الخطوط العريضة لسفر عزرا
القسم الأول: الفوج الأول [1-2]، إقامة الهيكل [3-6]
يؤرخ 22 سنة [538-516 ق.م.]
العودة تحت قيادة زرُبابل وبناء الهيكل ص 1-6
يرى عزرا الكاتب أن العودة إلى أورشليم وبناء الهيكل وممارسة العبادة هو تحقيق لكلمة الله، غايته ارتباط الشعب بكلمة الله ووصيته. لذلك كثيرًا ما يذكر “كلمة الله” معلنًا دورها في حياة شعب الله الدينية، والاجتماعية والمدنية.
عزرا 1: الجالس على العرش يحرك العروش الأرضية
تحقيق كلمة الله بالعودة من السبي: إعلان بالسماح لعودة اليهود، بعد أن قرأ دانيال ما كتب على الحائط بخصوص سقوط بابل في يد فارس وتحقق في نفس الليلة (دا 5: 25-31). يحتمل أن دانيال أظهر لكورش النبوات التي تحققت (إر 25: 11-12؛ 29: 10؛ إش 44: 26-28؛ 45: 1، 13) وقد ذكر اسم كورش قبل مجيئه بحوالي قرن ونصف (إش 44: 26-28)، وفي عهده يرجع اليهود ويعيدون بناء أورشليم.
عزرا 2: موكب المتهللين
لقد سجل أسماء الذين عادوا ليضعوا أساسات الهيكل، فمن يهتم بسكنى الله وسط شعبه يهتم الله بهم وبأسمائهم.
[كل إسرائيل 2: 70؛ 6: 17؛ 8: 35]. لم يعد بعد السبي مملكتان أو شعبان بل شعب واحد واثنا عشر سبطًا (لو 22: 30؛ أع 26: 7؛ يع 1:1).
عزرا 3: ذبيحة وهيكل وأعياد!
تحقيق كلمة الله ببناء المذبح والهيكل: اجتمع الشعب كرجلٍ واحدٍ (1:3)، وبنوا مذبح الرب قبل أن يهتموا ببيوتهم. اهتموا بالمذبح بكونه قلب الهيكل، كما أن الصليب هو قلب الكنيسة، مقدمين قلوبهم مع هذا العمل.
في الشهر 7 من السنة 1 من العودة: بُنيَ المذبح، وحُفظ عيد المظال بابتهاج وشكر لله، بالرغم من أن الوقت كان صعبًا.
في شهر 2 من السنة 2 وضعت أساسات الهيكل. اختلط حزن الذين رأوا الهيكل الأول، بفرح الصغار بتعيين زربابل حاكمًا على اليهودية. من يركز عينيه على الماضي وحده، لا يتمتع بأمجاد المستقبل (في 3: 12-14). يمكن أن يكون الماضي دفة تدفع سفينة حياتك للعمل، أو مرساة تشل حركتها.
عزرا 4: مقاومة عنيفة
مقاومة الأعداء لهم: ما أن يبدأ الرب يبارك في العمل، حتى يثب العدو للمقاومة. استخدم إبليس عدة وسائل خطيرة:
الوسيلة الأولى: بالخداع أنهم يساعدونهم.
الوسيلة الثانية: الإرهاب والتخويف. عندما تشعر بالخوف ارجع إلى إش 12: 2.
الوسيلة الثالثة: بتثبيط الهمم.
الوسيلة الرابعة الالتجاء إلى السياسة، فيُحسب كل بنيان هو تمرد وخيانة ضد الحكام والدولة، مع استئجار بطالين. اعتراض الجيران الذين استولوا على أراضي اليهود [توقف 15 سنة حتى حكم داريوس].
الوسيلة الخامسة: الزواج بوثنيات يفسدن قداستهم (خر 12: 38، عد 11: 4).
عزرا 5-6: استئناف بناء الهيكل في أيام داريوس
ظهور النبيين حجي وزكريا: في السنة الثانية، بعد 16 سنة من عودة اليهود ما بين 4: 24 و5: 1. أعد الله نبيين هما حجي وزكريا لتجديد الإرادة للعمل وتقويتهم، وذلك خلال كلمة الله وتذكيرهم بوعوده الإلهية. حين نتمسك بكلمة الله، عينا الله تكون علينا (5: 5)، والعمل ينجح ويزدهر (6: 14، يش 1: 8، مز 1: 1-3). فكما يثير عدو الخير الأشرار ضد العمل الإلهي يرسل الله رجاله الأتقياء للمساندة.
تأثر داريوس بشجاعتهما، فطلب منهما الصلاة لأجله ولأبنائه. تم البناء في أربع سنوات (520-516ق. م)، ودُشن بفرحٍ عظيم. بدأ العمل بخليطٍ من الهتاف والصراخ المُر (3: 8-13)، وانتهى بالبهجة (6: 16-22).
لسبب أو آخر بعد إتمام بناء الهيكل، صار تجديد المدينة مستمرًا لمدة 70 عامًا.
كان هيكل زرُبابل بسيطًا ليس في عظمة هيكل سليمان. حزن الشيوخ الذين عاصروا هيكل سليمان وبكوا بصوتٍ عالٍ، لكن الشعب شكر الرب على عمله معهم.
القسم الثاني: الفوج الثاني [7-8]، الإصلاح الروحي [9-10]
يؤرخ سنة واحدة [458/457 ق.م.]
العودة تحت قيادة عزرا وإصلاح الشعب ص 7-10
توجد فترة حوالي 60 عامًا ما بين الأحداث فنهاية الأصحاح السادس والأحداث مع بداية الأصحاح السابع، أي بين ظهور النبيين والعودة من السبي تحت قيادة عزرا. في هذه الفترة تحققت الأحداث الواردة في أستير.
عزرا 7: رسالة الملك لعزرا
إرسال الملك لعزرا: بعث الملك برسالة رائعة لعزرا تكشف عن مدى حب الملك له، وتأثره به وتشجيعه للشعب للعودة والتبرع لبيت الرب، والاهتمام بإرضاء الرب بكل حبٍ، وخضوعه لشريعته. بعد 13 سنة أعطى نفس الملك نحميا حق بناء أسوار أورشليم. الملوك الفارسيون الأحباء جدًا لليهود هم كورش وداريوس وأرتحشستا.
تحققت الرحلة عام 457 ق.م. في أيام أرتحشستا الأول ابن زوج الملكة أستير، بعد حوالي 60 عامًا من إتمام بناء الهيكل و80 عامًا من عودة أول فوج من اليهود إلى أورشليم. وصل عزرا إلى أورشليم، وللأسف كان الشعب قد انحدر إلى الخطية. وكان دور عزرا هو ردهم إلى الرب.
كان عزرا إنسانًا موهوبًا لكنه يعجز عن العمل بدون أن تكون يد الله عليه (7: 6، 8: 18)، اليد الحامية (8: 22، 31)، اليد المشجعة (7: 28)، اليد القائدة (7: 9).
كانت كلمة الله في قلب عزرا، كما في يده (7: 10). درس عزرا كلمة الله، وأطاعها، وعلَّم بها.
عزرا 7-8: رحلة عزرا إلى أورشليم
حملت أيدي اليهود الكنوز إلى الهيكل، أما الاستعداد للرحلة فهو:
ا. اجتماع الرؤساء، عند النهر (المعمودية).
ب. الصلاة.
ج. الصوم وتقديم ذبائح .
كان عزرا كاهنًا، جاء ليعلم يهوذا شريعة الله، ويقوم بتجميل الهيكل واستعادة خدمة الهيكل. أسس مجمع السنهدريم وكان أول رئيسٍ له.
عزرا 9: إصلاح الموقف بسبب الزواج بالوثنيات
إذ عاد عزرا إلى أورشليم وجد الأمور أسوأ مما كان يتوقع سواء على مستوى الشعب أو القيادات المدنية، فمزق ثيابه ونتف شعره في مرارة. وتذلل أمام الله، معترفًا بخطايا الشعب حاسبًا نفسه خاطئًا معهم.
سقط عزرا في حيرة (9: 1-4): أولًا كان يليق بالبقية أن تطيع كلمة الله من جهة الزواج وأن يتعلموا من تأديبهم بالسبي، ومن أحداث الماضي. وسقط في خجل (9: 5-9)، فقط صار الشعب ثملًا بسبب الخطية (9: 8).
قدم تحذيرًا (9: 10-15) فقد أعلن لهم كلمة الله، وهم لم يطيعوها. سبق فأدبهم ولم ينتفعوا من التأديب، لم يعد من طريق سوى العقوبة الأكثر مرارة. إذ صلى عزرا ارتعب (9: 4)، وركع (9: 5)، وانحنى (9: 6)، إذ لا يقدر أحد أن يقف أمام الله (9: 15، مز 130: 3).
عزرا 10: شعاع الرجاء وسط الظلمة
شجع شكنيا (وهو ابن يحبئيل الذي تزوج امرأة وثنية) الشعب على الاعتراف بخطاياهم والطاعة للكلمة. ربما كان يفكر في وعود الله في خر 34: 6: 7؛ إش 55: 6- 7؛ إر 3: 11-13. المؤمنون اليوم يرجعون إلى يو 1: 9.
الاعتراف لا يتم بطريقة حرفية قاتلة بالشفاه وحدها، إنما بإدراك مهابة كلمة الرب (عز 9: 4؛ 10: 3؛ إش 66: 2)، فيتمتع المؤمن بالقلب المنكسر (مز 51: 16-17).
لم يقبل الكل أن يطيعوا (10: 15)، لكن الذين أطاعوه اعترفوا بخطاياهم علانية، وقدموا ذبيحة، وتركوا الوثنيات.
كان الأمر مؤلمًا بالنسبة لهم، لكن لم يكن يوجد طريق آخر للتمتع بالطهارة. ليس من طريق سهل للتعامل مع الخطية.
انسحاق عزرا أثمر انسحاقًا وسط كل الشعب الذي اعترف بخطاياه وبكى بكاءً مرًا، وأعلنوا رغبتهم في تنفيذ كل ما ينطق به عزرا، وعزل النساء الغريبات(10). هكذا خُتم سفر عزرا ببناء بيت الرب في قلوب الشعب بالاعتراف والتوبة العملية الصادقة.
أقسامه
يمكن تقسيمه إلى قسمين:
1. عودة الشعب من بابل تحت قيادة زربابل
1 – 6.
2. عودة الشعب من بابل تحت قيادة عزرا
7 – 10.
يُلاحظ في سفر عزرا أنه ذُكر اسم “أرتحشستا” أحيانًا “أرتحششتا“، ولعل السبب في الاختلاف هو نطق الاسم تارة بحرف الشين، وأخرى بحرف السين.