الأَصْحَاحُ التَّاسِعُ سفر أعمال الرسل مارمرقس مصر الجديدة

الأَصْحَاحُ التَّاسِعُ

اهتداء بولس ومعجزات بطرس.

(1) الرؤيا (ع1 – 9):

1أَمَّا شَاوُلُ، فَكَانَ لَمْ يَزَلْ يَنْفُثُ تَهَدُّدًا وَقَتْلاً عَلَى تَلاَمِـيذِ الرَّبِّ، فَتَقَـدَّمَ إِلَى رَئِيـسِ الْكَهَنَةِ 2 وَطَلَبَ مِنْهُ رَسَائِلَ إِلَى دِمَشْقَ، إِلَى الْجَمَاعَاتِ، حَتَّى إِذَا وَجَدَ أُنَاسًا مِنَ الطَّرِيقِ، رِجَالاً أَوْ نِسَاءً، يَسُوقُهُمْ مُوثَقِينَ إِلَى أُورُشَلِيمَ. 3 وَفِى ذَهَابِهِ، حَدَثَ أَنَّهُ اقْتَرَبَ إِلَى دِمَشْقَ، فَبَغْتَةً أَبْرَقَ حَوْلَهُ نُورٌ مِنَ السَّمَاءِ، 4فَسَقَطَ عَلَى الأَرْضِ، وَسَمِعَ صَوْتًا قَائِلاً لَهُ: «شَاوُلُ، شَاوُلُ، لِمَاذَا تَضْطَهِدُنِى؟ » 5فَقَالَ: «مَنْ أَنْتَ يَا سَيِّدُ؟ » فَقَالَ الرَّبُّ: «أَنَا يَسُوعُ الَّذِى أَنْتَ تَضْطَهِدُهُ. صَعْبٌ عَلَيْكَ أَنْ تَرْفُسَ مَنَاخِسَ. » 6 فَقَالَ وَهُوَ مُرْتَعِدٌ وَمُتَحَيِّرٌ: «يَا رَبُّ، مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ؟ »فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «قُم وَادْخُلِ الْمَدِينَةَ، فَيُقَالَ لَكَ مَاذَا يَنْبَغِى أَنْ تَفْعَلَ. » 7 وَأَمَّا الرِّجَالُ الْمُسَافِرُونَ مَعَهُ، فَوَقَفُوا صَامِتِينَ، يَسْمَعُونَ الصَّوْتَ وَلاَ يَنْظُرُونَ أَحَدًا. 8فَنَهَضَ شَاوُلُ عَنِ الأَرْضِ، وَكَانَ، وَهُوَ مَفْتُوحُ الْعَيْنَيْنِ، لاَ يُبْصِرُ أَحَدًا، فَاقْتَادُوهُ بِيَدِهِ وَأَدْخَلُوهُ إِلَى دِمَشْقَ. 9 وَكَانَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ لاَ يُبْصِرُ، فَلَمْ يَأْكُلْ وَلَمْ يَشْرَبْ.

العدد 1

ع1:

ينفث تهددًا: يهدد ويتوعد وفمه يخرج كلمات شريرة مملوءة حقداً وانتقاماً.

كان شاول بعد قتل استفانوس لا يزال متحمساً جداً للقضاء على المسيحية، فكان يهدد ويقتل الكثيرين محاولاً أن يحصل على أحكام بالقتل، من رئيس الكهنة، على المسيحيين الذين كانوا يدعون تلاميذا.

العدد 2

ع2:

دمشق: مدينة قديمة تقع شمال أورشليم على بعد مسافة حوالى 280كم أى مسيرة سبعة أيام منها.

الجماعات: جماعات اليهود الموجودة بعدد ليس بقليل فى دمشق.

الطريق: التابعين لطريق المسيح، هكذا كانوا يُسمون المسيحيين فى العصر الرسولى، فقد كان يتوقع وجود بعضهم فى دمشق من الذين تشتتوا من جراء الاضطهاد اليهودى فى أورشليم.

نساء: تظهر قسوته فى أن يقيد ويسوق ليس فقط الرجال بل النساء أيضا.

طلب شاول من رئيس الكهنة أن يعطيه رسائل إلى حاكم دمشق وشيوخ جماعات اليهود الذين كانت لهم جالية كبيرة فى دمشق، ليقبض على المسيحيين رجالاً أو نساءً بكل قوة وينقلهم مقيدين ليحاكموا ويعذبوا فى أورشليم.

العدد 3

ع3:

بينما كان بولس فى الطريق قرب دمشق فى وقت الظهر (ص26: 13)، أبرق حوله فجأة نور سماوى أشد من ضوء شمس الظهيرة.

العدد 4

ع4:

من شدة رعبه، سقط على الأرض ورأى شخص الرب يسوع المسيح الذى تكلم معه موبخا له ومحذراً إياه من اضطهاده للمسيحيين، والذى اعتبره المسيح اضطهاداً له شخصيا. وكان عتابه له بتواضع ولطف كأنه يسأل عن سبب ذلك الإضطهاد، فالرب وكنيسته فى اتحاد مثل الرأس والجسد. وكان الكلام باللغة العبرية، ولم يفهم من معه الكلام رغم سماعهم الصوت (ص26: 14).

العدد 5

ع5:

مناخس: جمع منخاس، وهو إبرة حديدية يستخدمها الفلاح فى وخز الحيوان ليسرع فى طريقه وعمله.

تساءل شاول من المتكلم، فوضح الله له أنه يسوع، وهو اسمه حسب الجسد، ليوضح له أن يسوع هو المسيح ابن الله، وأفهمه مشفقا عليه أنه لن يضر سوى نفسه، لأن كل أحزان الكنيسة تتحول إلى بركات وأفراح والضرر يلحق بمضطهديها لا بها، كمن يرفس برجله إبر حديدية وهى المناخس فتجرح رجله ويسيل منها الدم أما المناخس فلا يصيبها ضرر.

العدد 6

ع6:

تحير شاول جدا لأنه فوجئ بإعلان إلهى عن ألوهية يسوع، وارتعب لما أحس بعظم الخطأ الذى كان يرتكبه مدة اضطهاده للكنيسة، وفى خضوع طلب مشورة الله لينفذها، فأرشده الله لدخول دمشق فيقال له عن المطلوب منه.

وهكذا أوضح الله ضرورة الخضوع للكنيسة وكهنتها لنوال الأسرار المقدسة من يدهم وسماع التعاليم والإرشادات، فلا يستطيع الإنسان الاكتفاء بعلاقته الشخصية مع الله بعيداً عن الكنيسة أو سماع صوت الله وإرشاد الروح بدون إرشاد الكنيسة.

العدد 7

ع7:

صمت جميع من معه من الرعب، غير فاهمين الكلام رغم سماعهم للصوت كما أنهم لم يروا شخص الرب بل رأوا النور فقط.

العدد 8

ع8:

لا يبصر أحدا: لأنه رأى المسيح بنوره القوى أما من معه فرأوا شيئاً من النور ولم يروا المسيح فلم يفقدوا نظرهم. وكان هذا بسماح من الله ليتضع، فالاتضاع مدخل الحياة الروحية.

قام شاول بعد أن فقد البصر مؤقتا من شدة النور، فلم يعد يرى أحداً. وهكذا من يرى الرب تصغر لديه رؤية أى شخص سواه. واقتادوه من يده، فدخل دمشق على غير الصورة التى كان يريدها، ليس فى موكب عظيم ولكن فى اتضاع وخشوع.

العدد 9

ع9:

ظل شاول لمدة ثلاثة أيام فى صوم وصلوات دائمة وتأملات فيما حدث ولا يرى شيئا طوال هذه المدة.

 هكذا يتدخل الرب بمحبته فى حياتنا ليغير خط سيرنا فى اللحظة المناسبة، ولذا يجب أن نكون مميزين لصوته ومطيعين له.

(2) الإيمان والمعمودية وبداية الخدمة (ع10 – 22):

10 وَكَانَ فِى دِمَشْقَ تِلْمِيذٌ اسْمُهُ حَنَانِيَّا، فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ فِى رُؤْيَا: «يَا حَنَانِيَّا. » فَقَالَ: «هَأَنَذَا يَا رَبُّ. » 11فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «قُمْ، وَاذْهَبْ إِلَى الزُّقَاقِ الَّذِى يُقَالُ لَهُ الْمُسْتَقِيمُ، وَاطْلُبْ فِى بَيْتِ يَهُوذَا رَجُلاً طَرْسُوسِيًّا اسْمُهُ شَاوُلُ، لأَنَّهُ هُوَذَا يُصَلِّى. 12 وَقَدْ رَأَى فِى رُؤْيَا رَجُلاً اسْمُهُ حَنَانِيَّا دَاخِلاً وَوَاضِعًا يَدَهُ عَلَيْهِ لِكَىْ يُبْصِرَ. » 13فَأَجَابَ حَنَانِيَّا: «يَا رَبُّ، قَدْ سَمِعْتُ مِنْ كَثِيرِينَ عَنْ هَذَا الرَّجُلِ، كَمْ مِنَ الشُّرُورِ فَعَلَ بِقِدِّيسِيكَ فِى أُورُشَلِيمَ. 14 وَهَهُنَا، لَهُ سُلْطَانٌ مِنْ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ أَنْ يُوثِقَ جَمِيعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ بِاسْمِكَ. » 15فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «اذْهَبْ، لأَنَّ هَذَا لِى إِنَاءٌ مُخْتَارٌ لِيحْمِلَ اسْمِى أَمَامَ أُمَمٍ وَمُلُوكٍ وَبَنِى إِسْرَائِيلَ. 16لأَنِّى سَأُرِيهِ كَمْ يَنْبَغِى أَنْ يَتَأَلَّمَ مِنْ أَجْلِ اسْمِى. » 17فَمَضَى حَنَانِيَّا وَدَخَلَ الْبَيْتَ، وَوَضَعَ عَلَيْهِ يَدَيْهِ، وَقَالَ: «أَيُّهَا الأَخُ شَاوُلُ، قَدْ أَرْسَلَنِى الرَّبُّ يَسُوعُ الَّذِى ظَهَرَ لَكَ فِى الطَّرِيقِ الَّذِى جِئْتَ فِيهِ، لِكَىْ تُبْصِرَ، وَتَمْتَلِئَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. » 18فَلِلْوَقْتِ، وَقَعَ مِنْ عَيْنَيْهِ شَىْءٌ كَأَنَّهُ قُشُورٌ، فَأَبْصَرَ فِى الْحَالِ، وَقَامَ وَاعْتَمَدَ. 19 وَتَنَاوَلَ طَعَامًا فَتَقَوَّى. وَكَانَ شَاوُلُ مَعَ التَّلاَمِيذِ الَّذِينَ فِى دِمَشْقَ أَيَّامًا. 20 وَلِلْوَقْتِ، جَعَلَ يَكْـرِزُ فِى الْمَجَامِـعِ بِالْمَسِيحِ «أَنْ هَذَا هُوَ ابْنُ اللهِ. » 21فَبُهِتَ جَمِيعُ الَّذِينَ كَانُوا يَسْمَعُونَ، وَقَالُوا: «أَلَيْسَ هَذَا هُوَ الَّذِى أَهْلَكَ فِى أُورُشَلِيمَ الَّذِينَ يَدْعُونَ بِهَذَا الاِسْمِ، وَقَدْ جَاءَ إِلَى هُنَا لِهَذَا، لِيسُوقَهُمْ مُوثَقِينَ إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ؟ » 22 وَأَمَّا شَاوُلُ، فَكَانَ يَزْدَادُ قُوَّةً، وَيُحَيِّرُ الْيَهُودَ السَّاكِنِينَ فِى دِمَشْقَ، مُحَقِّقًا «أَنَّ هَذَا هُوَ الْمَسِيحُ. ».

هل تبحث عن  البتولية عند القديس يعقوب السروجي

الأعداد 10-12

ع10 – 12:

تلميذ: أى مسيحى.

رؤيا: منظر رآه وهو مستيقظ وليس فى حلم.

طرسوسيا: من طرسوس وهى عاصمة كيليكية التى فى آسيا الصغرى (تركيا الحالية) وهى مدينة كبيرة اشتهرت بالعلم.

يصلى: صلواته الآن باتضاع ومختلفة عن صلواته السابقة كفريسى بكبرياء.

رأى فى رؤيا: كان شاول مستيقظا ورغم أنه لا يرى الأمور المادية المحيطة به، كشف له الله منظرا روحانيا وهو أن كاهنا يسمى حنانيا دخل إليه ووضع يديه على عينيه فأبصر.

ظهر الرب لأحد مسيحى دمشق واسمه حنانيا، وكان كاهنا لأنه عمد شاول بعد ذلك، وقال له الرب فى الرؤيا أن يذهب إلى الشارع الرئيسى فى دمشق وكان يسمى الزقاق المستقيم، وكان أطول شارع فى المدينة يتجه من الشرق إلى الغرب وبعرض أربعة أمتار وتحيط به صفوف من الأعمدة ولا يزال موجوداً حتى الآن. وطلب منه أن يتجه إلى منزل رجل اسمه يهوذا حيث سيجد شاول الطرسوسى يصلى، وأعلمه الرب أن شاول قد رآه أى رأى حنانيا فى رؤيا وهو يضع يديه على عينى شاول ليبصر. وهكذا أعطى الله علامات واضحة لحنانيا ولشاول حتى يطمئنهما.

الأعداد 13-14

ع13 – 14:

تحير حنانيا عند سماعه كلام الله فى الرؤيا عن الذهاب إلى شاول، لأنه سمع من مسيحيى أورشليم الذين هربوا إلى دمشق بشر شاول واضطهاده للمؤمنين، وبأنه قد حضر إلى دمشق بسلطان من رئيس الكهنة للقبض على المسيحيين وتعذيبهم وقتلهم، ولكنه بالرغم من ذلك كان مستعدا لطاعة الله إذ أعلن عن خضوعه فى بداية الرؤيا بقوله هأنذا.

الأعداد 15-16

ع15 – 16:

أمم: يبشر غير اليهود وكان هذا شيئا بعيدا عن فهم اليهود إذ كانوا يظنون أنهم فقط شعب الله، ولن يؤمن غيرهم بالمسيا.

ملوك: يقصد الحكام من الملوك والولاة الذين حاكموا بولس الرسول بل بشر بعضهم بالمسيح مثل فيلكس وفستوس وأغريباس ونيرون.

بنى إسرائيل: بشر بولس فى بداية دخوله أى بلد، اليهود أولا ثم الأمم الذين فيها.

طمأن الله حنانيا أن يذهب إلى بولس حيث أنه قد اختاره كإناء يملأه، ليعلن اسمه إلى أمم وملوك كثيرين وإلى شعب بنى إسرائيل؛ الأمر الذى تحقق تماماً فى كرازة بولس مستقبلاً، كما أعلمه أنه سيتألم من أجل المسيح كثيرًا، وذلك أمر يمر به كل مسيحى.

العدد 17

ع17:

اطمأن حنانيا وذهب إلى منزل يهوذا، وبارك شاول بوضع يديه عليه للبركة لا للسيامة، ودعاه أخًا فى لطف ومحبة رغم كل ما فعله سابقًا، وأخبره أن المسيح أرسله إليه بعدما ظهر له فى طريق دمشق لكى يعيد له البصر والبصيرة بالإيمان والامتلاء بعد المعمودية من الروح القدس.

العدد 18

ع18:

وقعت قشور من عينى شاول ليؤكد الله المعجزة، وهذه القشور ترمز للخطية التى كانت تحجب المسيح عنه، فأبصر فورًا وعمده حنانيا.

العدد 19

ع19:

تناول شاول طعاما وتشدد بعد صومه ثلاثة أيام، ومكث أياما مع مسيحيى دمشق. وهكذا تحول الذئب إلى حمل.

العدد 20

ع20:

للوقت: بعد معموديته مباشرة.

يكرز: تشمل كرازته بعد معموديته وكذلك بعد رجوعه من خلوته فى الصحراء العربية.

المجامع: كان الرسل يدخلونها كيهود ثم يبشرون بالمسيح مثبتين كلامهم من نبوات الأنبياء.

بدأت الكنيسة خدمتها كإبنه للأمة اليهودية ومنبثقة منها مما ساعد على انتشار المسيحية بين اليهود. وبدأ شاول يكرز فى مجامع اليهود باسم المسيح وألوهيته؛ ولكن يجب أن نعلم أنه ذهب بعد معموديته إلى الصحراء العربية المتاخمة لدمشق، حيث مكث ثلاث سنوات فى خلوة ظهر له المسيح فيها، وسلمه الإيمان والأسرار المقدسة (غل1: 16 – 18)، لذا يسميه بعض الآباء ثالث عشر الرسل، ثم عاد لدمشق للخدمة.

هل تبحث عن  الأصحاح العاشر سفر إرميا نسخة تفاعلية تحوي التفاسير و معاني الكلمات مقسمة بالآيات

العدد 21

ع21:

قوبلت خدمة شاول بدهشة شديدة من قبل اليهود، الذين كانوا يعلمون ماضيه بأورشليم فى مقاومة المسيحيين الذين انضم الآن لهم بعد أن كان آتيا لتعذيبهم.

العدد 22

ع22:

كان اليهود يتعجبون كثيرا من قدرته فى الإقناع كدارس للناموس والأنبياء، مبرهنا أن يسوع هو المسيح.

حقا لا يعسر على الرب شئ!.. فمن كان يظن حدوث ذلك التغيير الكلى؟!

 إن الذى غير شاول، ومعناه (الهام) إلى بولس ومعناه (الصغير) ما زال يطلب أن نسمح له بتغيير حياتنا إلى أبناء حقيقيين له.

إن الله قادر على تغييرك مهما كانت خطاياك أو ضعفاتك، لأنه هو خالقك الذى يحبك وقادر على كل شئ، ولكن يبقى ألا ترفض صوت الله داخلك أو عندما تسمعه من الكنيسة وخدامها. لا تقاوم كلام الله أو تنغمس فى خطاياك، بل قم واثقاً من مساندته لك فتكسب حياتك وتصير عظيما مثل بولس.

(3) الهرب من دمشق (ع23 – 30):

23 وَلَمَّا تَمَّتْ أَيَّامٌ كَثِيرَةٌ، تَشَاوَرَ الْيَهُودُ لِيقْتُلُوهُ. 24فَعَلِمَ شَاوُلُ بِمَكِيدَتِهِمْ. وَكَانُوا يُرَاقِبُونَ الأَبْوَابَ أَيْضًا نَهَارًا وَلَيْلاً لِيقْتُلُوهُ. 25فَأَخَذَهُ التَّلاَمِيذُ لَيْلاً، وَأَنْزَلُوهُ مِنَ السُّورِ، مُدَلِّينَ إِيَّاهُ فِى سَلٍّ.

26 وَلَمَّا جَاءَ شَاوُلُ إِلَى أُورُشَلِيمَ، حَاوَلَ أَنْ يَلْتَصِقَ بِالتَّلاَمِيذِ، وَكَانَ الْجَمِيعُ يَخَافُونَهُ، غَيْرَ مُصَدِّقِينَ أَنَّهُ تِلْمِيذٌ. 27فَأَخَذَهُ بَرْنَابَا وَأَحْضَرَهُ إِلَى الرُّسُلِ، وَحَدَّثَهُمْ كَيْفَ أَبْصَرَ الرَّبَّ فِى الطَّرِيقِ، وَأَنَّهُ كَلَّمَهُ، وَكَيْفَ جَاهَرَ فِى دِمَشْقَ بِاسْمِ يَسُوعَ. 28فَكَانَ مَعَهُمْ يَدْخُلُ وَيَخْرُجُ فِى أُورُشَلِيمَ، وَيُجَاهِرُ بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ. 29 وَكَانَ يُخَاطِبُ وَيُبَاحِثُ الْيُونَانِيِّينَ، فَحَاوَلُوا أَنْ يَقْتُلُوهُ. 30فَلَمَّا عَلِمَ الإِخْوَةُ أَحْدَرُوهُ إِلَى قَيْصَرِيَّةَ، وَأَرْسَلُوهُ إِلَى طَرْسُوسَ.

العدد 23

ع23:

بعد أن أكمل شاول ثلاث سنوات فى الصحراء المسماه بالعربية، عاد إلى دمشق، وتضايق اليهود من تبشيره جداً فتشاوروا أن يقتلوه كما عملوا باستفانوس.

العدد 24

ع24:

علم شاول مكيدتهم، وكان اليهود قد اتفقوا مع والى المدينة على القبض عليه، فراقبوا أبواب المدينة ليقبضوا عليه عند خروجه من أحدها.

العدد 25

ع25:

أخذه المؤمنون تلاميذ المسيح إلى منزل أحدهم الذى كان ملاصقًا لسور المدينة، حيث دلوه منه فى سلة كبيرة ليخرج دون أن يراه اليهود. وكان القرار بناء على كلام المسيح لتلاميذه: “متى طردوكم من هذه المدينة فاهربوا إلى الأخرى” (مت10: 23) حتى تنتشر الكرازة.

وهكذا نجا بولس من مؤامرة اليهود وخرج من دمشق هاربا، وذلك عكس ما كان يتوقع عند إقباله إلى المدينة ليقبض على المسيحيين بها ويخرج بكبرياء يجر الكثيرين منهم لتعذيبهم وقتلهم فى أورشليم.

العدد 26

ع26:

وصل شاول من دمشق إلى أورشليم وحاول أن ينضم إلى المسيحيين بها، لكنهم خافوا منه ظانين أنه جاسوس لليهود وخاصة لطول فترة اختفائه فى الصحراء العربية، مما جعلهم يشكون فى أنه قد ارتد إلى يهوديته.

العدد 27

ع27:

برنابا: من التلاميذ الأوائل التابعين للمسيح مع الإثنى عشر، وكان غنيا فباع حقله وقدمه للرسل لأجل احتياجات المؤمنين.

36، 37). وهو من سبط لاوى وعاش قبلا فى قبرص فكان قبرصى الجنسية.

تدخل برنابا وأحضره إلى بطرس ويعقوب (غل1: 18، 19) الرسولين اللذين لم يزالا فى أورشليم، لأن الباقين كانوا مسافرين للكرازة، وحدثهما عن صدق إيمانه وظهور المسيح له فى طريق دمشق وخدمته فيها.

العدد 28

ع28:

أخيرا اطمأن إليه مسيحيو أورشليم، وبدأ كرازته بها ولكن لمده حوالى خمسة عشر يوماً فقط (غل1: 18).

الأعداد 29-30

ع29 – 30:

أخذ شاول يقنع اليهود الناطقين باليونانية فى المجامع، التى كان استفانوس يخاطبهم فيها، فحاولوا أيضا أن يقتلوه، فأرسله المسيحيون إلى مدينة قيصرية وهى تقع بين عكا ويافا وكان الله قد أمره أيضا بالخروج من أورشليم (ص22: 17 – 21)، ثم سافر من قيصرية إلى طرسوس بحرا ومكث بها حوالى ثلاث أو أربع سنوات.

 كن قويا فى إعلان الحق مهما قاومك الآخرون أو تعرضت لمتاعب، واثقا أن الله يحفظك لتعلن اسمه، وفى نفس الوقت لا تضيع وقتك فى الصدام مع الآخرين بل اهرب من الشر لتواصل عملك الايجابى فى دعوة الكل للحياة مع الله.

(4) شفاء إينياس (ع31 – 35):

31 وَأَمَّا الْكَنَائِسُ فِى جَمِيعِ الْيَهُودِيَّةِ وَالْجَلِيلِ وَالسَّامِرَةِ، فَكَانَ لَهَا سَلاَمٌ، وَكَانَتْ تُبْنَى، وَتَسِيرُ فِى خَوْفِ الرَّبِّ، وَبِتَعْزِيَةِ الرُّوحِ الْقُدُسِ كَانَتْ تَتَكَاثَرُ.

32 وَحَدَثَ أَنَّ بُطْرُسَ وَهُـوَ يَجْتَازُ بِالْجَمِيـعِ، نَزَلَ أَيْضًا إِلَى الْقِدِّيسِـينَ السَّاكِنِينَ فِى لُدَّةَ، 33فَوَجَدَ هُنَاكَ إِنْسَانًا اسْمُهُ إِينِيَاسُ مُضْطَجِعًا عَلَى سَرِيرٍ مُنْذُ ثَمَانِى سِنِينَ، وَكَانَ مَفْلُوجًا. 34فَقَالَ لَهُ بُطْرُسُ: «يَا إِينِيَاسُ، يَشْفِيكَ يَسُوعُ الْمَسِيحُ. قُمْ وَافْرُشْ لِنَفْسِكَ. » فَقَامَ لِلْوَقْتِ. 35 وَرَآهُ جَمِيعُ السَّاكِنِينَ فِى لُدَّةَ وَسَارُونَ، الَّذِينَ رَجَعُوا إِلَى الرَّبِّ.

هل تبحث عن  تفسير لوقا 23 - إنجيل لوقا

العدد 31

ع31:

كان لها سلام: هدأ الاضطهاد اليهودى للكنيسة لأن كثير من المسيحيين تشتتوا فى بلاد العالم وتركوا أورشليم، بالإضافة إلى تغير المقاوم الأكبر للمسيحيين وهو شاول الطرسوسى الذى صار مسيحياً ومبشراً بالمسيح، وأخيرًا لانشغال اليهود بالصراع مع السلطة الرومانية.

خوف الرب: أعطى المؤمنين تقوى وسلوك روحى مما جذب الكثيرين للإيمان.

تعزية الروح القدس: أى تشجيعاته ومساندته لأولاد الله.

امتدت الكنيسة من أورشليم إلى اليهودية ثم السامرة والجليل أى كل أقسام بلاد اليهود؛ وهدأ اضطهاد اليهود للمسيحيين بعد قتلهم استفانوس، لأن اليهود انشغلوا بمشاكلهم مع الإمبراطور “كاليجولا” الذى أمر بوضع تمثال له فى الهيكل، فهاجت البلاد كلها ونصحه الوالى أن يؤجل هذا الأمر. وهكذا نسى اليهود الكنيسة فى غمرة مشاكلهم، وكانت الكنيسة تنمو وتتكاثر بمخافتها لله وتعزية الروح المعزي.

العدد 32

ع32:

لدة: مدينة تقع شرق يافا على بعد 9 أميال.

بدأ بطرس الرسول جولة افتقادية، فنزل إلى مؤمنى لدة. ونلاحظ أنه كان يفتقد المتحولين إلى المسيحية من اليهود فقط، لأن الإيمان لم يكن قد انتشر بين الأمم. ونرى هنا اسماً جديداً للمسيحيين، الذين دُعوا أولا تلاميذًا ثم مؤمنين ثم قديسين ثم إخوة وأخيرًا مسيحيين.

الأعداد 33-34

ع33 – 34:

كان فى لدة مسيحى مريض بالشلل لمدة ثمانى سنوات ومعروف لدى الجميع واسمه إينياس، فشفاه بطرس باسم يسوع المسيح وأمره ان يقوم ويفرش فراشه بنفسه، فقام فورًا.

العدد 35

ع35:

سارون: هى السهل الخصب الممتد من يافا إلى قيصرية.

رآه جميع أهل لدة وسارون من المؤمنين، فكانت المعجزة سبباً فى تثبيت إيمانهم.

 “لكل أمر تحت السموات وقت” (جا3: 1)، والرب قادر على مد يد الشفاء فى الوقت المناسب. فلا نيأس إن طالت التجربة أو المرض، بل نستفيد منها فى تقوية علاقاتنا بالله واثقين من قدرته وحكمته التى تختار الوقت المناسب.

(5) إقامة طابيثا (ع36 – 43):

36 وَكَانَ فِى يَافَا تِلْمِيذَةٌ اسْمُهَا طَابِيثَا، الَّذِى تَرْجَمَتُهُ غَزَالَةُ. هَذِهِ كَانَتْ مُمْتَلِئَةً أَعْمَالاً صَالِحَةً، وَإِحْسَانَاتٍ كَانَتْ تَعْمَلُهَا. 37 وَحَدَثَ فِى تِلْكَ الأَيَّامِ أَنَّهَا مَرِضَتْ وَمَاتَتْ، فَغَسَّلُوهَا وَوَضَعُوهَا فِى عِلِّيَّةٍ. 38 وَإِذْ كَانَتْ لُدَّةُ قَرِيبَةً مِنْ يَافَا، وَسَمِعَ التَّلاَمِيذُ أَنَّ بُطْرُسَ فِيهَا، أَرْسَلُوا رَجُلَيْنِ يَطْلُبَانِ إِلَيْهِ أَنْ لاَ يَتَوَانَى عَنْ أَنْ يَجْتَازَ إِلَيْهِمْ؛ 39فَقَامَ بُطْرُسُ وَجَاءَ مَعَهُمَا. فَلَمَّا وَصَلَ، صَعِدُوا بِهِ إِلَى الْعِلِّيَّةِ، فَوَقَفَتْ لَدَيْهِ جَمِيعُ الأَرَامِلِ يَبْكِينَ، وَيُرِينَ أَقْمِصَةً وَثِيَابًا مِمَّا كَانَتْ تَعْمَلُ غَزَالَةُ وَهِى مَعَهُنَّ. 40فَأَخْرَجَ بُطْرُسُ الْجَمِيعَ خَارِجًا، وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى الْجَسَدِ وَقَالَ: «يَا طَابِيثَا، قُومِى. » فَفَتَحَتْ عَيْنَيْهَا، وَلَمَّا أَبْصَرَتْ بُطْرُسَ جَلَسَتْ، 41فَنَاوَلَهَا يَدَهُ وَأَقَامَهَا، ثُمَّ نَادَى الْقِدِّيسِينَ وَالأَرَامِلَ وَأَحْضَرَهَا حَيَّةً. 42فَصَارَ ذَلِكَ مَعْلُومًا فِى يَافَا كُلِّهَا، فَآمَنَ كَثِيرُونَ بِالرَّبِّ. 43 وَمَكَثَ أَيَّامًا كَثِيرَةً فِى يَافَا عِنْدَ سِمْعَانَ، رَجُلٍ دَبَّاغٍ.

العدد 36

ع36:

يافا: ميناء على البحر المتوسط جنوب قيصرية بثلاثين ميلاً و45 ميلاًغرب أورشليم وهى أهم ميناء فى اليهودية.

تلميذة: مسيحية.

كانت تقيم بيافا إمرأة مسيحية اسمها طابيثا وهو اسم سريانى معناه غزالة، وكانت صالحة محسنة.

الأعداد 37-38

ع37 – 38:

مرضت طابيثا وماتت، فغسلوها لأنه من عادة المسيحيين غسل الجسد بعد الوفاة (رمزاً للطهارة والنقاوة، ولكنها مجرد عادة وليست أمراً ضروريا)، ولم يدفنوها بل أرسلوا رجلين لدعوة بطرس من لدة إلى يافا (15كم) لحضور الجنازة وتعزية المؤمنين، وطلبوا منه سرعة الحضور حتى لا يتأخر الدفن. ولعلهم كان عندهم رجاء فى إقامتها من الموت.

العدد 39

ع39:

حضر بطرس سريعًا وصعد مع المجتمعين إلى العلية التى بها الجسد، وأرته الأرامل وهن يبكين الثياب التى كانت طابيثا تصنعها لإخوة الرب، فتأثر بطرس جدًا.

الأعداد 40-42

ع40 – 41:

جلست: إعلانا لحياتها بعد أن كانت ميته.

ناولها يده: لتتأكد من أنها حية وتستند على يده وتقوم وتخرج إلى المجتمعين.

القديسين: المؤمنين المقدسين فى المسيح.

أخرج بطرس الجميع من الحجرة حتى يصلى إلى الرب ليقيمها، فلا يراه أحد وهو يفعل ذلك لأنه لا يبحث عن الشهرة أو العظمة، وطلب من المسيح أن يقيمها فجلست فى الحال وأعادها حية.

العدد 43

ع43:

مكث: استقر فى يافا ليكمل تبشيره بالمسيح.

أياما كثيرة: حوالى ثلاث سنوات.

مكث بطرس بعد ذلك مدة طويلة فى يافا بمنزل سمعان الدباغ.

 حقاً إن “الصدقة تنجى من الموت” كما قال الكتاب (طوبيا4: 7). ليتك تحب العطاء لأنه بركة كبيرة، واعلم أنك عندما تعطى محتاج فأنت تقدم محبة للمسيح شخصيا. فلا تتهاون فى مساعدة كل من حولك ولو بعمل صغير أو كلمات طيبه، وإن عجزت عن العمل والكلام فصلاتك تحرك مراحم الله فيهتم بهم.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي