* من أجل أن الكلمة نزل وأتى ليكون جسدًا مع الجسدانيين، سار في طريق كل المولودين، وبقي في العالم ثلاثين سنة بتواضعٍ. حينئذ بدأ يفعل بقوة جبروته.
عجيب أنه كان ساكنًا في بيت النجار، ومختلطًا بهم، ويسلك حسب عادتهم…
العجب أن السماوات ممتلئة من تمجيده، وقد اكتفي ببيتٍ صغيرٍ يتربى فيه…!
صار طفلًا ورضع اللبن ولم يمل… صار صبيًا وقاس الأسواق بخطواته… صار شابًا وتعبد في بيت النجار. صار رجلًا وأحنى رأسه قدام يوحنا، ومع التائبين نزل للتعميد بتواضعه…
لنصدق أنه أتى وصار جسدًا، لا بالتشبيه بل بالحق. صار إنسانًا ليشعر العالم أن آدم الثاني أظهر نفسه ليجدد العالم عوض الأول الذي لدغته الحية.

لو بدأ يفعل القوات من صباه لكانوا يظلمونه قائلين إنه لم يتجسد بالحق. وأن جسده خيال ولم يكن جسدًا. من أجل هذا ثبَّت ربنا ثلاثين سنة، وحينئذ بدأ يسير بطريق القوات. ليكون بالجسد رجلًا كاملًا يشبه آدم. لأنه خرج ليخاصم العدو (الشيطان) عوض آدم.



القديس مار يعقوب السروجي

هل تبحث عن  يَا فَرِّيسِيًّا أَعْمَى!

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي