السجود والشركة


السجود والشركة



وظهر له الرب عند بلوطات ممرا …

فرفع عينيه ونظر … فلما نظر ركض…
وسجد إلى الأرض

( تك 18: 1 ، 2)


إن المؤمن الحقيقي فقط هو الذي يستطيع أن يقدم لله سجودًا حقيقيًا. ويلفت أنظارنا أن كلمة «الإيمان» تَرِد لأول مرة في الكتاب المقدس بالارتباط بإبراهيم، أول مَنْ قدَّم سجودًا للرب، إذ قبل أن يقدم سجوده ( تك 18: 2 ) قيل عنه في تكوين15: 6 إنه «آمن بالرب فحَسَبه له برًا». ومن المُحال أن يقدم غير المؤمن سجودًا مقبولاً لله، إذ إنه «بدون إيمان لا يمكن إرضاؤه، لأنه يجب أن الذي يأتي إلى الله يؤمن بأنه موجود وأنه يُجازي الذين يطلبونه» ( عب 11: 6 ).

وفي عبرانيين10: 19- 22 نقرأ عن وصفين لحالة الساجد الحقيقي.

1ـ ثقة الدخول إلى الأقداس بدم يسوع.

2ـ التقدم بقلب صادق في يقين الإيمان.

فلا خوف ولا ظل للشك في كفاية دم المسيح وعمله. وهذا هو الإيمان الحقيقي الذي يجب توافره في القلب لممارسة السجود الحقيقي.

ولقد قدم إبراهيم السجود للرب لأول مرة عندما كان ساكنًا عند بلوطات ممرا التي في حبرون، حيث بنى هناك مذبحًا للرب ( تك 13: 18 مز 16: 11 ، 2). و«حبرون» كلمة عبرية تعني ”الشركة“، و«ممرا» تعني ”دسم أو شبع“. ولا يوجد، على هذه الأرض ما يمكن أن يشبعنا روحيًا غير الشركة مع الآب، ومع ابنه يسوع المسيح (مز16: 11).

وفي هذا المكان، حبرون، مكان الشركة، قَبِل الرب ضيافة إبراهيم: أكل وشرب معه، جلس وتكلم إليه، وهذه هي المرة الوحيدة الفريدة التي حدثت في العهد القديم، أن يأكل الرب مع أي شخص، وهو ما يحدثنا عن الشركة. وفي هذا المناخ العطر والجو العبق، نقرأ عن السجود لأول مرة في الكتاب المقدس.

هل تبحث عن  القراءات اليومية ( يوم الخميس ) 7 ديسمبر 2017

وعندما يترفع قلب المؤمن عن كل شيء حواليه أو داخله، ليمارس في حرية وسعادة الشركة مع الآب ومع الابن، فيشارك الآب في شبعه وسروره بالابن، ويشارك الابن في التمتع بنفس الحب الذي للابن من الآب، وإذ يفيض القلب بفرح شبعه بالآب والابن، هنا لا يمكن إلا أن تفيض الكأس ريَّا في سجود التغني بما هو الآب والابن.

وهكذا فإنه من المستحيل أن يُقدم السجود الحقيقي إلا المؤمن المتمتع بالشركة مع الرب. لقد جلست مريم أولاً عند قدمي الرب في شركة حميمة معه (لو10)، فقدمت له السجود الحقيقي المُشبع لقلبه (يو12).

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي