الإصحاح الرابع عشر تفسير رسالة كورونثوس الأولى القمص أنطونيوس فكري

الإصحاح الرابع عشر

في هذا الإصحاح يعالج بولس الرسول موضوع التكلم بألسنة ويعقد مقارنة بين موهبة الألسنة والتنبؤ وأيهما أكثر نفعا لبنيان المؤمنين. وموضوع الألسنة من أعقد أمور الكنيسة الأولى وأغمضها، فهذه الظاهرة إنتهت بإنتهاء كنيسة الرسل. ظهرت يوم الخمسين ومع شعب أفسس ومع كرنيليوس وتكلم عنها بولس هنا فقط (أع 2: 1 – 13 + 46: 10 + 1: 11 –18 + 1: 19 –6). أمّا يوم الخمسين فلقد تكلم الرسل بلغات متعددة كآية لجمهور المجتمعين وإعلاناً للرسل أن يذهبوا ويكرزوا للعالم كله فيفهمهم الشعوب أثناء كرازتهم، ولذلك نجدهم قد تفاهموا مع سامعيهم بلغاتهم الخاصة (أع 37: 2) وفى حادثة كرنيليوس. كان هذا علامة على قبول الله للأمم وفتح باب الخلاص لهم، فلقد فهم بطرس من تَكَلُّمْ كرنيليوس بألسنة أن ما حدث للرسل حدث للأمم. كلاهما أخذ نفس الموهبة. وفى يوم أفسس كانت الألسنة آية لمن نالوا الروح القدس، بعد أن قالوا ولا سمعنا أنه يوجد روح قدس وبهذا فهموا أن حلول الروح القدس قد أعطاهم مواهب. من كل هذا نفهم أن هذه الموهبة كان هدفها غير المؤمنين، لذلك قال بولس الرسول “أنها آية لغير المؤمنين” (1كو 22: 14) لذلك لم نسمع عن الألسنة بعد الكنيسة الأولى. ومن بعد دخول المسيحية إلى مصر حتى الآن لم نسمع عن موهبة ألسنة كانت لأحد من الأباء القديسين.

أما ما يصنعه الخمسينيون الآن فهو بلا أدني هدف أو حكمة إلهية؛ ولا يعدو أن يكون حركات هستيرية مفتعلة: -.

1) فلقد حققت موهبة الألسنة غايتها بقبول الأمم، فلا داع الآن لهذه الموهبة. لا يوجد شعب بلا كارز بلغته، فلا إحتياج لآخر من الخارج يكلمهم بلسانهم. فالمسيحية إنتشرت في كل العالم.

2) الانفعالات التي تصاحب الألسنة عندهم تتنافى مع الروح الوديع الهادي الذي للمسيح. والمسيحي مملوء سلام وهدوء.

3) بولس يدعو لتمييز الأرواح (1كو 10: 12) وهذا يعنى تقييم الكلام الذي نسمعه لنحكم على صحته. فكيف يتم هذا مع وجود ألسنة غير مفهومة.

4) الكبرياء تنشئ بلبلة وألسنة غير مفهومة، كما حدث في بابل (تك 1: 11 –9) أما المحبة فتعطى فهما لبعضنا البعض كما حدث يوم الخمسين.

5) كيف يرى الرسول هذه الموهبة من واقع هذا الإصحاح: -.

أ) “لا تكونوا أولاداً في أذهانكم” (آية 20) فمن يسعى وراء موهبة استعراضية مازال في مرحلة طفولة روحية. أمّا الناضج روحياً فيسعى وراء ما يبنى قابلاً الصليب.. فالمسيحي ليس طريقه الإبهار والبهرجة والمظهريات بل قبول الصليب.

ب) “أفلا يقولون أنكم تهذون” (آية 23) من يراكم وأنتم في هذا الوضع تتكلمون بألسنة غير مفهومة سيقول أن هذا نوع من الجنون. فهل هذه طريقة للبنيان؟ المطلوب أن نبنى السامع آية 9 + آية 24 + آية 16.

ج) “الألسنة آية لغير المؤمنين” (آية 22) فما فائدتها أذن للمؤمنين.

6 – ليس معنى هذا أن الرسول ينكر موهبة الألسنة، ولكن يفضل المواهب التي تبنى، وعلى أن تكون لهذه الموهبة إستعمال الآن ولكن ما فائدة الألسنة الآن.

7 – إذا أعطى الله المؤمن موهبة ألسنة، وصلى بهذا اللسان، فمن المؤكد أنه سيفرح لأن أي عمل للروح في إنسان سيجعله يفرح… ولكن أيضاً إن صلى المؤمن بلسانه العادي سيفرح.

8 – الله يتدخل بطريقة معجزية ليعمل ما نعجز نحن عن عمله بالطريقة العادية فإذا كان يمكن للكارز أن يتعلم لغة الشعب الذي يكرز لهُ فلماذا الموهبة؟ الله أعطى للتلاميذ هذه العطية فهم كانوا صيادين بسطاء وسيرسلهم الله لكل العالم، فكيف يكلمون العالم سوى بلسانه. أمّا في أيامنا فنجد أن واحداً مثل نيافة الأنبا انطونيوس مرقس أسقف أفريقيا قد عَلَّمَ نفسه كثير من اللغات الإفريقية وترجم لهم كتب الكنيسة.

9 – الكنيسة تحتاج لألسنة ولكن ليس كما يفهمها الخمسينيون، فالكنيسة تحتاج لمن يكلم المتألم بكلام تعزية، ويكلم المستهتر بلسان تبكيت، ويكلم اليائس بكلام تشجيع هكذا كلَّم بولس أغريباس الملك بلسان غير فيلكس. فأغريباس الملك كان رجلاً عارفاً بالناموس، لذلك كلمهُ الرسول بولس من واقع الناموس، أمّا فيلكس الوالي الذي يحيا في الخطية، فكلمهُ بولس عن البر والتعفف والدينونة حتى أنه إرتعب (أع 1: 26 –23 + أع 24: 24، 25). وهذا ما كان يعنيه بولس الرسول بقوله “صرت لليهود كيهودي …. صرت للكل كل شئ لأخلص على كل حال قوماً” (1كو 20: 9 –22).

عموماً فالكنيسة لا تعترض على أن تكون هناك موهبة ألسنة، على أن يكون لها فائدة لبناء الكنيسة. وكانت موهبة الألسنة تنفيذاً لوعد السيد المسيح فى (مر 17: 16).

العدد 1

آية (1): –

“1اِتْبَعُوا الْمَحَبَّةَ، وَلكِنْ جِدُّوا لِلْمَوَاهِبِ الرُّوحِيَّةِ، وَبِالأَوْلَى أَنْ تَتَنَبَّأُوا.”.

اِتْبَعُوا الْمَحَبَّةَ = إذا كانت المحبة أعظم الفضائل، وتملأ القلب سلام وفرح وهى عربون الحياة السماوية. فعليكم أن تطلبوا المحبة أولاً ولا تفضلوا عليها شيئا آخر.

وَلكِنْ جِدُّوا لِلْمَوَاهِبِ الرُّوحِيَّةِ = لا مانع أن تجتهدوا لتمتلكوا مواهب للخدمة وللبنيان، ولكن بدون محبة ستصبح الموهبة سبب كبرياء وغيرة وحسد. وأول وأهم موهبة هي التنبؤ فبها تعلمون الآخرين، وهذا أفضل من التكلم بلسان لا يفهمه أحد. والتنبؤ هو توصيل الحق الذي يريده الله، الذي أعلنه لمن يتنبأ للآخرين سواء بوعظ أو نبوة عن المستقبل فكلاهما يتكلم عن السماء وكيفية الوصول إليها. ولاحظ أنه يقول عن المحبة اِتْبَعُوا = أي كلكم. فالمحبة يجب أن تكون في الكل، فبدون محبة أنا لست مسيحياً. أما بالنسبة للمواهب فيقول جِدُّوا = أي حاولوا. والله سيعطيني الموهبة التي أتمم بها العمل الذي يريده منى. علىَّ أن أطلب الموهبة لمجد الله وليس لمجدي الشخصي. لذلك علينا أن لا نطلب موهبة معينة، بل أن نمجد الله، لذلك هناك من يبحث عن الخدمات الخفية. وعموماً فالكل بمواهبه يتكامل في الكنيسة ليتمجد إسم المسيح.

العدد 2

آية (2): –

“2لأَنَّ مَنْ يَتَكَلَّمُ بِلِسَانٍ لاَ يُكَلِّمُ النَّاسَ بَلِ اللهَ، لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَسْمَعُ، وَلكِنَّهُ بِالرُّوحِ يَتَكَلَّمُ بِأَسْرَارٍ.”.

أن موهبة التنبؤ أفضل من موهبة التكلم بألسنة، هذه التي كانوا يشتهونها في كورنثوس. لأن من يتكلم بلسان لا يستفيد منه الناس شيئاً، إلا أن يكون لهم نفس اللسان واللغة، وإذا سألت هذا الشخص ماذا تفعل قد تكون إجابته أنا أصلى بالروح. إذن إن كان يكلم الله فليتكلم سراً، فالصلاة هى كلام مع الله = لاَ يُكَلِّمُ النَّاسَ بَلِ اللهَ = والله يمكن أن نكلمه بأي لغة حتى اللغة الأصلية لنا، بل قطعا هذا هو الأفضل ليشترك الذهن مع اللسان. وإذا كنت تكلم الله فلماذا تكلمه بصوت عالٍ، كلم الله في السر، لكن كلم الناس بما يفيدهم علناً. بدون ترجمة يكون اللسان أشبه بحديث خاص مع الله لا يستفيد منه أحد شيئاً ولن يفهمه أحد = لَيْسَ أَحَدٌ يَسْمَعُ. اذن فالأفضل أن يكلم الله في السر أو بنفس لغته الأصلية ولا داعٍ للسان. أمّا لو وُجِدَ وسط شعب غريب مرسل لكرازتهم فليكلمهم بلغتهم وهذه فائدة موهبة الألسنة. أمّا لو وُجِدَ في وسط شعبه والله أعطاه هذه الموهبة ففائدتها أن الله يريد أن يرسله لشعب آخر للكرازة. لكن بينما هو ما يزال وسط شعبه، وعَمِل فيه الروح فيكون هذا ليعلن له أسرار وحقائق إلهية = ولكنه يتكلم بالروح وأسرار = أي أن الألسنة ليست للنشوة الروحية أو هي ليست مجرد أصوات غير ذات معنى. هنا الرسول لا يلغى الموهبة، لكنه يحدد طريقة التعامل معها.

  1. إن كانت الكلمات هي صلوات فليكلم بها الله سراً.
  2. لو كانت أسرار إلهية معلنة للناس فليترجم ليستفيد الناس ويسمعوا.
هل تبحث عن  الأصحاح الرابع عشر سفر إشعياء نسخة تفاعلية تحوي التفاسير و معاني الكلمات مقسمة بالآيات

وهذا ما حدث يوم الخمسين إذ تكلم بطرس، وترجم الباقين لكل اللغات ففهم كل السامعين، كل واحد بلغته.

العدد 3

آية (3): –

“3 وَأَمَّا مَنْ يَتَنَبَّأُ، فَيُكَلِّمُ النَّاسَ بِبُنْيَانٍ وَوَعْظٍ وَتَسْلِيَةٍ.”.

النبوة هنا هي تعليم الآخرين بكلام مفهوم للبنيان = أي ماذا يبنى علاقتهم بالله وينميها ويعمقها. وَعْظٍ = تخويفهم من نتائج الخطية وشرح الممارسة العملية للحياة الإيمانية. تسلية = COMFORT أي راحة وتعزية، ليشعر المتألم براحة وسط آلامه بتجارب هذه الحياة. وفتح أبواب الرجاء أمامه.

العدد 4

آية (4): –

“4مَنْ يَتَكَلَّمُ بِلِسَانٍ يَبْنِي نَفْسَهُ، وَأَمَّا مَنْ يَتَنَبَّأُ فَيَبْنِي الْكَنِيسَةَ.”.

يَبْنِي نَفْسَهُ = بكل تأكيد من يتكلم بلسان يشعر بعمل الروح القدس فيه وفاعليته التي تلهب نفسه الباطنة وبهذا يبنى نفسه، فأي موهبة تبنى صاحبها. ولكن حسب تعاليم السيد المسيح فمن أراد أن يصلى (سواء بلسان أو بلغته الأصلية) فليدخل إلى مخدعه ويصلى سراً (مت 5: 6 –8) حتى لا تكون الصلاة مظهريات تدخل الكبرياء للقلب.

وَأَمَّا مَنْ يَتَنَبَّأُ فَيَبْنِي الْكَنِيسَةَ = ومن يكلم الكنيسة بكلام الروح القدس يبنى الكنيسة ويبنى نفسه فالمُرْوِى هو أيضا يُرْوَي (أم 11: 25) لذلك إعتبر التكلم بألسنة هو أقل الدرجات في المواهب الروحية، لأنها تستهدف الذات إن طلبها الانسان (طالما لم يرسله الله للشعوب)، ولا يترتب عليها بنيان الكنيسة (راجع آية 28) وفيها نرى صاحب اللسان إن لم يكن يترجم فليصمت في الكنيسة وليكلم نفسه والله. والأفضل إن كلم الله فليكن هذا بلسانه ليشترك معه ذهنه وهذا ما يقوله الرسول هنا (14، 15).

العدد 5

آية (5): –

“5إِنِّي أُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَكُمْ تَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ، وَلكِنْ بِالأَوْلَى أَنْ تَتَنَبَّأُوا. لأَنَّ مَنْ يَتَنَبَّأُ أَعْظَمُ مِمَّنْ يَتَكَلَّمُ بِأَلْسِنَةٍ، إِلاَّ إِذَا تَرْجَمَ، حَتَّى تَنَالَ الْكَنِيسَةُ بُنْيَانًا.”.

الرسول يقيس أفضلية المواهب على قياس المحبة، لذلك يطلب لهم المواهب التي فيها نفع للآخرين مثل التنبؤ. والرسول لا يلغى الألسنة، لكنه يفضل أن يكون معها ترجمة ليستفيد الكل من إعلانات الله. هذا إذا كان الواعظ من بلد آخر ولا يعرف لساننا، ولكن ما معنى أن يتكلم واحد من كنيستي له نفس لساني بلسان آخر ثم يترجم له أحد. وقد يكون هذا في أيام الكنيسة الأولى حين كان الله يعد رسلاً وخداماً ليذهبوا إلى كنائس بعيدة.

العدد 6

آية (6): –

“6فَالآنَ أَيُّهَا الإِخْوَةُ، إِنْ جِئْتُ إِلَيْكُمْ مُتَكَلِّمًا بِأَلْسِنَةٍ، فَمَاذَا أَنْفَعُكُمْ، إِنْ لَمْ أُكَلِّمْكُمْ إِمَّا بِإِعْلاَنٍ، أَوْ بِعِلْمٍ، أَوْ بِنُبُوَّةٍ، أَوْ بِتَعْلِيمٍ؟”.

هنا يطبق الرسول المبدأ على نفسه، فهو لن يكون نافعاً لهم إن لم يكلمهم بلسان مفهوم. بإعلان = كشف عن أسرار إلهية خفية فائقة المعرفة. عِلْمٍ = تعليم عقائد أو وعظ أو تفسير ما يبدو غامضاً. تَعْلِيمٍ = تقديم مبادئ مسيحية واضحة.

الأعداد 7-9

الآيات (7 – 9): –

“7اَلأَشْيَاءُ الْعَادِمَةُ النُّفُوسِ الَّتِي تُعْطِي صَوْتًا: مِزْمَارٌ أَوْ قِيثَارَةٌ، مَعَ ذلِكَ إِنْ لَمْ تُعْطِ فَرْقًا لِلنَّغَمَاتِ، فَكَيْفَ يُعْرَفُ مَا زُمِّرَ أَوْ مَا عُزِفَ بِهِ؟ 8فَإِنَّهُ إِنْ أَعْطَى الْبُوقُ أَيْضًا صَوْتًا غَيْرَ وَاضِحٍ، فَمَنْ يَتَهَيَّأُ لِلْقِتَالِ؟ 9هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا إِنْ لَمْ تُعْطُوا بِاللِّسَانِ كَلاَمًا يُفْهَمُ، فَكَيْفَ يُعْرَفُ مَا تُكُلِّمَ بِهِ؟ فَإِنَّكُمْ تَكُونُونَ تَتَكَلَّمُونَ فِي الْهَوَاءِ!”.

الرسول يستخدم أمثلة ليشرح لهم ما يريدهم أن يفهموه.

اَلأَشْيَاءُ الْعَادِمَةُ النُّفُوسِ = أي التي لا حياة فيها، أي الجماد، وهنا يقصد الآلات الموسيقية. ويقول الرسول حتى هذه لها لغة مفهومة، فهناك موسيقى هادئة تُهدئ النفس، وهناك موسيقى للحزن وموسيقى للفرح. والْبُوقُ أيضاً = له معاني لكل صوت، فهناك صوت حين يُسمع يتهيأ المحاربون للقتال، وهناك صوت للتجمع وصوت للاستيقاظ. أمّا لو أعطت هذه الآلات نغمة واحدة أو نغمات عشوائية فلن يفهمها أحد، بل ستثير السامعين (كأن أُعطى بوق لطفل) فان كانت هناك لغة مفهومة تخرج من الآلات عادمة النفوس، فبالأولى على البشر ذوى النفوس الحية أن تكون لهم لغة مفهومة. العزف بلا معنى لا يُطرب أحد، كذلك اللسان إن لم يكن مفهوماً يصير مثل عدمه. تَتَكَلَّمُونَ فِي الْهَوَاءِ = أي بلا جدوى. إذاً إن لم تعطوا باللسان المعجزى الذى وُهِبَ لكم كلاماً يفهمه السامعون فكأنكم تتكلمون بلا جدوى. إن صدر من البوق صوت عشوائي فلن يفهم أحد ما الذي سيفعله، ومن يتكلم إذن بلسان غير مفهوم يكون كبوق عشوائي لا يؤدى المهمة المرجوة منه. فَرْقًا لِلنَّغَمَاتِ = أي نغمات متمايزة يخرج منها قطعة موسيقية لها معنى.

الأعداد 10-12

الآيات (10 – 12): –

“10رُبَّمَا تَكُونُ أَنْوَاعُ لُغَاتٍ هذَا عَدَدُهَا فِي الْعَالَمِ، وَلَيْسَ شَيْءٌ مِنْهَا بِلاَ مَعْنىً. 11فَإِنْ كُنْتُ لاَ أَعْرِفُ قُوَّةَ اللُّغَةِ أَكُونُ عِنْدَ الْمُتَكَلِّمِ أَعْجَمِيًّا، وَالْمُتَكَلِّمُ أَعْجَمِيًّا عِنْدِي. 12هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا، إِذْ إِنَّكُمْ غَيُورُونَ لِلْمَوَاهِبِ الرُّوحِيَّةِ، اطْلُبُوا لأَجْلِ بُنْيَانِ الْكَنِيسَةِ أَنْ تَزْدَادُوا.”.

الأعجمي = هو من يتكلم لغة غير مفهومة أو الذى لا يفهم اللغة التي يسمعها. والمعنى أن هناك لغات كثيرة لها معنى عند من يتكلمها ولكنها بلا فائدة بالنسبة لي، لأنني لا أعرف هذه اللغات وأفهم معناها = أَعْرِفُ قُوَّةَ اللُّغَةِ. فهناك لغات قوية تجد فيها الكلمات متعددة لتعبر عن كل شئ بتدقيق، فمثلا كلمة حب بالعربية تقابلها 3 كلمات في اليونانية (راجع مقدمة الإصحاح السابق). ولو أمامي كتب علمية قيمة جداً لكنها بلغة لا أعرفها فستكون بلا فائدة بالنسبة لي، ولكن هذا لا يمنع أن بها معلومات ذات نفع لكن ليس لي. فأنت يا من تتكلم بلسان، ما الفائدة التي ستعود على من يسمعك وهو لا يفهم ما تقول، أتريد ان تكلم الله فى صلاة، إذاً أدخل إلى مخدعك وكلم الله بلغتك ليشترك ذهنك. نصيحة الرسول لهم أن يطلبوا كغيورون أن يزدادوا في المواهب التي تبنى الكنيسة وليس المواهب التي تمجد الشخص، كالألسنة التي لا يفهمها أحد. فالموهبة ليست للشخص نفسه بل لخدمة الاخرين ولبناء الكنيسة (1بط4: 10 + أف4: 7 – 16).

العدد 13

آية (13): –

“13لِذلِكَ مَنْ يَتَكَلَّمُ بِلِسَانٍ فَلْيُصَلِّ لِكَيْ يُتَرْجِمَ.”.

على من له موهبة اللسان ويتكلم بكلام غير مفهوم، فليصلي أن يعطِه الله أن يترجم ليفهم نفسه ويفهمه الناس، والله يريدنا أن نفهم، فالله خلق الانسان عاقلا ولنسمع كيف يتعامل مع الانسان “أقنعتنى يا رب فإقتنعت وألححت عليَّ فغلبت” (إر 20: 7). أما الألسنة فكان هذا وضع خاص بالكنيسة الأولى، إذ كان الله يعطى الألسنة للبعض حتى ينطلقوا لبلاد أخرى. وهذه الآية تشير لمن وجد في نفسه الموهبة، ووجد نفسه يتكلم بلسان وسط الناس، قبل أن يغادر الكنيسة إلى البلد الذى يريده الله أن يذهب إليه. والسؤال المنطقى.. هل لو أرسل الله رسولا له هذه الموهبة إلى شعب ما… هل سيكلمهم وهو لايفهم ما يقوله؟!

العدد 14

آية (14): –

“14لأَنَّهُ إِنْ كُنْتُ أُصَلِّي بِلِسَانٍ، فَرُوحِي تُصَلِّي، وَأَمَّا ذِهْنِي فَهُوَ بِلاَ ثَمَرٍ.

الرسول هنا يرد على تصورات خاطئة لدى أهل كورنثوس، فهم يريدون هذه الموهبة، أن يصلوا بألسنة غير مفهومة ويشعروا بنشوة أو تفوق على من لا يصلى بلسان (والنشوة والتلذذ بالصلاة يحدثان أيضا لو صليت بلسان مفهوم أي اللسان الذى وُلِدتْ فيه). بل ما يجب أن يعلمه من يصلى أن الروح القدس فى أثناء الصلاة يضع أفكارا فى عقل من يصلى، وكلمات على لسانه وهذا يعطيه فهما وحوارا مع الله. فما معنى أن يتكلم كلاما هو لا يفهمه، وهل يضع الروح القدس فى عقله أو على لسانه أيضا كلاما غير مفهوم. ربما تحدث التعزية من الصلاة بلسان ولكن العقل لم يستمع لصوت الروح.

هل تبحث عن  الحمامة الحسنة

إن كنت أصلى بلسان فَرُوحِي تُصَلِّي = هذا كلام أهل كورنثوس وليس رأى الرسول. بل الرسول يوضح لهم إن هذا لهو أسلوب خاطئ، فلا معنى أن أصلى بروحي دون أن أفهم ما أقول = ذِهْنِي فَهُوَ بِلاَ ثَمَرٍ فلا معنى أن أكون خاضعا تحت تأثير وفاعلية الروح، بينما العقل غير مدرك ما يُقَال، ويظل العقل بدون نفع أي بدون ثمر إذ لا يشترك مع النفس في الموهبة. وخطأ أن نتصور أن الله يعطى موهبة أن يتكلم إنسان بلسان لا يفهمه هو نفسه فحتى الوحي هو عبارة عن فكر إلهى مُعَبَّراً عنه بلغة الإنسان، فالوحي لم يلغ عقل النبي أو الكاتب. لذلك فأسلوب إشعياء المثقف يختلف عن أسلوب عاموس الراعى. وأسلوب بولس يختلف عن أسلوب يعقوب الصياد. فالوحى لا يلغى المواهب الخاصة في الكتابة واللغة. فالفكر هو فكر الله والأسلوب والصياغة هما للكاتب ويستغل فيهما خبراته وثقافته. على أن الوحى أيضاً يعصم الكاتب من الخطأ. ونحن نفرق بين الوحى والإملاء (2بط1: 20، 21) فإن كان الوحى المقدس الذى يقتضى التعبير الدقيق لم يلغ عقل الإنسان، فيستحيل أن تأتى هبة من الروح في آخر الأيام لتلغى عقل الإنسان وتجعله يقول ما لا يفهم متوهماً أنه يصلى بالروح. ولا يصح أن يعطى الله الإنسان أن يصلى كلاماً لا يفهمه ولا يعيه هو نفسه، بل إن الشيطان سيستغل هذا الوضع، ويضع كلمات هرطقة مثل يسوع أناثيما (1كو3: 12). المظهريات تقود للكبرياء. والكبرياء يقود الإنسان ليلعب به الشيطان ويجعله يخطئ في الله. أمّا من حل عليهم الروح القدس في الكتاب فكانوا يحدثون بعظائم الله (أع11: 2 + 46: 10) أو كانوا يتنبأون مثل أهل أفسس (أع 6: 19). ولم نسمع في الكتاب المقدس عمن تكلم دون أن يعي ما يقول. فتعظيم الله يعنى تسبيح على عظائم الله وتمجيده وشكره، فهل هذا يتم دون وعى. والتنبؤ يعنى كلام مفهوم بوعظ أو نبوات.

العدد 15

آية (15): –

“15فَمَا هُوَ إِذًا؟ أُصَلِّي بِالرُّوحِ، وَأُصَلِّي بِالذِّهْنِ أَيْضًا. أُرَتِّلُ بِالرُّوحِ، وَأُرَتِّلُ بِالذِّهْنِ أَيْضًا.”.

هذا هو الوضع السليم الذى يقبله الله أنه حينما أصلى بالروح يكون ذهني واعياً وفاهماً لما أقول، فالموضوع ليس غيبوبة روحية، بل حوار مع الله. ولو كان هناك من يسمع ما أقول يجب أن أكون مفهوماً عند السامعين، وفى إتصال ذهني معهم، وتكون العبادة مفهومة للمشتركين فيها.

العدد 16

آية (16): –

“16 وَإِلاَّ فَإِنْ بَارَكْتَ بِالرُّوحِ، فَالَّذِي يُشْغِلُ مَكَانَ الْعَامِّيِّ، كَيْفَ يَقُولُ «آمِينَ» عِنْدَ شُكْرِكَ؟ لأَنَّهُ لاَ يَعْرِفُ مَاذَا تَقُولُ!”.

بَارَكْتَ بِالرُّوحِ = باركت أي تسابيح شكر لله. وباركت بالروح أي بمفهومكم يا أهل كورنثوس، أنكم تسبحون الله بكلام غير مفهوم كموهبة من الروح القدس فإن سمعك الْعَامِّيِّ = أي من ليس له مواهب روحية خاصة ومعرفته محدودة، مثل هذا حينما تشكر أو تسبح بلسان كيف يقول آمين = أي كيف يكون هذا، إن لم يفهم ما تقول. من هنا نفهم أن المهم في العبادة المشتركة أن يكون هناك شركة بين من يصلى أو يرتل أو يعظ وبين السامعين. يجب أن يكون المصلى مفهوماً لدى السامع لتحدث الشركة ويقول آمين = أي يسبح الله ويشكره معك.

العدد 17

آية (17): –

“17فَإِنَّكَ أَنْتَ تَشْكُرُ حَسَنًا، وَلكِنَّ الآخَرَ لاَ يُبْنَى.”.

لو كنت تشكر بلسان غير مفهوم، فأنت وحدك تصلى.

وتشكر حسنا = لكن بلا بناء للسامعين.

العدد 18

آية (18): –

“18أَشْكُرُ إِلهِي أَنِّي أَتَكَلَّمُ بِأَلْسِنَةٍ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِكُمْ.”.

ربما كموهبة أو لثقافته العالية. وغالباً المعنى أنه يتكلم بألسنة كدارس لأنه لم يفهم اللغة الليكأونية (أع 10: 14 – 14).

العدد 19

آية (19): –

“19 وَلكِنْ، فِي كَنِيسَةٍ، أُرِيدُ أَنْ أَتَكَلَّمَ خَمْسَ كَلِمَاتٍ بِذِهْنِي لِكَيْ أُعَلِّمَ آخَرِينَ أَيْضًا، أَكْثَرَ مِنْ عَشْرَةِ آلاَفِ كَلِمَةٍ بِلِسَانٍ.”.

تفهم الآية هكذا … أنا أفضل أن أتكلم في كنيسة خمس كلمات مفهومة وأعلمها للآخرين، عن أن أكلمهم عشرة آلاف كلمة بلسان. فقوله أَتَكَلَّمَ خَمْسَ كَلِمَاتٍ بِذِهْنِي = أي أدركها بعقلي وأُعَلِّم الآخرين بما أدركته. أَكْثَرَ مِنْ عَشْرَةِ آلاَفِ كَلِمَةٍ بِلِسَانٍ = أكثر هنا معناها هذا أفضل من أن أتكلم 10000 كلمة بلسان، فهذا لن يبنى السامعين. الرسول في الكنيسة يخرج من ذاته ويكون شغله الشاغل بنيان الناس إن في صلاة أو في وعظ.

العدد 20

آية (20): –

“20أَيُّهَا الإِخْوَةُ، لاَ تَكُونُوا أَوْلاَدًا فِي أَذْهَانِكُمْ، بَلْ كُونُوا أَوْلاَدًا فِي الشَّرِّ، وَأَمَّا فِي الأَذْهَانِ فَكُونُوا كَامِلِينَ.”.

لاَ تَكُونُوا أَوْلاَدًا فِي أَذْهَانِكُمْ = ما يطلبونه من مواهب ألسنة ما هو إلاّ أحلام طفولة، فالأطفال يفرحون بالشيء المزخرف في ظاهره حتى وإن كان بلا فائدة. ولاحظ أنه يصفهم بالإخوة قبل كلامه عنهم أنهم أولاداً في تصوراتهم حتى لا يغضبوا منه قبل أن يوجه لهم نصيحته. ومعنى كلامه أن التَعَلُّقْ بالألسنة من صفات الأطفال لما يحيط به من مظاهر مبهرة. وإن أردتم أن تكونوا أولاداً فكونوا هكذا في الشر، وهذا ما قاله السيد المسيح (مت 3: 18). أي تتصرفوا بالبراءة التي يتصف بها الأولاد وكذلك في إخلاصهم، وبلا مكر ولا خداع. أَمَّا فِي الأَذْهَانِ فَكُونُوا كَامِلِينَ = فالطفل لا يكون بعد قادراً على الفهم، أي أن الرسول يريد أن موهبة الألسنة تكون مرتبطة بالفهم والإدراك. فكاملي الذهن هم من يبحثوا عن كل ما يبنى الآخرين ويبنى حياتهم.

العدد 21

آية (21): –

“21مَكْتُوبٌ فِي النَّامُوسِ: «إِنِّي بِذَوِي أَلْسِنَةٍ أُخْرَى وَبِشِفَاهٍ أُخْرَى سَأُكَلِّمُ هذَا الشَّعْبَ، وَلاَ هكَذَا يَسْمَعُونَ لِي، يَقُولُ الرَّبُّ».”.

مَكْتُوبٌ فِي النَّامُوسِ = لفظ الناموس يشير لكل العهد القديم. أمّا النبوة التي يشير لها بولس الرسول فهي من (إش 11: 28 – 12). ومعنى النبوة أن الله أرسل لهم أنبياء يكلمونهم بلسانهم فلم يسمعوا لهم، فها هو سيرسل لهم أشور وهى أمة تذلهم لتؤدبهم وهم (أي أشور) يتكلمون بلسان غريب عنهم أى لن يستجيبوا لتوسلاتهم إذا طلبوا الرحمة منهم لانهم ببساطة لا يفهمون ما يقال، وهذا ليؤدبهم الله. ومع هذا لن يسمعوا والمقصود بكلام الرسول: -.

  1. بهذا تصبح الألسنة علامة للدينونة، فشعب إسرائيل سيعاقب بوجوده وسط شعب غريب اللسان لأنهم رفضوا أن يسمعوا وصايا الله.
  2. كأن الرسول يريد الربط بين معاناة إسرائيل من لغة الغزاة الغريبة وبين سلوك المؤمن البسيط إذا ما رأى الكاملين يتكلمون بلسان غريب لا يفهمه، فكلا الموقفين يحمل في طياته معاناة من اللسان الغريب لعدم القدرة على الاستيعاب والإحساس بالغربة والإنعزال.
  3. إن الله أرسل الألسنة التى تكلم عنها إشعياء كضربة تأديب لشعبه وليس للبركة، فما فائدة الألسنة التي تتمسكون بها.

العدد 22

آية (22): –

“22إِذًا الأَلْسِنَةُ آيَةٌ، لاَ لِلْمُؤْمِنِينَ، بَلْ لِغَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ. أَمَّا النُّبُوَّةُ فَلَيْسَتْ لِغَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، بَلْ لِلْمُؤْمِنِينَ.”.

إِذًا = هي ليست عائدة على آية 21 بل على كل ما مضى. فإذا فهمتم أن الألسنة لا فائدة منها لكم كمؤمنين، لأن ما يفيدكم هو النبوة. لذلك عليكم أن تفهموا أن الله أعطى موهبة الألسنة لنكلم بها غير المؤمنين بلسانهم. ونلاحظ أن الثلاث مرات التي ظهرت موهبة الألسنة فيها كانت لغير المؤمنين، فالله أعطى الرسل ألسنة يوم الخمسين ليكرزوا لغير المؤمنين في كل العالم. وبالنسبة لكرنيليوس وأهل أفسس فكانت الألسنة علامة على قبولهم.

هل تبحث عن  كان وديعًا ومتواضع القلب

الأعداد 23-24

الآيات (23 – 24): –

23فَإِنِ اجْتَمَعَتِ الْكَنِيسَةُ كُلُّهَا فِي مَكَانٍ وَاحِدٍ، وَكَانَ الْجَمِيعُ يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ، فَدَخَلَ عَامِّيُّونَ أَوْ غَيْرُ مُؤْمِنِينَ، أَفَلاَ يَقُولُونَ إِنَّكُمْ تَهْذُونَ؟ 24 وَلكِنْ إِنْ كَانَ الْجَمِيعُ يَتَنَبَّأُونَ، فَدَخَلَ أَحَدٌ غَيْرُ مُؤْمِنٍ أَوْ عَامِّيٌّ، فَإِنَّهُ يُوَبَّخُ مِنَ الْجَمِيعِ. يُحْكَمُ عَلَيْهِ مِنَ الْجَمِيعِ. “.

لو كنتم تتكلمون بألسنة كلكم ودخل عَامِّيُّونَ = لا يعرفون شيئاً عن المواهب، أفلا يتوهمون أنكم تهذون. العامي هنا هو من له درجة من الإيمان ولكن لم يصل بعد إلى حد التمتع بالمواهب. ومن هنا نلاحظ أن العامي لو دخل مكان فيه مؤمنون يتنبأون، فإن ما يسمعه سيبكته ويتعلم منه. أمّا لو دخل إلى مكان يتكلمون فيه بألسنة فسيتعثر فيهم.

العدد 25

آية (25): –

“25 وَهكَذَا تَصِيرُ خَفَايَا قَلْبِهِ ظَاهِرَةً. وَهكَذَا يَخِرُّ عَلَى وَجْهِهِ وَيَسْجُدُ ِللهِ، مُنَادِيًا: أَنَّ اللهَ بِالْحَقِيقَةِ فِيكُمْ.”.

هذا يشبه من يسمع عظة ويأتى للواعظ ويقول لهُ “من قال لك ذلك عنى” لأنه يتصور أن الواعظ يعرف عنه كل شئ، ولكن الواعظ قطعاً لا يعرف عنه شيئا، إنما هو عمل الروح القدس الذى كان يرسل رسالة لهذا الشخص على لسان الواعظ.

العدد 26

آية (26): –

“” 26فَمَا هُوَ إِذًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ؟ مَتَى اجْتَمَعْتُمْ فَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ لَهُ مَزْمُورٌ، لَهُ تَعْلِيمٌ، لَهُ لِسَانٌ، لَهُ إِعْلاَنٌ، لَهُ تَرْجَمَةٌ. فَلْيَكُنْ كُلُّ شَيْءٍ لِلْبُنْيَانِ. “.

الرسول يريد أن كل المواهب تخدم من أجل البنيان.

مَزْمُور = صلاة ملهمة بالروح القدس، ولقد تعودت الكنيسة على صلوات المزامير في اجتماعاتها، وربما يقصد الرسول الصلوات التي يهبها الروح للمؤمنين فالصلوات هي ضمن عطايا الروح القدس ليمجد الله بها ومن أمثلتها التسبحة والألحان والترانيم (كو 16: 3). تَعْلِيمٌ = شرح حقائق الإيمان بإلهام خاص من الروح القدس. لسان = موهبة الألسنة ولكن بطريقة بناءة. إِعْلاَنٌ = ملهم بإعلان جديد أو نبوة أو كشف يخبر به السامعين. التَرْجَمَةٌ = أي القدرة على تفسير الألسنة.

فَلْيَكُنْ كُلُّ شَيْءٍ لِلْبُنْيَانِ. والمقصود بعد كل ما قاله الرسول أن الترجمة ستكون فى حالة مجئ خادم من بلد آخر فليترجم له، من له موهبة الترجمة. ولكن لا معنى أن يعطى الروح لسان لأخى وتترجمه لى أختى.

العدد 27

آية (27): –

“27إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَتَكَلَّمُ بِلِسَانٍ، فَاثْنَيْنِ اثْنَيْنِ، أَوْ عَلَى الأَكْثَرِ ثَلاَثَةً ثَلاَثَةً، وَبِتَرْتِيبٍ، وَلْيُتَرْجِمْ وَاحِدٌ.”.

فَاثْنَيْنِ اثْنَيْنِ = حتى لا يحدث تشويش. ولكن نفهم أن المؤمن الذى له موهبة الألسنة له القدرة على التحكم فيها. أمّا الذين فيهم روح دنس فلا يمكنهم التحكم في أنفسهم. وَبِتَرْتِيبٍ = أي يتكلم الواحد بعد الآخر وليس في وقت واحد فيحدث التشويش. وللبنيان فلْيُتَرْجِمْ وَاحِدٌ.

العدد 28

آية (28): –

“28 وَلكِنْ إِنْ لَمْ يَكُنْ مُتَرْجِمٌ فَلْيَصْمُتْ فِي الْكَنِيسَةِ، وَلْيُكَلِّمْ نَفْسَهُ وَاللهَ.”.

حتى لا يكون الموضوع فيه ناحية استعراضية، وَلْيُكَلِّمْ نَفْسَهُ = إن كان في هذا تعزيته. ويكون الله سامعاً له. ولا يرفع صوته ليسمعه أحد، فلن يفهمه أحد.

العدد 29

آية (29): –

“29أَمَّا الأَنْبِيَاءُ فَلْيَتَكَلَّمِ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ، وَلْيَحْكُمِ الآخَرُونَ.”.

فليتكلم الأنبياء ويعظوا ويستمع لهم الآخرين ويميزوا بما لهم من موهبة تمييز الأرواح، هل هذا الكلام من الله أم لا (1يو 1: 4 – 3).

العدد 30

آية (30): –

“30 وَلكِنْ إِنْ أُعْلِنَ لآخَرَ جَالِسٍ فَلْيَسْكُتِ الأَوَّلُ.”.

إن حدث أن أُعطِىَ لأحد من المؤمنين الآخرين إعلان أو كشف، أي إذا تحرك أحد المؤمنين بواسطة نعمة الروح القدس وكشف له الروح القدس شيئاً. فعلى المتكلم أن يسكت ليعطى فرصة للآخر أن يتكلم. وبترتيب وبلا تشويش.

العدد 31

آية (31): –

“31لأَنَّكُمْ تَقْدِرُونَ جَمِيعُكُمْ أَنْ تَتَنَبَّأُوا وَاحِدًا وَاحِدًا، لِيَتَعَلَّمَ الْجَمِيعُ وَيَتَعَزَّى الْجَمِيعُ.”.

يمكن للمؤمنين أن يتعبدوا ويعلموا ويتنبأوا ولكن بنظام. وكل واحد يكمل بتعليمه تعليم الآخر، فالروح يعمل في الكل.

الأعداد 32-33

الآيات (32 – 33): –

32 وَأَرْوَاحُ الأَنْبِيَاءِ خَاضِعَةٌ لِلأَنْبِيَاءِ. 33لأَنَّ اللهَ لَيْسَ إِلهَ تَشْوِيشٍ بَلْ إِلهُ سَلاَمٍ، كَمَا فِي جَمِيعِ كَنَائِسِ الْقِدِّيسِينَ.

الرسول يؤكد بوضوح قدرة المؤمن أو النبي على أن يتحكم في موهبته، أي يستطيع الأنبياء أن يقفوا عن التنبؤ لأجل أن تعطى الفرصة للآخرين. أي في حالة إذا كانت النبوة من الله تكون أرواح الأنبياء خاضعة لهم، أي لا يغيب ذهنهم بل يكونون متحكمين في أنفسهم، أمّا من تحركهم الشياطين فلا يمكنهم التحكم في أنفسهم. فالله يعطى الموهبة ومعها الضابط حتى لا ينحرف بها الإنسان أو يجرفه الشيطان بعيداً عن هدفها الأصيل. والله وضع أن تخضع موهبة التنبؤ للأنبياء. فالله الذى يهب هذه الموهبة هو ليس إله تشويش (أصل الكلمة يعنى ضجيج) بل إله سلام. وعلى ذلك فيجب أن يسود النظام والسلام جميع الكنائس المسيحية في كل مكان.

الأعداد 34-35

الآيات (34 – 35): –

“34لِتَصْمُتْ نِسَاؤُكُمْ فِي الْكَنَائِسِ، لأَنَّهُ لَيْسَ مَأْذُونًا لَهُنَّ أَنْ يَتَكَلَّمْنَ، بَلْ يَخْضَعْنَ كَمَا يَقُولُ النَّامُوسُ أَيْضًا. 35 وَلكِنْ إِنْ كُنَّ يُرِدْنَ أَنْ يَتَعَلَّمْنَ شَيْئًا، فَلْيَسْأَلْنَ رِجَالَهُنَّ فِي الْبَيْتِ، لأَنَّهُ قَبِيحٌ بِالنِّسَاءِ أَنْ تَتَكَلَّمَ فِي كَنِيسَةٍ.”.

يبدو أن الوضع في كورنثوس كان فيه كثير من الجدل بخصوص وضع النساء. فيبدو أن النساء حاولن تقليد الرجال في كل شي وتغافلن عن وضعهن، ورفضن الخضوع لرجالهن، بل إتخذن موقف المعلم في الكنيسة بطريقة مظهرية وأحدثن ضجيجاً. والرسول رأى أن الوضع الإنجيلي السليم أن تصمت النساء في الكنائس، ويخضعن لرجالهن والرسول لا يطلب أن تصمت النساء بصورة مطلقة فهو في (5: 11) قال أن المرأة تصلى وتتنبأ، لكن الرسول طلب منع حب الظهور والتشويش وخضوع المرأة لرجلها فالرجل رأس المرأة. (لذلك ففي الكنيسة تقتصر الوظائف الكهنوتية على الرجال).

العدد 36

آية (36): –

“36أَمْ مِنْكُمْ خَرَجَتْ كَلِمَةُ اللهِ؟ أَمْ إِلَيْكُمْ وَحْدَكُمُ انْتَهَتْ؟”.

عبارة فيها توبيخ، إذ يبدو أنهم في كورنثوس خرجوا على الأسس التي تنظم العبادة الجماعية وكان هناك تشويش. وكأن الرسول يقول لهم هنا … من أنتم حتى لا تذعنوا للحق الذى أُعلم به … هل أنتم أصل الكرازة بالإنجيل = مِنْكُمْ خَرَجَتْ كَلِمَةُ اللهِ. بل أنتم مجرد حقل واحد من حقول الكرازة. أَمْ إِلَيْكُمْ وَحْدَكُمُ انْتَهَتْ = يرجع لكم الحق في ترتيب العبادة في الكنيسة. المعنى …. هل لا يوجد مؤمنون إلاّ بينكم = “ما فيش حد غيركم يعرف كلمة الله” … هل لا يتم ترتيب أمور الكنيسة إلاّ بالاعتماد عليكم. انْتَهَتْ = أي لم تصل إلاّ إليكم فيكون لكم الحق في ترتيب الأمور كلها كما يتراءى لكم.

العدد 37

آية (37): –

“37إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْسِبُ نَفْسَهُ نَبِيًّا أَوْ رُوحِيًّا، فَلْيَعْلَمْ مَا أَكْتُبُهُ إِلَيْكُمْ أَنَّهُ وَصَايَا الرَّبِّ.”.

من هو نبي حقيقي سيدرك أن ما أكتبه إليكم هو الحق وهو وصايا الرب.

العدد 38

آية (38): –

“38 وَلكِنْ إِنْ يَجْهَلْ أَحَدٌ، فَلْيَجْهَلْ!”.

أى كل واحد حر أن يطيع أو يظل في عدم طاعته جاهلاً بما هو حق، وليتحمل كل واحد مسئولية نفسه ومسئولية تجاهله لما أقوله.

العدد 39

آية (39): –

“39إِذًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ جِدُّوا لِلتَّنَبُّؤِ، وَلاَ تَمْنَعُوا التَّكَلُّمَ بِأَلْسِنَةٍ.”.

هذا ملخص تعاليم الرسول، فهو لم يلغ الألسنة ولكنة يفضل التنبؤ.

العدد 40

آية (40): –

“40 وَلْيَكُنْ كُلُّ شَيْءٍ بِلِيَاقَةٍ وَبِحَسَبِ تَرْتِيبٍ.”.

لياقة وترتيب = فلتمارس كل الأعمال في الكنيسة بجدية ووقار وترتيب حسن.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي