الإصحاح العاشر
الأعداد 1-2
الآيات (1 – 2): –
“1 وَكَانَ بَعْدَ ذلِكَ أَنَّ مَلِكَ بَنِي عَمُّونَ مَاتَ، وَمَلَكَ حَانُونُ ابْنُهُ عِوَضًا عَنْهُ. 2فَقَالَ دَاوُدُ: «أَصْنَعُ مَعْرُوفًا مَعَ حَانُونَ بْنِ نَاحَاشَ كَمَا صَنَعَ أَبُوهُ مَعِي مَعْرُوفًا». فَأَرْسَلَ دَاوُدُ بِيَدِ عَبِيدِهِ يُعَزِّيهِ عَنْ أَبِيهِ. فَجَاءَ عَبِيدُ دَاوُدَ إِلَى أَرْضِ بَنِي عَمُّونَ.”.
لا نعرف ما هو المعروف الذى صنعه ناحاش لداود، لكن غالباً هو عطف عليه أو أسدى لهُ خدمة حين كان هارباً فى تخوم موآب (1صم22: 3، 4) خصوصاً لعداوة ناحاش لشاول فهو إعتبر كل من يعادى شاول صديقاً لهُ. وبدأ داود فى محبته بأن أرسل بعثة عزاء لإبنه.
العدد 3
آية (3): –
“3فَقَالَ رُؤَسَاءُ بَنِي عَمُّونَ لِحَانُونَ سَيِّدِهِمْ: «هَلْ يُكْرِمُ دَاوُدُ أَبَاكَ فِي عَيْنَيْكَ حَتَّى أَرْسَلَ إِلَيْكَ مُعَزِّينَ؟ أَلَيْسَ لأَجْلِ فَحْصِ الْمَدِينَةِ وَتَجَسُّسِهَا وَقَلْبِهَا، أَرْسَلَ دَاوُدُ عَبِيدَهُ إِلَيْكَ؟ ».”.
مشيرى حانون أساءوا الظن بداود.
وسوء الفهم سببه الحكم المتسرع فلعلنا لا نسئ فهم الآخرين حتى لا تكون هناك خسائر كثيرة. فهم ظنوا أن رجال داود جواسيس أتوا للتمهيد لكى يضرب داود المدينة. قَلْبِهَا = أى تدميرها.
العدد 4
آية (4): –
“4فَأَخَذَ حَانُونُ عَبِيدَ دَاوُدَ وَحَلَقَ أَنْصَافَ لِحَاهُمْ، وَقَصَّ ثِيَابَهُمْ مِنَ الْوَسَطِ إِلَى أَسْتَاهِهِمْ، ثُمَّ أَطْلَقَهُمْ.”.
إستمع حانون لمشيريه = فحَلَقَ َنْصَفَ لِحَى الرسل وَشق ثِيَابَهُمْ.
= يعتبر هذا العمل عند اليهود وغيرهم.
إهانة عظيمة ففى الشرق يكرم الرجل.
بلحيته ويفتخر بها ويقسم بها. ولنلاحظ.
أن هؤلاء الرسل يمثلون داود شخصياً.
فهم سفراءه ووزراءه. إذاً فأى إهانة تلحق.
بهم تلحق بداود شخصياً. ونحن سفراء.
المسيح فكل تعيير يقع علينا يقع على.
المسيح. وداود إنتقم للإهانة التى حلت.
برجاله والمسيح سينتقم من كل من يُعيِّر.
ويهين شعبه. ولاحظ أن بعد هذه الإهانة.
ذهب داود بنفسه لأبواب بنى عمون.
ليرد لهم الإهانة فى ديارهم فداود قوى. وشق الثياب إهانة بالغة وحانون قصد هذا ليصبحوا سخرية بنى عمون.
وشعبها.
العدد 5
آية (5): –
“5 وَلَمَّا أَخْبَرُوا دَاوُدَ أَرْسَلَ لِلِقَائِهِمْ، لأَنَّ الرِّجَالَ كَانُوا خَجِلِينَ جِدًّا. وَقَالَ الْمَلِكُ: «أَقِيمُوا فِي أَرِيحَا حَتَّى تَنْبُتَ لِحَاكُمْ ثُمَّ ارْجِعُوا».”.
العدد 6
آية (6): –
“6 وَلَمَّا رَأَى بَنُو عَمُّونَ أَنَّهُمْ قَدْ أَنْتَنُوا عِنْدَ دَاوُدَ، أَرْسَلَ بَنُو عَمُّونَ وَاسْتَأْجَرُوا أَرَامَ بَيْتِ رَحُوبَ وَأَرَامَ صُوبَا، عِشْرِينَ أَلْفَ رَاجِل، وَمِنْ مَلِكِ مَعْكَةَ أَلْفَ رَجُل، وَرِجَالَ طُوبَ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ رَجُل.”.
شعر بنو عمون أن إهانة سفراء داود موجهة إلى داود ودولته كلها وفهموا أن داود لابد وسينتقم فإستأجروا أرام لمساعدتهم لضرب داود.
الأعداد 7-8
الآيات (7 – 8): –
“7فَلَمَّا سَمِعَ دَاوُدُ أَرْسَلَ يُوآبَ وَكُلَّ جَيْشِ الْجَبَابِرَةِ. 8 وَخَرَجَ بَنُو عَمُّونَ وَاصْطَفُّوا لِلْحَرْبِ عِنْدَ مَدْخَلِ الْبَابِ، وَكَانَ أَرَامُ صُوبَا وَرَحُوبُ وَرِجَالُ طُوبَ وَمَعْكَةَ وَحْدَهُمْ فِي الْحَقْلِ.”.
العدد 9
أية (9): –
“9فَلَمَّا رَأَى يُوآبُ أَنَّ مُقَدَّمَةَ الْحَرْبِ كَانَتْ نَحْوَهُ مِنْ قُدَّامٍ وَمِنْ وَرَاءٍ، اخْتَارَ مِنْ جَمِيعِ مُنْتَخَبِي إِسْرَائِيلَ وَصَفَّهُمْ لِلِقَاءِ أَرَامَ.”.
أدرك يوآب أن خطة أرام وبنى عمون أن يفاجئ أرام جيش إسرائيل من الخلف بينما هم منشغلون بجيش بنى عمون من الأمام، وقسم الجيش ليضرب كلا الجيشين [فعلى الإخوة مساعدة بعضهم].
العدد 10
آية (10): –
“10 وَسَلَّمَ بَقِيَّةَ الشَّعْبِ لِيَدِ أَخِيهِ أَبِيشَايَ، فَصَفَّهُمْ لِلِقَاءِ بَنِي عَمُّونَ.”.
الأعداد 11-12
ايات (11 – 12): –
“11 وَقَالَ: «إِنْ قَوِيَ أَرَامُ عَلَيَّ تَكُونُ لِي مُنْجِدًا، وَإِنْ قَوِيَ عَلَيْكَ بَنُو عَمُّونَ أَذْهَبُ لِنَجْدَتِكَ. 12تَجَلَّدْ وَلْنَتَشَدَّدْ مِنْ أَجْلِ شَعْبِنَا وَمِنْ أَجْلِ مُدُنِ إِلهِنَا، وَالرَّبُّ يَفْعَلُ مَا يَحْسُنُ فِي عَيْنَيْهِ».”.
يوآب كان رجلاً دموياً لكن بلا شك نجد فى كلماته هنا وفى مواقف أخرى أنه كان إنساناً لهُ إيمان وشهامة وتضحية. والكتاب فى عدالته يعرض كل المواقف. ولولا مواقفه الإيجابية هذه ما إختاره داود ليكون قائداً لجيشه ولا إحتمل خيانته وغدره مثلاً ضد أبنير. وكانت هذه الحروب وأمثالها فرصة ليسجل لنا داود النبى بعض مزاميره (2، 20، 21، 60، 110) التي تنبأت عن ثورة الامم وتآمر الرؤساء عليه، فتكون نبوات عن ما حدث للمسيح حين قام عليه الأمم والرؤساء وصلبوه. وكما إنتصر داود إنتصر المسيح على أعدائه وتمجد وقال داود بروح النبوة “قال الرب لربى إجلس عن يمينى حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك” (مز1: 110).
العدد 13
آية (13): –
“13فَتَقَدَّمَ يُوآبُ وَالشَّعْبُ الَّذِينَ مَعَهُ لِمُحَارَبَةِ أَرَامَ فَهَرَبُوا مِنْ أَمَامِهِ.”.
حين رأى أرام يوآب ورجاله الأبطال هربوا إذ هم مستأجرين. وبالتالى خاف بنو عمون وهربوا من أمام أبيشاى لأنهم أضعف من أرام.
العدد 14
آية (14): –
“14 وَلَمَّا رَأَى بَنُو عَمُّونَ أَنَّهُ قَدْ هَرَبَ أَرَامُ، هَرَبُوا مِنْ أَمَامِ أَبِيشَايَ وَدَخَلُوا الْمَدِينَةَ. فَرَجَعَ يُوآبُ عَنْ بَنِي عَمُّونَ وَأَتَى إِلَى أُورُشَلِيمَ.”.
حينما هرب بنى عمون أمام أبيشاى دخلوا بسرعة وتحصنوا بأسوارهم فلم يلحقهم أبيشاى وهم فضلوا أن يحتموا بأسوارهم ويؤجلون الحرب لمدة سنة حتى يستعدوا (2صم1: 11).
الأعداد 15-19
الآيات (15 – 19): –
“15 وَلَمَّا رَأَى أَرَامُ أَنَّهُمْ قَدِ انْكَسَرُوا أَمَامَ إِسْرَائِيلَ، اجْتَمَعُوا مَعًا. 16 وَأَرْسَلَ هَدَرُ عَزَرَ فَأَبْرَزَ أَرَامَ الَّذِي فِي عَبْرِ النَّهْرِ، فَأَتَوْا إِلَى حِيلاَمَ وَأَمَامَهُمْ شُوبَكُ رَئِيسُ جَيْشِ هَدَرِ عَزَرَ. 17 وَلَمَّا أُخْبِرَ دَاوُدُ، جَمَعَ كُلَّ إِسْرَائِيلَ وَعَبَرَ الأُرْدُنَّ وَجَاءَ إِلَى حِيلاَمَ، فَاصْطَفَّ أَرَامُ لِلِقَاءِ دَاوُدَ وَحَارَبُوهُ. 18 وَهَرَبَ أَرَامُ مِنْ أَمَامِ إِسْرَائِيلَ، وَقَتَلَ دَاوُدُ مِنْ أَرَامَ سَبْعَ مِئَةِ مَرْكَبَةٍ وَأَرْبَعِينَ أَلْفَ فَارِسٍ، وَضَرَبَ شُوبَكَ رَئِيسَ جَيْشِهِ فَمَاتَ هُنَاكَ. 19 وَلَمَّا رَأَى جَمِيعُ الْمُلُوكِ، عَبِيدُ هَدَرِ عَزَرَ أَنَّهُمُ انْكَسَرُوا أَمَامَ إِسْرَائِيلَ، صَالَحُوا إِسْرَائِيلَ وَاسْتُعْبِدُوا لَهُمْ، وَخَافَ أَرَامُ أَنْ يُنْجِدُوا بَنِي عَمُّونَ بَعْدُ.”.
حاول الأراميون أن يردوا إعتبارهم وسمعتهم فتجمعوا من جديد لمحاربة رجال داود. فأَرْسَلَ هَدَرُ عَزَرَ فَأَبْرَزَ أَرَامَ الَّذِي فِي عَبْرِ النَّهْرِ أى إستدعاهم وأبرزهم أى ظهروا فى المعركة ليؤيدوه. وضرب داود جيوشهم وهنا تحققت النبوة لإبراهيم (تك18: 15) أن أبنائه سيرثون الأرض حتى حدود نهر الفرات.
وبهذا نجد داود قد تربع على عرشه منتصراً فى عدة حروب (8 حروب).
1 – الحرب الأهلية بقيادة أبنير ضده. 2 – الحرب ضد اليبوسيين.
3 – الحرب ضد الفلسطينيين وحلفائهم. 4 – الحرب ضد الفلسطينيين وحدهم.
5 – الحرب ضد الموآبيين. 6 – الحرب ضد هددعزر.
7 – الحرب ضد أدوم. 8 – الحرب ضد عمون وأرام.