الفصل الخامس الخالق العجيب حافظ المسكونة

الفصل الخامس

الخالق العجيب حافظ المسكونة

تساؤلات حول الخليقة

لا نعجب أن يبدأ الكتاب المقدس بالحديث عن أيام الخليقة الستة Haexameron، وكما يقول القديس باسيليوس أن اليوم هنا لا يعني 24 ساعة، لأن الشمس والقمر خُلقا في اليوم الرابع، إنما كل يومٍ يعني حقبة زمنية لا نعرف مداها. هذا ويختم الكتاب المقدس حديثه عن السماء الجديدة والأرض الجديدة (رؤ21: 1).

اهتم كثير من آباء الكنيسة الأولى بالحديث عن الله الكلي الحب الخالق الذي يقدم لنا نعمته الإلهية ورعايته الربانية وحفظه للمسكونة التي يعمل فيها على الدوام معلناً محبته ورعايته وخطته نحو خليقته التي يحفظها.

توجد تساؤلات كثيرة حول علاقة الله بالخليقة، وما هي خطته من نحوها، نذكر منها التالي:

أ. لماذا لم يعلن لن الله عن زمن خلقة الطغمات السماوية وكيف خُلقت؟

ب. لماذا لم يكشف الله عن كل أسرار الخليقة؟

ت. ما هو موقف المؤمن من الفلسفات والأبحاث العلمية الخاصة بالخليقة؟

ث. ما هو مصير هذا العالم المنظور، أي الأرض والشمس والقمر وكل الكواكب؟

ج. ماذا نعني بالله ضابط الكل المدبر لكل أمور المسكونة؟

ح. هل يشغل الله عدد شعر الإنسان (مت10: 30؛ لو12: 7

خ. لماذا خلق الله أشياء تبدو بلا نفع، وبعضها ضار كالحشائش السامة والحيوانات المفترسة والثعابين السامة والعقارب؟

د. لماذا يسمح الله بوجود كوارث طبيعية مثل الزلازل والفيضانات والأعاصير والحرائق في الغابات تمتد إلى مساحات كبيرة؟

ذ. كيف يفسر آباء الكنيسة ستة أيام الخليقة؟

ر. هل من علاقة بين أيام الخلقة وبنياننا الروحي؟

1 – متى خلقت الطغمات السماوية؟

الكتاب المقدس ليس كتاب تاريخ العالم، وإنما غايته تحقيق إرادة الله المملوءة حباً لنا، ومساندتنا لاسترداد صورة الله فينا التي فقدها آدم وحواء، وأن يُلهب قلوبنا بالحب نحوه، وأن ندرك أننا مدعوون للانضمام إلى خورس السمائيين والتمتع بالأمجاد السماوية. لهذا أبرز الكتاب المقدس أن الطغمات تهللت عندما خُلق الإنسان (أي38: 7) على صورة الله، كما أبرز أن الملائكة أرواح خادمة مُرسلة للخدمة للعتيدين أن يرثوا الخلاص (عب1: 14). فهي خُلقت قبل الإنسان.

2 – ما هي غاية التأمل فى الخليقة؟

أولاً: الإيمان بالله، ورعايته للخليقة، وتحقيق إرادته الحكيمة المملوءة حباً وصلاحاً. يترنم المرتل، قائلاً: “السماوات تحدث بمجد الله، والفلك يخبر بعمل يديه” (مز19: 1). يقول القديس باسيليوس الكبير: [إذا ما تطلَّعتَ إلى السماوات، ولاحظت نظامها، فأنت على الطريق نحو الإيمان، فهي تُعلِنُ لك ذاك الذي صنعها. وإن فتحتَ عينيك على جمال الأرض من جديد، فبدورها تتحوَّل إلى براهين على الإيمان بالله. إيماننا به لا يعتمد على معرفة تأتي من عيوننا الجسدية المُجرَّدة، إنما على قوة العقل التي تجعل الأمور التي لا يمكننا رؤيتها منظورة لنا خلال المنظورات. إن نظرت إلى صخرة، فهى تكشف لك عن مظهر من مظاهر قدْرَة صانعها، وهكذا النملة والذبابة والنحلة. كثيرّاً ما تكشف لك أصغر المخلوقات عن حكمة الخالق. بالحقيقة الذي نشر السماء، وملأ مساحات البحر اللانهائية، هو بذاته الذي غرس للنحلة شوكة رقيقة، مثل الأنبوبة ليسري داخلها سُمَّها… لا تسمَح لعدم الإيمان بالتسرُّب إليك أبداً، ولا تقل أبداً إنها الصدفة، أو هكذا وُجِدَتْ. إذ لا وجود لشيءٍ بلا نظامٍ، ولا وجود لشيء غير مُحدَّد. ولا وجود للصدفة، ولا وجود لأحداث وقعت مصادفة للكائنات[130].].

ويقول القدِّيس إيرينيؤس: [تنبع كل الأشياء من الله. وحيث أن المخلوقات عديدة ومتنوِّعة، فهي قد تثَّبتَ وتتناغم مع الخليقة كلها. ومع ذلك فحينما نلاحظها على إنفراد نجدها متناغمة في تقابلها، كالقيثارة التى تتكوَّن من العديد من المقاطع المتقابلة. لكنها في النهاية تعطي نغمة متَّصلة من خلال المقاطع التي تفصل الواحد عن الآخر. لكن يجب ألاَّ ينخدع الباحث عن الحقيقة بالفواصل التي تفصل بين المقطع والآخر أو يتصوَّر أن السبب في ذلك يرجع إلى مُلحن أو آخر، بل عليه أن يثق أنه يوجد كائن واحد قد صنعا جميعاً ليثبت المهارة والجودة وجمال العمل بأكمله.

أولئك الذين يستمعون إلى النغمة يلزمهم أن يُسبحوا الصانع ويمجِّدوه وليظهروا عجبهم بعمله. فتارة يقدِّم لهم مقطوعة عالية، ومرَّة أخرى ناعمة. ليدركوا الفرق بين هذه النغمات المتباينة. وليدركوا الطبيعة الخاصة للبعض الاخر، وحينئذٍ يتساءلون عما يهدف كل منها، وعن سبب التباين.

فلا نيأس أبداً من تطبيق دورنا في الحياة، ولا نحبط الخالق. ولا نلقي إيماننا بالله الواحد الذي خلق الموجودات ولا نجدف على الخالق[131].].

ثانياً: الرد على بعض الأخطاء التي سقط فيها بعض الفلاسفة مثل الادعاء أن السماء والأرض وُجدا عفوياً أو مصادفةً أو تلقائياً[132]. وادعى البعض أن العالم مساوي لله، وُجد معه منذ الأزل، ونادى أتباع ماني بأن الأرض والسماء المنظورة المادية هما من صنع الشياطين وقوات الظلمة، فهي شريرة بطبيعتها. ونادى بعض الغنوصيين بأن العالم من صُنْعِ الإله الخالق Demiurge وهو في نظرهم إن لم يكن إلهاً شريراً فهو أقل من الكائن الأعظم خالق الروح لا المادة.

ثالثاً: الانطلاق في رحلة إلى أعماق النفس: يؤكد القّدِيس باسيليوس أنه فى دراسة الخليقة يلزم الانطلاق في رحلة إلى أعماق النفس، ليكتشف المؤمن العالم المُصَغْر الأروع بكثير من العالم الخارجي. يؤكد القّدِيس أن التعرَّف على السماء غير المنظورة أسهل من تعرَّف الإنسان على أعماقه. الإنسان الداخلي هو عالم خاص وثمين يلزم الدخول فيه بروح الله القدوس، فنعرف أنفسنا وننمو في معرفة الله. كثيراً ما تحدَّث القدِّيس عن الحاجة إلى تعرُّف الشخص على حقيقة نفسه، لا على ما هو حَوْلَه، أو ما يملكه. يقول القدِّيس باسيليوس: [لا تبحث عن الخارج… إنما اعبرْ إلى الداخل، إلى الأماكن المَخْفِيَّة فى نفسك، وهنا تتعلَّم: “في البدء كان الله” في نفسك، كما في عالم مُصَغْرٍ، فستكتشف الحكمة العظيمة لذاك الذي خلقك[133].].

كثيراً ما يُكَرِّر القدِّيس باسيليوس أن الإنسان مَرْكَز المسكونة، يجد في العالم احتياجاته المادية[134]، كما يقيم من العالم مدرسة تُهَذِّب سلوكه. نذكر على سبيل المثال الآتي[135]:

1 – كما تُعطِي الشمس نوراً، هكذا بَدَّدَ القديسون في العصور القديمة ظلمة الجهالة[136].

2 – كما ينمو القمر فيصير بدراً ويضمحل، هكذا ينجح البشر في الفضيلة كما يفشلون بالتتابع[137].

3 – تكتشف بعض الحيوانات بالغريزة الفصول المقبِلة وتستعد لها، هكذا يليق بالمسيحيين أن يترقَّبوا الأبدية ويتعجَّلوها[138].

4 – تسير الحيوانات مَحْنِية الظهر، تتطلع إلى الأرض وإلى بطنها، أما الإنسان فخُلِقَّت رأسه إلى فوق ليهتم بالسماويات لا الأرضيات[139].

5 – يجد الإنسان فى الخليقة مدرسة تُدَرِّبه على سلوكه مع إخوته البشر خلال تطلُعه لتصرُفات الخليقة غير العاقلة[140]. من الأمثلة التي أشار إليها القديس باسيليوس الآتي:

أ. سلوك الغربان مع اللقلق باستضافة الغرباء[141].

ب. تصرُف اللقلق بنبلٍ مع والديه اللقلق العجوز، يُعَلِّم التزام الأبناء بآبائهم في شيخوختهم[142].

ج. يتعلَّق الخفّاش ببعضه البعض كسلسلة، يُقَدِم حباً طبيعياً.

د. لا تتعدَّى حيتان السمك حدود المنطقة البحرية التى تُلزِمها بها الطبيعة، فتُقَّدِم مثالاً للذين يُحَرِّكون العلامات ليغتصبوا جزءاً من حقل جارهم[143].

ه. لملكة النحل حُمة، لا تستخدمها للانتقام لنفسها، فتُعلِّمنا أن نكون لطفاء مع الغير[144].

هل تبحث عن  ...أما المسيح فكانت أولى عباراته من فوق الصليب هى صلاة لأجل قاتليه وآخر عباراته هى صلاة لأجل نفسه

و. تبقى اليمامة أرملة بعد موت الذكر، كمثال يلزم أن يقتدي به الذين يطلبون الزواج الثاني بعد موت الطرف الآخر[145].

3 – هل تجاهل الآباء الدراسات العملية المعاصرة لهم؟

في دراستنا لمدرسة الإسكندرية رأينا أنها وإن ركَّزت على تفسير الكتاب المقدس إلاَّ أنها كانت تقدم دراسات فى كثير من الدراسات العلمية والفلسفية المعاصرة لها. وبنفس الروح أراد القدِّيس باسيليوس أن يُقَدِمَ لجمهور المُستمِعين تفسيراً كتابياً لخلقة العالم يحمل فكراً فلسفياً وعلمياً مُبَسَّطاً، يمكن للعامة أن يتابعوه. ساعده في ذلك دراساته الفلسفية وثقافته اليونانية العلمية، استخدمها بهدفٍ كرازي إنجيلي. قَدَّمَ ما هو لبنيان شعبه من جهة خلاصهم، مع عدم تجاهُل الجانب العلمي المُعاصِر له. فقد أراد أن يُقَدِّم تفسيراً روحياً لقصة الخليقة حسبما وردت فى سفر التكوين، حتى يتلمسوا الخالق.

استخدم القدِّيس باسيليوس نفسه ما يليق من كتابات أفلاطون وأرسطو والرواقيين وغيرهم. إنه يقبل ما هو نافع ومفيد منها لبنيان نفوسنا[146]. وقد انشغل كثير من الدارسين للتعرف عن أثر الفلاسفة اليونانيين على أفكار باسيليوس الخاصة بالكوزمولوجي Cosmology (علم الكونيّات).

يُخطِىء من يظن أن اعتماد القدَّيس على الفكر الكتابي ورفضه الاعتماد على الحكمة البشرية المُجرَّدة فيه رفض للدراسة العلمية، سواء بالنسبة للخليقة أو غيرها، خاصة وأنه سَجَّل مقالاً يتحدْث فيه بوضوح للشباب أن يَقْبَلوا ما هو نافع في الدراسات العلمية والفلسفية.

التطور العلمي الحديث السريع والمستمر يؤكد لنا أن الإنسان الذي عاش منذ آلاف السنين مدعو للتقدم، لقد وهب الله الإنسان عقلاً جباراً يعطش إلى المعرفة المستمرة. كلما نال معرفة أسرار الطبيعة ازداد عطشاً لمعرفة أعظم وأكثر عمقاً، وحسب نفسه أنه لا زال على شاطئ المعرفة.

4 – هل يعرف الإنسان لماذا خلق الله المسكونة وكيف خلقها؟

يبقى الإنسان مع تقدمه فى العلم والمعرفة يفترض نظريات بخصوص الخليقة، سرعان ما يستبدلها بنظريات أخرى. بعض كبار الباحثين ظنوا أنه توجد قوة مجهولة وراء هذه الخليقة المنظورة وغير المنظورة. وقام بعض المؤمنين بعمل إحصائيات لكبار الباحثين الذين أنكروا وجود الله الخالق، وفى الفترات الأخيرة من حياتهم أدركوا عجزهم عن الوقوف أمام الخالق عند موتهم ومفارقتهم لهذا العالم، فآمنوا بما ورد فى الكتاب المقدس.

5 – ماذا نعرف عن دور الله في الخلقة؟

إن كان الله قد خلق العالم في زمن معين، فقد سبق الله فعرف أنه سيخلق العالم بخطةٍ معينةٍ، ليس عن إلزام طبيعي بل بكامل حرية إرادته، وليس بعوامل خارجية، إنما خلال صلاحه اللانهائي ومحبته وحكمته وعنايته الإلهية التى تعطي سلاماً وفرحاً للخليقة العاقلة السماوية والبشرية متى تمتعوا بنعمته واستناروا بروحه القدوس وتذوقوا عذوبة الحياة المطوَّبة، واختبروا عربون الحياة الأبدية.

6 – ما هي شهادة الكتاب المقدس والتقليد المقدس لخالق الكل؟

أ. افتتح العهد القديم السفر بقوله: “في البدء خلق الله السماوات والأرض” (تك1: 1).

ب. يقول داود النبي في سفر المزامير: “لتخشَ الربّ كل الأرض، ومنه ليخف كل سكان المسكونة. لأنه قال كن فكان. هو أمر فصار” (مز33: 8 – 9).

ت. يقول إرميا النبي: “صانع الأرض بقوته، مؤسس المسكونة بحكمته، وبفهمه بسط السماوات. إذا أعطى قولاً تكون كثرة مياه في السماوات، ويصعد السحاب من أقاصي الأرض. صنع بروقاً للمطر وأخرج الريح من خزائنه” (إر10: 12 – 13).

ث – يقول العلامة ترتليان: [إنه وُضع مشروع كقانون الإيمان أنه لا يوجد سوى الله الواحد وليس معه آخر؛ هو خالق العالم وموجد الكون من العدم بواسطة كلمته[147].].

7 – هل حدث تغيير في الله بدعوته الخالق؟

منذ الأزل “الله محبة”، حبه كامل ومشترك بين الثالوث القدوس، دون الحاجة إلى مخلوقات قام بخلقها. كان الله كاملاً حتى قبل الخلقة، أما دعوته الخالق والمدبر للخليقة وسيد الخليقة فهذه جميعها صدرت عن طبيعة الحب دون أن تضيف إليه شيئاً، بجانب صلاحه وقداسته.

كان الله حراً ولازال، كان له أن يخلق أو لا يخلق. لم يتحرك الله للعمل بواسطة آخر خارج جوهره، بل الله يفعل ما يسرّه بحرية إرادته.

8 – ما هو دور ابن الله في عمل الخلقة؟

يقول الإنجيلي يوحنا: “كل شيءٍ به كان، وبغيره لم يكن شيءٍ مما كان” (يو1: 3). كل عمل إلهي بخصوص خلقة العالم يصدر من الآب بالابن ويكمل بالروح القدس[148]. لن يتم عمل إلهي بواسطة أقنوم دون الأقنومين الآخرين، بل هو عمل الثالوث القدوس معاً في وحدة وليس خلال ثلاثة أعمال منفصلة عن بعضها البعض.

9 – ما هو ارتباط الخلقة بالزمن؟

بدأ الزمن مع بدء الخلقة، وبعد زوال المسكونة لا يعود يوجد زمن بل نتمتع بالحياة الأبدية وبالمجد الذى أعدَّه الرب لنا.

10 – هل كانت خطة الخلقة في ذهن الله منذ الأزل؟

بالرغم من أن عمل الخلقة تحقق في الزمن، غير أن خطة الخلقة منذ بدايتها حتى زوال المسكونة كانت في الذهن الإلهي قبل كل الأجيال. فالخليقة ليست مشاركة لله في أزليته.

أما تسمية الله أنه الخالق والمدبر والمعتنى بخليقته ورب الخليقة، هذه لم تسبب تغييراً في جوهر اللاهوت، لأن منذ الأزل الله محبة، وخطة الخليقة المنظورة وغير المنظورة إنما هي تعبير عن محبة الله وصلاحه التي لم تكن قط خاملة منذ الأزل.

لقد خلق المسكونة بإرادته الحرة، ولم يخلق شيئاً أو كائناً شريراً. في كل مرحلة من الخلقة قيل “ورأى الله (ذلك) أنه حسن (تك1: 4، 10، 12، 18، 21، 25، 31). هذا التعبير (أنه حسن) يكشف أن الله لم يخلق شيئاً عن احتياج له أو لنفعه، وإنما من أجل الصلاح وبدافع الحب. لم يُلزم البشر على الصلاح بل وهبهم حرية الإرادة، لأنهم على صورة الله. وإذ أساءوا هذه العطية قدم وعداً لأبراره لعلاج الأمر:” فبما أن هذه كلها تنحل، أي أناس يجب أن تكونوا أنتم في سيرة مقدسة وتقوى؟ منتظرين وطالبين سرعة مجيء يوم الربّ الذي به تنحل السماوات ملتهبة والعناصر محترقة تذوب، ولكننا بحسب وعده ننتظر سماوات جديدة وأرضاً جديدة يسكن فيها البرّ “(2بط3: 11 – 13).

العالم الحاضر حسن جداً لكنه ليس كاملاً، لهذا سيعبر ويتحقق الوعد الإلهي بالسماء الجديدة والأرض الجديدة. “السماء والأرض تزولان، ولكن كلامي لا يزول” (مت25، 24).

11 – لماذا اختار الله موسى ليعان له عن الخلقة ويتعرَّف على أسراره الإلهية؟

أ. تَمّتَّع موسى بالشركة مع الله والأُلفة معه، فتأهل أن يراه وجهاً لوجه ويتعرف على أسراره.

ب. استهان موسى بالقصر الملكي، ونزل إلى الشعب يشاركه مذلَّته. يقول الرسول: “بالإيمان موسى لما كبر أبى أن يُدعى ابن ابنة فرعون، مفضلاً بالأحرى أن يُذل مع شعب الله على أن يكون له تمتع وقتي بالخطية، حاسباً عار المسيح غنى أعظم من خزائن مصر، لأنه كان ينظر إلى المجازاة” (عب11: 24 – 26). هكذا لن يعرف المؤمن أسرار الله ما لم يشارِك المتألمين والمحرومين والذين ليس لهم من يسأل عنهم.

ج. هروبه إلى البرية لمدة 40 عاماً قَدَّم له فرصة للتأمل في الخليقة، والتعرَّف على خالقها.

د. لم يخضع موسى للضعف، ففي سن الثمانين رأى الله خلال العليقة الذي لم يره أحد قط.

ه. قيل عنه: فتهذب موسى بكل حكمة المصريين وكان مقتدراً في الأقوال والأعمال “(أع7: 22). لم يستهن موسى بحكمة المصريين، هكذا يمكننا أن ننتفع بكل ما هو حولنا.

هل تبحث عن  آمون بهرموبوليس

و. اكتشف موسى أن الله هو خالق المسكونة من العدم، لا تُشارِكه المادة أزليته. وأن الله هو الجمال القادر أن يهبنا جمالاً، فيصير كل ما فينا “حسناً جداً”.

ز. اكتشف أن الثالوث القدوس هو العامل في الخليقة: فالآب قال. وبالابن تّمَّتْ الخلقة. والروح القدس يرف على وجه الغمر ليُقِيم عالماً بديعاً.

12 – ما معنى “كانت الأرض خربة وخالية (غير منظورة) (تك1: 2)؟

يقول القديس باسيليوس: [كانت الأرض غير منظورة لسببين: ربما لأنه لم يكن قد خُلِقَ بعد الإنسان الذي يستطيع رؤيتها، أو لأن الأرض كانت مغمورة بالمياه فلا يمكن رؤيتها. لأن الله لم يكن قد أمر المياه بعد ان تجتمع في أماكنها التي أطلق عليها فيما بعد بحاراً… ولأن النور لم يوجد بعد، والأرض تُحِيط بها ظلمة[149].].

13 – ما معنى “روح الله يرف على وجه المياه” (تك1: 2)؟

يقول القديس باسيليوس: [يُقصَد بروح الله أي الروح القدس، الذي هو الأقنوم الثالث المُكَمِّل للثالوث القدوس. كيف كان روح الله يتحرَّك على وجه المياه؟ أجاب على هذا السؤال أحد الآباء السريان… قائلاً إن معنى كلمتي “كان يرفّ” تعنيان انه كان يعطي قوة وحياة لطبيعة المياه، تماماً كما يفعل الطائر عندما يرقد على البيض بجسمه، لمنحه بالدفء قوة وحيوية. هذاالمَثَّل يُقرِّب لنا الصورة بقدر المستطاع. كان روح الله يُعِدّ طبيعة المياه لتصبح ملائمة، لتعيش فيها الكائنات الحيّة. وهذا دليل كاف لكل من يتساءل عمّا إذا كان روح الله قد قام بدورٍ فعَّال فى خلقة العالم[150].].

14 – لماذا بدأ الله بخلقة النور؟

يقول القديس باسيليوس الكبير: [أول كلمة نطق بها الله خلقت طبيعة النور (تك1: 3)، جعلت الظلام يتلاشى… وأعطت لجميع الكائنات مظهراً حلواً ومجيداً… كلمة واحدة من الخالق أعطت في لمح البصر النور للعالم… لم يمدح الله النور من أجل جمال منظره، وإنما بالأكثر من أجل فائدته المستقبلية، لأنه حتى ذلك الحين لم تكن توجد أعين لتحكم على جمال منظره[151].].

15 – لماذا يكرر سفر التكوين: “رأى الله ذلك أنه حسن” (راجع تك25، 21، 12، 10، 4، 1)؟

قال هذا ليس من أجل المظهر الخارجي، وإنما من أجل أنه كان كاملاً وتاماً من الناحية الفنية ويحقق رسالته مع بقية الخليقة[152]. هكذا صلاح الإنسان في تحقيق رسالته والعمل مع الآخرين.

16 – لماذا أمر بوجود مياه في الطبقات العليا ومياه تحت الأرض ومياه تتجَمَّع في البحار والأنهار؟

تمّ ذلك بحكمةٍ فائقةٍ لصالح الإنسان. جميعها تسَبِّح الله وتُمَجِّده “سبِّحي الرب من الأرض يا أيتها التنانين. وكل اللجج” (مز148: 7). هذا ويرفض القديس باسيليوس تفسير المياه التي فى الطبقات العليا أنها تشير إلى قوات الخير، والتي في أعماق البحار إلى قوات الشرّ.

17 – ما هى حكمة الله في قوله فى اليوم الثالث “لتنبيت الأرض” (تك1: 11)؟

أولاً: قال ذلك قبل خلقة الشمس، لكي يقتنع الذين يعبدون الشمس أنها ليست مصدر الحياة.

ثانياً: سمح بذلك قبل خلقة الحيوانات حتى تجد طعاماً لها[153].

ثالثاً: في اليوم الثالث أنبتت الأرض أعشاب وأشجارٍ روحيةٍ نافعةٍ ومُبهجةٍ. إن رأيتَ العشب في الحقول، فكِّر في طبيعة البشر، وتَذَكّر المقارنة التي قام بها إشعياء الحكيم: “كل جسدٍ هو عشب، وكل صلاح هو كزهر الحقل[154]“.

رابعاً: نطلب من الله أن يعمل في أرضنا الداخلية، ليكسوها بنباتات وأشجار روحية نافعة.

خامساً: أوجد النباتات بسماتها المُتبايِنة وثمارها المتنوعة، حتى يعتزَّ كل إنسان بما يهبه له الله دون أن يحسد الآخرين أو يتشامخ عليهم. حتى النباتات السامة لها منافعها وغاياتها.

سادساً: يجيب القدِّيس باسيليوس على السؤال: لماذا خلق الله مع النباتات المُفِيدة نباتات سامة؟ [خلق الله الإنسان ووهبه العقل، يقدر أن يُمَيِّزَ ما يفيده مما يضره، بينما أعطى الحيوانات بالغريزة أن تأكل ما هو نافع لها، ولا تأكل ما هو مميت. بعض الطيور والحيوانات تأكل هذه النباتات ولا يُصيبها أذى. يستخدم الإنسان بعض النباتات الخطرة للتخدير وعلاج بعض الأمراض المستعصية[155].

يليق بنا كمؤمنين أن نتشبَّه ببعض النباتات. [مثل زيتونة خضراء في بيت الرب “(مز52: 8). لا تفقد أبداً رجاءك، بل زيِّن إيمانك بزهرة الخلاص. تشبَّه إذن بالنبات فى خضرته الدائمة، وتنافسه في أثماره، إذ تُرَى في كل يومٍ مملوء حناناً، تُعطِي صدقة وفيرة[156].].

يختم القديس باسيليوس الكبير عظته عن خلق النباتات بقوله: [إذ تلقَّت الطبيعة الأمر الإلهي الأول، تستمر بغير توقُف عبر الأزمنة وحتى انقضاء الدهر. لذا هلم نسرع إذ لدينا الوقت أن نثمر ونمتليء بصالح الأعمال، فنكون أغصاناً مُثمِرة في بيت الله (مز92: 13)، فننجح في يوم دينونة إلهنا باسم ربنا يسوع المسيح الذي له المجد والقدرة إلى أبد الأبد، آمين[157].].

18 – إن كنا نُبهَر بجمال الشمس، كم بالأكثر بجمال خالقها شمس البرِّ؟

يقول القديس باسيليوس: [إن كانت الشمس وهي قابلة للانحلال جميلة جداً وعظيمة… وتسلك في توافق تام وتَناسُب أكيد مع الكون، وبجمال طبيعتها تلمع مثل العين اللامعة فى وسط الخليقة، والإنسان لا يَمِلُّ من التأمل فيها، فكم يكون جمال شمس البرِّ؟ وإذا كان الإنسان الضرير يعاني الآلام من عدم رؤيته الشمس المادية، فكم يكون مقدار الحرمان للخاطئ الذي لا يَتَمَتَّع بالنور الحقيقي؟ [158].

19 – ماذا نتعلم من القمر؟

يبدو لنا القمر متغيِّراً من وقت إلى آخر، تارة نراه بدراً وأخرى هلالاً وثالثاً كمن هو مختفي أو مظلم. يقول القديس باسيليوس الكبير: [يُذَكِّرنا منظر القمر بتقَلُب البشر، فيجدر بنا ألا نفتخر باحتياجات هذه الحياة، ولا نُمَجِّد قوتنا، فتَحْمِلنا مظاهر الغِنَى الوقتية إلى الاهتمام بأجسادنا المُعَرَّضة للتغيير. بالأحرى يجب علينا أن نهتم بالروح، فصلاحها ثابت لا يَتَغَيَّر. فأنت تحزن، لأن القمر يفقد عظمته تدريجياً، ألا تحزن بالأحرى على روح كانت لها كل الفضائل، ثم فقدتها كلها لإهمالها، إذ ان مشاعرها مُتغيِّرة، واهدافها غير ثابتة. وما يقوله الكتاب هو حق، “الجاهل يَتَغَيَّر كالقمر” [159].].

20 – لماذا خلق الله الزحافات التي في الأنهار والبحار والبحيرات؟

يقول القدِّيس باسيليوس الكبير: [تزيَّنَت الأرض بالنباتات، والسماء بالنجوم والنيِّرين كعينين لها. يبقى أن تتزيَّن المياه! لذا صدر الأمر (تك1: 20)، فصارت الأنهار والبحيرات مُثمِرة، فاضت بنتاجها الطبيعي، وتمخَّض البحر بالكائنات السابحة، ولم تُكَسِّل المياه عن عملها حتى في الطين والمستنقعات… كل مخلوق يسَبِّح سواء على سطح المياه، أو يغوص إلى العمق، له طبيعة الزحَّافات، إذ هو يجر ذاته في المياه. ولبعض الحيوانات المائية أرجل تَمْشِى، خاصة البرمائية، كعجل البحر والكابوريا والتمساح وفرَس النهر والضفادع، فقد أعطِيّتْ كلها القدرة على السباحة[160].].

21 – ماذا نتعلم من السمك المهاجر؟

يقول القدِّيس باسيليوس الكبير: [توجد أسماك رُحّل، فإذا جاء موعد تكاثُرها رحلت، هذه من خليج، وتلك من آخر، تدفعها غريزة طبيعيَّة عامة، مُسرِعة إلى البحر الأسود. فترى هذه الأسماك، إبّان رحيلها، كالسيل يتدفَّق فى البوسفور نحو البحر الأسود. من حَرَّك مسيرتها؟ وأين الملك الذي يصدر لها الأمر بالرحيل؟ والأوامر التي عُلِّقَتْ في الساحات العامة، وعَيَّنَتْ موعد السفر؟ وأين القادة؟ إنك ترى العناية الإلهيَّة تُتَمِّم كل شيءٍ، وتعتني بأدنى الخلق. فالسمك لا يٌقاوِم القوانين الطبيعية التي وضعها الله، أما نحن البشر فإنَّنا نُخالِف تعاليمه. فلا تحتقر الأسماك لأنها خرساء وغير ناطقة، وخف أن تكون أقلّ تَعقُلاً منها حينما تُخالِف أوامر خالقك. استمع إلى الأسماك، لا ينقصها غير النطق، وسلوكها يقول لك: إن حِفْظ الجنس يَحْمِلنا على مباشرة هذا السفر الطويل. ليس عندها إدراك، بل شريعة طبيعيَّة راسخة كل الرسوخ في غريزتها تدفعها إلى ما يجب أن تعمله. فتقول: هلم بنا إلى البحر الأسود… أن ماءه أعذب من ماء سواه، والشمس فوقَه أقل حرارة فلا تمصّ ماءه الحلو كله، لهذا يصعد السمك في الأنهار ويبعد عن البحار، ويُفَضِّل البحر الأسود ليستقبل ويربِّي فيه صغاره، ومتى قضى هناك مأربه، عاد جميعاً أدراجه، لماذا؟ كانه بمسلكِه يقول لنا: “البحر الأسود قليل الأعماق، عُرَّضَة للعواصف العنيفة، قليل الملاجئ، وكثيراً ما تقلبه الرياح الهوجاء رأسّاً على عقب، وتُعَكِّره أكوام من الرمال. وهو فوق ذلك بارد شتاءً، لِمَا يُصَبُّ فيه من الأنهار العظيمة”، فيهجره السمك، بعد ما أفاد منه صيفّاً، ويُعَجِّل العودة إلى دفء المياه العميقة، والمناطق التي بها دفء الشمس، فيستريح في بحر هادئ بعيداً عن ريح الشمال العاتية. تقطع السمكة البحار كلها بحثاً عن بعض منافعها، وأنت ماذا تقول، إذا كنت تعيش في التواني والكسل؟ فلا يحتج أحد بالجهل، فإن فينا ذهناً طبيعياً يُظهر لنا لياقة الخير وينفّرنا من الأفعال المُضِرَّة[161].].

هل تبحث عن  ادخلني الى مرعاك و احصني مع خراف رعيتك المختارة

22 – كيف نتعلم حتى من الكائنات الصغير المُحتقرة؟

يروي لنا القدِّيس باسيليوس القصة التالية التي تدفعنا اللوقوف أمام عمل الله العجيب. [سمعت يوماً رأياً قاله لي إنسانٍ يعيش بالقُرْب من البحر، وهو أن بالبحر قنفذ صغير مُحتقَر ينبّئ الملاَّحين (بحالة البحر)، بالهدوء والعاصفة. إذا شعر القنفذ مُقَدَّمَاً بأن عاصفة قادمة، ينزل تحت صخرة كبيرة، ويمسك بها كمرساة، فيُدفَع بعُنفٍ، وهو في مأمنٍ بعد أن يستخدم ثقله لمقاومة الأمواج فلا تلعب به. وإذ يرى الملاَّحون هذه العلامة، يدركون أنهم مُهَدَّدون برياح صاخبة عنيفة، فاضطرابات الهواء التي لا يستطيع مُنَجِّم أو فَلَكيّ أن يُفَسِّرها بالنجوم، يمكن للقنفذ أن يُلهَم بذلك السرِّ. إنه الرب سيد البحر والريح، هو وحده جعل هذا الحيوان الصغير يدل على حكمته العظيمة… إن كان الله لا يترك القنفذ بدون عنايته، فهل لا يعتني بك أنت؟! [162]].

23 – كيف ننتفع من خلقة حيوانات البرية؟

يتحدث القديس باسيليوس في العظة التاسعة من عمله “ستة أيام الخليقة” موضحاً الآتي:

أ. الإنسان كائن سماوي رأسه في القمة مع استقامة ظهره يتطلَّع بسهولة إلى السماء، أما الحيوان فجسمه منحني يتطلَّع إلى الأرض وإلى بطنه. لذا يليق بنا أن نتذكَّر أننا مواطنون سمائيون.

ب. تشترك الحيوانات في عدم وجود عقل وإرادة حُرَّة، ومع هذا يليق بنا أن نتعلَّم من بعضها: فالغزال رقيق، والنملة مُجتهِدة، والكلب شاكر وأمين ووفي في صداقته، والفرس شجاع في المعارك.

ت. تَعْرِفُ بعض الحيوانات التغييرات الجوية، فإذ يقترب وقت الربيع تقترب نحو الأبواب تنتظر الخروج.

ث. غالباً ما يفتح القنفذ فتحتين عند أطراف جحره، فإذا هَبَّت الريح من الشمال يغلق الفتحة من الشمال والعكس بالعكس.

ج. تهتم الحيوانات بصغارها أو بوالديها العاجزين عن الحركة، بينما لا نجد هذا أحياناً في البشر.

24 – ماذا يقصد الكتاب بقوله: “ورأى الله ذاك أنه حسن” (تك1: 10)؟

في خلقه العالم كل ما خلقه الله في ذلك الحين كان طاهراً وجميلاً وغير مؤذٍ.

25 – هل يمكن للعالم أن يوجد بدون خالقه؟

كل المخلوقات في حاجة إلى الخالق، كما يحتاج الطفل إلى المرضعة. في حديث بديع يقارن القديس مار يعقوب السروجي بين عناية الأم برضيعها وعناية الخالق بمحبوبه الإنسان، إذ يقول:

[يحتاج الطفل إلى المرضعة ليحيا منها، ويحتاج المخلوق إلى الخالق ليقوم به.

لو تركت الأم الطفل عندما تلده، لكان من الأصلح له ألا يأتي إلى الولادة منها.

ورب العالم لو تركه بعد خلقته لتلاشى، وكان من الأفضل له لو لم يوجد من البداية.

إنه لا يتركه، فالمرأة لا تترك طفلها، وإن نسيته، فالله لا ينسى خليقته أبداً (إِش49: 15) [163].].

26 – هل يقدر أحد أن يصف قيمة النفس البشرية سوى الخالق؟!

ليس من إنسانٍ مهما بلغت حكمته ومعرفته وعلمه وتقواه أن يرى نفسه his soul مع أنه متأكد من وجودها، وتقديرها على المستوى السماوي، ويصعب بل يستحيل أن يضع لنفسه العاقله حدوداً ومقاييس جسدانية مادية. عند لقائنا برب المجد يسوع على السحاب، يجتمع المؤمنون معاً كعروسٍ سماوية مقدسة مرتدية برّ العريس السماوي، موضع دهشة السمائيين وحبهم. سنقف في دهشةٍ كيف لم نستطع ونحن في العالم أن ندرك حقيقة نفوسنا التي يهتم بها الله نفسه ويسكب بهاءه عليها، وتسكن معه في أورشليم العليا أشبه بإحدى الطغمات السماوية الفائقة الجمال.


[130] Homily on Psalm 32 (33): 3.

[131] Adv. Haer. 25: 2. ترجمة دكتورة إيفا إدوارد بدمياط.

[132] St. Basil Hexamaeron, homily 1: 1.

[133] Hom. In illud, 4 PG 481: 31 B.

[134] Hom. In martyrem Julittam, 6.

[135] Cf. Philip Rousseau: Basil of Caesarea, University of California, 1994, p. 324.

[136] St. Basil Hexamaeron, homily 1: 1.

[137] St. Basil Hexamaeron, homily 2: 6.

[138] St. Basil Hexamaeron, homily 10: 6 f.

[139] St. Basil Hexamaeron, homily 3: 9.

[140] Hom quod rebus mundanis adhaerendum non, 5.

[141] St. Basil Hexamaeron, homily 5: 8.

[142] St. Basil Hexamaeron, homily 5: 8.

[143] St. Basil Hexamaeron, homily 4: 8.

[144] St. Basil Hexamaeron, homily 4: 8.

[145] St. Basil Hexamaeron, homily 5: 8.

[146] St. Basil Hexamaeron, homily 1: 9.

[147] De pracscriptione hacretiocorune, ch 13. PL. 26: 2.

[148] Gregory of Nyssa: That there are not three gods, PG 125: 45.

[149] St. Basil Hexamaeron, homily 1: 2.

[150] St. Basil Hexamaeron, homily 6: 2.

[151] St. Basil Hexamaeron, homily 7: 2.

[152] St. Basil Hexamaeron, homily 10: 3.

[153] St. Basil Hexamaeron, homily 1: 5.

[154] St. Basil Hexamaeron, homily 2: 5.

[155] St. Basil Hexamaeron, homily 4: 5.

[156] St. Basil Hexamaeron, homily 6: 5.

[157] St. Basil Hexamaeron, homily 10: 5.

[158] St. Basil Hexamaeron, homily 10: 6.

[159] St. Basil Hexamaeron, homily 1: 6.

[160] St. Basil Hexamaeron, homily 7.

[161] راجع الأب الياس كويتر المخلصي: القديس باسيليوس الكبير، منشورات المكتبة البوليسية، بيروت، 1989، ص319؛ ترجمة الأب ج. عقيقي اليسوعي. St. Basil Hexamaeron, 4: 7.

[162] St. Basil Hexamaeron, homily 5: 7.

[163] الميمر 27 (راجع أيضاً الدكتور الأب بهنام شوني: الإنسان في تعليم مار يعقوب السروجي، 1995، ص138 – 139).

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي