السبتيين
الأدفنتست وحفظ السبت
زارنا
قس من السبتيين الأدفنتست، وقال لنا: لقد قيل فى الكتاب إن السماء والأرض تزولان،
وكلمة واحدة من الناموس لا تزول والناموس يقول بحفظ السبت، فلماذا لا نحفظه؟
الرد:
إن
الناموس كما أمر فى العهد القديم بحفظ السبت، أمر أيضاً بتقديم ذبائح حيوانية عن
كل خطية وكل إ ثم (لا 4). فهل هذا (القس) الأدفنتستى يقدم ذبائح حيوانية طاعة
للناموس هو وكل تابعيه؟ وهل يقدمها فى هيكل أورشليم؟ أم هو يكسر الناموس فى هذه
النقطة؟.
وهل
هو يحفظ صوم الشهر الرابع، وصوم الخامس، صوم السابع، وصوم العاشر، حسبما يقول
الكتاب (زك 8: 19) وهل هو يعيد عيد المظال وعيد الأبواق وعيد الحصاد وعيد الفطير،
حسبما يأمر الناموس (لا 23). ولماذا يقول عن هذه الأعياد وهذه الأصوام ” لا
يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس ” (متى5: 18)
وهل
هو وأسرته ويعيدون عيد الفصح كل عام، بأن يأتوا بخروف ويضعوه تحت الحفظ من اليوم
العاشر إلى اليوم الرابع عشر، ويأكلوه مشوياً بالنار، وعلى أعشاب مرة وأحقاؤهم
مشدودة، وعصيهم فى ايديهم، وأحذيتهم فى أرجلهم، ويأكلوه بعجلة0 ويعيدون بعده سبعة
أيام يأكلون فيها فطيراً، ولا يدخل الخمير خلالها فى منازلهم حسبما أمر الناموس
(خر 12: 6 –9) وهل هذا (القس) الأدفنتستى من بنى هارون حسب الناموس؟ وهل هو يخفظ
كل وصايا الناموس حسبما هى موجودة فى العهد القديم؟ وهل يراعى كل قواعد النجاسات
والتطهير، ويمتنع عن أطعمة أمر الناموس بالإمتناع عنها؟
أم
مسألة السبت فقط هى التى تشغله، بينما من أخطأ فى واحدة فقد أخطأ فى الكل (يع 2: 10).
ليت
هذا الأخ الأدفنتستى يخرج من الحرف إلى الروح. ويجتاز دائرة الرمز ليصل إلى
المزمور إليه. فإن بعض الوصايا أعطيت لنا فى العهد القديم، لكى نفهمها بمفهوم روحى
جديد فى العهد الجديد ليته يستمع إلى قول الرسول ” إذا كنتم قدمتم مع المسيح
عن أركان العالم فلماذا كأنكم عائشون فى العالم تفرض عليكم فرائض: لا تمس ولا تذق
ولا تجس ” (كو 2: 10، 21)
من
أمثال هذه الوصايا التى كانت مجرد ” ظل للأمور العتيدة ” وصية السبت
أيضا. فقول الرسول واضح فى نفس المناسبة.
”
لا يحكم عليكم أحد فى أو شرب، أو منن جهة عيد أو هلال أو سبت ” (كو 2: 16)
إذن
فحكم السبت بمعناه الحرفى قد أنتهى. لا يحكم عليكم أحد فيه، حسب تعليم الرسول الذى
قال عن السبت وأمثاله من تلك الفرائض ” التى هى ظل الأمور العتيدة ” (كو
2: 17). ومادام الكتاب قد اعتبر السبت من الوصايا التى هى ظل الأمور العتيدة أى
التى كانت رمزاً وتغيرت إلى المرموز إليه. أى الأحد، إذن فنحن غير مطالبين بحفظه
حرفياً،
حسب
هذه الوصية الصريحة فى العهد الجديد.
ومع
ذلك فكلام الله لا يزول. والسبت بمعناه الروحى لا يزال محفوظاً. فما هو معناه الروحى؟
إن
كلمة (سبت) معناها راحة. ووصية حفظ هذه الراحة الأسبوعية كيوم للرب، مازالت وصية
قائمة. فنحن نستريح فى يوم الرب الحقيقى الذى هو الأحد. فالرب قد استراح فعلاً فى
يوم الأحد. وكيف كان ذلك؟ كيف استراح الرب فى يوم الأحد؟
لقد
استراح الرب من تقديم الخلاص بدمه فى يوم الجمعة، حيث دفع ثمن الخطية كاملاً بموته
على الصليب. وأراح العالم كله من ثمن الخطية. ولكن بقى الموت. وكان لابد للرب أن
يريحنا منه أيضاً حتى لا يبقى شبحاً يرعبنا. وأراحنا الرب منه فى يوم الأحد
بقيامته وانتصاره على الموت. واصبح يوم الأحد يمثل راحة الرب الحقيقية، حيث أراحنا
فيه من الموت ومن أجرة الخطية
ليتنا
إذن نأخذ من الناموس روحه وليس حرفيته.
فالكتاب
يقول إن ” الروح يحيى، والحرف يقتل ” (2كو 3: 6). وروح الناموس هو
الراحة فى يوم الرب. ويوم الرب العظيم كان يوم الأحد، الذى استراح فيه من الموت
أخطر أعداء الإنسان.
ولمزيد
من الشرح، أنظر كتابنا (الوصايا العشر فى المفهوم المسيحى) – الجزء الأول – الوصية
الرابعة.
تم نسخ الرابط