الإصحاح السابع والعشرون سفر حكمة يشوع بن سيراخ القس أنطونيوس فكري

الإصحاح السابع والعشرون

الأعداد 1-4

الآيات (1 – 4): –

“1 كثيرون خطئوا لأجل عرض الدنيا والذي يطلب الغنى يغضي طرفه. 2 بين الحجارة المتضامة يغرز الوتد وبين البيع والشراء تنشب الخطيئة. 3 وسيسحق الإثم مع الأثيم. 4من لم يحرص على الثبات في مخافة الرب يهدم بيته سريعا.”.

إستمراراً للآية السابقة يحذر الحكيم من الغش، وفي (1) يقول أن هناك من يخطئ أي يغش ويتصرف بدون أمانة لأجل عرض الدنيا = إكتناز أموال أكثر. فهو لأجل الغِنَى يغضي طرفه = أي يدير نظره كأنه لا يرى أن خطأ ما يحدث، بل قد يبرره. ويشبه الحكيم هنا أنه من السهل في عمليات البيع والشراء أن تدخل خطية الطمع والغش لزيادة الثراء، كما أنه من السهل أن يغرز الوتد بين الحجارة المتضامة. والنتيجة أن الله سيسحق الإثم مع الأثيم. والغشاش يُهدم بيته سريعاً.

الأعداد 5-8

الآيات (5 – 8): –

“5 عند هز الغربال يبقى الزبل كذلك كساحة الإنسان عند تفكره. 6 آنية الخزاف تختبر بالأتون والإنسان يمتحن بحديثه. 7 حراثة الشجر تظهر من ثمرها كذلك تفكر قلب الإنسان يظهر من كلامه. 8 لا تمدح رجلا قبل أن يتكلم فانه بهذا يمتحن الناس.”.

هذه عن أن كلام الناس يظهر معدنهم. في (5) عند هز الغربال يبقي الزبل أي القذارة وكذلك كساحة الإنسان أي عيوبه تظهر عند تفكره أي حينما تثيره فيفكر ثم يتكلم. أما الغربال الذي لا يهزه أحد فلا يبدو فيه سوى الحبوب أما الزبل فهو مختفي. وكذلك لن تظهر جودة إناء خزفي قبل أن يخرج من الفرن. ولن نعرف ثمار الحديقة، من أي نوع هي قبل أن تظهر الثمار، وسنعرف هل قام الفلاح بحرثها جيداً أم لا. لذلك لا تحكم على رجل قبل أن يتكلم.

هل تبحث عن  4-تاريخ كتابة الإنجيل

الأعداد 9-16

الآيات (9 – 16): –

“9 إذا تعقبت العدل فانك تدركه وتلبسه حلة مجد وتسكن معه فيصونك إلى الأبد وفي يوم الافتقاد تجد سندا. 10 الطيور تأوي إلى أشكالها والحق يعود إلى العاملين به. 11 الأسد يكمن للفريسة كذلك الخطايا تكمن لفاعلي الإثم. 12 حديث التقي في كل حين حكمة أما الجاهل فيتغير كالقمر. 13 بين السفهاء ترقب الفرصة وبين العقلاء كن مواظبا. 14 حديث الحمقى مكروه وضحكهم في ملذات الخطيئة. 15 محادثة الحلاف تقف الشعر ومخاصمته سد الأذان. 16 مخاصمة المتكبرين سفك الدماء ومشاتمتهم سماع ثقيل.”.

آيات (9 – 11) تتلخص فيما قاله عوبديا “ما فعلته يفعل بك، عملك يرتد على رأسك” (عو15) فمن يحكم بالحق ويتبع الحق يُحكم له بالحق، كذلك من يسير في طريق الخطية، سيأتي عليه يوماً وترتد عليه، كأن أسداً كان كامناً ثم هاجمه. فمن يسير وراء العدل فإنك تدركه = سيُحكم لك أنت يوماً بالعدل وتلبسه حلة مجد = يشتهر عنك أنك عادل وهذا يكون مجداً لك. و(10) مثل المثل المعروف “الطيور على أشكالها تقع” فالعادل لا يجد في طريقه سوى من هم مثله. والخاطي لن يجد في طريقه سوى من هم مثله، ومن وضع نفسه في طريق الخطية لا يلومن إلاّ نفسه، فمِن ضِمْن الأشرار أناس متوحشين كالأسود سيفترسونه، بل الشيطان الذي هو كأسد زائر سيلتهم من إبتعد عن الله ففقد الحماية الإلهية (1بط8: 5).

وفي (12) حديث التقي في كل حين حكمة = فهو مستقر في كلامه، فكلامه هو صدي لكلام الله في كتابه المقدس، أمّا الجاهل فهو متلون متغير مثل القمر الذي يغير شكله كل يوم.

وفي (13) بين السفهاء ترقب الفرصة = إمّا أنهم مستعدون لكلمة عقل يسمعونها أو لتهرب تاركاً مجلس المستهزئين. والعكس حين تجد عقلاء عاشرهم فتستفيد منهم.

هل تبحث عن  الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار ( 13 : 25 - 33 ) يوم الاحد

وفي (15) محادثة الحلاّف تُقِف الشعر = لأنه يستعمل إسم الله بتهاون وربما في الكذب. وربما في السخرية، وهذا مرعب يوقف الشعر، والأفضل أن تخاصمه وتسد أذنيك عما يقول. وفي (16) المتكبرين إذا تخاصموا فلا يهدأوا إلاّ إذا وصل الأمر لسفك الدماء، وشتائمهم قبيحة. والأفضل أن نتحاشى العقاب مع هؤلاء. أما المتواضعين فيسهل عليهم الإعتذار وتنتهي المشكلة بهذا.

الأعداد 17-24

الآيات (17 – 24): –

“17 الذي يفشي الأسرار يهدم الثقة ولا يجد صديقا لنفسه. 18 أحبب الصديق وكن معه أمينا. 19 لكن أن أفشيت أسراره فلا تطلبه من بعد. 20 فان من اتلف صداقة القريب كان بمنزلة من اتلف عدوه. 21 ومثل تسريحك للقريب مثل إطلاقك طائرا من يدك فلا تعود تصطاده. 22 لا تطلبه فانه قد ابتعد وفر كالظبي من الفخ. 23 أن الجرح له ضماد والمشاتمة بعدها صلح. 24 أما الذي يفشي الأسرار فشانه اليأس.”.

هذه عن إفشاء الأسرار، فمن يفشى سر صديق له يخسره، بل يحوله إلى عدو له ويصعب أن يستعيده كصديق مرة أخرى. فالجرح له حل هو الضمادات. وإذا تشاتمت مع صديقك وإعتذرت تنتهي المشكلة أما لو أفشيت سره فإستعادته كصديق أمر ميئوس منه = فشأنه اليأس وفي (20) كان بمنزلة من أتلف عدوه = فالصديق تحول إلى عدو.

الأعداد 25-33

الآيات (25 – 33): –

“25 الغامز بالعين يختلق الشرور وليس من يتجنبه. 26 أمام عينيك يحلو بفمه ويستحسن كلامك ثم يقلب منطقه ومن كلامك يلقي أمامك معثرة. 27 قد أبغضت أمورا كثيرة ولكن لا كبغضي له والرب سيبغضه. 28 من رمى حجرا إلى فوق فقد رماه على رأسه والضربة بالمكر تجرح الماكر. 29 من حفر حفرة سقط فيها ومن نصب شركا اصطيد به. 30 من صنع المساوئ فعليه تنقلب ولا يشعر من أين تقع عليه. 31الاستهزاء والتعيير شان المتكبرين والانتقام يكمن لهم مثل الأسد. 32 الشامتون بسقوط الأتقياء يصطادون بالشرك والوجع يفنيهم قبل موتهم. 33 الحقد والغضب كلاهما رجس والرجل الخاطئ متمسك بهما.”.

هل تبحث عن  الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار ( 15 : 22 - 29 ) يوم الاحد

آيات (25 – 27) هذه عن إنسان خبيث = الغامز بالعين = هو يبتسم في وجهك ولكنه يغمز بعينيه لآخر ليدبر لك شراً، إنسان مرائي مثل يهوذا، هذا يختلق الشرور ضد الإنسان وليس من يتجنبه = لكن الله يحمي من أذاه، إذ أنت لا تعرف من أين يأتي أذاه. هو يتركك تتكلم بحريتك إذ أظهر صداقته لك، ثم يصطادك من كلامك. مثل هذا يبغضه الله والناس.

وآيات (28 – 30) إستمراراً للحديث عن الخبيث يقول ما معناه إن عمله سيرتد على رأسه (عو15). مثال لذلك (هامان). وبنفس المفهوم في (31) فإن الإستهزاء والتعيير هذا هو أسلوب المتكبرين، وسيعاملهم الآخرين بالمثل. فالإنتقام يكمن لهم مثل الأسد. وفي (32) الذي يشمت بأن أحد الأتقياء سقط في شرك سيصطاد هو نفسه بالشرك نفسه وسيفنى بالوجع. وفي (30) الحقد والغضب من أدوات الشر، والله يكرههما.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي