الاستغاثة بيشوع

الاستغاثة بيشوع…

“فأرسل أهل جبعون إلى يشوع إلى المحلة في الجلجال، يقولون: لا ترخ يديك عن عبيدك. أصعد إلينا عاجلًا وخلصنا وأعنا، لأنه قد إِجتمع علينا جميع ملوك الأمورييين والساكنين في الجبل. فصعد يشوع من الجلجال هو وجميع رجال الحرب معه وكل جبابرة البأس” [6-7].
يتحدث القديس أغسطينوس عن إمكانية الإنسان، أنه قادر أن يروض الوحوش المفترسة لتخضع له وتطيعه فيستأنس بها، لكنه عاجز تمامًا عن أن يروض نفسه خاصة لسانه . فإن كان الملوك الخمسة يشيرون إلى الحواس الثائرة في الإنسان الداخلي، فليس من يقدر أن يروض هذه الوحوش المفترسة إلاَّ يشوع الحقيقي، خالق الحواس ومقدسها! ليس هناك طريق للخلاص إلاَّ أن يستغيث بنو جبعون بيشوع الذي في الجلجال ليدحرجعنهم عارهم وينزع عنهم كل ضعف.
ليست نفوسنا إذن تئن من نيران حرب شهوات الجسد، إن كان بالنظر أو خلال اللمس أو بأي حاسة تلجأ إلى يشوعنا الحقيقي، تصرخ إليه لكي يصعد إلينا عاجلًا ويخلصنا ويعيننا. هو الذي خلق حواسنا، قادر وحده أن يقدسها، ويردها عن انحرافها عن هدفها، ويطفئ لهيب الشهوات عنها.

لهذا يقدم لنا القديس جيروم الصلاة كعلاج ضد هذه الشهوات: [الصلاة تطفئ نار النفس وهكذا أيضًا الثقة بالرب].

ويؤكد القديس يوحنا الدرجي: [عندما نكون غير قادرين على الصلاة ضد الخليقة الشريرة (الشياطين) فإنها تثير هجومًا ضدنا ].
ينصحنا القديس يوحنا الدرجي أن نلجأ إلى ربنا يسوع المسيح عندما نشعر بثقل الحرب، خاصة حرب الزنا، دون الالتجاء إلى المباحثات والمجادلات مع العدو. [لا تظن أنك تقدر أن تغلب شيطان الزنا بالمباحثات والمجادلات، فمن يُصمم على مقاومة (شهوات) جسده والتغلب عليها، هكذا إنما يحارب باطلًا، فإنه إن لم يدمر الله بيت (شهوات) الجسد ويقيم بيت النفس يكون سهر الإنسان وصومه باطلين… قدم للرب ضعف طبيعتك، مدركًا تمامًا عجزك وعدم قدرتك، فتقبل منه عطية العفة غير المدركة]…

هل تبحث عن  سنكسار يوم الثلاثاء ( عيد النيروز ) 11 سبتمبر 2012

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي