العذراء سور خلاصنا

العذراء
سور خلاصنا

هل
يصح نقول عن العذراء إنها سور خلاصنا؟ إن أحد البلاميس يشكك فى هذه التسمية،
اعتماداً على قول اشعياء النبى ” تسمين أسوارك خلاصاً ” (ا ش 60: 18).
فهل صارت العذراء فى مكانة الخلاص؟!

الرد:

إن
الكتاب المقدس ليس آية واحدة، بل هو كتاب والذى يستخدم آية واحدة، ويترك الباقى،
لايقدم صورة سليمة لمفهوم الكتاب، ولا المعنى المتكامل الذى يقدمه الوحى الإلهى.
إن كلمة السور تعطى فى الكتاب معنى الحماية: لذلك قال أحد غلمان نابال الكرملى
لابيجايل عن داود ورجاله ” كانوا سوراً لنا ليلاً ونهاراً كل الأيام التى كنا
فيها معهم نرعى الغنم ” (1صم25: 16)، أى كانوا يحمونهم ويحافظون عليهم وبهذا
المعنى كان ينظر إلى ” أسوار أورشليم ” لحماية المدينة من أعدائها،
وأصبحت عبارة ” مدينة بلا سور ” تعنى أنها عرضة لهجوم الأعداء، بلا
حماية بلا حفظ فهل اختص الله وحده بكلمة (سور). أم أطلق هذا المعنى أيضاً على بعض
من البشر. لقد أطلق هذا اللقب على بعض الناس، ولعل فى مقدمتهم أرميا النبى، الذى
قيل له من فم الرب ” وأجعلك لهذا الشعب سور نحاس حصيناً ” (أر15: 20).
فإن كان هذا النبى قد عينه الله بنفسه لحماية الشعب، بحيث يكون سوراً لهم، وسوراً
حصيناً، فليس ضد الإيمان إذن أن تكون العذراء سوراً. فهى ليست أقل من أرميا. ويؤكد
الرب لأرمياء، هذا المعنى أيضاً، فيقول له ” هأنذا قد جعلتك اليوم مدينة
حصينة، وعمود حديد، وأسوار نحاس على كل الأرض: الملوك يهوذا ولرؤسائها ولكهنتها
ولشعب الأرض ” (أر1: 18). ما أعجب أن يكون أرمياء سوراً، لكل الأرض. والعروس
فى سفر النشيد أخذت هى أيضاً لقب ” سور”. ” أنا سور، وثدياى كبرجين.
حينئذ كنت فى عينيه كواحدة سلامة ” (نش8: 10) فإن اعتبرنا العروس هنا هى
الكنيسة، تكون الكنيسة سوراً للمؤمنين، لحمايتهم من السقوط فإن كان أرمياء سوراً،
والكنيسة سوراً، ما الخطأ فى أن تكون العذراء سوراً، تحمينا بصلواتها المقبولة
أمام الله. لقد نلنا الخلاص بدم المسيح. وهذا الذى نلناه يحتاج إلى صلوات تحميه،
وتكون سوراً له، حتى لا نسقط بعد الإيمان. وليس أقوى من صلوات العذراء، والدة
الإله، سور خلاصنا.


تم نسخ الرابط

هل تبحث عن  التزام الإنسان بتصرفاته

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي