الشر العظيم


الشر العظيم



«كَيْفَ أَصْنَعُ هَذَا الشَّرَّ الْعَظِيمَ وَأُخْطِئُ إِلَى اللهِ؟»

( تكوين 39: 9 )


إننا نعيش في عالم فاجر دنس، في مثله عاش يوسف لما بيع إلى فوطيفار في مصر. كانت “مسرات الخطية” معروفة في مصر آنئذٍ، كما هي معروفة الآن في أيامنا هذه. على أن يوسف لم يتخذ من ذلك ذريعة لينزل عن مستوى قداسته. إننا لا نستطيع أن نتعلل بالمستوى الأدبي المنحط المُحيط بنا ، لنُبرّر التسيب في حياتنا.

لم يكن ما يهم يوسف هو: ماذا يقول المجتمع عن فعل كهذا … ولا إن كان سيُكتشف عاجلاً أو آجلاً، أم أن أحدًا لن يعرف به مطلقًا. صحيح هو شعر أن ذلك يُعَّد خيانة لفوطيفار، بيد أن تلك لم تكن هي القضية، بل القضية كانت أن الله يدعو مثل هذا “شرًا عظيمًا”. إنها خطية ضد الله نفسه. وحقيقة أن امرأة فوطيفار كانت ترغب، وتتحايل للوصول إلى ذلك “الشَّرَّ الْعَظِيمَ”، لا تُغيّر من الأمر شيئًا.

كان هذا كافيًا ليجعل يوسف يهرب. وما كان الخطر الجسيم الذي يتهدَّده – إذا هو أغضب زوجة فوطيفار – شيئًا في نظره، إلى جوار الخطية ضد الله؛ إن كل خطية هي في النهاية ضد الله.

لا بد أن داود تمنى لو فهم ذلك، قل أن يرتكب خطيته، حينئذٍ لأنقذ نفسه من وصمة شائنة. وعندما أدرك فداحة خطيته، قال: للرب: «إِلَيْكَ وَحْدَكَ أَخْطَأْتُ، وَالشَّرَّ قُدَّامَ عَيْنَيْكَ صَنَعْتُ» ( مز 51: 4 ). هذا لا يعني عدم المبالاة بما أصاب الآخرين من جرائها، بل يعني أن الخطية هي في المقام الأول ضد الله.

إذا رأينا الأشياء في ضوء محضر الله القدوس، تكون لنا الرؤية الصحيحة «جَعَلْتُ الرَّبَّ أَمَامِي فِي كُلِّ حِينٍ. لأَنَّهُ عَنْ يَمِينِي فَلاَ أَتَزَعْزَعُ» ( مز 16: 8 ).

هل تبحث عن  أين يوجد “المهد المقدس” أو المذود الذي وضع فيه الطفل يسوع؟

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي