العظة على الجبل

آ1. فلمّا أبصرَ يسوعُ الجموعَ صعدَ إلى الجبل وجلسَ فتقدَّمَ إليه تلاميذُه.

آ2. وفتحَ فاهُ يُعلِّمُهم قائلاً. إنَّ الإنجيليّ ذكر في هذا الفصل وما يليه خطبة المسيح في الجبل، وهذه الخطبة نفس التي رواها لو 6 كما يظهر من بدايتهما ونهايتهما. وإنْ ذكَر متّى ثمانية تطويبات ولوقا أربعة فلأنَّ تلك الأربعة تتضمَّن بهذه الثمانية. وهذه الثمانية تتضمَّن بتلك الأربعة كما لاحظ مار أمبروسيوس*. ولأنَّ لوقا دأبه الاختصار في ذكر أعمال المسيح ومتّى دأبه الإسهاب في رواية أقواله. وقد تقدَّم هذه العظة أمور غيرها ذكرها متّى في ما بعد. فنظام التاريخ هو أنَّ يسوع بعد أن شفى اليد اليابسة يوم السبت كما روى مت 12: 15، فرَّ من غضب الكتبة إلى بحر الجليل. ولمّا تقاطر إليه الجمع وأبرأ مرضى كثيرين، صعد إلى الجبل حيث قضى الليل ساهرًا بصلاة الله. وصباحًا اختار رسله الاثني عشر كما روى لو 6: 12، ثمَّ نزل من أعلى الجبل إلى محلٍّ صحراء كما يقول لوقا، وتلا هذه الخطبةَ بعضها على تلاميذه وحدهم وبعضها على كلِّ الجمع الذي يظهر من مت 7: 28 أنَّه كان حاضرًا وقت تلاوة هذه الخطبة. فإذًا اختيار المسيح للرسل كان في أعلى الجبل، والخطبة التالية تُليَت في سفح الجبل أو في محلٍّ صحراء كما يقول لوقا. كذا ارتأى ينسانيوس* وفرنسيس* لوقا* وغيرهما. ومتّى ذكر اختيارَ الرسل الذي كان قبل هذه الخطبة إلى ف 10. وقد ارتأى بعضهم، منهم أغوسطينوس* في ك2 في توفيق الأناجيل* رأس 9 وصاحب التأليف الناقص* أنَّ الخطبة التي ذكرها متّى هنا غير التي ذكرها لو 6. وهذا الجبل على ما روى بروكردوس* وغيره هو قريب من كفرناحوم وبحر الجليل، ومشرف على بيت صيدا.

هل تبحث عن  الله لا يُسرّ بموت البشر،‏ حتى الاشرار

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي