فقال لها أليشع: ماذا أصنع لكِ؟ أخبريني ماذا لكِ في البيت؟
فقالت: ليس لجاريتك شيءٌ في البيت إلا دهنة زيت
( 2مل 4: 2 )
الطريقة التي استخدمها أليشع، هي بحق طريقة الرب التي كان يستخدمها هنا على الأرض في أيام جسده، إذ نقرأ أنه لما جاء إليه تلاميذه وأخبروه عن حاجة الجموع، قبل أن يُظهر نعمته، أظهر عدم قدرة التلاميذ لمواجهة الحاجة بسؤاله لهم: «كم رغيفًا عندكم؟».
ولقد أظهر هذا السؤال أنه ليس عندهم سوى خمسة أرغفة وسمكتين صغيرتين، ولكن ما هذا لهؤلاء؟ هذا عين ما أظهره سؤال أليشع للأرملة، إذ بيَّن أنه ليس لديها سوى «دهنة زيت». ولكن، كيف يمكن لهذه أن تواجه مطاليب الدائن؟ وكما هيأ سؤال الرب الفرصة لإظهار نعمة الله الغنية، هكذا هيأ سؤال خادم الرب الفرصة لإظهار هذه النعمة أيضًا، فالرب أخذ الأرغفة الخمسة والسمكتين وشَخَص إلى السماء وباركها، وكأنه ربط هذا القليل الذي كان بين أيدي التلاميذ، بموارد السماء الغنية، فواجهت حاجة الجموع وفضل منها.
وهذا عين ما حدث في دهنة الزيت التي إذ ارتبطت بقوة الله في غنى نعمته، كان فيها سداد للحاجة وبقي منها.