الفصل الخامس عشر

الفصل
الخامس عشر

أسلوب
الكاتب وتشبيهاته

من
يقرأ هذا الكتاب المزيَّف المسَمَّي زورَا بإنجيل برنابا للوهلة الأولي يدهش من
أسلوب الكاتب المزوِّر غير المتَّزن وتشبيهاته وأفكاره الخرافيَّة وفكره الصوفيّ
الرهبانيّ المتطرِّف وتطرُّفه في الهجوم علي العقائد المسيحيَّة الذي دفعه
للإنفعال الشديد ومبالغته في كلِّ شيءٍ وخلطه بين كلِّ شئٍ!

1-
أمثلته وتشبيهاته:

(1)
المقارنة بين الإنسان والحذاء! قال في (ف10: 18) ” أيتَّفق وجود إنسان أشد
إعتناء بحذائه منه بابنه؟ “، وقال في (ف20: 125) متسائلاً ” أم إنَّكم
تحسبون أحذيتكم أكرم من نفسكم لأنَّه كلَّما انفتق حذاؤكم أصلحتموه؟ “!! فما
هي العلاقة بين الإنسان وحذائه؟ وما العلاقة بين النفس والحذاء؟!

(2)
الكسل والمراحيض! وقال في (ف10: 75) ” الكسل مرحاض يتجمَّع فيه كلّ فكر ٍنجس
ٍ “!! وقال في (ف5: 84-7) ” هل رأيتم مرة البراز ممزوجًا بالبلسم؟ …
لأنَّ كلّ كلمة عالميَّة تصير براز الشيطان علي نفس المتكلِّم “!!

(3)
براز الإنسان وبراز الشيطان!! وقال في (ف20: 135) ” أمَّا الدركة الرابعة (في
الجحيم) فيهبط إليها الشهوانيُّون حيث يكون الذين عبروا الطريق التي أعطاهم اللَّه
إيَّاها كحنطة مطبوخة في براز الشيطان المحترق “!!

1-
فهل يُعقل أن يستخدم المسيح، الذي هو أسمي وأبرّ وأنقي وأطهر من ظهر علي الأرض،
أمثلة وتشبيهات بهذه القذارة؟! ” الحذاء والمراحيض والبراز “؟!

2-
وهل يتبرَّز الشيطان وهو روحٌ؟! وكيف يتبرَّز والبراز هو فضلات الأكل؟! ألا تدلّ
أمثلة الكاتب وتشبيهاته وأسلوبه علي حقيقة البيئة التي نشأ وتربَّي فيها؟! يقول
الربّ يسوع المسيح ” اَلإِنْسَانُ الصَّالِحُ مِنْ كَنْزِ قَلْبِهِ
الصَّالِحِ يُخْرِجُ الصَّلاَحَ وَالإِنْسَانُ الشِّرِّيرُ مِنْ كَنْزِ قَلْبِهِ
الشِّرِّيرِ يُخْرِجُ الشَّرَّ. فَإِنَّهُ مِنْ فَضْلَةِ الْقَلْبِ يَتَكَلَّمُ
فَمُهُ ” (لو6/45).

(4)
غرامه بالقمل! قال في (ف14: 57) أنَّ ” كلّ قملة كانت علي إنسان حبًّا في
اللَّه تتحوَّل إلي لؤلؤة ” يوم الدينونة!! وقال في (ف19: 57) ” الحق
أقول لكم أنَّه لو علم العالم هذا لفضَّل قميص الشعر علي الأرجوان والقمل علي
الذهب “؟!! وهنا يبدو غرام الكاتب بالقمل! بل ويدعو لإقتناء أكبر كمٍّ ممكن
منه! أي يدعو إلي القذارة!! متصوِّرًا أنَّ الأعلي مكانةً في الجنَّة هو الأعلي
درجة في القذارة والذي بجسده أكبر كمّ ممكن من القمل؟!!

(5)
النتانة والأوساخ والقذارة والزناخة! وتحدَّث في (ف23: 132-24) عن صاحب الينبوع ذو
الثياب المنتنة والجيران الذين يزيلون وسخهم بماؤه! فقال ” ها هوذا ينبوع
لأحد الأهالي يأخذ منه الجيران ليزيلوا به وسخهم ولكن صاحب الماء يترك ثيابه تنتن
“!! كما تحدَّث في (ف16: 139) عن ” الطريق القذرة “! وفى (ف151) عن
نتانة الجسد وعن الزيت الزنخ والملح المنتن!!

ويدلّ
أسلوب الكاتب وأمثلته هنا علي اعتياده علي استخدام ألفاظ مثل القمل والبراز
والمراحيض والزناخة والنتانة والقذارة، مما يدلّ على شخصيَّته ذات الألفاظ
المنحطَّة وبيئته الموجود فيها.

أين
هذا من أسلوب المسيح السامي وأمثلته السامية الطاهرة والبسيطة؟!!

2-
السبّ والشتيمة والحلفان:

قال
الربُّ يسوع المسيح ” مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلاً يَكُونُ
مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ وَمَنْ قَالَ لأَخِيهِ: رَقَا (أي فارغ) يَكُونُ
مُسْتَوْجِبَ الْمَجْمَعِ، وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ
جَهَنَّمَ … لاَ تَحْلِفُوا الْبَتَّةَ … بَلْ لِيَكُنْ كَلاَمُكُمْ: نَعَمْ
نَعَمْ لاَ لاَ ” (مت5/22و34و37). لقد نهي تمامًا عن السبِّ والشتيمة
والحلفان. يقول الكتاب المقدَّس عنه ” الَّذِي إِذْ شُتِمَ لَمْ يَكُنْ
يَشْتِمُ عِوَضاً وَإِذْ تَأَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يُهَدِّدُ بَلْ كَانَ يُسَلِّمُ
لِمَنْ يَقْضِي بِعَدْلٍ ” (1بط2/23)، ” هُوَذَا فَتَايَ الَّذِي
اخْتَرْتُهُ حَبِيبِي الَّذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي. أَضَعُ رُوحِي عَلَيْهِ
فَيُخْبِرُ الأُمَمَ بِالْحَقِّ. لاَ يُخَاصِمُ وَلاَ يَصِيحُ وَلاَ يَسْمَعُ
أَحَدٌ فِي الشَّوَارِعِ صَوْتَهُ. قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لاَ يَقْصِفُ وَفَتِيلَةً
مُدَخِّنَةً لاَ يُطْفِئُ حَتَّى يُخْرِجَ الْحَقَّ إِلَى النُّصْرَةِ. وَعَلَى
اسْمِهِ يَكُونُ رَجَاءُ الأُمَمِ ” (مت12/18-21).

وكان
أسلوبه أسلوب صاحب السلطان علي كلِّ المخلوقات الذي أذهل كلَّ مستمعيه، يقول
الكتاب ” فَتَحَيَّرُوا كُلُّهُمْ حَتَّى سَأَلَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً
قَائِلِينَ: «مَا هَذَا؟ مَا هُوَ هَذَا التَّعْلِيمُ الْجَدِيدُ؟ لأَنَّهُ
بِسُلْطَانٍ يَأْمُرُ حَتَّى الأَرْوَاحَ النَّجِسَةَ فَتُطِيعُهُ! ”
(مر1/27)، ” فَبُهِتُوا مِنْ تَعْلِيمِهِ لأَنَّ كَلاَمَهُ كَانَ بِسُلْطَانٍ
” (لو4/32)، ” فَلَمَّا أَكْمَلَ يَسُوعُ هَذِهِ الأَقْوَالَ بُهِتَتِ
الْجُمُوعُ مِنْ تَعْلِيمِهِ لأَنَّهُ كَانَ يُعَلِّمُهُمْ كَمَنْ لَهُ سُلْطَانٌ
وَلَيْسَ كَالْكَتَبَةِ ” (مت7/28-29)، ” فَبُهِتُوا مِنْ تَعْلِيمِهِ
لأَنَّهُ كَانَ يُعَلِّمُهُمْ كَمَنْ لَهُ سُلْطَانٌ وَلَيْسَ كَالْكَتَبَةِ
” (مر1/22)، ” وَسَمِعَ الْكَتَبَةُ وَرُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ فَطَلَبُوا
كَيْفَ يُهْلِكُونَهُ لأَنَّهُمْ خَافُوهُ إِذْ بُهِتَ الْجَمْعُ كُلُّهُ مِنْ
تَعْلِيمِهِ ” (مر11/18).

أمَّا
هذا الكاتب المزوِّر فقد ناقض ذلك ونسب للمسيح أنَّه سبَّ كلّ واحدٍ، كما سبق ونسب
إليه الحقد والكره والمرض النفسيّ واللطم وخبط رأسه بالأرض وتعفير وجهه بالتراب!!
لقد جعل المسيح، مسيح برنابا المزيَّف، يسبّ ويشتم ويلعن ويحلف في كلِّ مناسبة
ولأيّ سببٍ وبدون سببٍ!!

فقد
سب البُرص الذين تقدَّموا إليه للشفاء ” أيَّها الأغبياء أفقدتم عقلكم ”
(ف15: 19)، وسبَّ الجموع بسبب من يسمِّيهم بالكفَّار ” إنَّ الكلب أفضل من
رجلٍ غير مختون … أيَّها الجهَّال ماذا يفعل الكلب الذي لا عقل له لخدمة سيِّده
” (ف2: 22و40) هل الكلب أفضل من الإنسان؟!!

وفي
(ف24: 26) يسبّ التلاميذ ” أنكم تكونون مجانين إذا كنتم لا تعطون حواسكم
للَّه “!! وفي (ف27) سبّ الكتبة ” أيَّها الكتبة ا لكاذبون “!!
وشتم بطرس ” إنَّك لغبيّ ” (ف5: 42)، والعالم كلّه ” أيَّها العالم
المجنون ” (ف18: 74)، والذين تضرَّعوا إليه لأجل إقامة اِبن أرملة نايين من
الموت ” العالم مجنون وكادوا يدعونني إلهًا “!! (ف10: 47)، مع أنَّه
يقول إنَّهم طلبوا منه ذلك باِعتباره نبيّ لا إله!! وفي (ف27: 51) سبَّ الشيطان
بقوله له ” أنت سخيف العقل “!! وفي (ف6: 77) يقول ” قولوا لي إذ
كان أحد جالسًا علي المائدة ورأي بعينيه طعامًا شهيًا ولكنه اختار بيديه أشياء
قذرة فأكلها ألا يكون مجنونًا “!! وشتم برنابا ” صرت غبيًا يابرنابا
” (ف18: 88)، وسبّ كلّ الجموع ” انصرفوا عني أيَّها المجانين “!!
(ف 19: 92)، وشتم يوحنَّا ” أيَّها الغبي “!! (ف8: 104)، ومتَّي ”
إنَّك لفي ضلالٍ يا متَّي “!! (ف9: 104)، ودعا أبو إبراهيم ” الوالد
الغبي!! (ف27: 26)، ووصف الابن الضال بالخسيس ” لما جاء هذا الخسيس “!!
(ف7: 147)، وقال: ” من يسهر بالجسد وينام بالنفس لمصاب بالجنون “!! (ف7:
108).

ولم
يتَّهم الربّ يسوع المسيح أحدًا بالجنون ولم يسبّْ كلّ أحد هكذا بسبب وبدون سبب بل
قال: ” إِنَّ كُلَّ كَلِمَةٍ بَطَّالَةٍ يَتَكَلَّمُ بِهَا النَّاسُ سَوْفَ
يُعْطُونَ عَنْهَا حِسَاباً يَوْمَ الدِّينِ ” (مت12/36).

وجعل
المسيح يحلف في كلِّ مناسبةٍ ولأي سببٍ لكي يصدِّقه الناس، وهذا عكس ما قاله الرب
يسوع المسيح ” لاَ تَحْلِفُوا الْبَتَّةَ ” (مت5/35)!! ويذكر الكاتب
حوالي 50 مرة زعم فيها أنَّ الربّ يسوع المسيح حلف (1)!!

وكانت
أهم العبارات التي نطق وحلف بها هي؛ ” لعمر اللَّه ” و” لعمر
اللَّه الذي تقف نفسي في حضرته ” و” لعمر اللَّه الذي أقف في حضرته
” و” لعمر اللَّه الذي في حضرته تقف نفسي ” و” لعمر اللَّه
الذي نحن في حضرته “!! وفضلاً عن أنَّ الربَّ لم يحلفْ إطلاقَا ونهي عن
الحلفان تمامًا، فلا نعرف لماذا اختار الكاتب ” عمر اللَّه ” ليحلف
به؟!! وهل للَّه عمر؟!! إنَّ العمر يحسب بالسنين التي عاشها الكائن الحيّ، فهل
للَّه عدد سنوات تحدِّد بداية عمره ليحلف بها؟!! اللَّه أزليّ أبدىّ لابداية له
ولا نهاية ولا يتأثَّر بالزمن، ويقول عن نفسه ” أَنَا اَلأَوَّلُ وَأَنَا
الآَخِرُ ” (اش48/12)، ” اَلَّذِي كَانَ وَاَلْكَائِنُ وَاَلَّذِي
يَأْتِي ” (رؤ4/8). أمَّا تعبيره ” الذي تقف نفسي في حضرته ” فهو
أسلوب عربيّ تمتلئ به كتب الأحاديث الدينيَّة والسِيَر وليس له مثيل في الكتاب
المقدَّس عمومًا.

3-
الرهبنة والنسك والتقشف:

ويبدو
واضحًا من الكتاب أنَّ الكاتب كان أقرب ما يكون إلي الراهب أو متأثِّر بالفكر
النسكيّ الرهبانيّ بدرجةٍ كبيرةٍ، لأنَّ كتابه يمتلئ بنصوصٍ عديدةٍ تدلّ علي فكر
رهبانيّ نسكيّ متقشِّفٍ ولكنَّه متطرِّفٍ في دعوته للجميع ليعيشوا بهذا الأسلوب!!
بل ويبالغ جدًا في دعوته للتقشُّف إلي درجة القذارة وإقتناء القمل!! وفي دعوته
للنوم ساعتَين فقط!! وفي دعوته لرفض الحياة في المدن!! وإمتهان الجسد والنوح
والبكاء والحزن وبغض النفس!!

?
يقول في (ف10: 16) ” اعبدوا اللَّه واحتقروا العالم ”

?
وفي (ف22) ” يجب أ نْ يُمتهن الجسد، ويُداس كالطين … أمَّا ماهيَّة الجسد
الآن فواضح من رغائبه أنَّه العدو الأوَّل لكلِّ صلاح فإنَّه وحده يتوق إلي الخطية
… أذكروا إليشع الذي أكل خبز الشعير ولبس أخشن الأثواب ”

?
وفي (ف25) ” إحفظ جسدك كفرسٍ تعشْ في أمن لأنَّ القوت يُعطَي للفرس بالمكيال
والشغل بلا قياس ويوضع اللجام في فيه ليسير بحسب إرادتك ويُربط لكي لا يزعج أحدًا
ويُحبس في مكان حقير ويُضرب إذا عصي، فهكذا أفعل أذًا أنت يا برنابا تعشْ دوما مع
اللَّه “!!

?
ويقول في (ف57) ” إنَّ قصّ الشعر سيشرق كالشمس وكل قملة كانت علي إنسان حبًّا
في اللَّه تتحوَّل لؤلؤة … لو علم هذا لفضل قصَّ الشعر علي الأرجوان والقمل علي
الذهب والصوم علي الولائم “!!

?
ويقول في (ف11: 59) ” إنَّ الراحة في هذا العالم إنَّما هي سمّ التقوى والنار
التي تأكل كلّ صالح “،

?
ويدعو في (ف14: 62) للإمتناع عن أكل اللحوم!!

?
ويقول في (ف2: 109) ” يجب تجنُّب الرقاد الجسديّ جهد الطاقة “،

?
ويقول في (ف28: 110) ” السهر والصوم من حيث النفس لازمان دومًا لنا ولسائر
الناس “!!

?
ويقول في (ف2: 101و3) ” يجب النوح عوضًا عن المسرَّة والبكاء عوضًا عن الضحك
“، وفي (ف1: 103و4) يقول ” إنَّ بكاء الخاطئ يجب أنْ يكون كبكاء أبّ علي
اِبن مشرف علي الموت … إنَّ الإنسان يُُخطئ في البكاء علي أي شئ إلاَّ علي
خطيئته فقط “، وفي (ف1: 107) يقول” أوَّل شئ يتبع الحزن علي الخطية
الصوم “، وفي (ف109) يقول ” يجب أنْ ينقلب الضحك بكاء والولائم صومًا
والرقاد سهرًا “!! ويقول في (ف5: 124) ” إنَّ أهمّ شئ هو ” بغضك
لنفسك التي أغضبت اللَّه وتغضبه كلّ يوم “!!

?
ويقول في (ف41: 145-43) ” متي أكلوا عليهم أنْ يقوموا عن المائدة دون شبع …
ليكن ثوبًا واحدًا من جلد الحيوانات كافيًا. علي كتلة التراب أنْ تنام علي الأديم
(الترب)، ليكفْ كلّ ليلة ساعتان من النوم، عليه أنْ لا يُبغض أحد إلاَّ نفسه
“.

?
أخيرًا يقول في (ف119) ” من ينظر إلي النساء وينسي اللَّه الذي خلق المرأة
لأجل خير الإنسان يكون قد أحبَّها وإشتهاها وتبلغ منه شهوته مبلغًا يحبّ معه كلّ
شئ شبيه بالشيء المحبوب فتنشأ عن ذلك الخطية التي يخشي ذكرها، فإذا وضع الإنسان
لجامًا لعينيه يصير سيِّد الجنس الذي لا يشتهي ما لا يقدم له “!!

وهذه
الأفكار والأقوال والأحاديث الرهبانيَّة النسكيَّة والتقشُّفيَّة هي نقل شبه حرفيّ
لما جاء في كتب الرهبنة اللاتينيَّة بل والقبطيَّة مثل كتاب ” بستان الرهبان
“!! والتي لم يكنْ لها وجود – بهذه الصورة – قبل تأسيس الرهبنة القبطيَّة في
أواخر القرن الرابع الميلادي. وتدلّ علي أنَّ الكاتب كان أقرب ما يكون إلي
الرهبان، وغالبًا هو الراهب اللاتينيّ فرامرينو الذي زوَّر هذا الكتاب سنة 1575م
وإدَّعي كذبًا أنَّه إختلسه من مكتبة البابا سكستس!!

4-
الدعوة للنوح والبكاء وتحريم الضحك والحبّ!!

يدعو
الكاتب في هذا الكتاب للنوح والبكاء وتحريم الضحك!! ويُصَوِّر المسيح وتلاميذه
دائمي البكاء علي أيّ شئٍ وبدون سببٍ!

?
يقول في (ف13: 16) ” طوبى للذين ينوحون علي هذه الحياة “،

?
ويزعم أنَّ آدم وحواء بكوا لمدة ” مائة سنة بدون انقطاع “!! (ف16: 34)
كيف؟!! وهل يقبل عقل مثل هذه الخرافة؟!

?
ويزعم أنَّه بعد عظة ليسوع بكي تلاميذه بسبب كلامه وتضرَّعوا إليه قائلين ”
يا سيد علمنا أن نصلي ” (ف1: 37) ماذا يستوجب البكاء هنا؟!

?
كما يزعم أنَّهم بكوا بعد سماع قصَّة آدم وطرده من الفردوس ” فبكى التلاميذ
بعد هذا الخطاب “!! (ف1: 42).

?
وبعد حديثه عن الدينونة ” وبينما كان يتكلم يسوع بكى التلاميذ بمرارة، وأذرف
يسوع عبرات كثيرة ” (ف1: 58)!!

?
ولأنه سينصرف عنهم!! (ف7: 72)،

?
ويزعم أنَّ يسوع بكي في حديثه مع المرأة السامرية!! (ف1: 82)،

?
وبكي وهو يكاشف برنابا بأسراره!! (ف5: 112)،

?
وزعم أنَّ يسوع يطلب النوح والبكاء بدلاً من الضحك والمسرَّة!! (ف1: 101)،

?
ويطلب من الخاطئ أنْ يبكي بمرارة علي خطيئته (ف1: 103)،

?
ويبكي الكاتب عند الكلام عن الإتضاع!! (ف11: 184)،

?
كما بكي وهو يتكلم عن مثل حجي وهوشع!! (ف1: 187).

لقد
كان البكاء والحزن والنوح هو دعوة هذا الكتاب!!

وهاجم
الضحك ومن يضحكون واخترع لذلك أسبابًا ومواقف خياليَّة لامبرِّر لها!! فزعم أنََ
يسوع قال ” الضحك العاجل نذير البكاء الأجل “، وأيضًا، ” لا تذهب
إلي حيث الضحك بل إجلس حيث ينوحون … ألا تعلمون أن الله في زمن موسى مسخ ناسا
كثيرين في مصر حيوانات مخوفة لأنهم ضحكوا واستهزأوا بالآخرين “!! وهذه
القصَّة الخرافيَّة لا أساس لها ولا وجود لمثلها ولا وجود لفكرة المسخ من الأساس
في الكتاب المقدَّس!! ولا تسمح حكمة اللَّه ومحبَّته بمسخ البشر لمثل هذا السبب أو
غيره، ولو فعل اللَّه ذلك لمسخ كلّ البشريَّة!!

وهاجم
الحبّ أيضًا:

?
فزعم أنَّ اللَّه عاقب إبراهيم بذبح اِبنه لأنَّه أحبَّ اِبنه ” وأحب إبراهيم
ابنه اسماعيل أكثر قليلا مما ينبغي لذلك أمر الله إبراهيم أن يذبح ابنه ليقتل
المحبة الأثيمة في قلبه ” (ف10: 99)!! ? وزعم أنَّه لما أحبَّ داود اِبنه
أبشالوم حبًّا شديدًا، ” جعل اللَّه اِبنه يثور عليه ويتعلَّق من شعره ويموت
“!! وأنَّه لما أحبَّ أبشالوم شعره، جعله اللَّه حبلاً عُلِّقَ عليه
ومات!!” وأحب داود ابشالوم حباً شديداً لذلك سمح الله أن يثور الابن على أبيه
فتعلق بشعره وقتله يواب، ما أرهب حكم الله أن أبشالوم أحب شعره أكثر من كل شيء
فتحول حبلاً علق به ” (ف11: 99).

?
كما زعم أنَّه لما أوشك أيُّوب أنْ يُفّرِّط في حبِّ أبنائه وبناته ” دفعه
الله إلى يد الشيطان فلم يأخذ منه أبناءه وثروته في يوم واحد فقط بل ضربه أيضاً
بداء عضال حتى كانت الديدان تخرج من جسمه مدة سبع سنين ” (ف12: 99)!!

?
وأنَّه لما أحبَّ ” يعقوب ابنه يوسف أكثر من أبنائه الآخرين لذلك قضي اللَّه
ببيعه وجعل يعقوب يُخدع من هؤلاء الأبناء أنفسهم حتَّي أنَّه صدَّق أنَّ الوحش
إفترس اِبنه فلبث عشر سنوات نائحًا ” (ف14: 99)!!

هل
يعقل هذا أنْ يُعاقب اللَّه الأنبياء بسبب الحبّ؟!! والغريب أنَّ الكاتب، كعادته،
يُناقض نفسه ويقول: ” أحب … قريبك كنفسك ” (ف6: 30)!! كيف يُحِبّ
الإنسان قريبه كنفسه بينما يزعم أنَّ اللَّه يُعاقب علي مثل هذا الحبّ؟!!

5-
الاغتسال والصلاة وطقوس الكاتب الدينيَّة:

يقول
الكاتب أنَّ يسوع وتلاميذه كانوا يغتسلون قبل الصلاة وأنَّهم كانوا يؤدُّون خمسة
صلوات يوميَّة إلي جانب صلاة الجمعة!! وقد حاول تأييد ذلك بأفكارٍ خياليَّة
خرافيَّة!!

(1)
الاغتسال (الوضوء): يقول الكاتب أنَّ الأغتسال أو الوضوء قبل الصلاة فريضة إستنَّها
اللَّه وعلَّمها لإبراهيم عن طريق الملاك ” قال إبراهيم ماذا يجب عليّ أنْ
أفعل لأعبد إله الملائكة والأنبياء الأطهار؟ فأجاب الملاك: إذهب إلي ذلك الينبوع
وإغتسل لأنَّ اللَّه يريد أنْ يكلِّمك. فأجاب إبراهيم كيف ينبغي أنْ أغتسل؟
فتبدَّي له حينئذ الملاك شابًا يافعًا جميلاً وإغتسل من الينبوع قائلاً ”
إفعل كذلك بنفسك يا إبراهيم “!!

?
وزعم في (ف10: 138) أنَّ يوحنَّا قال ليسوع ” يا معلِّم لنغتسل كما أمرنا
اللَّه علي لسان موسي “.

?
وفي (ع11و12) يقول أنَّه ” لا يقدم أحد صلاة مرضية للَّه إنْ لم يغتسل،
ولكنَّه يحمِّل نفسه خطية شبيهة بعبادة الأوثان “!!،

?
وفي (ف1: 61و2) يقول أنَّ يسوع ” إغتسل هو وتلاميذه طبقًا لشريعة اللَّه
المكتوبة في كتاب موسي، ثم صلُّوا “!!

?
وفي (ف10: 84) يقول ” قولوا لي أتحذرون متَّي إغتسلتم للصلاة من أن يمسَّكم
شئٌ نجسٌ؟ نعم بكل تأكيد “.

?
وقال في (ف13: 92) أنَّهم وجدوا يسوع ” وقت الظهيرة إذ كان يتطهَّر هو
وتلاميذه للصلاة حسب كتاب موسي “!!

(2)
الصلوات الخمس وصلاة الجمعة!! زعم الكاتب أنَّ يسوع كان يصلِّي الصلوات الخمس
يوميًا وهي: الفجر والظهر والمساء والليل والعشاء إلي جانب صلاة الجمعة!! علمًا
بأنَّ هذا الترتيب في الصلاة وصلاة الجمعة وُجد في بداية القرن السابع الميلاديّ
مع ظهور الإسلام، والصلوات الخمس مرتبطة بقصَّة الإسراء والمعراج والتي تقرَّرت
علي أساسها صلوات المسلمين بخمس صلوات هي، صلوات؛ الفجر والظهر والعصر والمغرب
والعشاء.

ولم
يكن الربّ يسوع المسيح يصلِّي في مواعيد محدَّدة بلّ كان يصلِّي في كلِّ وقت،
وكانت دعوته هي الصلاة في كل حين ” يَنْبَغِي أَنْ يُصَلَّى كُلَّ حِينٍ
وَلاَ يُمَلَّ “(لو 18/1)، وأيضًا دعوة رسله ” صَلُّوا بِلاَ
انْقِطَاعٍ. اشْكُرُوا فِي كُلِّ شَيْءٍ “(1تس5/17-18).

?
قال الكاتب المزوِّر في (ف20: 89) ” أجاب يسوع: قد حان لنا أنْ نصلِّي صلاة
الفجر “.

?
وفي (ف1: 106) ” ولما فرغ يسوع من صلاة الفجر “،

?
وقال في (ف3: 13) ” وبعد صلاة الظهر كان منتظرا في الهيكل ليصلي صلاة الظهيرة
“. (أنظر 1: 156؛9: 163)،

?
وفي (ف2: 133) يقول ” اقتربت ساعة الصلاة فمني انتهت صلاة المساء أفيدكم
“،

?
ويقول في (ف1: 131) ” وبعد صلاة الليل اقترب التلاميذ من يسوع “،

?
وفي (ف3: 61) يقول ” ثم فتح يسوع فاه بعد ” صلاة العشاء “!!

?
ويقول في(ف1: 123) ” فلما كان صباح الجمعة جمع يسوع تلاميذه باكرًا للصلاة
“!!

(3)
ملاكا الخير والشر! قال في (ف4: 121) ” لأنَّ اللَّه أعطي لكلِّ إنسانٍ
ملاكَين مسجلين أحدهما لتدوين الخير الذي يعمله الإنسان والآخر لتدوين الشر
“. وهذا الفكر لا مثيل له في تعاليم الربّ يسوع المسيح، وإنَّما هو فكرٌ
إسلاميٌّ يدلّ علي ديانة الكاتب قبل دخوله المسيحيَّة وارتداده عنها وكذلك ديانة
مصطفي العرندي المورسكي الذي يعرف حقيقة هذا الكتاب المزيِّف بنصَّيه الأسبانيّ
والإيطاليّ.

(4)
الختان: رفضت المسيحيَّة الختان كضرورةٍ للخلاص بحسب الفكر اليهوديّ، ولكن لم
ترفضه كطهارة للجسد، أو كضرورةٍ صحيَّة، وكان عدم ختان المسيحيِّين في أوروبا
سببًا لمشاحنات بينهم وبين اليهود، ولما دخل العرب الأندلس وكانوا متمسِّكين
بالختان انضمُّوا مع اليهود في مطالبة الأوروبيِّين بضرورة الختان، فتأثَّر الكاتب
بذلك، ويبدو أنَّ مساعدة مصطفي العرندي كانت ديانته الأولي اليهوديَّة، فبالغ في
تمجيد الختان حتَّي أنَّه قال إنَّ الكلب أفضل من غير المختون!! واِعتبر أنَّ غير
المختونين نجسين ومحرومين من دخول الفردوس!! وكعادته حاول بيان أصل الختان
بالخرافات غير المنطقيَّة!!

?
قال في (ف24: 21) أنَّ يسوع رفض شفاء اِبنة المرأة الكنعانيَّة ” لأنَّهم
كانوا من غير أهل الختان “! وقال ” لا يحسن أنْ يأخذ الخبز من أيدي
الأطفال ويطرح للكلاب، إنَّما قال يسوع هذا لنجاستهم لأنَّهم كانوا من غير أهل
الختان “!!

?
وقال في (ف2: 22) ” إنَّ الكلب أفضل من رجل غير مختون “!! ثم زعم أنَّ
أصل الختان هو عصيان جسد آدم عليه وروي هذه الرواية الخياليَّة الخرافيَّة ”
أنَّه لما أكل آدم الإنسان الأوَّل الطعام الذي نهاه اللَّه عنه في الفردوس
مخدوعًا من الشيطان عصي جسده الروح، فأقسم قائلاً: باللَّه لأقطعَّنك! فكسر شظية
من صخر وأمسك جسده ليقطع بحد الشظية فوبخه الملاك جبريل علي ذلك فأجاب: لقد أقسمت
باللَّه أنْ أقطعه فلا أكون حانثًا، حينئذ أراه الملاك زائدة جسده فقطعها، فكما
أنَّ جسد كل إنسان من جسد آدم وجب عليه أنْ يُراعي كلّ عهد أقسم آدم ليقومن به،
وحافظ آدم علي فعل ذلك في أولاده، فتسلسلت سنَّة الختان من جيل إلي جيل ”
وزعم أنَّ ” الذي لم يقطع غرلته ” محروم من الفردو س!! وهكذا يوصل
أفكاره دائمًا بالروايات الخرافيَّة!! وهكذا يكشف عن فكره الخرافيّ!!

6-
الخرافات:

امتلأ
الكتاب بالخرافات والأفكار الخياليَّة الساذجة الممتلئة بخرافات بدائيَّة
متخلِّفة، والتي ذكرنا معظمها في الفصول السابقة، والتي استحسنَّا أنْ نُذكِّر
القارئ بها هنا مقرونة بأرقام فصولها في إنجيل برنابا حتَّي يسهل الرجوع إليها في
مصدرها، وهي ؛

(1)
خرافة خِلقة الإنسان من كتلة الطين التي تُركت مدة 25 ألف سنة وبصق عليها الشيطان
وخرافة خلقة الكلب والخيل (ف35و54و55،188).

(2)
خرافة خطيئة آدم وطرده من الفردوس وما جاء بها عن الحية المخوفة ومسخ إبليس
(ف49و40و41و155)،خرافة ختان آدم بعد عصيان جسده عليه (ف23و31).

(3)
خرافة بداية عبادة الأوثان وعبادة بعل (ف32).

(4)
خرافة تألّم الشمس وأنينها وتحول القمر إلي دم وبكاء النبات والعشب ونزفهم الدم
وصراع الصخور والحجارة وموت الملائكة والأرواح، وشهادة صراخ الذباب والقاذورات
والكلاب والحيوانات الدنيا والنجسة ضد الإنسان، وفضل القمل علي الذهب وتحوُّله إلي
لؤلؤ علي صدر القذرين يوم الدينونة (ف53 و 54 و 55).

(5)
خرافة وليمة سليمان الذي أعدَّ طعامًا لجميع الكائنات والمخلوقات التي علي وجه
الأرض، والسمكة التي أكلت كلّ ما كان قد أعدَّه سليمان (ف74).

(6)
خرافة مسخ الشيطان وجلده يوم الدينونة بما يوازي مليون جحيم (ف51).

(7)
خرافة براز الشيطان (ف84).

(8)
خرافة الحجارة التي تكلَّمت عند دخول الرب يسوع المسيح أورشليم (ف58).

(9)
خرافة مسخ المصريِّين إلي حيوانات مخوفة بسبب الضحك، فقال في (ف5: 27) ” ألا
تعلمون أن الله في زمن موسى مسخ ناساً كثيرين في مصر حيوانات مخوفة لأنهم ضحكوا
وأستهزؤا بالآخرين “.

7-
الأخطاء العلميَّة:

كما
امتلأ الكتاب بالأخطاء العلميَّة الناتجة من هذا الفكر الخرافيّ؛

(1)
كقوله أنَّ الغضروف البارز وجد في حنجرة آدم والإنسانيَّة كلِّها لأن آدم وضع يده
في حلقه ليمنع نزول الطعام في جوفه (ف24: 42-28).

(2)
وقوله أنَّ السرَّة وجدت في بطن الإنسان بسبب بصاق الشيطان علي كتلة التراب ونزع
جبريل لهذا الجزء النجس للإنسان (ف10: 41).

(3)
وزعمه أنَّ الحيّضات تزحف علي بطنها لأنَّ اللَّه قطع أرجل الحيَّة حارسة الجنَّة
(ف41)!!

(4)
وقوله أنَّ الجمل لا يشرب ألاَّ الماء العكر حتَّي لا يري وجهه القبيح(ف15: 77)!!

(5)
وزعمه أنَّ كلّ حيوان مفطور علي الحزن بفقده ما يشتهي من الطيِّبات (ف1: 102)!!
وهذا خطأ دينيّ وعلميّ، لأنَّ اللَّه خلق كلّ حيوان كجنسه (تك1) وخلق له الطعام
المناسب لحياته، كما أنَّ الحيوان غير عاقل وبالتالي لا يُدرك إنْ كان وجهه جميلاً
أو قبيحًا.

(6)
وزعمه أنَّ الإنسان خُلق من أربعة عناصر هي؛ التراب والماء والهواء والنار (ف3:
123-5).

(7)
كما زعم أنَّ الأرض مستقرَّة علي الماء، فقال في (ف3: 167) ” لماذا لا يمكن
الحجر أن يستقر على سطح الماء مع أن الأرض برمَّتها مستقرة على سطح الماء؟
“!! وهذا خطأ علميّ فاحش فالأرض معلَّقة في الفضاء علي لا شيء كما يقول العلم
والكتاب المقدَّس ” يَمُدُّ الشَّمَالَ عَلَى الْخَلاَءِ وَيُعَلِّقُ
الأَرْضَ عَلَى لاَ شَيْءٍ ” (أي26/7). وهي أصلاً معلَّقة في الفضاء ضمن
المجموعة الشمسيَّة وتدور حول الشمس دورة كلّ سنة وتدور حول نفسها مرَّة كل أربع
وعشرين ساعة.

(8)
وزعم أيضًا أنَّ الشمس أكبر من الأرض ألف مرة، إذ يقول في (ف10: 179) ” الشمس
التي هي أكبر من الأرض بألوف من المرات ” ولكن الترجمة الإنجليزيَّة، وهي
الأدقّ، والتي تُرجمت العربيَّة عنها، تقول ” ألف مرة ” فقط ”
a thousand times “. وهذا خطأ من المترجم يضاف إلي خطأ الكاتب!! في حين أنَّ
حجم الشمس مثل حجم الأرض مليون و264,… مرة!!

(9)
كما ذكر المسافات بين كلٍّ سماء من السموات التسع الأخري بمسافة سفر رجل 500 سنة،
أي 4,500 سنة (ف3: 105-6؛6: 178-17)، بما يُساوي 80 مليون كم!! في حين أنَّ
المسافة الفعليَّة بين الأرض والمريخ فقط هي 90 مليون كم! أي أنَّ الوصول إلي سماء
السموات أقرب من الوصول إلي المرِّيخ ب 10 مليون كم!!

8-
المبالغات والأرقام الخياليَّة:

وكما
امتلأ الكتاب بالخرافات والمتناقصات والأخطاء الدينيَّة والإجتماعيَّة
والتاريخيَّة والجغرافيَّة والعلميَّة وخلط بين جميع الأديان السماويَّة
والبدائيَّة، فقد امتلأ أيضًا بالأرقام الخياليَّة والخرافيَّة التي كان يلقيها
متأثرًا بما غرق فيه من أوهام وخرافات مثل زعمه أنَّ عدد الملائكة الذين كانوا
يحرسون ثياب يسوع مليون ملاك (ف10: 13)؟!! وأنَّ عدد الأنبياء الذين أرسلهم اللَّه
إلي العالم هم 144,… (ف21: 17)؟!! ولا تذكر الكتب الدينية أكثر من 1 %
“واحد في المائة ” من هذا العدد الخياليّ!! وأنَّ عدد الشياطين التي
كانت في المجنون ” ستة آلاف وستة مئة وستة وستون (6666)!! ولا نجد في هذا
الرقم سوي تكرار خيالي لرقم 6!! وأنَّ آدم وحواء استمرا في البكاء بصورة متواصلة
لمدة ” 100 ” مائة عام “(ف14: 34-17)، كيف استمرَّا في البكاء بدون
إنقطاع طيلة هذه المدة؟! وأنَّ الملاك ميخائيل سيضرب الشيطان ” 100,…
ضربة” (ف1: 57و2)، أي سيضربه بما يوازي ” 100,…” مليون جحيم!!
كيف؟!! وأنَّ يوحنَّا سمع من يسوع ” 100,… ” مائة ألف كلمة!! وأنَّه
علي يسوع أنْ يستمع إلي يوحنَّا عشرة أضعاف ذلك أي ” 100,… ” مليون
كلمة (ف11: 196)!! وأنَّ عدد آلهة الرومان هو (28,…) إله منظور!!وأنَّ عدد الذين
قُتلوا من بنى إسرائيل بسبب عبادة العجل الذهبىّ ” مئة ألف وعشرين ألفاً
(ف22: 33)!! في حين لا يذكر الكتاب المقدَّس سوي ثلاثة آلاف فقط!!

—-

(1)
أنظر على سبيل المثال ف 36: 16؛ 38: 3و 5؛ 45: 8- 20؛ 50: 14؛ 58: 21؛61: 14؛ 62:
19؛ 68: 5؛ 69: 1؛ 69: 21؛ 71: 6؛ 74: 8؛ 77: 3؛ 8: 8؛ 81: 4؛ 84: 30؛94: 30؛105:
10؛106: 2 ؛107: 8.


تم نسخ الرابط

هل تبحث عن  ن الاتهامات الموجهه للشعب في عصر أشعياء العصيان

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي