لنيافة الانبا موسي
اسقف الشباب
يقول :الكتاب عن ام النور وأما مريم فكانت تحفظ جميع هذا الكلام متفكرة ،به في قلبها (لو2 :19 ) :اذن من أهم الفضائل في حياة العذراء . مريم فضيلة التأمل. ولكن السؤال هو ماهي الميادين التي نتأمل فيها
هناك خمسة ميادين هى:
1 – نصوص الكتاب المقدس
شخصيات الكتاب المقدس
3 – سير القديسين
4 – قوانين الطبيعية
5 – أحداث الحياة
اولا نصوص الكتاب المقدس
الانسا ن
المسيحي يلهج في كلام الرب نهارا وليلا وكلمة يلهج في الاصل العبري اي يتهجي (spell ) أى يقرأ كلمة كلمة ويبطء لان كلمات الإنجيل هى روح وحياة . لذلك فالإنسان المسيحي يعتبر كلام الله هو أكسجين الروحى وانسمة الحيوية لأنه كما أن نسمة الهواء تحي الجسد، فإن كلمة الروح
تحي الروح
لذلك يجب ألا يكف الإنسان عن قراءة
الكتاب المقدس أبدا، بل (´يقرأه بانتظام، فهذه الكلمات هى رسالة الله فى حياته وكلمة الله
إلى قلبه. نحن فى احتياج دائم لقراءة الكتاب المقدس بتأمل، نقرأ الإصحاح ونحن مفتوحي الذهن
والقلب.
أليست هكذا كلمتى كنا ر يقول الرب وكمطرقة تحطم الصخر؟ (أر 29:23 ) فالإنسان الذى يقرأ الكتاب المقدس تحرق نار الروح القدس شوائب الخطية التي فيه ومطرقة الروح القدس تحطم بالتبكيت الصخر الذى يعترض حياته. كلمة الله هى أيضا خبز يشبع ويحيى. كما أنها سيف بتار، يقطع الخطية من حياتنا لأن 0 كلمة الله حية وفعالة
وأمضى من كل سيف زى حدين (عب 4 : 12 ).
وكلمة الله أيضا هى نور وسراج سراج لرجلى كلامك ونور لسبيلى (مز 119 : 5 . 1 ) الوصية مصباح والشريعة نور كلمة الله لها فاعلية عجيبة فى حياة الإنسان تغيره وتجدده وتشبعه.
ليتنا نسأل أنفسنا؟ هل نحن نقرأ الكتاب المقدس كاملآ بتأمل وبانتظام وبتأمل.
ثانيأ شخصيات الكتاب المقدس
الإنسان الذى يقرأ الكتاب لن يجد فقط كلام الله، ولكن يجد أيضأ شخصيات يتعلم منها . فمثلآ نتعلم من أدم وحوا عدم الحوار مع الشيطان. ومن قايين وهابيل الذبيحة المقبولة ومحبة الإخوة. ومن أبينا نوح السير مع الله حتى ولو كنت كمازح فى عيون العالم، ومن إبراهيم أب الآباء أن يترك كل شئ من أجل الله، ومن إسحق نتعلم كيف نتمسك بالمواعيد الإلهية. انظروا هذا فى سفر واحد فقط، وجزء بسيط منه سفر التكوين فماذا عن باقى الأسفار! !
عند السيدة العذراء وذكرنا أن هناك
خمسة ميادين للتأمل، ذكرنا منها:
أولأ: نصوص الكتاب المقدس
ثانيأ: شخصيات الكتاب المقدس
ثالثأ: سير القديسين
من يريد التأمل يقرأ فى سير القديسين. قد يقول البعض إنهم من القرن الرابع! نعم، هم من القرن الرابع وما قبله وما بعده، ولكنك كابن لله تقرأ سيرة القديس فتحب فضيلة معينة فيه، هذه الفضيلة تمتصها دون أن تشعر: إذا أعجبت بفضيلة فى السيدة العذراء كالتسليم تأخذ قبسا منها هوذا أنا أمة الرب. ليكن لى كقولك (لو 1:38 ).
فها هى عند الصليب تصغى فى تسليم عجيب… أما العالم فيفرح لقبوله الخلاص وأما قلبى فيلتهب عند النظر إلى صلبوتك .
ومن القديس موسى الأسود نتعلم أن كان دائما مطمئن لا تخف، لأن الذين معنا أكثر من الذين معهما ( 2مل6 :16 )
ومن القديس الأنبا أرسانيوس نتعلم الهدوء والصمت.
رابعا: قوانين الطبيعة
كل شئ فى الطبيعة صنعها المهندس الأعظم الرب يسوع وصنعها بدقة واحكام عجيب… مثلا الأرض تدور حول الشمس وأثناء دورانها تميل بدرجة معينة هى السبب فى الفصول (الشتاء – الصيف – الخريف – الربيع).
هذا المحور إذا مال نصف درجة أكثر لاحترقت الأرض.
قوانين الجاذبية
التى إذا لم يحترمها العلماء أثناء إعدادهم لإطلاق صواريخ الفضاء فإنها ستتحطم حتما كل شئ فى الكون مصنوع بدقة
عجيبة. ومن يتأمل فيها يقول مع المرنم: السماوات تحدث بمجد الله والفلك يخبر بعمل يديه (مز 1:19 ).
خامسأ: أحداث الحياة
لو حدث فى حياتك بركة أوتجربة تأمل فيها وتعمق فيها لو حدث فى حياتك نجاح أو فشل فيه لأن الله يكلمك من خلال هذا الحدث… جاء فى الأخبار أن سيدة فقيرة عجوز فى أمريكا، كان الأهالى يقوتونها إلى أن ماتت. وإذا بالسلطات تكشف فى حجرتها خطابا مغلقا أنها ورثت ربع مليون دولار، لكنها لم تفتح الخطاب وماتت فقيرة. نحن أيضا نحيا فقراء فى الروح رغم الغنى المزخر لنا فى المسيح. لهذا يقول إشعياء النبى: السيد الرب فتح لى أذنا وأنا لم أعاند (إش. 5:5 ).
تعالوا نجلس عند أقدام يسوع مع مريم أم النور، ومريم أخت لعازر، لنتأمل ونشبع، وهكذا نعيش حياة التأمل التى عاشتها السيدة العذراء القديسة مريم.