البعوض هو عضو في عائلة الحشرات الطيّارة. ورغم صِغر حجمه جداً إلا أنه من أخطر الحشرات على حياة الإنسان. فهو المسئول الرئيسي عن انتشار أمراض الملاريا والحمى الصفراء. فالأنثى منه تتغذى على دم الإنسان والحيوان بواسطة أنبوبة في فمها تستطيع غرسها في الجلد حتى تصل إلى الأوردة والشرايين الدموية. وبهذه الطريقة تنقل الأمراض بين الإنسان والحيوان.
ولا تنسَ ما حدث عندما رفض فرعون ملك مصر أن يُخرج شعب الله قديماً على يد موسى النبي، فمَدّ الله يده بالتأديب مرسلاً جيوش البعوض على أرض مصر (خروج 8: 16-18، مز78: 45).
ويضع البعوض بيضه على سطح المياه الراكده. الذي تخرج منه اليرقة وتتعلق على سطح المياه وتتنفس الهواء بواسطة انبوبتين دقيقتين في مؤخرة جسمها. ثم تخرج البعوضة البالغة في مدة أقصاها ستة أسابيع.
إن القضاء على البعوض ومقاومته أمر هام للمحافظة على حياة الإنسان والحيوان، وأفضل وسيلة لذلك هي رش زيت على سطح المياه الراكده لمنع اليرقة من التنفس أو وضع أسماك خاصة تتغذى على اليرقات، ومن جهة أخرى استخدام المبيدات الحشرية في مناطق تواجدها.
وأخيراً ألا يُذكِّر البعوض الصغير هذا بأمور تبدو صغيرة لكنها خطيرة جداً على حياتنا، وإن لم نتحذر منها ونقاومها بحذر شديد قد تتسبب في إصابتنا بأمراض كثيرة في حياتنا الروحية والزمنية، ولا تنسَ ما حدث للوط قديماً الذي بحق كُتب عنه «كان البار بالنظر والسمع وهو ساكن بينهم (أهل سدوم وعموره الأشرار جداً) يُعذب يوماً فيوماً نفسه البارة بالأفعال الأثيمة» (2بطرس2: 8).