الإصحاح الحادي والأربعون سفر حكمة يشوع بن سيراخ القس أنطونيوس فكري

اَلأَصْحَاحُ الحادي والأربعون

الموت والحياء.

† 1 أَيُّهَا الْمَوْتُ، مَا أَشَدَّ مَرَارَةَ ذِكْرِكَ عَلَى الإِنْسَانِ الْمُتَقَلِّبِ فِي السَّلاَمِ فِيمَا بَيْنَ أَمْوَالِهِ. 2 عَلَى الرَّجُلِ الَّذِي لاَ تَتَجَاذَبُهُ الْهُمُومُ الْمُوَفَّقِ فِي كُلِّ أَمْرٍ، الْقَادِرِ عَلَى التَّلَذُّذِ بِالطَّعَامِ. 3 أَيُّهَا الْمَوْتُ، حَسَنٌ قَضَاؤُكَ لِلإِنْسَانِ الْمُعْوِزِ الضَّعِيفِ الْقُوَّةِ، 4 الْهَرِمِ الَّذِي يَتَجَاذَبُهُ كُلُّ هَمٍّ، الْقَنِطِ الْفَاقِدِ الصَّبْرِ. 5 لاَ تَخْشَ قَضَاءَ الْمَوْتِ. اذْكُرْ أَوَائِلَكَ وَأَوَاخِرَكَ. هذَا هُوَ قَضَاءُ الرَّبِّ عَلَى كُلِّ ذِي جَسَدٍ. 6 وَمَاذَا تَرْفُضُ مِمَّا هُوَ مَرْضَاةُ الْعَلِيِّ عَشْرَ سِنِينَ كَانَتْ مَرْضَاتُهُ أَمْ مِئَةً أَمْ أَلْفًا؟ 7 إِنَّهُ لَيْسَ فِي الْجَحِيمِ حِسَابٌ عَلَى الْعُمرِ. 8 بَنُو الْخَطَأَةِ بَنُو رِجْسٍ، وَكَذلِكَ الَّذِينَ يَتَرَدَّدُونَ إِلَى بُيُوتِ الْمُنَافِقِينَ. 9 بَنُو الْخَطَأَةِ يَهْلِكُ مِيرَاثُهُمْ، وَيُلاَزِمُ ذُرِّيَّتَهُمُ الْعَارُ. 10 الأَبُ الْمُنَافِقُ يَتَشَكَّى مِنْهُ بَنُوهُ، لأَنَّهُمْ بِسَبَبِهِ يَلْحَقُهُمُ الْعَارُ. 11 وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الرِّجَالُ الْمُنَافِقُونَ، النَّابِذُونَ لِشَرِيعَةِ الإِلهِ الْعَلِيِّ، 12 فَإِنَّكُمْ إِذْ وُلِدْتُمْ إِنَّمَا وُلِدْتُمْ لِلَّعْنَةِ، وَمَتَى مُتُّمْ فَاللَّعْنَةُ هِيَ نَصِيبُكُمْ. 13 كُلُّ مَا هُوَ مِنَ الأَرْضِ يَذْهَبُ إِلَى الأَرْضِ، كَذلِكَ الْمُنَافِقُونَ يَذْهَبُونَ مِنَ اللَّعْنَةِ إِلَى الْهَلاَكِ. 14 النَّاسُ يَنُوحُونَ عَلَى أَجْسَادِهِمْ، لكِنَّ اسْمَ الْخَطَأَةِ يُمْحَى. 15 لِيَكُنِ اهْتِمَامُكَ بِالاِسْمِ؛ فَإِنَّهُ أَدْوَمُ لَكَ مِنْ أَلْفِ كَنْزٍ عَظِيمٍ مِنَ الذَّهَبِ. 16 الْحَيَاةُ الصَّالِحَةُ أَيَّامٌ مَعْدُودَاتٌ، أَمَّا الاِسْمُ الصَّالِحُ فَيَدُومُ إِلَى الأَبَدِ.

العدد 1

ع1:

الإنسان الذي يحيا في هدوء وسلام، ويتمتع بأن له أموالًا كثيرة يشعر بالاضطراب، إذا اقترب منه الموت؛ لأنه منغمس في محبة المال، وتطلعاته كيف يزيد هذه الأموال، أو كيف يتمتع بها ليحيا في راحة، فكيف يبطل كل هذا بالموت؟ ولهذا فإنه يخاف ويحزن جدًا.

وهذا بالطبع يأتي عليه؛ لأنه لا يرى شيئًا حلوًا بعد الموت؛ لانغماسه في ماديات العالم، فتذكر الموت مر جدًا على هذا الإنسان.

العدد 2

ع2:

كذلك الإنسان الذي يحيا في هدوء، ولا تحاربه هموم الاحتياجات المادية، ويستطيع أن يتغلب على المشاكل التي تقابله، وكذا من يكون ناجحًا وموفقًا في حياته، بالإضافة للإنسان المحب للطعام والشراب، ومنغمس في لذاتهما، كل هؤلاء يكون تذكر الموت، أو توقعه في غاية المرارة عليهم، لانشغالهم الشديد بالحياة المادية، وابتعادهم عن التفكير في السماء.

العدد 3

ع3:

أما الإنسان الفقير، أي المعوز، وكذلك الإنسان الضعيف في صحته وظروفه، فهو يعانى من أتعاب، وبالتالي يصبح الموت مطلب له، وراحة من أتعابه، بخلاف الحالات المذكورة في الآيتين السابقتين.

ولكن إذا كان هذا الإنسان الفقير الضعيف له علاقة بالله، فرغم آلامه وضعفاته، يكون في راحة وسعادة؛ لتمتعه بعشرة الله، الذي يحول ضعفه إلى قوة، فيقبل حياته، ولا يسعى للتخلص منها بالموت، ولكن يقبل كل شيء بشكر.

العدد 4

ع4:

الهرم: العجوز.

القنط: اليائس.

يضاف إلى الحالات المذكورة في الآية السابقة، الإنسان المتقدم في السن، ويسمى الهرم. هذا السن يجعل نفسية الإنسان رقيقة، فتحاربه الهموم. وهذا العجوز معرض، نتيجة الهموم، للسقوط في اليأس، وليس عنده طول أناة، أو صبر على شىء. هذا الإنسان يمكن أن يتمنى الموت؛ ليخلص من متاعبه.

يُستثنى من هذا، العجوز الذي يحيا مع الله، ويلقى بهمومه عليه، فيتمتع بالرجاء، وإن اقترب منه الموت، يقبله برضا.

العدد 5

ع5:

يقدم ابن سيراخ نصيحة لكل إنسان، بألا يخاف من الموت، فهو أمر حدث للأوائل الذين سبقوك، وعاشوا وماتوا، أي جدودك. وكذلك الذين سيأتون بعدك، وهم أواخرك، فسيعيشوا فترة من الزمن، ثم سيموتون. إذن فطبيعة الحياة على الأرض محدودة، وتنتهي بالموت حتمًا، وبالتالي لا نخاف من الموت، بل نستعد له بالحياة مع الله، والابتعاد عن الشر.

العدد 6

ع6:

لا ترفض الموت إن اقترب منك، أيًا كان عمرك، سواء عشت عشرة سنوات على الأرض، أو مئة، أو ألف، فمشيئة الله صالحة لخيرك؛ لأن كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله، كما يقول العهد الجديد (رو8: 28) وبالتالي لا تنشغل بعدد السنين التي ستحياها على الأرض، ولكن فقط استعد للحياة الأبدية.

العدد 7

ع7:

في العهد القديم كان جميع الأموات يذهبون للجحيم، بعضهم ينتظر المسيا المنتظر؛ ليرفعهم من ذلك المكان إلى الفردوس، والبعض الآخر ينتظرون عذابًا أبديًا. والنوعان، منهم من يطوب ومنهم من يتعذب، ولا فرق عند الشخص عدد السنين التي عاشها على الأرض؛ لأن المهم أن يكون عاشها مع الله، فتنتظره السعادة في الحياة الأخرى.

الأعداد 8-9

ع8 – 9:

:

رجس: شر.

الخطاة الذين يسلكون في الشر، وأصحابهم الذين يزورونهم منافقون؛ هؤلاء رجسون، ومرفوضون من الله، وليس لهم ميراث حسن عند الله، بل ينتظرهم في الحياة الأخرى، العار والخزى، وأيضًا العذاب الأبدي.

هل تبحث عن  القديس كيرلس الأورشليمي - المولود من الآب قبل كل الدهور، به كان كل شيء

ويضاف إلى هؤلاء الخطاة، بنوهم الذين في الغالب يسلكون مثلهم في الشر، وهم أشرار مرفوضون من الله، ونهايتهم أيضًا العار، وليس لهم ميراث حسن عند الله.

يُستثنى من بنى الخطاة، الذين يرجعون إلى الله، ويسلكون في الطريق المستقيم؛ هؤلاء يقبلهم الله، ويباركهم، ويعطيهم ميراثًا حسنًا في الحياة الأبدية، مثل حزقيا الملك الصالح، الذي كان ابنًا للملك آحاز الشرير، وأيضًا يوشيا الملك الصالح كان ابنًا لآمون الملك الشرير، الذي عبد الأوثان.

العدد 10

ع10:

يتشكى: يشتكى.

إذا شعر الأبناء أن أباهم يسلك في النفاق، أي الشر والكذب والخداع، فإنهم يتضايقون من تصرفاته وكلامه؛ خاصة وأن الناس تتضايق منه، ويقولون عنهم أنهم أبناء فلان المنافق، فيأتى عليهم العار والخزى بسبب سلوك أبيهم.

من هذا يفهم أن الأبناء يحاولون أن يسلكوا باستقامة، ولكن يأتي عليهم العار بسبب نفاق أبيهم، ويحتملون هذا دون ذنب منهم.

ونفاق الأب قد يدفع أبناءه إلى السقوط في النفاق، إذ يقلدون أباهم، فيأتى عليهم الخزي والعار بسبب سلوك أبيهم، وسلوكهم هم أيضًا.

العدد 11

ع11:

النابذون: الرافضون.

السبب الرئيسى لسقوط المنافقين في النفاق هو رفضهم لشريعة الله، ولهذا تأتى عليهم عقوبات وويلات العدل الإلهي في الأرض، ثم العذاب الأبدي، والحل هو التوبة.

العدد 12

ع12:

الله بسابق علمه يعرف من سيسلك في النفاق، ويتوجب اللعنة، وهذا الإنسان عندما يولد، ويكبر، يختار بنفسه طريق النفاق فتأتى عليه اللعنة، أي العقاب الإلهي إلى الأبد.

العدد 13

ع13:

المنافقون خلقوا من التراب، ويعودون إلى التراب في القبور؛ هذا مصير أجسادهم؛ لأنهم عاشوا للأرض، ولم يحبوا السماء والحياة النقية الروحانية.

أما أرواحهم فقد سقطت في النفاق، وتستحق اللعنة والعقاب من الله؛ لذا تذهب إلى الهلاك الأبدي.

العدد 14

ع14:

عندما يموت المنافقون، يتأثر الناس لفراقهم مؤقتًا، ويبكون عليهم، ولكن بعد فترة قصيرة ينسون أسماءهم؛ لأنهم لم يعملوا خيرًا، فلذلك مصيرهم الهلاك، ونسيانهم من أذهان الناس.

العدد 15

ع15:

إسم الإنسان يدل على شخصه وحياته، وعلى قدر ما يكون سالكًا بالصلاح يكون اسمه عظيمًا، ويخلد على مر الزمان، مثل أسماء القديسين.

لذا فليتنا نهتم بالسلوك المستقيم وعمل الخير، هذا يجعل أسماءنا مقبولة من الله، ونكون صورة حقيقية له، وبالتالي ننال مكانًا في السماء؛ هذا أفضل بالطبع من أي شىء مادي على الأرض، وأغلى شىء في العالم، مثل الذهب، لا قيمة له بجوار الصلاح والتقوى، فنحن نطلب ليس تخليد أسمائنا؛ لنفتخر بهذا، ولكن بالأولى نفتخر بالله الذي نحيا معه في السماء إلى الأبد في النعيم الدائم. الخلاصة، اهتم بحياتك النقية، وسيرتك الصالحة، ورضا الله عنك، هذا أهم من كل المقتنيات التي تزول، ولا تأخذ منها شيئًا بعد موتك.

العدد 16

ع16:

الحياة الصالحة على الأرض أيام قليلة (معدودات)؛ لأن كل العمر الذي نحياه على الأرض لا شيء، بالقياس بالحياة الأبدية، فلذا لا تنشغل بالمقتنيات التي يرمز إليها بالذهب، ولكن اهتم بسيرتك الصالحة التي تدوم إلى الأبد، هذا هو الاسم الصالح الذي يمتعك بأمجاد السموات.

† حيث أن الموت سيأتى حتمًا، وينهى الحياة على الأرض، فيلزمنا أن نستعد للأبدية، ولا نتعلق بأمور العالم الزائلة، مهما بدت ثمينة، فلا نصارع من أجلها، ولكن الأهم أن نصارع لأجل خلاص نفوسنا، والتمسك بالصلاح وعمل الرحمة.

† 17 اِحْفَظُوا التَّأْدِيبَ فِي السَّلاَمِ، أَيُّهَا الْبَنُونَ، أَمَّا الْحِكْمَةُ الْمَكْتُومَةُ وَالْكَنْزُ الْمَدْفُونُ فَأَيَّةُ مَنْفَعَةٍ فِيهِمَا؟ 18 الإِنْسَانُ الَّذِي يَكْتُمُ حَمَاقَتَهُ، خَيْرٌ مِنَ الإِنْسَانِ الَّذِي يَكْتُمُ حِكْمَتَهُ. 19 اِسْتَحْيُوا مِمَّا أَقُولُ لَكُمْ. 20 فَإِنَّهُ لَيْسَ بِحَسَنٍ الْخَجَلُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَلاَ كُلُّ أَمْرٍ مِمَّا يُصْنَعُ بِرُشْدٍ يُعْجِبُ كُلَّ إِنْسَانٍ. 21 اخْجَلُوا أَمَامَ الأَبِ وَالأُمِّ مِنَ الزِّنَا، وَأَمَامَ الرَّئِيسِ وَالْمُقْتَدِرِ مِنَ الْكَذِبِ. 22 وَأَمَامَ الْقَاضِي وَالأَمِيرِ مِنَ الزَّلَّةِ. وَأَمَامَ الْمَجْمَعِ وَالشَّعْبِ مِنَ الإِثْمِ. 23 وَأَمَامَ الشَّرِيكِ وَالصَّدِيقِ مِنَ الظُّلْمِ. وَأَمَامَ بَلَدِ سُكْنَاكَ مِنَ السَّرِقَةِ. 24 وَمِنْ مُخَالَفَةِ حَقِّ اللهِ وَعَهْدِهِ. وَمِنْ اتِّكَاءِ الْمِرْفَقِ عَلَى الْخُبْزِ. وَمِنَ الْخِيَانَةِ فِي الأَخْذِ وَالْعَطَاءِ. 25 وَمِنَ السُّكُوتِ أَمَامَ الَّذِينَ يُسَلِّمُونَ عَلَيْكَ. وَمِنَ النَّظَرِ إِلَى الْمَرْأَةِ الْبَغِيِّ. 26 وَمِنْ إِعْرَاضِ وَجْهِكَ عَنْ نَسِيبِكَ، وَمِنْ سَلْبِ النَّصِيبِ وَالْعَطَاءِ. 27 وَمِنَ التَّفَرُّسِ فِي امْرَأَةٍ ذَاتِ بَعْلٍ، وَمِنْ مُرَاوَدَةِ جَارِيَتِهَا، وَعَلَى سَرِيرِهَا لاَ تَقِفْ. 28 وَمِنْ كَلاَمِ التَّعْيِيرِ أَمَامَ الأَصْدِقَاءِ. وَمِنَ الاِمْتِنَانِ بَعْدَ الْعَطَاءِ. وَمِنْ نَقْلِ الْكَلاَمِ الْمَسْمُوعِ وَإِفْشَاءِ مَا قِيلَ فِي السِّرِّ.

العدد 17

هل تبحث عن  الكاثوليكون من رساله بطرس الاولى ( 3 : 15 - 22 ) يوم الثلاثاء

ع17:

تخاطب هذه الآية البنين المحبين، والطالبين الحكمة وتطلب منهم أن يستخدموا التأديب الإلهي، فيعلموه للآخرين، ولكن دون أن يحدثوا ضيقًا، أو اضطرابًا في نفوس السامعين، بل يكون هذا التأديب مفيدًا، ومقبولًا، فيقبلوه برضا وسلام.

ومن ناحية أخرى، لا يصح أن يكتم الحكيم أفكاره، وتأديبات الله التي عرفها منه عن الناس، بل يعطيها لهم، ويعلمهم. ويدلل الحكيم على أهمية عدم إخفاء الحكمة وتعليمها للناس، بأنه ما فائدة الكنز المدفون في الأرض؟ ويظل سنوات طويلة مدفونًا، فلا يستفيد منه أحد، هكذا الحكمة لابد من تعليمها للآخرين.

العدد 18

ع18:

إن انتبه الإنسان إلى أن كلامه أحمق، ولو قليلًا، فضبط لسانه، وكتم حماقته، فهذا شىء عظيم؛ لأنه قلل الخطية، فأصبحت في القلب فقط، ولم تخرج للخارج، وتعثر الناس.

هذا الإنسان الأحمق الذي كتم حماقته، هو أفضل من الإنسان الحكيم الذي يكتم حكمته؛ لأن الأخير يوقف الفائدة عن السامعين المحيطين به، فهو قد نال حكمة من الله، ولم يستخدمها، أو يعلمها لغيره، مثل العبد الذي أخذ الوزنة، وطمرها في التراب، ولم يستثمرها، فغضب منه سيده (مت25: 26).

الأعداد 19-20

ع19 – 20:

:

استحيوا: اخجلوا.

برشد: بوعى وحكمة.

يطالب ابن سيراخ أولاده طالبى الحكمة في كل زمان أن يخجلوا، ويكونوا في حياء، أو تباعد في أمور كثيرة غير سليمة، يذكرها في الآيات التالية من.

وينبهنا في هذه المقدمة عن الحياء إلى أمرين:

عدم الخجل من كل شىء، فالأمور الصحيحة لابد أن نعلنها، ولا نخجل من تعليمها وإظهارها لمن حولنا، بل من الضرورى إعلانها من أجل الله لفائدة السامعين.

لا يمكن إرضاء جميع الناس، حتى وإن عملت أعمالًا صالحة، ومستقيمة، فلا تنزعج من رفض ومقاومة الناس لبعض الأمور التي تعلمها. لا تتشكك ما دامت أمورًا حسنة ترضى الله، مع ملاحظة أن تكون تحت إرشاد روحي؛ حتى لا تخطئ.

العدد 21

ع21:

المقتدر: ذو القدرة والسلطان.

يبدأ ابن سيراخ كلامه عن الأمور التي ينبغى الحياء منها وهي:

1 – الزنى أمام الأب والأم:

سواء الكلام عن الزنى، أو الإيحاءات الجنسية، أو أي أعمال لها علاقة بالزنى؛ لأن الوالدين والكبار يتمنون أن يحيا أولادهم في طهارة.

ومن يستهين، ويتكلم، أو يفعل أي شىء له علاقة بالزنى أمام الوالدين، فهو فاجر يمكن أن يصنع الشر أمام أي أحد.

2 – الكذب أمام الرئيس والمقتدر:

إذا كذبت أمام الرئيس، وذى السلطان، فإنك تستفزه ليعاقبك، أو لا يأتمنك فيما بعد على أمواله، والأعمال التابعة له، بل يشك فيك في كل شىء، فكن دقيقًا وصادقًا؛ لتنال ثقته.

العدد 22

ع22:

الزلة: الخطية الصغيرة.

3 – الزلة أمام القاضى والأمير:

إذا أخطأت أمام القاضى والأمير اللذين لهما السلطان أن يحكما عليك، فسيحكمون عليك وتعاقب سريعًا. فكن حريصًا من أصغر خطأ، ولا تستهين بهم.

4 – الإثم أمام المجمع والشعب:

ليتك تستحى من عمل الخطية أمام الجمهور المجتمع، مثل اجتماع مجمع من الشعب بقيادة رئيس، أو جمهور كبير من الشعب؛ لأنه سيكون هناك شهودٌ كثيرون يشهدون ضدك، فهذا يؤكد أنك ستنال عقابًا.

العدد 23

ع23:

5 – الظلم أمام الشريك والصديق:

إن الصديق، أو شريك الحياة، أو الشريك في العمل، أي كل من هو ملتصق بك، ويثق فيك، من الصعب جدًا أن تظلم أي إنسان أمامه؛ لأنه سيفقد الثقة فيك، فكيف يظل صديقًا لك يفتح قلبه معك؟ وكيف يأتمنك على العمل المشترك، أو الحياة المشتركة بينكما؟ لأن من يستبيح الظلم مع أي إنسان يبين أنه يمكن أن يظلم أي شخص، حتى ألصق الأصدقاء والأحباء له.

6 – السرقة أمام بلد سكناك:

الذى يسرق علنًا أمام السكان الذين يسكنون معه في بلده، لا يكون سارقًا فقط، بل مستبيحًا للسرقة، فيفقد ثقة كل من حوله، ويتباعدون عنه، ولا يمكن أن يشتركوا معه في عمل ما، حتى لو كانت السرقة هي لشىء صغير؛ لأن من يستبيح لنفسه سرقة شىء صغير يمكن أن يسرق بعد هذا أشياء أكبر.

العدد 24

ع24:

إتكاء المرفق: استناد الإنسان على ذراعه (كوعه).

7 – مخالفة حق الله وعهده:

المؤمن الذي يعبد الله باستقامة لا يستطيع أن يتعدى عهود الله، أو يخالفها سواء الصلوات، أو القراءات، أو العشور والبكور، أو أية تفاصيل أخرى في قانونه الروحي، وعبادته لله، إذ يعتبر الله هو أهم شخص في حياته، بل هو الحب الوحيد الذي من أجله يحب الكل، فيقدمه عن أي التزام من التزامات حياته، وبالتالي يخجل من أن يخالف عهوده مع الله.

هل تبحث عن  مَن هو أعظم مِن يونان

8 – إتكاء المرفق على الخبز:

المقصود السلوك باستقامة مع شركاء الحياة والعمل الذين أكل معهم خبزًا، أي طعامًا، فلا يصح أن يخونهم، أو يخدعهم، أو يتصرف بأية طريقة تضايقهم.

9 – الخيانة في الأخذ والعطاء:

الأخذ والعطاء يُقصد به المعاملات التجارية، والبيع والشراء في الحياة اليومية، فلا يصح أن يخدع أحد غيره في الموازين والمكاييل، أو أية صفقات تجارية، بل يكون أمينًا في كل شىء.

العدد 25

ع25:

البغى: محترفة الزنى.

10 – السكوت أمام الذين يسلمون عليك:

إذا تقدم إليك إنسان وحياك، فلابد أن ترد عليه التحية، وإن سلم عليك لابد أن تسلم عليه. فمن المخجل جدًا أن تهمله، وتبتعد عنه، بهذا تُظهر له أنه مرفوض وغير مقبول، وهذا شىء جارح جدًا.

11 – النظر إلى المرأة البغى:

إذا رأيت إمرأة تسير في طريق الزنى وإسقاط الرجال، فليس من المناسب أبدًا التطلع إليها؛ لأنها قد تسقطك في الزنى، أو يغريك منظرها، فتتصرف تصرفات سيئة ومخجلة.

العدد 26

ع26:

إعراض: إبعاد وإهمال.

نسيبك: أحد أقارب زوجتك.

12 – إعراض وجهك عن نسيبك:

كيف تهمل قريبك الذي هو نسيبك كأنك لا تراه، ولا تساعده في احتياجه؟ مع أنك لا تقبل أن يفعل معك أحد أقربائك مثل هذا التصرف. اسأل نفسك لماذا هذا الضيق الذي في قلبك؟ سامحه عن أي خطأ كما يسامحك الله، وأظهر محبتك له، لكيما تتمتع بمحبة الله لك. حقًا إن إعراض الوجه عن الأقرباء مخجل جدًا، فاحترس ألا تسقط فيه، وإن أخطأت، فأسرع إلى التوبة، وإصلاح ما أخطأت فيه برجوعك للمحبة، وإظهار اهتمامك بقريبك، بل والاعتذار له لكيما تكسبه.

13 – سلب النصيب والعطاء:

لا تسلب نصيب أحد، أو ما ينبغى أن تعطيه له، فهذا حقه عليك أن تعطيه نصيبه، أو تساعده في احتياجه، كما يعطيك الله نصيبك ويساعدك، “وكما تريدون أن يفعل الناس بكم، افعلوا أنتم أيضًا بهم هكذا” (لو6: 31)، هكذا يعلمنا ربنا يسوع المسيح في العهد الجديد.

العدد 27

ع27:

التفرس: النظر بتدقيق والمقصود هنا بشهوة.

بعل: زوج.

مراودة: الاقناع بالخطية بكل الوسائل.

14 – التفرس في امرأة ذات بعل:

النظر باهتمام، وبتدقيق في امرأة متزوجة أمر شرير؛ لأنه يسقط الإنسان في شهوة ردية. ومن ناحية أخرى، فهذا التفرس سلب لحقوق الزوج الذي من حقه وحده أن يتفرس في زوجته. وإذا لاحظك الزوج، أو قريب لها، سيوبخك، فتكون في وضع مخزى، وهي نفسها يمكن أن توبخك، فتكون في موقف سئ، وأمام الله هذا يعتبر نظرة شريرة، ويمكن أن تؤدى إلى ما هو أسوأ.

15 – مراودة الجارية والوقوف بجوار سريرها:

لا تسعَ إلى الخطية بالنظر، أو بأى شكل آخر، فهذا كله يعتبر درجة من الزنى. اهرب من شهواتك، حتى لو كانت الجارية تحاول جذبك للخطية، وكن قويًا كما فعل يوسف مع امرأة سيده، ورفض من أجل مخافته لله (تك 39: 9).

العدد 28

ع28:

الامتنان: إنتظار الشكر.

16 – كلام التعيير أمام الأصدقاء:

ينبغى أن تراعى مشاعر من حولك، فلا تعير أي إنسان، وإن أردت أن تعاتبه، فيكون بينك وبينه، وليس أمام الأصدقاء، والأحباء، والزملاء؛ حتى لا تخجله، فأى إنسان يتضايق من فضح أخطائه، فاستر عليه، كما يستر الله عليك.

17 – الامتنان بعد العطاء:

إذا أعطيت إنسانًا عطية، أو ساعدته بأية مساعدة، فلا تقف منتظرًا أن يقدم لك شكرًا واضحًا، فإن قدم شكرًا قليلًا، أو أخطأ ولم يشكرك، فلا تغضب، واعلم أنك تقدم عطاياك لله، الذي سبق وأعطاك كثيرًا، فاشكره على عطاياه، واهرب من مديح الناس، وشكرهم الكثير؛ لئلا تسقط في الكبرياء.

18 – نقل الكلام المسموع:

لا تُسرع في نقل ما سمعته، وتحدث به الآخرين، تأكد أولًا من صحته، لئلا تنشر إشاعة وكلام خاطئ، فتضل غيرك، ويكون لك الخزي إذا ظهر خطأ ما قلته.

19 – إفشاء ما قيل في السر:

إذا عرفت سرًا من أسرار الناس، فكن أمينًا في الاحتفاظ به، ولا تقله لأحد؛ لئلا تجرح مشاعر صاحب السر، خاصة وأن بعض الأسرار إذا عرفها الناس، يعيرون صاحبها، أو يستغلونها ضده، ويسيئون إليه.

† إحترس من الخطايا، والأمور غير اللائقة فتحيا في سلام، ويحبك الناس، وفوق الكل يرضى عنك الله، ويباركك من أجل ضبطك لنفسك، وتدقيقك في نظراتك، وكلامك، وكل أعمالك.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي