الأصحاح السابع عشر – عصا هرون سفر العدد القمص أنطونيوس فكري

الإصحاح السابع عشر

عصا هرون.

الله عرف فكرهم. فكان البكر أو رئيس العائلة هو كاهن العائلة ويرفع البخور عن عائلته، وهذا ما أطلق عليه كهنوت الأباء البطاركة. وهم فكروا إذا كان هرون كرأس للعائلة صار كاهناً فلماذا لا نصير كلنا كهنة. وقد سبق الله وأعلن عن إرادته بتأديب المتمردين ولكننا نجده هنا يقوم بدور الإقناع حتى لا يثوروا مرّة أخرى فيهلكوا. وهنا أراد الله أن يؤكد للكل أن هناك نظاما جديدا حدده الله للكهنوت، وأن إختيار الكهنة صار أمر يخص الله شخصياً (عب 4: 5). والله لا يتعامل بالقوة فقط كما فى حالة قورح بل يتعامل بالإقناع “أقنعتنى يا رب فإقتنعت”) إر20: 7)، فالقوة وحدها لا تكفى. فإزهار عصا هرون أظهر أن موسى وهرون لا يدعيان شيئاً ليس لهما بل هو إختيار إلهى. ثم إن وضع العصا أمام التابوت قصد الله به أن يكون هذا الإختيار له صفة الدوام.

والعصا كانت تمثل عصا الرئاسة أو الأبوة للسبط. وعصا سبط لاوى كتب عليها إسم هرون. وكانت العصى التى يستخدمونها من خشب شجر اللوز.

الأعداد 1-4

الأيات (1 – 4): –

“1 وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً: 2«كَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَخُذْ مِنْهُمْ عَصًا عَصًا لِكُلِّ بَيْتِ أَبٍ مِنْ جَمِيعِ رُؤَسَائِهِمْ حَسَبَ بُيُوتِ آبَائِهِمِ. اثْنَتَيْ عَشَرَةَ عَصًا. وَاسْمُ كُلِّ وَاحِدٍ تَكْتُبُهُ عَلَى عَصَاهُ. 3 وَاسْمُ هَارُونَ تَكْتُبُهُ عَلَى عَصَا لاَوِي، لأَنَّ لِرَأْسِ بَيْتِ آبَائِهِمْ عَصًا وَاحِدَةً. 4 وَضَعْهَا فِي خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ أَمَامَ الشَّهَادَةِ حَيْثُ أَجْتَمِعُ بِكُمْ.”.

العدد 5

أية (5): –

“5فَالرَّجُلُ الَّذِي أَخْتَارُهُ تُفْرِخُ عَصَاهُ، فَأُسَكِّنُ عَنِّي تَذَمُّرَاتِ بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّتِي يَتَذَمَّرُونَهَا عَلَيْكُمَا».”.

أى حين أقنعهم تسكت تذمراتهم.

الأعداد 6-7

الأيات (6 – 7): –

“6فَكَلَّمَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَأَعْطَاهُ جَمِيعُ رُؤَسَائِهِمْ عَصًا عَصًا لِكُلِّ رَئِيسٍ حَسَبَ بُيُوتِ آبَائِهِمِ. اثْنَتَيْ عَشَرَةَ عَصًا. وَعَصَا هَارُونَ بَيْنَ عِصِيِّهِمْ. 7فَوَضَعَ مُوسَى الْعِصِيَّ أَمَامَ الرَّبِّ فِي خَيْمَةِ الشَّهَادَةِ.”.

هل تبحث عن  الكاثوليكون من رساله بطرس الاولى ( 5 : 1 - 14 ) يوم الاثنين

العدد 8

أية (8): –

“8 وَفِي الْغَدِ دَخَلَ مُوسَى إِلَى خَيْمَةِ الشَّهَادَةِ، وَإِذَا عَصَا هَارُونَ لِبَيْتِ لاَوِي قَدْ أَفْرَخَتْ. أَخْرَجَتْ فُرُوخًا وَأَزْهَرَتْ زَهْرًا وَأَنْضَجَتْ لَوْزًا.”.

المعجزة ليست فقط فى أن العصا أزهرت، فربما قال الشعب أن موسى أتى ليلاً وإستبدل العصا بعصا مزهرة. لكن فى وجود الفروخ والزهر واللوز معاً فى وقت واحد. وهى الثمر والزهر والبراعم ولكلٍ وقت من أوقات السنة، وهكذا كانت المنارة الذهبية. ووجود الثلاثة (الثمر والبراعم والزهر) لا يكون أبداً سوى بمعجزة: -.

  1. تشير البراعم للرغبات الصالحة، والزهر للقرارات المقدسة، وأما الثمر فيشير للإيمان والمحبة وللطاعة الكاملة. وهذا ناتج من عمل المسيح القادر أن يحول الموت لحياة.
  2. إزهار عصا هارون شىء مناسب للكهنوت فيجب أن يكون الكهنوت مثمراً ورجاله يجب أن تكون داخلهم عصارة حيّة (يو16: 15).
  3. شجرة اللوز إشارة لليقظة فهى تزهر مبكراً والكاهن يجب أن يكون يقظاً فى خدمته.
  4. وجود البراعم مع الثمر تشير لأن الكنيسة بها ثمار وبها براعم تبشر بثمار.
  5. هذه العصا تشير للمسيح فهو “قضيب خرج من جذع يسى” (إش 1: 11).
  6. وهى تشير للعذراء مريم التى هى كالعصا فى ذاتها لا تقدر أن تنجب فهى لم تتزوج، ولكنها قدمت لنا ثمرة الحياة.
  7. وهى تشير للكنيسة الجامعة. والعذراء أم هذه الكنيسة. والمسيح صار ساكناً فى هذه الكنيسة. نحن كعصى جافة ولكنه هو أعطانا حياة. “لى الحياة هى المسيح” (فى1: 21).

وضع العصا أمام الشهادة بإستمرار ليذكر الكهنة أن كهنوتهم من الله ويذكر الشعب ذلك أيضاً فلا يتكبر الكهنة ولا يتذمر الشعب.

وحفظ العصا والمن والزيت، يرمز لوجود الأسرار فى الكنيسة، وعمل الروح القدس فيها. فكان الشعب يرى العصا فى التابوت فيذكر عمل نعمة الله التى أعطت حياة لهذا الخشب فأثمر، فهو قادر أن يعطيهم نعمة وحياة وإنتصارات وبركات. وهكذا نحن فى الأسرار بها نحصل على نعمة الحياة بعمل الروح القدس فيها. (الزيت هو زيت المسحة ويقول التقليد اليهودى أن يوشيا أمر بوضعه مع العصا والمن فى التابوت).

هل تبحث عن  معمودية يُوحنَّا مرتبطة بالتوبة

والعصى كانوا 12 لأن غالباً ضمت عصى أفرايم ومنسى بإسم يوسف.

الأعداد 9-11

الأيات (9 – 11): –

“9فَأَخْرَجَ مُوسَى جَمِيعَ الْعِصِيِّ مِنْ أَمَامِ الرَّبِّ إِلَى جَمِيعِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَنَظَرُوا وَأَخَذَ كُلُّ وَاحِدٍ عَصَاهُ. 10 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «رُدَّ عَصَا هَارُونَ إِلَى أَمَامِ الشَّهَادَةِ لأَجْلِ الْحِفْظِ، عَلاَمَةً لِبَنِي التَّمَرُّدِ، فَتَكُفَّ تَذَمُّرَاتُهُمْ عَنِّي لِكَيْ لاَ يَمُوتُوا». 11فَفَعَلَ مُوسَى كَمَا أَمَرَهُ الرَّبُّ. كَذلِكَ فَعَلَ.”.

أية (12 – 13): – “12فَكَلَّمَ بَنُو إِسْرَائِيلَ مُوسَى قَائِلِينَ: «إِنَّنَا فَنِينَا وَهَلَكْنَا. قَدْ هَلَكْنَا جَمِيعًا. 13كُلُّ مَنِ اقْتَرَبَ إِلَى مَسْكَنِ الرَّبِّ يَمُوتُ. أَمَا فَنِيْنَا تَمَامًا؟ ».”.

يبدو أنه قد حدث فزع للاويين وإعتقدوا أنهم هالكون جميعاً، بالرغم من حدوث المعجزة. فالإنسان يتكبر حيثما ينبغى أن يتواضع، وتصغر نفسه وييأس حيثما يجب أن يثق فى نعمة الله. لذلك نجد الله فى ص18 يطمئنهم ويُعلن لهم الخير الذى أعطاه لهم.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي