العذراء والأماتات الباطنية






أن تعمل بعض أماتاتٍ خارجة، كلبس المسح أو ممارسة الجلد، وأمثال ذلك مع الصوم، أو الأمتناع عن بعض أشياء من المآكل المرغوبة أو من الأثمار المحبوبة قلما يكون بترك جزءٍ من ذاك الشيء المقدم على المائدة للغداء، وكذلك مضغ بعض الحشائش المرة. وأما بارامون العيد فيصير فيه الصوم على الخبز والماء فقط، غير أنه يجب أن تمارس هذه الأشياء كلها بأذن الأب المرشد الروحي.

الا أن الأماتات الباطنية التي تصنع في مدة هذه التسعة الأيام هي أكثر أفادةً، كالأمتناع عن مشاهدة تلك الأشياء أو أستماع تلك الأخبار التي لا أحتياج إليها، بل بمجرد رغبة الفحص عن كل شيء، وكالأبتعاد عن ضوضاء العالم في الأنفراد بقدر الأمكان، وحفظ الصمت، وأتقان واجبات الطاعة، وعدم رد الجواب بقلة صبرٍ، وأحتمال المقاومات، وما يضاهي ذلك مما تمكن ممارسته من دون خطرٍ مبين للمجد الباطل، وبأعظم أجرٍ للنفس، ومن غير أذن المرشد الروحي. واما الرياضة الفضلى، فهي القصد الثابت من أول يومٍ من الأيام المذكورة على أستئصال ملكةٍ رديئة، أو عادةٍ مذمومةٍ، أم نقصٍ يسقط فيه العابد مراتٍ كثيرةً.
هل تبحث عن  زكريا بن يشيا

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي