العجل المسمن ذُبح وأُكل:
«قَدِّمُوا الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ وَاذْبَحُوهُ، فَنَأْكُلَ وَنَفْرَحَ» (ع23).
يجب أن نلاحظ أولاً الفرق بين كلمات الأب بالارتباط بالحلة الأولى، وهنا بالارتباط بالْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ. في المرة الأولى كانت كلمة: ”أَخْرِجُوا“ (bring forth)، والتي توضح أن الابن الضال كان خارجًا. ولكن الآن بعدما ارتدى الحلة الأولى، وأصبح لائقًا لحضرة الأب – في هذا يقول الرسول: «شاكرين الآب الذي أهَّلَنَا لِشَرِكَةِ مِيرَاثِ الْقِدِّيسِينَ فِي النُّور» (كو1: 12) – فهو الآن داخل بيت الأب فتأتي كلمات الأب «قَدِّمُوا» (bring hither). يا لها من دقة رائعة!
«الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ» يتكلم عن المسيح نفسه في كل سجاياه، وهو أيضًا أُعطي بواسطة الآب. ويُكلّمنا ذبح الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ عن موت المخلص عنَّا، حتى يتسنى للخطاة أن يتصالحوا مع إله قدوس. ولكن «الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ» لم يكن يُذبح فقط، بل كان أيضًا يُؤكل مثل خروف الفصح، والأكل هنا يكلمنا عن الشركة. ولاحظ هنا كلمات الأب، فهو لم يقل “فيأكل” بل «فَنَأْكُلَ». فها الآب مع الخاطئ الذي صولح الآن يأتيان معًا، ويشتركان معًا في ذلك الذي يكلمنا عن المسيح. فذبيحة المسيح هي أساس شركتنا مع الآب.