admin
نشر منذ سنتين
4
القديس بولس وشرح الرسالة والانجيل
القديس بولس وشرح الرسالة والانجيل

القديس بولس اللاهوتي الاول في الكنيسة: كنيسة الله [1]

القديس بولس اول لاهوتي كشف سرّ الكنيسة. اللفظة اليونانية الاصلية Ekklesia تعني الاجتماع الداعي اليه الله. وهي اياها باللاتينية Ecclesia، ومنها اشتقت اسماء اللغات التي هي من اصل لاتيني: بالفرنسية Eglise، بالايطالية Chiesa، بالاسبانية Iglesia. المعنى نفسه نجده في لفظة ” كنيسة” بالعربية، وهي من الاصل السرياني” كنوشتو”، من فعل ” كانش” اي جَمَع، ” دعا الجماعة لتلتئم”. في العهد القديم، كانت اللفظة تعني ” جماعة شعب الله التي كان يدعوها”. وكان نموذجها الشعب المجتمع في سفح جبل سيناء. اما في العهد الجديد فهي جماعة المؤمنين بالمسيح الجديدة، التي يجمعها الله امامه من كل الشعوب.

بولس الرسول هو اول مؤلف لكتابة مسيحية استعمل فيها لفظة Ekklesia– كنيسة، وهي الرسالة الى اهل تسالونيكي، كتبها سنة 50 من كورنتس، موجّهة الى “كنيسة التسالونيكيين التي في الله الرب يسوع المسيح” (1تسا1/1). وكذلك فعل في رسائل اخرى: الى كنيسة اللودِقيين (كولسي4/16)، الى كنيسة الله التي في كورنتس (1كور1/2؛2كور1/1)، الى الكنيسة التي في غلاطية (غلا1/2). انها كنائس محلية. لكن بولس قال في موضع آخر انه اضطهد ” كنيسة الله” التي لا تعني جماعة محلية محددة، بل كنيسة الله عامة.

ليست ” كنيسة الله” فقط مجموع الكنائس المحلية المختلفة، بل ” كنيسة الله” التي تسبق كل الكنائس المحلية، وتتحقق فيها.

ولانها ” كنيسة الله” وهو يدعوها لتجتمع، فهي واحدة بكل تعابيرها المحلية. ان وحدانية الله هي التي تخلق وحدة الكنيسة في كل الامكنة التي تتواجد فيها. في رسالته الى اهل افسس توسّع بولس الرسول في مفهوم وحدة الكنيسة، فسمّى الكنيسة ” عروسة المسيح” (افسس4/4-7، اا-16؛5/23-30).

هل تبحث عن  أنواع من الذين لايتحكمون في أنفسهم 16/10/2011

وادرك بولس الرسول ان الكنيسة مرتبطة بالكلمة الحية وباعلان المسيح الحيّ، القائم من الموت، الذي فيه وبه ينفتّح الله على كل الشعوب، ويجمعها في شعب الله الوحيد. نجد في اكثر من موضع من كتاب اعمال الرسل التزامهم ” باعلان كلمة الله بجرأة (اعمال4/29 و31)، “بالمناداة بكلمة الرب” (اعمال 8/25). لكن هذه الكلمة هي صليب المسيح وقيامته اللذين يشكّلان السّر الفصحي. هذا السّر أحدث عند شاول تغييراً حاسماً في حياته على طريق دمشق، واصبح محور كرازته، الصليب والقيامة: قررت ان لا اعرف بينكم شيئاً إلاّ يسوع المسيح، واياه مصلوباً” ( 1كور2/2) و ” ان كان المسيح لم يقم، فتبشيرنا فارغ، وفارغ ايمانكم” (1كور15/14).

ان تحقيق سرّ الفصح فينا، وانتماءنا الى كنيسة الله يتمّان في سرّي المعمودية والقربان، ويدخلاننا في حضارة المحبة المسيحية. وهكذا نكون كنيسة محلية من جهة، ومؤمنين يدعوهم الله ويجمعهم في جماعة واحدة هي كنيسته، من جهة اخرى.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي