الأَصْحَاحُ الثَّالِثُ رسالة بولس الرسول إلى غلاطية مارمرقس مصر الجديدة

الأَصْحَاحُ الثَّالِثُ

التبرير بالإيمان وليس بالناموس.

(1) توبيخ الغلاطيين لتمسكهم بأعمال الناموس (ع 1 – 5):

1أَيُّهَا الْغَلاَطِيُّونَ الأَغْبِيَاءُ، مَنْ رَقَاكُمْ حَتَّى لاَ تُذْعِنُوا لِلْحَقِّ؟ أَنْتُمُ الَّذِينَ أَمَامَ عُيُونِكُمْ قَدْ رُسِمَ يَسُوعُ الْمَسِيحُ بَيْنَكُمْ مَصْلُوبًا! 2أُرِيدُ أَنْ أَتَعَلَّمَ مِنْكُمْ هَذَا فَقَطْ: أَبِأَعْمَالِ النَّامُوسِ أَخَذْتُمُ الرُّوحَ، أَمْ بِخَبَرِ الإِيمَانِ؟ 3أَهَكَذَا أَنْتُمْ أَغْبِيَاءُ! أَبَعْدَ مَا ابْتَدَأْتُمْ بِالرُّوحِ، تُكَمَّلُونَ الآنَ بِالْجَسَدِ؟ 4أَهَذَا الْمِقْدَارَ احْتَمَلْتُمْ عَبَثًا؟ إِنْ كَانَ عَبَثًا! 5فَالَّذِى يَمْنَحُكُمُ الرُّوحَ، وَيَعْمَلُ قُوَّاتٍ فِيكُمْ، أَبِأَعْمَالِ النَّامُوسِ أَمْ بِخَبَرِ الإِيمَانِ؟

العدد 1

ع1:

الأغبياء: يوبخ بولس الغلاطيين على جهلهم الشديد بتصديقهم أن الناموس هو سبب خلاصهم، فتمسكوا به بعد أن تعمدوا. وبولس لا يكسر الوصية فى قوله أغبياء لأنه معلمهم وأبوهم المسئول عنهم ويوبخهم على أهم موضوع فى حياتهم وهو خلاصهم، ولكنه كان محتفظاً بسلامه وليس غاضباً.

رقاكم: أى سحركم وهى من الرقية التى تستخدم فى السحر، ويعنى غيَّركم تغييرًا كاملاً إلى هذه الدرجة عن الإيمان الصحيح.

تذعنوا: تخضعوا وتطيعوا.

للحق: الإيمان، لأن المسيح هو وحده المخلص وليس أعمال الناموس.

رسم يسوع المسيح بينكم مصلوباً: فى الأصل اليونانى القديم الذى كتب به الكتاب المقدس تعنى تخيُّل فى الذهن للمسيح المصلوب.

يوبخ الرسول الغلاطيين لتركهم الإيمان بالمسيح المخلص والعودة للإعتماد على الناموس كمصدر للخلاص.

العدد 2

ع2:

خبر الإيمان: الوعظ والتبشير بالمسيح المخلص الذى قاله بولس بينهم.

يتساءل بولس – بتعجب – مع الغلاطيين عن سبب البركات التى يحيون فيها، وهى عمل الروح القدس فيهم بكل مواهبه وثماره، هل هو أعمال الناموس أم إيمانهم بالمسيح المخلص؟ وبالطبع الإجابة أن الروح القدس وكل عطاياه نعمة ينالونها بالإيمان.

العدد 3

ع3:

المفروض أن ينمو الإنسان روحيًا، أما هم فبدأوا بالإيمان وتراجعوا إلى فرائض الناموس الجسدية مثل الختان.

العدد 4

ع4:

لم يكن احتمالكم للآلام والاضطهادات من أجل المسيح عبثاً، إنما العبث هو محاولة الوصول للكمال بأعمال الناموس.

العدد 5

ع5:

يكرر بولس السؤال ليراجعوا أنفسهم، هل وصلوا لهذه المواهب والقوات بسبب التزامهم بالناموس أم بقوة الإيمان؟… فبولس كان يحث دائما على الثبات فى الإيمان “أما البار فبالإيمان يحيا وإن ارتد لا تسر به نفسى” (عب10: 38) “تمموا خلاصكم بخوف ورعدة” (فى 2: 12).

ولعل هذا الفصل يرد على من يقولون أن المؤمن لا يرتد. فهؤلاء ارتدوا بعد أن آمنوا بسبب استماعهم للمعلمين الكذبة.

 فلنراجع أنفسنا باستمرار هل حياتنا الروحية فى تقدم أم تأخر؟! فإن لاحظنا تأخرًا نبحث عن السبب لعله يكون تهاوناً فى خطية معينة أو تقصيرًا فى صلواتنا وقراءاتنا، والتوبة والاعتراف يعيدانا ثانية إلى طريق الملكوت.

(2) إبراهيم مثال التبرير بالإيمان (ع 6 – 9):

6كَمَا «آمَنَ إِبْرَاهِيمُ بِاللهِ فَحُسِبَ لَهُ بِرًّا. » 7اعْلَمُوا إِذًا أَنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنَ الإِيمَانِ، أُولَئِكَ هُمْ بَنُو إِبْرَاهِيمَ. 8 وَالْكِتَابُ، إِذْ سَبَقَ فَرَأَى أَنَّ اللهَ بِالإِيمَانِ يُبَرِّرُ الأُمَمَ، سَبَقَ فَبَشَّرَ إِبْرَاهِيمَ أَنْ «فِيكَ تَتَبَارَكُ جَمِيعُ الأُمَمِ. » 9إِذًا؛ الَّذِينَ هُمْ مِنَ الإِيمَانِ، يَتَبَارَكُونَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ الْمُؤْمِنِ.

العدد 6

ع6:

يقدم بولس الرسول أدلة من الكتاب متخذا إبراهيم أبو الشعب اليهودى، مثالاً على أن التبرير بالإيمان وليس بأعمال الناموس. فلقد آمن إبراهيم فحسب إيمانه برًا، وكان هذا قبل ناموس موسى وقبل الختان (تك 15: 6).

الأعداد 7-9

ع7 – 9:

يؤكد الرسول أن الانتساب لإبراهيم يكون حسب إيمان إبراهيم العامل وليس حسب الإنتساب الجسدى، ولذلك قال لهم السيد المسيح: “لو كنتم أولاد إبراهيم لكنتم تعملون أعمال إبراهيم” (يو8: 39). ولأن الله قد سبق فرأى أن الأمم ستؤمن بالمسيح فوعد إبراهيم “وتتبارك فى نسلك (المسيح) جميع الأمم”. (تك 26: 4). فمن يسير فى طريق إبراهيم فى الإيمان ينال وعد البركة. وإيمان إبراهيم كان عمليا، إذ ترك كل شئ وأطاع وقدم وحيده إسحق، فقال له الله “بذاتى أقسمت يقول الرب إنى من أجل أنك فعلت هذا الأمر ولم تمسك ابنك وحيدك. أباركك مباركة وأكثر نسلك تكثيرًا كنجوم السماء وكالرمل الذى على شاطئ البحر” (تك 22: 16، 17). فالعمل هنا عمل النعمة فى حياة الإنسان كنتيجة للإيمان الحى ولا موضوع للناموس فى وعد الله لإبراهيم.

هل تبحث عن  اَلأَصْحَاحُ الثَّالِثُ عَشَرَ سفر الملوك الثاني القمص أنطونيوس فكري

 ليكن لنا الإيمان العملى فى حياتنا، فندخل الله فى كل أعمالنا ونثق فى قوته المساندة ولا نضطرب من الضيقات لأنه قادر أن يجتاز بنا من خلالها ونخرج أكثر قوة.

(3) مقارنة بين الناموس والإيمان (ع 10 – 14):

10لأَنَّ جَمِيعَ الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَعْمَالِ النَّامُوسِ هُمْ تَحْتَ لَعْنَةٍ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ لاَ يَثْبُتُ فِى جَمِيعِ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِى كِتَابِ النَّامُوسِ لِيعْمَلَ بِهِ. » 11 وَلَكِنْ أَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَتَبَرَّرُ بِالنَّامُوسِ عِنْدَ اللهِ فَظَاهِرٌ، لأَنَّ «الْبَارَّ بِالإِيمَانِ يَحْيَا. » 12 وَلَكِنَّ النَّامُوسَ لَيْسَ مِنَ الإِيمَانِ، بَلِ «الإِنْسَانُ الَّذِى يَفْعَلُهَا سَيَحْيَا بِهَا. » 13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ. » 14لِتَصِيرَ بَرَكَةُ إِبْرَاهِيمَ لِلأُمَمِ فِى الْمَسِيحِ يَسُوعَ، لِنَنَالَ بِالإِيمَانِ مَوْعِدَ الرُّوحِ.

العدد 10

ع10:

من يعيش فى الناموس لن يستطيع أن يكمل كل ما فيه وبالتالى يصير مقصرًا وملعوناً لأنه أخطأ بعدم إتمام الناموس. وسفر التثنية يقرر ذلك (تث27: 26) كما تذكر هذه الآية التى تعلن ضرورة إتمام كل الناموس وإلا يصير الإنسان ملعوناً.

العدد 11

ع11:

التبرير إذًا لن يكون بالناموس الذى يلعن كل من يقصر فى واحدة منه، ولكن يكون بالإيمان كما يذكر حبقوق النبى فى نبوته (حب 2: 4).

العدد 12

ع12:

الفرق واضح بين الإيمان وأعمال الناموس، فالأخيرة لا تبرر من يهملها ولا يوجد أحد يستطيع أن يحيا بكل مطالب الناموس فتكون الحياة والتبرير بالإيمان، أما الناموس فممهد الطريق للإيمان بالمسيح.

العدد 13

ع13:

أكمل المسيح الناموس عنا، فهو الوحيد القادر على ذلك فصلب لأجلنا. والصلب علامة العار واللعنة، أى أن المسيح البار صار لعنة لأجلنا ليرفع عنا اللعنة والحاجة إلى إتمام الناموس، فقد أكمله عنا لنؤمن نحن به فننال التبرير ولا نحتاج بعد لإتمام أعمال الناموس.

العدد 14

ع14:

هكذا يظهر أن التبرير بالإيمان وليس بأعمال الناموس. فليس فقط اليهود الذين يؤمنون بل أيضا الأمم، فينال الكل التبرير بالمسيح ويفيض عليهم عمل الروح القدس بكل مواهبه وثماره.

 إن كان الخلاص متاح لنا إذا آمنا بالمسيح، فلا نُُعُد نتكل على أفكارنا الخاصة أو قدراتنا المنفصلة عن الله بل نثق فى المسيح ونتكل عليه فى كل شئ لنفتح الطريق لعمل الروح القدس فينا.

(4) الناموس لا يبطل المواعيد (ع 15 – 18):

15أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِحَسَبِ الإِنْسَانِ أَقُولُ «لَيْسَ أَحَدٌ يُبْطِلُ عَهْدًا قَدْ تَمَكَّنَ وَلَوْ مِنْ إِنْسَانٍ، أَوْ يَزِيدُ عَلَيْهِ. » 16 وَأَمَّا الْمَوَاعِيدُ فَقِيلَتْ فِى «إِبْرَاهِيمَ وَفِى نَسْلِهِ. » لاَ يَقُولُ « وَفِى الأَنْسَالِ» كَأَنَّهُ عَنْ كَثِيرِينَ، بَلْ كَأَنَّهُ عَنْ وَاحِدٍ. وَ«فِى نَسْلِكَ» الَّذِى هُوَ الْمَسِيحُ. 17 وَإِنَّمَا أَقُولُ هَذَا: إِنَّ النَّامُوسَ الَّذِى صَارَ بَعْدَ أَرْبَعِمِئَةٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً، لاَ يَنْسَخُ عَهْدًا قَدْ سَبَقَ فَتَمَكَّنَ مِنَ اللهِ نَحْوَ الْمَسِيحِ حَتَّى يُبَطِّلَ الْمَوْعِدَ. 18لأَنَّهُ، إِنْ كَانَتِ الْوِرَاثَةُ مِنَ النَّامُوسِ، فَلَمْ تَكُنْ أَيْضًا مِنْ مَوْعِدٍ، وَلَكِنَّ اللهَ وَهَبَهَا لإِبْرَاهِيمَ بِمَوْعِدٍ.

العدد 15

ع15:

الإخوة: لأنهم مؤمنون وأعضاء فى جسد المسيح الواحد.

بحسب الإنسان: أى بالمنطق البشرى.

تمكن: توثق.

من المعروف أن أى وعد يصدر من أى إنسان يظل ثابتاً ولا يستطيع أحد أن ينقصه أو يزيد عليه شيئاً. فكم بالأحرى لو كان الوعد من الله، فإنه يظل ثابتاً.

العدد 16

ع16:

المواعيد الإلهية كانت لإبراهيم وبالطبع تظل ثابتة ولا يستطيع أحد أن ينقضها، وقد وعد الله إبراهيم وقال “فى نسلك” وليس الأنسال. فالمقصود شخص واحد وليس جماعة وهذا الشخص هو المسيح، الذى جاء من نسل إبراهيم ويقدم الخلاص للعالم كله فيتبارك فيه العالم كله الذى يؤمن به.

هل تبحث عن  الصوم أقدم وصيّة

العدد 17

ع17:

ينسخ: يلغى.

يعلن بولس أن الناموس الذى أُعْطِىَ لموسى بعد حوالى 430 سنة من وعد الله لإبراهيم لا يمكن أن يلغى وعود الله. فالوعود هى الخلاص بالمسيح الفادى فلا يستطيع الناموس أن يلغيها ويكون بديلاً لها فى خلاص الإنسان، بل أن الناموس هو مجرد ممهد الطريق للإيمان بالمسيح.

العدد 18

ع18:

إن ميراث الخلاص ليس بالناموس بل بوعد الله الذى أعطاه لإبراهيم ويتم فى المسيح. وإن كان الخلاص بالناموس، فهو إذًا ليس بوعد الله لإبراهيم، أى ليس بالمسيح الخلاص. وبالطبع لا يقبل اليهود إلغاء الوعد الإلهى لإبراهيم الذى لا يكمل إلا فى المسيح. إذاً فالخلاص والتبرير بالمسيح وليس بالناموس لأن الميراث بالناموس يعتبر أجرة له أى لمن يتممه، أما الميراث بالوعد الإلهى فهو هبة مجانية، وهذان الأمران متضادان. فيقرر بولس أن الله وهب الميراث لإبراهيم بوعد وليس بأعمال الناموس، وهذا الوعد يتم من خلال الخلاص بالمسيح، أما الناموس فعرّفنا الخطية وعقوبتها أى كان ممهداً للمسيح الذى نؤمن به فيخلصنا من عقوبتها ونحيا معه وفيه الحياة الجديدة.

(4) غاية الناموس (ع 19 – 25):

19فَلِمَاذَا النَّامُوسُ؟ قَدْ زِيدَ بِسَبَبِ التَّعَدِّيَاتِ، إِلَى أَنْ يَأْتِى النَّسْلُ الَّذِى قَدْ وُعِدَ لَهُ، مُرَتَّبًا بِمَلاَئِكَةٍ فِى يَدِ وَسِيطٍ. 20 وَأَمَّا الْوَسِيطُ فَلاَ يَكُونُ لِوَاحِدٍ. وَلَكِنَّ اللهَ وَاحِدٌ. 21فَهَلِ النَّامُوسُ ضِدَّ مَوَاعِيدِ اللهِ؟ حَاشَا! لأَنَّهُ لَوْ أُعْطِىَ نَامُوسٌ قَادِرٌ أَنْ يُحْيِى، لَكَانَ بِالْحَقِيقَةِ الْبِرُّ بِالنَّامُوسِ. 22لَكِنَّ الْكِتَابَ أَغْلَقَ عَلَى الْكُلِّ تَحْتَ الْخَطِيَّةِ، لِيعْطَى الْمَوْعِدُ، مِنْ إِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، لِلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ. 23 وَلَكِنْ، قَبْلَمَا جَاءَ الإِيمَانُ، كُنَّا مَحْرُوسِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ، مُغْلَقًا عَلَيْنَا، إِلَى الإِيمَانِ الْعَتِيدِ أَنْ يُعْلَنَ. 24إِذًا؛ قَدْ كَانَ النَّامُوسُ مُؤَدِّبَنَا إِلَى الْمَسِيحِ، لِكَىْ نَتَبَرَّرَ بِالإِيمَانِ. 25 وَلَكِنْ، بَعْدَ مَا جَاءَ الإِيمَانُ، لَسْنَا بَعْدُ تَحْتَ مُؤَدِّبٍ.

العدد 19

ع19:

زيد: أضيف.

التعديات: الخطايا الكثيرة التى سقط فيها الإنسان بعد وعد الله لإبراهيم.

النسل: المسيح.

ملائكة: الذين أعطوا موسى الناموس.

وسيط: موسى.

يطرح بولس الرسول سؤالاً ويجيب عليه، وهو ما دام الناموس لم يبررنا فلماذا أعطاه الله بعد وعده لإبراهيم؟ والإجابة لأن الناس لم يسيروا بحسب إيمان أبينا إبراهيم فوضع لهم الله قوانين الناموس كلجام يحدهم حتى لا ينزلقوا فى الشر ولكى يقودهم فى تنفيذ الوصية، فعرفهم الخطية وعقوبتها. ولكن إلى متى؟.. إلى أن يأتى المسيح الذى متى جاء تنتهى مهمة الناموس. ويعلن بولس الرسول أن الناموس، بحسب التقليد اليهودى المتوارث، أعطاه الله لموسى بواسطة ملائكة ليسلموه ويشرحوه لموسى، كما أشار إلى ذلك القديس استفانوس “الذى أخذتم الناموس بترتيب ملائكة ولم تحفظوه” (أع 7: 53).

العدد 20

ع20:

لا يكون لواحد: الوساطة دائما بين اثنين والناموس وسيط بين اثنين هما الله والإنسان.

الله واحد: هو الذى أعطى الوعد كهبة مجانية دون تدخل الإنسان، وهذا الوعد يتم فى المسيح المخلص. إذا فالخلاص بالمسيح وليس الناموس.

الوسيط يكون بين طرفين ويمكن أن يعتبر موسى نفسه وسيطاً حمل ناموس الله للشعب. فلم يكن الناموس يعتمد على معطى الوصية فقط بل أيضا على حفظ الإنسان للناموس لأنه عهد بين اثنين ولكنه فشل.

ولا تعـارض بيـن هذه الآية وبين الكلام عن المسيح كوسيط لمصالحة الإنسان مع الله (1تى 2: 5)، لأن المسيح، إذ فشل الناموس فى وساطته بين الله والإنسان، جاء متجسداً وفادياً للإنسان ليحقق الوعد الإلهى المُعْطَى لإبراهيم.

العدد 21

هل تبحث عن  ذُكرت نجوم الليل هنا بنور رديء، إشارة إلى الشياطين

ع21:

ينفى بولس بشدة أن يكون الناموس الذى أعطاه الله ضد مواعيده، لأن الناموس كما ذكرنا يظهر الخطية وعقوبتها أى ينبه الإنسان إليها ليرفضها، ولكن الإنسان وحده عاجز عن التوبة والتخلص من الخطية ومحتاج للمسيح المخلص الذى ينقذه ويحييه.

إذاً الناموس عاجز عن أن يهب الإنسان الحياة الجديدة لأنه لا يخلصه من الخطية ولا يبرره.

العدد 22

ع22:

الكتاب: أسفار الكتاب المقدس خاصة الشريعة، أى الناموس.

أغلق: أظهر ضعف كل البشر واستحقاقهم للدينونة والموت الأبدى بسبب خطاياهم.

أدان الناموس كل البشر وحكم عليهم بالموت بسبب خطاياهم وتعدياتهم عليه وتقصيراتهم، فمهد بهذا لعمل المسيح الذى يخلص الإنسان من سجن الخطية ويعطيه حياة جديدة (1بط 3: 19).

العدد 23

ع23:

يوضح بولس أنه قبل تجسد المسيح كان شعب الله فى حراسة الناموس الذى ينبههم للخطية فيحاولون الابتعاد عنها، وبالتالى كانوا أفضل من الوثنيين المستبيحين للخطية. فكان شعب الله مختلفاً فى طباعه وعاداته عن باقى الشعوب إذ حفظهم الناموس وأغلق عليهم حتى لا ينحرفوا باستباحة الخطية. ولكنهم كانوا عاجزين عن إتمام الناموس كله، فكان محكوماً عليهم بالموت ومغلقاً عليهم فى سجن الخطية حتى جاء المسيح وحررهم منه بفدائه. فالناموس حفظ شعب الله حتى يعلن فى ملء الزمان الإيمان بالمسيح المخلص.

العدد 24

ع24:

يظهر بولس الرسول عمل الناموس ليس فقط فى حفظ شعب الله بل أيضاً تأديبهم، فهو كمربى أو مؤدب أظهر الأخطاء ليبتعد عنها الناس ولكنه لم يخلصهم، ففهموا الحق من الباطل وشعروا باحتياجهم للخلاص الذى تم بالمسيح.

العدد 25

ع25:

إذًا بعد الإيمان بالمسيح الذى يعطينا القدرة لترك الخطية ويدفعنا للحياة الجديدة النقية، لا نحتاج إلى الناموس الذى انتهى عمله بمجئ المسيح.

 إقبل التنبيه والتوبيخ من الآخرين والتجئ إلى الله الذى يعطيك بالروح القدس توبة وحياة جديدة فى كنيسته. وكن خاضعاً لعمل الروح القدس فيك الذى يرشدك دائماً للحياة مع الله.

(6) الإيمان والبنوة للمسيح (ع 26 – 29):

26لأَنَّكُمْ جَمِيعًا أَبْنَاءُ اللهِ بِالإِيمَانِ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ. 27لأَنَّ كُلَّكُمُ، الَّذِينَ اعْتَمَدْتُمْ بِالْمَسِيحِ، قَدْ لَبِسْتُمُ الْمَسِيحَ. 28لَيْسَ يَهُودِىٌّ وَلاَ يُونَانِىٌّ، لَيْسَ عَبْدٌ وَلاَ حُرٌّ، لَيْسَ ذَكَرٌ وَأُنْثَى، لأَنَّكُمْ جَمِيعًا وَاحِدٌ فِى الْمَسِيحِ يَسُوعَ. 29فَإِنْ كُنْتُمْ لِلْمَسِيحِ، فَأَنْتُمْ إِذًا نَسْلُ إِبْرَاهِيمَ، وَحَسَبَ الْمَوْعِدِ وَرَثَةٌ.

الأعداد 26-28

ع26 – 28:

يعلن بولس الرسول أن كل المؤمنين بالمسيح قد صاروا أبناء الله وليسوا عبيدًا لأنهم ولدوا من جديد فى المعمودية فصاروا أبناء الله ولبسوا طبيعة جديدة وهبها لهم المسيح المخلص وصاروا أعضاء متحدين بجسد المسيح أى الكنيسة، وانتهت فى الإيمان كل الفوارق البشرية مثل أن يكون الإنسان يهودى الأصل أو يونانى أى أممى غير يهودى، وأنهى أيضاً الفارق بين العبيد والأحرار إذ رفع الكل إلى مرتبة بنوة لله بالمعمودية. وكذلك كانت الشعوب القديمة وبعض الأديان حتى الآن تنظر إلى المرأة أنها أقل من الرجل، فأعلن أن الذكر والانثى صارا فى مكانة واحدة أى أبناء الله بالمعمودية ولبسا المسيح أى الطبيعة الجديدة، فكل المسيحيين واحد أمام الله بغض النظر عن الفوارق فى الأصل أو المكانة الاجتماعية أو الجنس أو أى فوارق أخرى.

العدد 29

ع29:

يصل بولس بالنتيجة النهائية وهى أن الإيمان بالمسيح هو إتمام لوعود الله لإبراهيم فيصير المؤمنون أولاداً لإبراهيم ووارثين للملكوت، هذه البنوة الروحية بالإيمان والمعمودية هى البنوة الحقيقية وليست البنوة الجسدية التى ظنها اليهود فى أنفسهم وافتخروا بها.

 تأمل النعمة التى تتمتع بها ونلتها بالمعمودية وهى الطبيعة الجديدة المائلة للتشبه بالله. وإن كنت بالمعمودية لابساً المسيح فلا تتصرف إلا بحسب مشيئته فتكون صورة حية له تجذب الناس إليه ولا تعثرهم. وهكذا تكون سائراً بخطى ثابتة فى طريق الملكوت.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي