الإبن الذى أصعد أمه للسماء

– يسوع المسيح إبن الله إبنها.تجسد منها بإعجاز لم يتكرر.
عذراء حبلت به .عذراء ولدته.عذراء بقيت بعدما ولدته.ولادة فريدة لأن المولود وحيد الجنس و أمه وحيدة الأمومة العذراوية.ليس هناك جنس آخر يشابهه.هو وحده إبن الله و إبن الإنسان معاً.ليس مثله.
و أمه ليس مثلها.ليس من أم صار وليدها كوليد العذراء.
تفردت به و هو متفرد فى كل شيء.
كما تفردت فى ولادة إبنها فهو إختصها ببركات لم ينل أحد غيرها مثلها.الذى أضجعته فى مزود أضجعها فى حضنه.فى موضع الغابة ولدته فأتى إليها بملوك من المشرق يمجدون إبنها قدامها فتتعزى.جعل موتها أعجوبة كما صارت ولادته منها.لم يحتاج إلى فتح قبرها ليأخذها.
فهو أخذ منها نفسه.كما يضع نفسه بإرادته و يأخذها بإرادته وضع أمه بإرادته و أخذها بإرادته و أصعدها فلا تفارقه إلى الأبد.

الأوفياء الفقراء يجتهدون لأجل أمهاتهم بفرح و تكريم.و أبناء الأغنياء الأوفياء يعطون أمهاتهم بحب و سخاء.فماذا يعط الإبن وحيد الجنس
و هو يملك كل شيء.السماء له و الأرض و ما بينهما.الإبن المسيح هذا القادر المالك الكل ماذا يعط أمه؟أما يعطها أفضلية على الكل
.أليس فى قلبه أن يكرم التى ولدته و حملته و تحملت لأجله ما لم تتحمله أم غيرها.

كل إبن يعط مما له.المسيح الإبن له السماء مسكن.
فهل يدع أمه فى غير قصره.الذى هو الحياة هل يدع أمه فى قبر؟
لو أى إبن لديه قدرة أن يقيم أمه من الموت هل يتأخر؟ أما المسيح فيستطيع فكيف يتأخر.تركها فى القبر ليعرف العالم أن الموت جاز على الجميع حتى أمه لكن بعد ذلك صار لأمه حق الأمومة من إبنها فنقلها بفرح و تكريم بموكبه السمائى.

– الحافظ أجساد الذين بغير إعجاز حملوه لدقائق بغير فساد ألا يحفظ من حملته فى أحشاءها بغير هوان.بل يزيد إكرامها فوق القديسين,
الناس تكرم أجساد قديسين لم يعاشرونهم فكم يكرم الإبن القدوس أمه.
– منذ قبلت بشارة غبريال رئيس الملائكة.صار بيتها مستقراً للملائكة.لم تعد تنذهل من هذه العبادة المرئية التي ترى ملائكة الله تصعد و تنزل عند إبنها.كانت السماء قدامها بلا حجب.تسمع صوت الآب و ما حفظ الصوت أحد مثلها.إبنها يخاطب أبيه و هى تسمع بعقل لا ينتبه للأرض .
هذه الحياة السمائية إستمرت.كلما خطت خلف خطوات إبنها شاهدت المزيد .كان الناس ينبهرون من الآيات التي يصنعها إبنه.يندهشون لأنه يمشي على الماء و يأمر الريح يبكمها.أما العذراء فكانت منبهرة بأمور أعظم.كانت ترى خصوصيات لا يراها إنسان إلا بالروح لا بالجسد. فى كل يوم صارت كما يقول بولس الرسول.فى الروح لست أعلم في الجسد لست أعلم الله يعلم.كانت العذراء هكذا كل يوم ثلاثون سنة تتمتع بما هو غير مرئى لغيرها.إبنها وسع قلبها أكثر من الملائكة لتتحمل أن تشهد إبنها يمارس سلطته الإلهية .

لم يكن إصعاد جسد العذراء أمر جديد عليها.فكم أصعدها روحياً لتدرك أسرار الملكوت.كانت صامتة دوماً لأن ما تراه غير منطوق به.ما تعلمته لا يدركه الناس فى الجسد.كانت تخاطب الله إبنها كل دقيقة وجهاً لوجه.فهل من صعود مثل هذا؟ أليس هذا ما ننتظره بعد الموت أن نرى الله وجها لوجه أما العذراء فما جعلها إبنها القدوس تنتظر الموت كى تراه.
-لما إسترد داود تابوت العهد من الفلسطينيين غمره فرح الملوكية.
وقتها صدق أنه ملك.فى حضور الله صار ملكاَ.رأى الخلاص و تنبأ بالقيامة قائلاً .قم يا رب إلى راحتك أنت و تابوت عزك مز132.العذراء تابوت عز إبن الله.قام بعدما مات وأخذ تابوت عزه إلى مسكنه.مريم العذراء البتول.حقق نبوة الروح فى داود و رأينا تابوت العهد فى السماء رؤ11: 19 .لم يكن إصعاد جسد العذراء تكريماً مفاجئاً بل تحقيقاً لكلام روح الله الذى حل عليها فإمتلئت بالنعمة لكي تسكن مسكن النعمة فى أبهى مجد تستحقه.

– يهوشافاط الملك الذى مسحه إليشع النبى كي يخلص الشعب من شر آخاب و إيزابل.الآب مسح إبنه يسوع و خلصنا. فى الحقل بكى يهوشافاط الملك و تذلل و كل الشعب قدام الرب.وعده الرب بالنصرة فإنتصر..فى حقل يهوشافاط صارت القداسة عوض النجاسة.قبر العذراء فى الحقل ذاته هناك يشهد للحياة لا للموت.الآن يفهم يهوشافاط لماذا بعدما مسحه إليشع قال له إفتح الباب و اهرب لا تنتظر.2مل9.الله فتح باب العذراء و أغلقه بنفسه فبقيت دائمة البتولية.أمات الموت لكن بقي الباب معه.هو باب الأبواب الذى جعل أمه أعجوبة.هو الذى فتح الباب
و خرج ليواجه الموت و لم يهرب مثل يهوشافاط.أخذ جسد أمه و ترك قبرها ليهوشافاط فى حقله بركة له.مات يهوشافاط فى الستين من عمره كالعذراء .لكى يقترب يهوشافاط من أم المسيح الذى صار به ملكاَ فيعلم قدر أم المسيح التى صارت به ملكة الملكات.
نزل المسيح ليحمل جسد أمه التي حملته.جاز السحب لأجل من جاز السيف فى نفسها لأجله.نزع عنها سيف الفساد و ألبس جسدها من نورانيته كما يليق بوالدة نور العالم.نزع أكفان الأرض لأنه سربلها بثياب ملكية لائقة بمجد السماويات.بدأ موكبه من أعلى الأفلاك تتبعه ملائكته حتى إلى حقل يهوشافاط.هناك وطأ الرب الموضع فقدسه و بجسد أمه قدس كل إسرائيل.من هناك عبر على قبره لتتعلم الملائكة أن القيامة أخلت القبور من الموت و الموتى.صعد الموكب و أرواح الأنبياء تتغني بوحى عجيب لم يكتبه سوى كاتب متعلم فى السمائيات.رتل داود و يوناثان الحلو يرافقه مشيراً لآساف أن يزيد ضربات ناقوسه.تبددت عتمة كل الأماكن,السموات تهاب منظر الصاعد بأمه.الكل يتراجع و العذراء تتقدم محمولة على أذرع إبنها الحبيب.جسدها على يديه و روحها فى قلبه لا تغادره.صعدت التي لها الطوبي فى الأرض ليكون لها الطوبي فى السموات إلى الأبد.

هل تبحث عن  اَلْمَزْمُورُ الْمِئَةُ وَالأَرْبَعُونَ سفر المزامير القمص أنطونيوس فكري

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي