازَ بْنِ يُوثَامَ بْنِ عُزِّيَّا مَلِكِ يَهُوذَا، أَنَّ رَصِينَ مَلِكَ أَرَامَ صَعِدَ مَعَ فَقَحَ بْنِ رَمَلْيَا مَلِكِ إِسْرَائِيلَ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِمُحَارَبَتِهَا، فَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يُحَارِبَهَا. 2 وَأُخْبِرَ بَيْتُ دَاوُدَ وَقِيلَ لَهُ: «قَدْ حَلَّتْ أَرَامُ فِي أَفْرَايِمَ». فَرَجَفَ قَلْبُهُ وَقُلُوبُ شَعْبِهِ كَرَجَفَانِ شَجَرِ الْوَعْرِ قُدَّامَ الرِّيحِ.”.

قارن خوف أحاز بموقف داود “إن قام عليَّ جيش ففي هذا أنا مطمئن” خبرة داود هي خبرة الإيمان. وحَلَّتْ أَرَامُ فِي أَفْرَايِمَ = أي أن جيش أرام إتحد مع جيش أفرايم. وأفرايم هو إسم لإسرائيل حيث أنها السبط الأقوى.

العدد 3

آية (3): –

“3فَقَالَ الرَّبُّ لإِشَعْيَاءَ: «اخْرُجْ لِمُلاَقَاةِ آحَازَ، أَنْتَ وَشَآرَ يَاشُوبَ ابْنُكَ، إِلَى طَرَفِ قَنَاةِ الْبِرْكَةِ الْعُلْيَا، إِلَى سِكَّةِ حَقْلِ الْقَصَّارِ،”.

ذهب أحاز لهذا المكان ليطمإن علي الموارد المائية لأورشليم وأرسل الله إشعياء له ليطمئنه برجوع البقية (كانت إسرائيل قد أخذت 200000 سبايا من يهوذا) والله الذي يريد أن يطمئنه بأنه هو الذي يحميه أرسل له إشعياء مع إبنه شَآرَ يَاشُوبَ ومعني إسمه البقية سترجع. وكأن الله يريد أن يقول أنه كما يحمل إشعياء إبنه سأحمل أنا البقية المسبيين وأعيدهم ليهوذا وهذا ما حدث فعلاً وعاد الأسري ليهوذا.

الأعداد 4-5

الآيات (4 – 5): –

“4 وَقُلْ لَهُ: اِحْتَرِزْ وَاهْدَأْ. لاَ تَخَفْ وَلاَ يَضْعُفْ قَلْبُكَ مِنْ أَجْلِ ذَنَبَيْ هَاتَيْنِ الشُّعْلَتَيْنِ الْمُدَخِّنَتَيْنِ، بِحُمُوِّ غَضَبِ رَصِينَ وَأَرَامَ وَابْنِ رَمَلْيَا. 5لأَنَّ أَرَامَ تَآمَرَتْ عَلَيْكَ بِشَرّ مَعَ أَفْرَايِمَ وَابْنِ رَمَلْيَا قَائِلَةً:”.

ذَنَبَيْ = في إحدى الترجمات Tails وفي أخرى Stubs أي أصل الشجرة الباقي بعد قطع جذعها، وتعني عَقِب، فالعدو ما هو إلا ذيل مدخِّن الشُّعْلَتَيْنِ الْمُدَخِّنَتَيْنِ هما رصين ملك أرام وفقح ملك إسرائيل. هما هكذا في نظر الله ذنبين لشعلتين مدخنتين لكن غير مشتعلتين فالله وحده هو القادر أن يحرق، ودخان هذين الملكين إشارة لغضبهما وإعلانهما الحرب علي يهوذا.

الأعداد 6-7

الآيات (6 – 7): –

“6نَصْعَدُ عَلَى يَهُوذَا وَنُقَوِّضُهَا وَنَسْتَفْتِحُهَا لأَنْفُسِنَا، وَنُمَلِّكُ فِي وَسَطِهَا مَلِكًا، ابْنَ طَبْئِيلَ. 7هكَذَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ: لاَ تَقُومُ! لاَ تَكُونُ!”.

ابْنَ طَبْئِيلَ = إسم سرياني، وكانت المؤامرة أن يتم قتل أحاز، وتمليك هذا الأرامي بدلاً منه. ولكن الله لن يسمح بهذا لكرسي داود = لاَ تَقُومُ لاَ تَكُونُ.

هل تبحث عن  كلمات ترنيمة أنا ندمان على عمري اللي ضاع بعيد عن حضنك *

العدد 8

آية (8): –

“8لأَنَّ رَأْسَ أَرَامَ دِمَشْقَ، وَرَأْسَ دِمَشْقَ رَصِينُ. وَفِي مُدَّةِ خَمْسٍ وَسِتِّينَ سَنَةً يَنْكَسِرُ أَفْرَايِمُ حَتَّى لاَ يَكُونَ شَعْبًا.”.

فِي مُدَّةِ 65 سَنَةً = هذه المدة تشير للخراب النهائي لمملكة إسرائيل (إفرايم) فخرابها تم علي مراحل. المرحلة الأولي = علي يد تغلث فلاسر ملك أشور وذلك في أواخر أيام عزيا حيث قام بسبي جزء من إسرائيل. المرحلة الثانية علي يد شلمنآصر ملك أشور حيث قام بالسبي الكبير لإسرائيل أيام هوشع بن إيلة ملك إسرائيل. المرحلة الثالثة = علي يد أسرحدون ملك أشور الذي أتي بقوم من بابل وكوش وعوا وحماة وسفروايم وأسكنهم مدن السامرة عوضاً عن بني إسرائيل (2 مل 17: 24) وبذلك قضي علي الأمة وأصبح من المستحيل أن تصير شعباً وهذا حدث بعد 65 سنة من نبوة إشعياء.

رَأْسَ أَرَامَ دِمَشْقَ = مهما حاول أن يتسع ملك أرام فمكانه سيظل دمشق ولن يتسع علي حساب أورشليم أي لن يستعمرها.

العدد 9

آية (9): –

“9 وَرَأْسُ أَفْرَايِمَ السَّامِرَةُ، وَرَأْسُ السَّامِرَةِ ابْنُ رَمَلْيَا. إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا فَلاَ تَأْمَنُوا».”.

إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا فَلاَ تَأْمَنُوا = هذه تشبه قول الله لإرمياء “لا ترتاع من وجوههم لئلا أريعك أمامهم” (إر1: 17) أى آمن أننى سأحميك وإن آمنت بى سأفعل. وعدم الإيمان هو شر لأنه تشكيك فى وعد الله، وهذا يجعل الله يتخلى عنا، لذلك هذه تشبه أيضا “لا سلام قال إلهي للأشرار” فأحاز لم يؤمن بل كان ينظر للأمور الحاضرة فقط وإلي الخطر القادم من رصين وفقح فكان يراهما وحوش مخيفة، أما الله فكان يراهما شعلتين مدخنتين هو مزمع أن يطفئهما. لذلك لجأ أحاز في عدم إيمانه لملك أشور وبدون إيمان لا يوجد سلام حقيقي. وَرَأْسُ أَفْرَايِمَ السَّامِرَةُ، وَرَأْسُ السَّامِرَةِ ابْنُ رَمَلْيَا = قال الله فى آية (8) أن إفرايم ستنكسر، فيصير المعنى هو التأكيد على نهاية إفرايم وملكها إبن رمليا.

العدد 10

آية (10): –

“10ثُمَّ عَادَ الرَّبُّ فَكَلَّمَ آحَازَ قَائِلاً:”.

كلم الرب أحاز بفم إشعياء.

العدد 11

آية (11): –

“11«اُطْلُبْ لِنَفْسِكَ آيَةً مِنَ الرَّبِّ إِلهِكَ. عَمِّقْ طَلَبَكَ أَوْ رَفِّعْهُ إِلَى فَوْق».” كأن الله يريد أن يقول لأحاز لماذا تطلب من ملك أشور ولا تطلب مني أنا إلهك. وكان جدعون قد طلب آية والله لم يحزن فهناك فرق بين طلب الآية في حالة عدم الإيمان، وطلب الآية لزيادة الإيمان والإطمئنان. ولكن أحاز كان قد وضع ثقته في أشور ولم يثق بالله، لذلك قرر أن لا يطلب معونة من الله ولا حتي آية.

عَمِّقْ طَلَبَكَ = أطلب ما تريد مهما كان صعبا.

العدد 12

آية (12): –

“12فَقَالَ آحَازُ: «لاَ أَطْلُبُ وَلاَ أُجَرِّبُ الرَّبَّ».”.

هو جواب يدل علي عدم الثقة بالله تحت صورة مهذبة. فهو قد إتخذ قراراً باللجوء لأشور وليس هذا قداسة منه بأنه لا يريد أن يجرب الرب.

العدد 13

آية (13): –

“13فَقَالَ: «اسْمَعُوا يَا بَيْتَ دَاوُدَ! هَلْ هُوَ قَلِيلٌ عَلَيْكُمْ أَنْ تُضْجِرُوا النَّاسَ حَتَّى تُضْجِرُوا إِلهِي أَيْضًا؟”.

توبيخ إشعياء لأحاز هنا راجع لرفض الاستعانة بالله.

العدد 14

آية (14): –

“14 وَلكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ».”.

بضم هذه الآية مع (15، 16) يكون المعني أن هناك عذراء ستتزوج (وقد تكون زوجة النبي وأشار إليها بقوله عذراء) وأنها ستلد إبنا وقبل أن يبلغ الصبي سن 3 سنوات يموت الملكين فقح ورصين. وسن 3 سنوات هو السن التي يميز فيها الصبي بين الخير والشر. ولكن صيغة الكلام يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً تدل علي حادثة أعظم من المذكورة. هذه الآية إشارة واضحة لميلاد السيد المسيح من العذراء. لذلك قيل أن السيد يعطيكم نفسه آية، وآية أي شيئاً عجيباً، وكان عجيباً أن يتجسد الله. والمسيح هنا منسوب لعذراء وليس لرجل لأنه ليس من زرع رجل، عكس كل المولودين نجدهم منسوبين إلي رجال. وهذا نفس ما قاله الله للحية “أضع عداوة بينك وبين المرأة هو يسحق رأسك” فنسب المسيح هنا للمرأة (تك3: 15). هنا نري أن السيد يعطي نفسه آية، وليس آية من السماء أو الأرض بل هو نفسه يصير آية، يأتي ويتجسد لا ليخلص من أشور بل من الشيطان والخطية. عِمَّانُوئِيلَ = الله معنا فهو سيوجد في وسطنا حينما يتجسد. فى الإصحاح السابق رأينا يهوه على عرشه، وهنا نجده مولودا من عذراء معنا على الأرض.

هل تبحث عن  من الرموز المصاحبة في تصوير القديسة بربارة السيف

عَذْرَاءُ = توجد في العبرية 3 كلمات تعبر عن النساء.

  1. بتولية = أي عذراء غير مخطوبة.
  2. إيسا = أي سيدة متزوجة.
  3. ألما = عذراء صغيرة قد تكون مخطوبة.

والكلمة التي إستخدمها إشعياء هي ألما وهي تتطابق مع وضع العذراء. والـ ألما المخطوبة لو أقام معها خطيبها علاقة جسدية، يعتبر هذا وضع غير مقبول إجتماعيا ولكنها لا تحسب زانية فترجم. وكان هذا الوضع هو وضع العذراء مع يوسف رجلها. وكان هذا الوضع حماية لها.

الأعداد 15-16

الآيات (15 – 16): –

“15زُبْدًا وَعَسَلاً يَأْكُلُ مَتَى عَرَفَ أَنْ يَرْفُضَ الشَّرَّ وَيَخْتَارَ الْخَيْرَ. 16لأَنَّهُ قَبْلَ أَنْ يَعْرِفَ الصَّبِيُّ أَنْ يَرْفُضَ الشَّرَّ وَيَخْتَارَ الْخَيْرَ، تُخْلَى الأَرْضُ الَّتِي أَنْتَ خَاشٍ مِنْ مَلِكَيْهَا».”.

زُبْدًا وَعَسَلاً يَأْكُلُ = الزبد خلاصة الطعام الحيواني والعسل هو خلاصة الطعام النباتي. إذاً هو يشاركنا كل طعامنا فهو سيكون له ناسوت حقيقي مثلنا. وقد مات الملكين فعلاً قبل 3 سنوات، فتغلث فلاسر قتل رصين وأخذ دمشق وهوشع بن إيلة فتن علي فقح وقتله بعد هذه النبوة بثلاث سنوات تماما.

العدد 17

آية (17): –

“17يَجْلِبُ الرَّبُّ عَلَيْكَ وَعَلَى شَعْبِكَ وَعَلَى بَيْتِ أَبِيكَ، أَيَّامًا لَمْ تَأْتِ مُنْذُ يَوْمِ اعْتِزَالِ أَفْرَايِمَ عَنْ يَهُوذَا، أَيْ مَلِكَ أَشُّورَ.”.

يتكلم الله هنا عن المخاوف الحقيقية وهي من أشور وليس المخاوف الوهمية من رصين وفقح. وكان ملك أشور بداية ولكن أتي ملك بابل ليخرب خراباً تاما. لذلك فغالباً تشير هذه الآية لملك بابل بالأكثر وسمي مَلِكَ أَشُّورَ:

  1. لأن أشور بدأت التخريب أيام حزقيا إذ أحرقت 46 مدينة.
  2. أن ملك بابل إمتلك أشور فصار ملكاً لأشور أيضاً.
  3. كانت بابل غير معروفة في ذلك الوقت كدولة عظمي بل مملكة تحت حكم ملك أشور.

العدد 18

آية (18): –

“18 وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ الرَّبَّ يَصْفِرُ لِلذُّبَابِ الَّذِي فِي أَقْصَى تُرَعِ مِصْرَ، وَلِلنَّحْلِ الَّذِي فِي أَرْضِ أَشُّورَ،”.

يَصْفِرُ لِلذُّبَابِ = أي للجيوش المصرية (لكثرة الذباب في مصر أو لكثرة عدد جيوش مصر) وَلِلنَّحْلِ فِي أَرْضِ أَشُّورَ = أي جيوش أشور ربما لكثرة النحل في أشور والمقصود أن هذه الجيوش، جيوش مصر وأشور ستشارك في خراب يهوذا ولكن لنلاحظ:

  1. هذه الجيوش الضخمة في نظر الله ما هي إلا ذباب ونحل والله قادر أن يسحقهم تماماً.
  2. هذه الجيوش في يد الله هو الذي يحركها وهو أرسلها = يصفر، ليؤدب شعبه.
  3. الخراب سيأتي ممن أرادت يهوذا أن تتحالف معهم.
  4. مصر لم تعاون أشور ضد يهوذا ولكن صراع جيشا مصر وأشور كان غالباً علي أرض يهوذا، فيهوذا كانت بين حجري رحى. وقد يكون المقصود أن مصر ستعطى وعودا لملك يهوذا (وكان هذا هو صدقيا الملك) بأنها ستحميه من بابل، فتحدى صدقيا ملك بابل، ثم تراجعت مصر فى وعودها، فخربت بابل يهوذا.
هل تبحث عن  🎅يا بخت التبن اللي كان فرشك 🎅

الأعداد 19-25

الآيات (19 – 25): –

“19فَتَأْتِي وَتَحِلُّ جَمِيعُهَا فِي الأَوْدِيَةِ الْخَرِبَةِ وَفِي شُقُوقِ الصُّخُورِ، وَفِي كُلِّ غَابِ الشَّوْكِ، وَفِي كُلِّ الْمَرَاعِي. 20فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يَحْلِقُ السَّيِّدُ بِمُوسَى مُسْتَأْجَرَةٍ فِي عَبْرِ النَّهْرِ، بِمَلِكِ أَشُّورَ، الرَّأْسَ وَشَعْرَ الرِّجْلَيْنِ، وَتَنْزِعُ اللِّحْيَةَ أَيْضًا. 21 وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ الإِنْسَانَ يُرَبِّي عِجْلَةَ بَقَرٍ وَشَاتَيْنِ، 22 وَيَكُونُ أَنَّهُ مِنْ كَثْرَةِ صُنْعِهَا اللَّبَنَ يَأْكُلُ زُبْدًا، فَإِنَّ كُلَّ مَنْ أُبْقِيَ فِي الأَرْضِ يَأْكُلُ زُبْدًا وَعَسَلاً. 23 وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ كُلَّ مَوْضِعٍ كَانَ فِيهِ أَلْفُ جَفْنَةٍ بِأَلْفٍ مِنَ الْفِضَّةِ، يَكُونُ لِلشَّوْكِ وَالْحَسَكِ. 24بِالسِّهَامِ وَالْقَوْسِ يُؤْتَى إِلَى هُنَاكَ، لأَنَّ كُلَّ الأَرْضِ تَكُونُ شَوْكًا وَحَسَكًا. 25 وَجَمِيعُ الْجِبَالِ الَّتِي تُنْقَبُ بِالْمِعْوَلِ، لاَ يُؤْتَى إِلَيْهَا خَوْفًا مِنَ الشَّوْكِ وَالْحَسَكِ، فَتَكُونُ لِسَرْحِ الْبَقَرِ وَلِدَوْسِ الْغَنَمِ.”.

هنا يشير إلي خراب البلاد بكناية أخري وهي الحلق بموسى إظهاراً لعظم ما يجري من الخراب في البلاد. الموسى المستأجرة تشير لاستئجار أحاز لملك أشور (2 مل 16: 8) هنا نري أن الرب استعمل تلك الآلة أي ملك أشور لإذلال أحاز. ونلاحظ أن حلق اللحية هو علامة المذلة فالأسري كانوا ملزمين بذلك لا إراديا. حْلِقُ الشَعْرَ = قارن مع المزمور “ما أحلي أن يجتمع الإخوة معاً…. النازل علي اللحية” فالشعر هو الشعب الملتصق بالله وحينما تضايق الله من هذا الشعب (أي الشعر) أمر بحلقه ليتخلص منه. عَبْرِ النَّهْرِ = أي نهر الفرات (إشارة لملك أشور). ولقد حدث هذا فعلاً فملوك أشور حطموا وأزالوا دولة إسرائيل (10 أسباط) وأحرقوا 46 مدينة من يهوذا. وبعد ذلك أتي ملك بابل ليخرب يهوذا تماما.

الإِنْسَانَ يُرَبِّي عِجْلَةَ وَشَاتَيْنِ = علامة للفقر أن الغني لن يكون عنده أكثر من ذلك. وقد تشير الآية لأن الرجال (الفلاحين) هجروا الأرض بسبب الحروب والسبي، فتحولت لمراعي للحيوانات ولكن بلا محصولات زراعية طبيعية، الحاصلات المعتادة غير موجودة. وهذا معني أَلْفُ جَفْنَةٍ بِأَلْفٍ مِنَ الْفِضَّةِ فالكرم الكبير الجيد تحول لأن يصبح مكاناً لِلشَّوْكِ وَالْحَسَكِ فلا توجد أيدي عاملة لزراعة الكروم (والشوك والحسك نتيجة للخطية). ومن عدم وجود محصولات لن يوجد سوي نتاج المراعي. زُبْدًا وَعَسَلاً. هذا إشارة إلي خراب البلاد وقلة سكانها من كثرة الحروب والسبايا. بِالسِّهَامِ وَالْقَوْسِ يُؤْتَى إِلَى هُنَاكَ = أي من كثرة الوحوش التي إزدادت بسبب قلة السكان لا يؤتي إلي هناك إلا بالسهام والقوس. وهذا ما حدث فعلاً (2مل 25: 17).

فى هذا الإصحاح رأينا عناد أحاز والخراب الذى حدث، وهذا نفس ما حدث من اليهود إذ رفضوا المسيح “الذى جاء إلى خاصته وخاصته لم تقبله”، جاء ليحميهم وينقيهم فيخلصوا وهم رفضوا والنتيجة خرابهم. هذا نفس ما قاله السيد المسيح “كم مرة أردت أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا.. هوذا بيتكم يترك لكم خرابا” (مت23: 38) لذلك تنبأ النبي بالخراب لمن يرفض الله.

وجناحى الدجاجة = أذياله تملأ الهيكل. الله يريد أن يحميهم وهم يرفضون.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي