الرب ديّان ومخلّص
المزمور الثامن والتسعون

1. المزمور الثامن والتسعون هو مزمور ينشد فيه المرتّل الله الملك كما في المزمور 96. رنموا للرب ترنيمًا جديدًا فإنه صنع المعجزات. في القسم الأول يصوّر حدثًا بدأ يتحقّق ولن يتمّ إلاّ مع إعادة بناء الهيكل وتنظيم شعب الله. فالحاضر يتّخذ معناه الحقيقيّ من المستقبل الذي يتمّ فيه. أما القسم الثاني فيستوحي عباراته من المزمور 96 (11- 13) ليعلن أن الله لم يقل الكلمة الأخيرة، فعلى المؤمنين انتظار تحقيقها بالرجاء.

2. الرب ديّان الأرض ومخلّص اسرائيل.
آ 1- 6: إعادة بناء اسرائيل. لا يتحدّث هذا المزمور (ولا المزمور 96 و97) بطريقة مباشرة عن إعادة بناء اسرائيل. ولكن انشاد الله ملكًا في هيكله يفرض انتصار الرب على وحوش البحر وعلى مضايقي شعبه. تتكلّم آ 1- 3 عن هذا النصر مستوحية أشعيا (52: 10) فتقابل بين خلق الله وخلاصه والعمل الجديد التي ستعمله يمينه كدلالة على قدرته وعدله. يتذكّر الرب رحمته وأمانته لشعبه: السماوات شهدت على عمل الله الخلاّق، والتاريخ سيشهد على خلاص اسرائيل، فتتعرّف الأمم إلى مجده (أش 43: 15- 16؛ 45: 19). وعمل الله هذا يخلق جوًا من الفرح. من هنا ذكر الكنارات والابواق، والاناشيد، وهتافات الحرب أمام الرب الملك.
آ 7- 9: انتظار الدينونة الأخيرة. أقبل الرب ليدين الأرض والمسكونة، فقامت الطبيعة إلى استقباله: البحر وما فيه، والعالم وساكنوه، والانهار والجبال. فالبحر، وهو عنوان الشر، ينقلب ضجيجه إلى تصفيق للرب، والانهار والجبال، وهي آلهة أو مركز الآلهة، جاءت تشارك اسرائيل نشيده للرب الملك الذي سيجلس على عرشه، فيعيد بناء شعبه، ويحلّ العدل في المسكونة، ويثبت الأرض.

3. يدعونا هذا المزمور إلى أن نرنّم ترنيمًا جديدًا (أش 42: 10)، فيذكّرنا بالخلاص الذي أعلن عنه أشعيا، فربط بين أحداث سفر الخروج والرجوع من بابل. وهذه المعجزات هي ثمرة بركة الله على شعبه… وخلاص الهنا سيراه الجميع فيعم الفرح الأرض. ولكن رسالة الفرح لم تتحقّق بعد، ولهذا تتطلّع الانظار إلى الملك الآتي، ليدين الأرض ويجعل العدل في الكون فتستقبله الطبيعة مع شعب اسرائيل. ونرى في هذا المزمور أنه عندما يخلص الرب شعبه فهو يخلّص نفسه. وعندما يسمح بأن يحتقر شعبه، فيبدو وكأنه يقبل الاحتقار لنفسه، تاركًا الآلهة تنتصر عليه والأمم تتغلب على شعبه. إن الله يرتبط بعهد مع شعب. فما يحلّ بشعبه يحلّ به. إن قُهر الشعب بان ضعفُ الهه، وإن انتصر الشعب ظهرت قوّة ذراعه التي ترافق انتصارات شعبه. ولهذا عندما يدافع الله عن شعبه ويرده إلى أرضه، فهو يدلّ على أنه السيد الرب الذي لا تعلو يد على يده ولا ترتفع قوّة على قوته.

هل تبحث عن  عوبديا أن يبقى في بيت أخآب

4. يذكر المزمور 98 أحداث الماضي ويتطلّع إلى المستقبل. ونحن أيضًا نصلّيه فنذكر نعم الماضي، وخاصة قمة عمل الله الخلاصي الذي هو قيامة يسوع، وبداية عهد جديد في الازمنة الأخيرة. وهكذا عندما ينشد المؤمن النشيد الجديد، فهو ينشد أيضًا هللويا القيامة. وهكذا يقف شعب العهد القديم مع شعب العهد الجديد لينتظرا بالرجاء مجيء الله الملك وبداية سماء جديدة وأرض جديدة، “فتتحرّر الخليقة من عبودية الفساد لتشارك أبناء الله حريّتهم ومجدهم” (روم 8: 21).

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي