سيرة الشهداء زنوبيوس وتيرانيو ورفقاؤهما
السيرة كما وردت في كتاب قاموس القديسين
زنوبيوس وتيرانيو ورفقاؤهما الشهداء
يقدم لنا يوسابيوس وصفًا لما شاهده عن بعض الشهداء المسيحيين فيقول: “العديد من المسيحيين المصريين: بعضهم عاشوا في فلسطين والآخرون في صور، أعطوا براهين عجيبة عن صبرهم وثباتهم في الإيمان. بعد عدد لا حصر له من الجلدات والضربات التي تحملوها بفرح، أخرجوهم لمواجهة الحيوانات المفترسة مثل الضباع، والدببة البرية، والخنازير الوحشية والثيران الهائجة. وعندما أُطلِقت هذه الحيوانات المتوحشة المتعطشة للدم البشري على هؤلاء المؤمنين، بدلاً من أن تفترسهم وتقطعهم إلى قطع كما كان متوقعًا، وقفت رافضة أن تلمسهم أو تقترب إليهم، بل وكانت ترجع إلى الوراء لتهاجم الجنود الذين أطلقوهم.
ومع أن هؤلاء الشهداء كانوا يتمايلون أمام هذه الحيوانات اعتقادًا منهم أنهم بهذه الطريقة يثيرونها ويجعلونها تهاجمهم، كانت الحيوانات تجري نحوهم ولكن فجأة يتراجعوا مدفوعين بقوة إلهية. حدث هذا عدة مرات على مرأى من كل المشاهدين، وتكررت هذه المحاولات على ثلاث دفعات مختلفة دون جدوى. خلال هذا الوقت كله، وقف هؤلاء الشهداء غير مزعزعين، بالرغم من وجود شباب صغير جدًا بينهم.
كان من بينهم شاب صغير لم يتعدَ العشرين من عمره، وقف في مكانه غير مرتعبٍ أو مزعزعٍ، رافعًا عينيه نحو السماء وفاتحًا ذراعيه مثل الصليب، بينما الدببة والضباع بأنيابها القوية تهدد بتقطيعه وبموته في الحال، ولكن بمعجزة كانت تتحول عنه منسحبة.
آخرون تعرضوا لثور هائج، لم يمضِ عليه وقت طويل إلا وقد نطح وطرح في الهواء كثيرين من المضطهدين للمؤمنين، هؤلاء الذين جازفوا واقتربوا منه، وقد تركهم مطروحين على الأرض بين أحياء وأموات. لكنه لم يستطع الاقتراب من هؤلاء الشهداء. كان يقف عاجزًا محاولاً التقدم للأمام بينما يحاول الأشرار بعباءتهم الحمراء أن يستفزوه دون جدوى. وبعد محاولات عدة فاشلة مع حيوانات مفترسة أخرى قُطِعت رؤوسهم جميعًا بحد السيف وأٌلقيت أجسادهم في البحر، وآخرون من الذين رفضوا أن يقدموا القرابين للآلهة قتلوهم أو أحرقوهم أو شنقوهم بأية وسيلة أخرى، وكانت هذه الأحداث في عام 304م.
في تلك الأحداث أيضًا تحتفل الكنيسة بالقديس تيرانيو Tyrannio أسقف صور، الذي كان موجودًا أيضًا ورأى هذا وكان يشجع الشهداء في هذا الجهاد ولكنه لحق بهم بعد ست سنوات، عندما قُبِض عليه وأخذوه من صور إلى إنطاكية مع القديس زنوبيوس، الذي كان كاهنًا وطبيبًا من صيدا، وبعد أن عانا من عذابات كثيرة، ألقوا بهما في نهر أورونتس Orontes.
في زمن اضطهاد الإمبراطور ماكسيميانوس Maximinus، كان استشهاد القديس سيلفانُس Silvanus أسقف Emesa في فينيقية الذي افترسته الحيوانات مع أثنين آخرين، بيلس ونيلس وهما كاهنان مصريان في فلسطين قاموا بحرقهما في النيران، والقديس سيلفانو أسقف غزة الذي طرحوه في منجم نحاس بالقرب من بترا Petra في الصحراء العربية، وبعد ذلك قُطِعت رأسه مع تسع وثلاثين من مرافقيه.
Butler, February 20.