فَقَطَعَ عُودًا وَأَلْقَاهُ هُنَاكَ، فَطَفَا الْحَدِيدُ
( 2ملوك 6: 6 )
«فقَطَعَ عُودًا» … لقد استحضر أليشع بوضوح صورة الصليب. لقد جاء الرب يسوع إلى هذا العالم باعتباره العود الأخضر الرَّطْب «نبتَ قدَّامه كفرخٍ وكعِرقٍ من أرضٍ يابسة» ( إش 53: 2 إش 53: 8 ). كان العُود الذي قُطع يحمل الحياة. إنه يُقدِّم صورة عن المسيح الذي «قُطعَ من أرض الأحياء … ضُربَ من أجل ذنب شعبي» (إش53: 8). هذا العود ليس فقط قُطع ولكن أُلقيَ في موضع سقوط الحديد، ولنا أن نتخيَّل أنه حدث شيء من اثنين:
1- إما أن هذا العود وهو يطفو فوق سطح الماء، بدأ يتحدث إلى قطعة الحديد التى توجد فى أسفل النهر؛ بدأ ينصحها بأن تترك الظلمة والطين، وتصعد إلى النور والحياة، وإلى النفع في الاستخدام. وهذا نرى جانبًا رائعًا من تأثير الصليب، لقد قال الرب مرة: «وأنا إن ارتفعت عن الأرض (بالصليب) أجذبُ إليَّ الجميع» ( يو 12: 32 ). ويا له من شيء مجيد أن تترك هذه القطعة الحديدية الطين، وتصعد بفعل جاذبية العود. ومن المؤكد أنها غُسلت بالماء أثناء صعودها. ثم هى جُذبت من الظلمة فى الأعماق إلى النور الموجود فى الخارج، ومن مكان عدم النفع وعدم الإستخدام، إلى السطح حيث الاستخدام بل النفع أيضًا.
2- وهناك تَصَوُّر آخر هو: ليس أن العود ظل طافيًا حتى جذب قطعة الحديد، بل أن العود نزل إلى المياه، وظل ينزل، وربما وهو ينزل كأنه يصرخ: «غمرٌ ينادي غمرًا عند صوتِ ميازيبك. كلُّ تياراتك ولُجَكَ طَمَت عليَّ» ( مز 42: 7 ). لقد كان ينزل وهو يتحمل قضاء الله حتى وصل إلى الطين، فكان لسان حاله: «وضعتني في الجُب الأسفل، في ظُلُمات، في أعماقٍ. عليَّ استقرَّ غضبِكَ، وبكل تياراتك ذلَّلتني» ( مز 88: 6 ، 7)، «خلِّصني يا الله لأن المياه قد دخلت إلى نفسي. غرقتُ في حمأة عميقة وليس مقر. دخلت إلى أعماق المياه والسيلُ غمَرَني» ( مز 69: 1 ، 2). وعندما وصل العود إلى قطعة الحديد ارتبط بها، وحملها وصعد بها إلى السطح. وهل هذا التصوُّر بعيد عن الحقيقة التي حدثت في الصليب؟!
«فقال: ارفعه لنفسِكَ. فمدَّ يدهُ وأخذهُ» فاليد التى أضاعت كل شيء، لا بد أن تعود لتستلم ما أضاعته، وهنا نرى عمل الإيمان، فلا بد أن يكون للإيمان عمل، وإيمان بدون أعمال، ميت. .