الأَصْحَاحُ العِشْرُونَ
(1) موت مريم وتذمر الشعب من أجل الماء (ع1 – 9).
(2) خروج الماء وعقاب موسى وهارون (ع10 – 13).
(3) أحاديث موسى مع ملك أدوم (ع14 – 21).
(4) نهاية خدمة وحياة هارون (ع22 – 29).
(1) موت مريم وتذمر الشعب من أجل الماء (ع1 – 9):
1 وَأَتَى بَنُو إِسْرَائِيل الجَمَاعَةُ كُلُّهَا إِلى بَرِّيَّةِ صِينَ فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ. وَأَقَامَ الشَّعْبُ فِي قَادِشَ. وَمَاتَتْ هُنَاكَ مَرْيَمُ وَدُفِنَتْ هُنَاكَ. 2 وَلمْ يَكُنْ مَاءٌ لِلجَمَاعَةِ فَاجْتَمَعُوا عَلى مُوسَى وَهَارُونَ. 3 وَخَاصَمَ الشَّعْبُ مُوسَى وَقَالُوا لهُ: «ليْتَنَا فَنِينَا فَنَاءَ إِخْوَتِنَا أَمَامَ الرَّبِّ. 4 لِمَاذَا أَتَيْتُمَا بِجَمَاعَةِ الرَّبِّ إِلى هَذِهِ البَرِّيَّةِ لِكَيْ نَمُوتَ فِيهَا نَحْنُ وَمَوَاشِينَا؟ 5 وَلِمَاذَا أَصْعَدْتُمَانَا مِنْ مِصْرَ لِتَأْتِيَا بِنَا إِلى هَذَا المَكَانِ الرَّدِيءِ؟ ليْسَ هُوَ مَكَانَ زَرْعٍ وَتِينٍ وَكَرْمٍ وَرُمَّانٍ وَلا فِيهِ مَاءٌ لِلشُّرْبِ». 6 فَأَتَى مُوسَى وَهَارُونُ مِنْ أَمَامِ الجَمَاعَةِ إِلى بَابِ خَيْمَةِ الاِجْتِمَاعِ وَسَقَطَا عَلى وَجْهَيْهِمَا. فَتَرَاءَى لهُمَا مَجْدُ الرَّبِّ. 7 وَأَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى: 8«خُذِ العَصَا وَاجْمَعِ الجَمَاعَةَ أَنْتَ وَهَارُونُ أَخُوكَ وَكَلِّمَا الصَّخْرَةَ أَمَامَ أَعْيُنِهِمْ أَنْ تُعْطِيَ مَاءَهَا فَتُخْرِجُ لهُمْ مَاءً مِنَ الصَّخْرَةِ وَتَسْقِي الجَمَاعَةَ وَمَوَاشِيَهُمْ». 9 فَأَخَذَ مُوسَى العَصَا مِنْ أَمَامِ الرَّبِّ كَمَا أَمَرَهُ.
العدد 1
ع1:
برية صين: هي امتداد برية فاران ناحية الشمال الشرقى وتقع جنوب كنعان، أما قادش برنيع التي أقام فيها الشعب وأقاموا بها الخيمة فهي على الحدود بين فاران وبرية صين (خريطة 1).
تحركت جماعة الشعب بحسب أمر الرب إلى الشمال الشرقى واستوطنت قادش؛ وعدم ذكر السنة في هذا العدد جعل بعض المفسرين يعتقدون أنه الشهر الأول من السنة الثالثة والبعض الآخر ظن أنه الشهر الأول من السنة الأربعين. وماتت مريم النبية في ذلك المكان، ومن المعلوم أنها كانت أخت موسى الكبرى.
الأعداد 2-3
ع2 – 3:
الماء في المناطق الصحراوية قليل دائمًا، حتى وإن سقطت الأمطار، واعتاد الشعب الشرب من العيون الطبيعية أو الآبار التي يحفرونها، وربما لصعوبة الأرض الصخرية في منطقة قادش لم يستطيعوا الحفر، ولهذا خاصم الشعب موسى، أي احتجوا وتذمروا عليه قائلين إن موتنا مع إخوتنا الذين سبقونا وماتوا في سيناء هو أفضل مما نحن عليه الآن.
العدد 4
ع4:
بعد أن كان الكلام إلى موسى، وجَّه الشعب أيضًا أصابع الاتهام إلى هارون معه بأنهما هما سبب هلاك الشعب لأنهما أتيا به إلى هذا المكان الذي تندر فيه المياه. وقد نسى الشعب أن موسى وهارون لم يتحركا إلاّ بأمر الرب عن طريق عمود السحاب وعمود النار.
العدد 5
ع5:
يستكمل الشعب احتجاجه واتهامه بأنه قد خُدِعَ بالخروج من أرض مصر، حيث النيل والخضرة والظلال ووفرة الماء والطعام بالمقارنة بهذه الصحراء القاحلة، وخاصة أنهم حتى الآن لم يروا الأرض الموعود بها والتي تفيض لبنًا وعسلًا وخيرًا جزيلًا.
العدد 6
ع6:
وكما اعتاد موسى وهارون الخادمان الأمينان عند ازدياد المشاكل، فالتجآ إلى الله، وذهبا إلى بيته أي خيمة الاجتماع وسجدا معلنين باتضاع عجزهما عن الحل واعتذارهما لله عن هذا التذمر.
الأعداد 7-8
ع7 – 8:
أمر الرب موسى أن يأخذ عصاه ويتجه نحو صخرة، ربما كانت عالية بمقدار ولها شكل مميز يجعل موسى يعرفها، وأن يجمع معه كل جماعة الشعب ويتكلم مع الصخرة فتخرج ماء.. وهذا بخلاف أمر الله السابق بضرب الصخرة التي في “رفيديم” (خر: 17).
العدد 9
ع9:
قام موسى من على الأرض وأخذ عصاه واستعد لتنفيذ ما أمره به الله.
† نتعلم من حياة موسى الخادم الأمين شيئًا هامًا، وهو أنه عند حدوث المشاكل الكبيرة والزوابع التي يحدثها الشيطان، فليس عندنا مخرج سوى السجود والانسكاب أمام الله والصلاة بلجاجة واثقين أن الله لا يصرف طالبيه فارغين وسيقوم بحل كل المشاكل، فليس شيء غير مستطاع لديه.
(2) خروج الماء وعقاب موسى وهارون (ع10 – 13):
10 وَجَمَعَ مُوسَى وَهَارُونُ الجُمْهُورَ أَمَامَ الصَّخْرَةِ فَقَال لهُمُ: «اسْمَعُوا أَيُّهَا المَرَدَةُ! أَمِنْ هَذِهِ الصَّخْرَةِ نُخْرِجُ لكُمْ مَاءً؟ » 11 وَرَفَعَ مُوسَى يَدَهُ وَضَرَبَ الصَّخْرَةَ بِعَصَاهُ مَرَّتَيْنِ فَخَرَجَ مَاءٌ غَزِيرٌ فَشَرِبَتِ الجَمَاعَةُ وَمَوَاشِيهَا. 12 فَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى وَهَارُونَ: «مِنْ أَجْلِ أَنَّكُمَا لمْ تُؤْمِنَا بِي حَتَّى تُقَدِّسَانِي أَمَامَ أَعْيُنِ بَنِي إِسْرَائِيل لِذَلِكَ لا تُدْخِلانِ هَذِهِ الجَمَاعَةَ إِلى الأَرْضِ التِي أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا». 13 هَذَا مَاءُ مَرِيبَةَ حَيْثُ خَاصَمَ بَنُو إِسْرَائِيل الرَّبَّ فَتَقَدَّسَ فِيهِمْ.
العدد 10
ع10:
المردة: المتمردون.
بالرغم من كثرة حلم موسى السابق واحتماله واتساع صدره، إلاّ أننا نجده هنا وكأنه استنفذ صبره كله، فجمع الشعب أمام الصخرة المعنية ووجَّه كلامه لهم غاضبًا وقال لهم “أيها المردة” سائلًا إياهم أيمكن أن يخرج ماء من هذه الصخرة؟! وبالطبع وبالمنطق البشرى لا يمكن خروج الماء من الصخر، فهو إما يخرج من الينابيع أو الآبار كما هو معلوم.
العدد 11
ع11:
رفع موسى يده بالعصا وضرب الصخرة، وهو في نفس حالة الغضب، وخالف بذلك أمر الله الذي أمره أن يكلم الصخرة وليس أن يضربها، ومن شدة غضبه يوضح لنا الوحى الإلهي أن موسى ضربها مرتين وليس مرة واحدة. وبالرغم من أن هذا التصرف الغاضب لم يكن بحسب صلاح الله، إلا أن الله أخرج ماءً بكمية كبيرة حتى يستقى منه كل الشعب وكذلك مواشيهم.
العدد 12
ع12:
غضب الله من عدم طاعة موسى وهارون لكلامه، فقد أراد أن يجرى عملًا إعجازيًا جديدًا أمام الشعب وهو أن مجرد الكلام فقط مع الصخرة يخرج ماءً منها… ولكن غضب موسى وضربه للصخرة عطل عمل الله وهذا ما عبر عنه الله بقوله “حتى تقدسانى” أي منعتما تقديس وتمجيد الشعب لاسمى بتصرفكما هذا، ولذا كان عقاب الله لموسى وهارون شديدًا وحاسمًا إذ صرَّح لهما بأنهما سوف يحرمان من الأرض التي طال الاشتياق إليها ولن يدخلاها مع باقي الشعب.
† غضب موسى حرمه من دخول أرض الميعاد، والكتاب المقدس يعلن “أن غضب الإنسان لا يصنع بر الله”.
فلا تبرر غضبك ولكن قدم عنه توبة واعتذار لله أولًا ولمن غضبت عليه ثانيًا فيتحنن الله عليك ويغفر لك خطيتك.
العدد 13
ع13:
مريبة: التجربة.
كنهاية للأحداث السابقة، يعلن الوحى الإلهي بأن هذه كانت قصة ماء التجربة، عندما جرَّب بنو إسرائيل الرب بتذمرهم وشكواهم وشكهم في عناية الله لهم، إلا أن الله أظهر مجده وقوته عندما أخرج الماء من الصخرة وسقى كل شعبه.
←.
(3) أحاديث موسى مع ملك أدوم (ع14 – 21):
14 وَأَرْسَل مُوسَى رُسُلًا مِنْ قَادِشَ إِلى مَلِكِ أَدُومَ: «هَكَذَا يَقُولُ أَخُوكَ إِسْرَائِيلُ قَدْ عَرَفْتَ كُل المَشَقَّةِ التِي أَصَابَتْنَا. 15 إِنَّ آبَاءَنَا انْحَدَرُوا إِلى مِصْرَ وَأَقَمْنَا فِي مِصْرَ أَيَّامًا كَثِيرَةً وَأَسَاءَ المِصْرِيُّونَ إِليْنَا وَإِلى آبَائِنَا 16 فَصَرَخْنَا إِلى الرَّبِّ فَسَمِعَ صَوْتَنَا وَأَرْسَل مَلاكًا وَأَخْرَجَنَا مِنْ مِصْرَ. وَهَا نَحْنُ فِي قَادِشَ مَدِينَةٍ فِي طَرَفِ تُخُومِكَ. 17 دَعْنَا نَمُرَّ فِي أَرْضِكَ. لا نَمُرُّ فِي حَقْلٍ وَلا فِي كَرْمٍ وَلا نَشْرَبُ مَاءَ بِئْرٍ. فِي طَرِيقِ المَلِكِ نَمْشِي لا نَمِيلُ يَمِينًا وَلا يَسَارًا حَتَّى نَتَجَاوَزَ تُخُومَكَ». 18 فَقَال لهُ أَدُومُ: «لا تَمُرُّ بِي لِئَلا أَخْرُجَ لِلِقَائِكَ بِالسَّيْفِ». 19 فَقَال لهُ بَنُو إِسْرَائِيل: «فِي السِّكَّةِ نَصْعَدُ. وَإِذَا شَرِبْنَا أَنَا وَمَوَاشِيَّ مِنْ مَائِكَ أَدْفَعُ ثَمَنَهُ. لا شَيْءَ. أَمُرُّ بِرِجْليَّ فَقَطْ. 20 فَقَال: «لا تَمُرُّ». وَخَرَجَ أَدُومُ لِلِقَائِهِ بِشَعْبٍ غَفِيرٍ وَبِيَدٍ شَدِيدَةٍ. 21 وَأَبَى أَدُومُ أَنْ يَسْمَحَ لِإِسْرَائِيل بِالمُرُورِ فِي تُخُومِهِ فَتَحَوَّل إِسْرَائِيلُ عَنْهُ.
العدد 14
ع14:
أدوم: هو اسم عيسو الذي عُرِفَ به وأطلق على نسله الذي ازداد وصار شعبًا له ملك. وقد سكن شعب أدوم في جبال سعير التي تقع ما بين البحر الميت شمالًا وخليج العقبة جنوبًا أي على الحدود الفاصلة بين الأردن وفلسطين حاليًا (خريطة 3←).
وكانت قادش غرب أرض أدوم ولهذا كان على الشعب أن يعبرها حتى يصل أرض ميراثه؛ ولهذا أرسل موسى بعضًا من رجاله إلى ملك أدوم قائلًا له “أخوك إسرائيل” أي نحن نسل يعقوب أخى أدوم، نطلب منك السماح لنا بالمرور خلال أرضك وخاصة أنكم تعلمون بالشدائد التي أصابتنا جدًا سواء في مصر أو بعد الخروج منها.
الأعداد 15-17
ع15 – 17:
تحمل هذه الأعداد الثلاثة ملخص الرسالة التي حملها رسل موسى إلى ملك أدوم، ويمكن تلخيص عناصرها في النقاط التالية: -.
بدأوا في عرض تاريخهم السابق وأشاروا إلى المذلة التي عانوا منها في أرض مصر في محاولة لاستعطاف قلب ملك أدوم.
توضيح أن الله لم ينساهم بل أخرجهم بذراع قوية وترتيب إلهي يفوق تصورات البشر عندما اشتدت مذلتهم وصرخوا إليه.
طلب المرور في أرض أدوم.
الوعد بأن هذا المرور هو مرور سلمى لن يتعرض فيه الشعب لشئ مما لأدوم فلن يأكلوا شيئًا من ثمار أرضهم ولن يأخذوا من الماء حتى القليل، ولن يتفحصوا بأعينهم شيئًا مما على يمينهم أو يسارهم، بل سوف يمضوا في طريقهم مباشرة إلى أرضهم الموعودة.
العدد 18
ع18:
أتى رد ملك أدوم شديدًا وجافيًا، إذ رفض طلب موسى والشعب، بل زاد على ذلك بتهديدهم أنه قد يهلكهم بالسيف لو حاولوا المرور.
العدد 19
ع19:
لم ييأس موسى، بل عاد مرة ثانية وخاطب ملك أدوم عن طريق رسله حتى يبدد مخاوفه قائلًا له دعنا نمر بشعبنا ونحن نوفيك حتى ثمن الماء إن شربنا من آبارك أو ينابيعك، فنحن لا نريد سوى المرور بأرجلنا فقط.
الأعداد 20-21
ع20 – 21:
بغيظ وغلاظة قلب، رفض ملك أدوم للمرة الثانية طلب موسى وشعبه بالمرور في أرضه بل أزاد على ذلك أنه جمع شعبه ورجاله وخرج على الحدود ما بين أرض أدوم وقادش استعدادًا للحرب إن حاولوا المرور في أرضه. وأمام ذلك رأى موسى والشعب أن يبتعدوا عن الشر ولا يواجهوه، وخاصة أن الله لم يأمرهم بمحاربته.
† نتعلم هنا من موسى القائد الحكيم إنه ليس من الحكمة في شيء أن نواجه الشر بالشر، بل علينا أن نتجنب المواجهة معه بقدر طاقتنا، فمواجهة الشر بالشر عادة لا تجلب سوى شرًا أعظم يدفع ثمنه الجميع ويفقد الإنسان سلامه وهدوءه الذي لا يُقَدَّر بأى مكاسب أخرى.
(4) نهاية خدمة وحياة هارون (ع22 – 29):
22 فَارْتَحَل بَنُو إِسْرَائِيل الجَمَاعَةُ كُلُّهَا مِنْ قَادِشَ وَأَتُوا إِلى جَبَلِ هُورٍ. 23 وَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى وَهَارُونَ فِي جَبَلِ هُورٍ عَلى تُخُمِ أَرْضِ أَدُومَ: 24«يُضَمُّ هَارُونُ إِلى قَوْمِهِ لأَنَّهُ لا يَدْخُلُ الأَرْضَ التِي أَعْطَيْتُ لِبَنِي إِسْرَائِيل لأَنَّكُمْ عَصَيْتُمْ قَوْلِي عِنْدَ مَاءِ مَرِيبَةَ. 25 خُذْ هَارُونَ وَأَلِعَازَارَ ابْنَهُ وَاصْعَدْ بِهِمَا إِلى جَبَلِ هُورٍ 26 وَاخْلعْ عَنْ هَارُونَ ثِيَابَهُ وَأَلبِسْ أَلِعَازَارَ ابْنَهُ إِيَّاهَا. فَيُضَمُّ هَارُونُ وَيَمُوتُ هُنَاكَ». 27 فَفَعَل مُوسَى كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ وَصَعِدُوا إِلى جَبَلِ هُورٍ أَمَامَ أَعْيُنِ كُلِّ الجَمَاعَةِ. 28 فَخَلعَ مُوسَى عَنْ هَارُونَ ثِيَابَهُ وَأَلبَسَ أَلِعَازَارَ ابْنَهُ إِيَّاهَا. فَمَاتَ هَارُونُ هُنَاكَ عَلى رَأْسِ الجَبَلِ. ثُمَّ انْحَدَرَ مُوسَى وَأَلِعَازَارُ عَنِ الجَبَلِ. 29 فَلمَّا رَأَى كُلُّ الجَمَاعَةِ أَنَّ هَارُونَ قَدْ مَاتَ بَكَى جَمِيعُ بَيْتِ إِسْرَائِيل عَلى هَارُونَ ثَلاثِينَ يَوْمًا.
الأعداد 22-24
ع22 – 24:
جبل هور: على الأرجح أنه الجبل المعروف باسم جبل مديرة وهو شمال شرق قادش (خريطة 4←).
ارتحل كل الشعب في الاتجاه الشمالى الشرقى وأقاموا الخيمة في جبل هور على حدود أرض أدوم، وهناك تكلم الله مع موسى وهارون قائلًا لهما، بأن هارون لن يدخل الأرض التي أعطاها الله للشعب بسبب عصيانه الأمر الإلهي عند حادثة الصخرة والماء بل “يضم إلى قومه” أي يموت كآبائه.
الأعداد 25-26
ع25 – 26:
يستكمل الله حديثه مع موسى فيأمره أن يصعد إلى قمة الجبل ويأخذ معه كل من هارون وابنه “ألعازار“، وهناك يخلع هارون ثيابه التي تمثل رئاسة الكهنوت ويلبسها موسى “ألعازار” ابنه الذي سيصير رئيسًا للكهنة عوضًا عن أبيه، أما هارون فتأتى نهاية أيامه ويتبع آباءه على رجاء فداء ومجئ المسيح. ولقد صار خلع ثياب رئيس الكهنة وإلباسه للرئيس الجديد تقليدًا يهوديًا لأزمنة كثيرة.
الأعداد 27-28
ع27 – 28:
نَفَّذَ موسى بالضبط ما أمره به الله، وبالفعل مات هارون بعد أن ألبس موسى ألعازار ملابس أبيه. ولعل الشعب قد رأى هذا المنظر وهذا يعنى أن جبل هور لم يكن جبلًا مرتفعًا أو عاليًا، وبعد موت هارون نزل كل من موسى وألعازار إلى الشعب. ويذكر التقليد اليهودي أنه قد تم دفن هارون على نفس الجبل الذي مات عليه.
وكان موت هارون في اليوم الأول من الشهر الخامس في السنة الأربعين لخروجهم من مصر (عد 33: 38).
العدد 29
ع29:
أما الشعب الذي رأى هذا الحدث وشاهد موت رئيس كهنته فقد حزن حزنًا عظيمًا وبكى هارون لمدة شهر كامل عرفانًا بتعبه معهم وخدمته لهم.
† مما لا شك فيه أن موسى وألعازار قد تأثرا جدًا بموت هارون… الذي ساند أخيه أولًا أمام فرعون مصر وثانيًا في الخروج وثالثًا في خدمته الكهنوتية، ولكن لم يستسلم موسى لأحزانه بسبب موت أخيه فلازال أمامه عمل يكمله أمام الله ورسالة لم تنتهِ بعد؛ وعلينا نحن أيضًا أن نستوعب هذا الدرس جيدًا ولا ندع أحزاننا تربكنا.. بل نرفع قلوبنا دائمًا في أوقات الشدائد طالبين من الله العون والمساندة.
نتعلم أيضًا من حياة هارون أنه مهما طال عمر الخادم في خدمته، فسيأتى يوم يترك فيه كل شيء مهما كانت مسئولياته؛ ولهذا فالقائد الواعى والخادم الأمين هو من يهتم بأن يعلم ويسلم ويتلمذ ويدرب الآخرين، حتى لا تتوقف الخدمة ولا ترتبك ولا يفعل هذا إلاّ القائد المتضع.