الرجاء في العهد القديم

الرجاء في العهد القديم

كان الله رجاء إسرائيل في العهد القديم، (ار8:14، 13:17)

ويجب على الإنسان أن يجعل الله معقد رجائه حتى عندما يحجب وجهه (أش 17:8)

أي عندما يسحب رضاه. وسبب الرجاء هو أن الله مُخْلِصٌ لوعوده، وتشهد أعماله الجبّارة في الماضي على قدرته على المساعدة.

إن موضوع رجاء الآباء المذكورين في الأسفار الخمسة الأولى من العهد القديم كان النسل الكبير العدد والحصول على الأرضالتي وعدوا بها

(تك 8:17، حز 8:3، الخ).

وجاء دمار مملكة إسرائيل عام 721ق.م. ومملكة يهوذا عام 587ق.م. ضربة شديدة لآمال شعب الله.

غير أن الأنبياء أحيوا تلك الآمال بطريقة مختلفة.

فقد تحدّث إرميا عن عهد جديد يكتبه الله في قلوب شعبه (31:31، 38:32-41).

ووعد حزقيال أن الله سيتذكر عهده مع إسرائيل (حز 59:16-63).

إن الله سيعطي شعبه قلباً جديداً وروحاً جديدة (حز 25:36-28).

ولكن رجاء إسرائيل لم يمتد إلى ما بعد الموت. إن أولئك الذين ينزلون إلى الحفرة لا ينتظرون رحمة الله (أش 18:38).

وعندما يموت إنسان فلن يوقظ من نومه (أي 21:14).

وفقط في نهاية هذه الحقبة من التاريخ نجد تلميحاً للبقاء الشخصي بعد الموت (حك 5:5، 2مل 46:12)

وللرجاء في العهد القديم بُعدين:

أ‌-على المستوى الاجتماعي:ملحمة العهد القديم هي تاريخ مواعيد الله وتحقيقها رغم العقبات التي وضعها الإنسان في سبيلها وجحوده لها.

وانتظار تحقيق هذه المواعيد هو الرجاء بعينه. ومن بينها مواعيد زمنية مثل الخروج من مصر، عبور البحر الأحمر واحتلال المدن الكنعانية

وبلوغ أرض الميعاد، وبعد السبي، حينما تحطّمت أحلامهم الزمنية

بدأ يدب فيهم أمل العودة، وإلى جانب تلك المواعيد الزمنية

كان الله يحضّر الشعب لأكبر وعد قطعه على نفسه ألا وهو إرسال ابنه ليخلّص الشعب العبري والعالم كله من الجهل والعجز الروحيين

هل تبحث عن  المجد لله في الأعالي

ولاسيما من الإثم والخطيئة التي تقف حائلاً دون بلوغ السعادة.

وعبّر الأنبياء عن انتظارهم للمسيح المخلّص الروحي

بينما بقي الشعب الجاهل ينتظر مسيحاً زمنياً.

وسبب الرجاء بالله هو قوّته (كلما شاء صنع) وجودته الوالدية

»لو نسيت المرأة رضيعها، لا أنساكم أنا يقول الرب«،

ووفاؤه لقسمه »إني أفي بقسمي الذي أقسمته لإبراهيم« (تك 3:26).

ب‌-على المستوى الفردي:يدعو كتاب المزامير لوضع الرجاء في الله: »طوبى للإنسان الذي يتوكّل على الرب« (مز33).

ويقول المزمور 30: »بك اعتصمت يا رب فلا أخزى إلى الأبد، بصلاحك نجّني. أرهف مسمعك نحوي بادر إليّ وأنقذني. كن لي ملجأ عزيزاً

. يا رب ما أعظم إحسانك الذي ادخرته لمن يتقونك، أجزلته للذين يعتصمون«.

ويشير المزمور 5 إلى الذي يتكّل على الثروات:

»هوذا الرجل الذي لم يتخذ الرب له حصناً، إنما اعتمد على وفرة ثرائه واعتز بأهوائه«.

فيخاطب ذلك الإنسان قائلاً: »

لذا فإن الله إلى الدهر يهدمك، ويقلعك، من خيمتك ينزعك، من أرض الأحياء يستأصلك«.

وفي البداية لم يكن محدداً كيف سيبارك الله الصالحين. وفي سِفر الحكمة (23:2؛ 9:3) يبيّن أن الله: »خلق الإنسان للخلود«.

وعندما يموت الرجاء الأرضي يولد الرجاء السماوي. فعندما قرر إبراهيم التضحية باسحق، ابن الموعد، تجلّى رجاؤه بالله، الذي يستطيع أن يمنحه أفضل من اسحق.

وعندما مات رجاء الرسل بمسيح يكون قائداً زمنياً، بدأ يولد من رماد آمالهم المحروقة الرجاء بمسيح روحي جاء يخلّص العالم من الخطئية.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي