إفخارستيا بالإنجليزية Eucharist، وأصلها كلمة يونانية ή εύχαριστία وبالقبطية Euxarictia: معناها شكر، وتطلق على سر التناول – سر الشكر – سر الشركة – كسر الخبز -العشاء الرباني- العشاء السري. (المصدر: موقع الأنبا تكلا.
وتعني “الشكر”، لأن الفعل الأساسي الذي قدمه المسيح للأب في يوم تأسيسه لهذا السر في يوم خميس العهد هو الشكر (1 كورنثوس 11: 24، متي 26: 2). وأيضا لأن هذا السر المقدس هو أعظم تعبير عن الشكر تقدمه الكنيسة للمسيح له المجد.
وتعود الأصول الأولي لفعل الشكر للكنيسة المسيحية إلي التقليد اليهودي في طقس “بركة المائدة” Beraka Hamazon، وهي صلاة شكر لله من أجل هبة الخلق، والأرض وثمارها، حيث ينتقل رب العائلة إلي ذكر تاريخ الخلاص، فيذكر العهد مع الآباء، والخروج من مصر أرض العبودية. أما الحدث الرئيسي الذي من أجله يقدم الكاهن في العهد الجديد الشكر لله فهو تجسد الأبن الوحيد وموته وقيامته وصعوده إلي السماء وجلوسه عن يمين الآب لتكميل خلاصنا.
وأول ذكر لهذا الاسم “إفخارستيا” جاء في الديداخي: “فيما يختص بالإفخارستيا، اشكروا هكذا… لا يأكل أحد ولا يشرب أحد إفخارستيتكم غير المعتمدين باسم الرب، لأن الرب قد قال بخصوص هذا: “لاَ تُعْطُوا الْقُدْسَ لِلْكِلاَب” (إنجيل متى 7: 6) (9: 1, 5). وورد الاسم كذلك في رسائل القديس اغناطيوس الشهيد، وعند القديس يوستينوس الشهيد.
أما الأسماء المرادفة للإسم “إفخارستيا” فهي: “الشركة المقدسة” Holy Communion، و”العشاء الرباني” Lord’s Supper، و”القداس” Mass، و”الأنافورا” Anaphora.
ومنذ العصور المبكرة كانت تقدمة الإفخارستيا تدعي أيضا “ذبيحة (ثيسيا)”، وهو ما نجده في الدسقولية، وفي قداس القديس سرابيون أسقف تمويس (القرن الرابع) علي سبيل المثال.
وتتفق الليتروجية القبطية مع الليتروجية البيزنطية علي أن الأفخارستيا “ذبيحة غير دموية”، أي أنها ذبيحة روحية حقيقية، مع التشديد علي أن الإفخارستيا ليست مجرد تذكار لذبيحة الصليب، ولكنها استحضار فعلي وسري بان معا لفعل موت المسيح الذي ماته مرة واحدة علي الصليب. لأن موت المسيح كونه عملا إلهيا، فقد تخطي المكان والزمان ليحتوي فيه كل زمان وكل مكان.
فالإفخارستيا ليست نوعًا من “ذبح ثان” لأن ذبيحة الصليب ذبيحة واحدة كاملة. والإفخارستيا هي اشتراك في ذبيحة الصليب في مكان ما وزمان ما كلما أقمنا قداسًا. ومع هذا تظل الإفخارستيا سرًا لا يمكن سبر غوره أبعد من ذلك.
وأمامنا ما فعله المسيح له المجد ليلة عشائه الأخير مع تلاميذه حين قدم لهم جسده مكسورا ودمه مسفوكا بشهادته هو نفسه، قبل أن يرفع علي الصليب. وهكذا صار موت المسيح في سر الإفخارستيا متضمنًا فيه موت الصليب، فأكدت ذبيحة العلية وذبيح الصليب وذبيحة الإفخارستيا أنها كلها ذبيحة واحدة فريدة.