جاء في الإنجيل المقدس «وذهب الفريسيون (رجال الدين اليهود) وتشاوروا كيف يمسكون يسوع بكلمة. فأرسلوا إليه بعض تلاميذهم وبعض الهيرودسيين (الموالين للقيصر هيرودس) يقولون له: “يا معلم، نعرف أنك صادق، تعلم بالحق طريق الله، ولا تبالي بأحد، لأنك لا تراعي مقام الناس. فقل لنا: ما رأيك؟ أيحل لنا أن ندفع الجزية إلى القيصر أم لا؟” فعرف يسوع مكرهم، فقال لهم: “يا مراؤون! لماذا تحاولون أن تحرجوني؟ أروني نقد الجزية!” فناولوه ديناراً. فقال لهم: “لمن هذه الصورة وهذا الاسم؟” قالوا: “للقيصر!” فقال لهم: “ادفعوا، إذاً، إلى القيصر ما للقيصر، وإلى الله ما لله!” فتعجبوا مما سمعوه، وتركوه ومضوا.»
اخوتنا الأحباء، احدى الإختلافات الرئيسية بين تعامل الله مع الإنسان قبل وبعد مجيء السيد المسيح، هي أن الله اختار له شعباً واحداً اعطاه وصاياه واحكامه قبل مجيء السيد المسيح، وهو الشعب اليهودي. فالشريعة اليهودية لم تكن فقط شريعة دينية توصف حياة المؤمن، بل كانت ايضاً نظام حكم كامل، فيها مستويات سلطة، وعقوبات جسدية للخطايا،…الخ تماماً كأي نظام حكم. اما بعد مجيء السيد المسيح، فالأمور اختلفت، فالمسيحية ليست دين الدولة، ولا هي نظام حكم سياسي او عسكري، ولكن هي اختيار فردي نابع عن حرية مطلقة، نتيجة فهم ووعي على خطايانا والندم عليها والرغبة في التقديس والتطهير والإستعداد للسير عكس تصرفات العالم المادية ومنطق المصلحة الشخصية؛ بل حتى التضحية بالنفس والماديات في سبيل القداسة وطاعة الله؛ وهذا الإختيار جاء نتيجة الإيمان بالسيد المسيح. فالله احبتنا لا يريد اموالنا، ولا بيوتنا، ولا اراضينا، ولا اي شيء مادي، لأن الله خلق كل هذه، وهو غير محتاج لها؛ بل ان ما يريده الله هو محبتنا له واتضاعنا امامه ومحبتنا ومساعدتنا للإنسان من حولنا؛ وبدون هذه، لا توجد اي فائدة مهما قدمنا له من العطايا. فنعم ايها الأحبة، الله ما زال لا يريدنا أن نكذب ونسرق ونزني وغيرها، ولكن اسلوب تعامله معنا لم يعد بأسلوب الشريعة والقوانين والعقوبات، بل بأسلوب المحبة والنعمة والقداسة والإختيار الحر. ويمكنكم ايجاد هذا النص في الإنجيل المقدس في متى ٢٢ : ١٥