من يرفض الروح لا يتوب، ولا يأتي بثمر روحي. والانسان لا يتوب الاّ بعمل الروح فيه.
فالروح القدس “أَخْزى العالَمَ على الخَطيئِة” (يوحنا 16: 8). وهو الذي يقود الانسان الى الحياة الروحية.
أنه القوة التي تساعد على كل عمل صالح والثمر الروحي. ولا يستطيع أحد ان يعمل عملا روحيا بدون معونة الروح القدس.
فإن رفض الانسان معونة او شركة الروح القدس (2 قورنتس 13: 14)، لا يمكن ان يعمل خيرا على الاطلاق، لانَّ كل اعمال البِرِّ هي ثمر الروح (غلاطية 5: 22).
ومن يكون بلا ثمر يقطع ويلقى في النار كما أعلن يوحنا المعمدان: ” ها هيَ ذي الفَأسُ على أصولِ الشَّجَر، فكُلُّ شجَرةٍ لا تُثمِرُ ثَمراً طيِّباً تُقطَعُ وتُلْقى في النَّار” (متى 3: 10).
ويُعلق الراهب السسترسياني إسحَق النجمة “التوبة ليست محجوبة عمّن يثمر ثمرًا يدلّ على توبته (لوقا 3: 8).
إلاّ أنّ المرء عندما يرزح تحت ثقل الشرّ، لا تعود له القدرة على التطلّع إلى تلك التوبة التي تقود إلى المغفرة” (العظة 39).
فمن يجذِّف على الروح القدس هو اعمى روحيا، فالعمى الروحي يُعمى الإنسان أيضًا عن فساد طريقه فلا يعرف أنه خاطئ ولن يطلب التوبة، ويعميه أيضًا عن رؤية الهلاك الأبدي، فلا يقع بصره إلاّ على ملذات العالم.