* أليس ما يدعوه “طرقًا” ليست إلا طرق العمل؟ لذلك يقال بإرميا: “أصلحوا طرقكم وأعمالكم” (إر 7: 3)…
يدعونا الحق إليه “بالسير خطوات”، قائلًا: “تعالوا إليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال” (مت 11: 28). فإن الرب يوصينا: “تعالوا إليّ”، بالتأكيد لا بخطوات الجسم بل بتقدم القلب… فالأعمال البشرية يحسبها الرب خطوات بمعنى دقيق…
رأى النبي دقته في الفحص عندما قال: “الإله العظيم الجبار رب الجنود اسمه، عظيم في المشورة، وقادر في العمل، الذي عيناك مفتوحتان على كل طرق بني آدم لتُعطي كل واحِد حسب طرقه، وحسب ثمر أعماله” (إر 32: 18-19).
هكذا امتدح (الرب) ملاك كنيسة برغاس في بعض الأمور، ووبخه في البعض، قائلًا: “أنا عارف أعمالك، وأين تسكن حيث كرسي الشيطان، وأنت متمسك باسمي، ولم تنكر إيماني” (رؤ 2: 13). بعد ذلك يقول: “ولكن عندي عليك قليل، أن عندك هناك قومًا متمسكين بتعليم بلعام” (رؤ 2: 14). وقيل لملاك ثياتيرا: “أنا عارف أعمالك ومحبتك وخدمتك وإيمانك وصبرك، وأن أعمالك الأخيرة أكثر من الأولى، لكن عندي عليك قليل أنك تسَّيب المرأة إيزابل التي تقول إنها نبية حتى تعَّلم وتقوَي عبيدي أن يزنوا ويأكلوا ما ذبح للأوثان” (رؤ 2: 19-20)…
لاحظوا كيف أنه يسجل الأمور الصالحة ولم يدعهم يذهبون بدون عقوبة على الأمور الشريرة التي تطَّلب القطع. هذا بالحقيقة يحدث لأنه يرى طرق كل أحٍد ويحاسبهم على خطواتهم…

القديسون أنفسهم يربطون أنفسهم بالتدقيق الشديد في فكر القلب، حيث يرون أن القاضي العلوي يفحص حياتهم بكل تدقيقٍ، فيمحصون العقل في أعماق الأعماق، متطلعين لئلا يكونوا حاملين أي فكرٍ خاطئٍ.


البابا غريغوريوس (الكبير)

هل تبحث عن  الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار (19 : 11 - 20) يوم الاثنين

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي