( يوم الاربعاء )
4 يوليو 2012 27 بؤونة 1728
مزمور العشية
بشَّرتُ بعدلِكَ في جماعةٍ عظيمةٍ. هوذا لا أمنعُ شفتيَّ. وأقامَ على الصَّخرة رجليَّ. وسهَّل خطواتي.
هللويا.
إنجيل العشية
وكان يطوفُ القُرى المُحيطة يُعلِّمُ. ودعا الاثنى عشر وابتدأ يُرسلهم اثنين اثنين، وأعطاهم سُلطاناً على الأرواح النَّجسة، وأوصاهم أن لا يحملوا شيئاً معهُم في الطَّريق غير عصاً فقط، ولا خُبزاً ولا مزوداً ولا نُحاساً في مناطقهم. بل يكونوا مشدودين بنعالٍ، ولا يلبسوا ثوبين. وقال لهم: ” حيثما دخلتُم بيتاً فأقيموا فيه حتَّى تخرجوا من هناك. وكل موضع لا يقبلكم ولا يَسـمعُ لكم، فبينما أنتم خارجون منه انفُضوا الغبـار الذي تحت أرجـلكم شهادةً عليهم. الحقَّ أقول لكم: ستكون لسدوم وعمورة يوم الدِّين راحة أكثر ممَّا لتلك المدينة “. فخرجوا وصاروا يكرزون أن يتوبوا. وأخرجوا شياطين كثيرةً، ودهنوا بزيتٍ مرضى كثيرين فشفوهُم.
باكــر
اعترفوا للربِّ وادعوا بِاسمه. نادوا في الأُمَم بأعمالِه. حدِّثوا بجميع عجائبه. افتخروا بِاسمه القُدوس.
هللويا.
وفيما هو خارجٌ على الطَّريق، أسرع واحدٌ وجثا على ركبتيهِ وسأله:
” أيُّها المُعلِّم الصَّالح، ماذا أعمل لأرثَ الحياة الأبديَّة؟ ” فقال له يسوعُ: ” لماذا تدعوني صالِحاً؟ ليسَ أحدٌ صالِحاً إلاَّ واحدٌ وهو الله. أنت تعرف الوصايا: لا تقتُل. لا تزن. لا تسرق. لا تشهد بالزُّور. لا تظلم. أَكرم أباك وأُمَّك “. فقال له:” يا مُعلِّم هذه كلُّها حفظتُها مُنذ حداثتى “. فنظر إليه يسوع وأَحبَّه، وقال له: ” أتُريد أن تكون كاملاً يعوزك شيءٌ واحدٌ. اذهب وبع كل مـالك وأعطه للمسـاكين، فتربح لك كنزٌاً في السَّـماء، وتعالَ اتبعني حاملاً الصَّليب “. أمَّا هو فاغتمَّ على القول ومضى حزيناً لأنَّه كان ذا أموالٍ كثيرةٍ.
فنظر يسوع وقال لتلاميذه: ” ما أعسر دخول ذوي الأموال إلى ملكوت الله! ” فخاف التَّلاميذ من الكلام. فأجابهم يسوع أيضاً وقال: ” يا بَنيَّ، ما أعسر دخول المُتَّكلين على الأموال إلى ملكوت الله! مرور جمل من ثَقب إبرةٍ أيسر من أن يدخل غنيٌّ إلى ملكوت الله! ” فبُهتوا إلى الغاية قائلين له : ” مَن يستطيع أن يَخلُص؟ ” فنظر إليهم يسوع وقال: ” عند النَّاس غير مُستطاع، ولكن ليس عند الله، لأنَّ كلَّ شىءٍ مستطاعٌ عند الله “.
القـداس
وأمَّا أنتَ فقد اتبعت تعليمي، ومثالي، ورسمي الأول، وإيماني، وأناتي، ومحبَّتي، وصبري، والاضطهادات، والآلام، التي أصابتني في أنطاكية وإيقونيَّة ولسترة. وجميع الاضطهادات قد احتملتها! ومن جميعها أنقذني الربُّ. وجميع الذينَ يريدون أن يعيشوا بالتَّقوى في المسيح يسوع يضطهـدون. ولكن النَّاس الأشرار الخدَّاعين سيتقدَّمون في الشَّر، بالأكثر ضالِّين ومُضِلِّينَ. وأمَّا أنتَ فاثبت على ما تعلَّمته وأيقنته، عارفاً ممَّن تعلَّمت. وأنكَ مُنذ الطُّفوليَّة تعرف الكُتب المُقدَّسة، القادرة أن تُحكِّمكَ للخلاص، بالإيمان الذي في المسيح يسوع. لأن جميع الكتب المُوحى بها من الله، نافعة للتَّعليم والتَّوبيخ، للتَّقويم والتَّأديب الذي في البرِّ، لكي يكون رجل الله مُستعدَّاً، ثابتاً في كل عمل صالح.
أنا أشهد أمام الله والمسيح يسوع، الذي يَدين الأحياء والأموات، عند ظهوره وملكوته : اكرز بالكلمة. اعكف على ذلك في وقـتٍ مناسـبٍ وغيـر مناسبٍ. وبِّخ، عظ. انتهر بكل أناةٍ وتعليم. لأنه سيكون وقتٌ لا يقبلون فيه التَّعليم الصَّحيح، بل حسب شهواتهم الخاصَّة يجمعون لهم مُعلِّمين ويسدُّون آذانهم، فيصرفون مسمعهم عن الحقِّ، ويميلون إلى الخُرافات. وأمَّا أنتَ فاستيقظ في كل شيءٍ. واقبل الآلام. واعمل عمل المُبشِّر. تمِّم خدمتكَ.
فإنِّى أنا أيضاً سوف أنتقل، ووقت انحلالي قد حضر. قد جاهدتُ الجهاد الحَسن، وأكملت السَّعي، وحفظت الإيمان، وأخيراً قد وضِعَ لي إكليل البرِّ، الذي يهبه لي في ذلك اليوم، الربُّ الحاكم العادل، وليس لي وحدي فقط، بل ولجميع الذين يحبُّون ظهوره أيضاً.
أسرع أن تأتى إلىَّ عاجلاً، لأن ديماس قد تركني إذ أحبَّ العالم الحاضر وذهب إلى تَسَالُونيكي، وكريسكيس إلى غلاطيَّة، وتيطس إلى دلماطيَّة. ولوقا وحده معي. خُذ مَرقُس وأحضره معك لأنه نافعٌ لي للخدمة. أمَّا تيخيكس فقد أرسلْته إلى أفسس. والعباءة التي تركتها في تَرُواس عند كاربُس، أحضرها متى جئتَ، مع الكُتب أيضاً ولا سيَّما الرُّقوق. إسكندر الحدَّاد فعل بي شروراً كثيرة. ليُجازيهِ الربُّ حسب أعماله. فهذا احتفظ منه أنتَ أيضاً لأنه قاوم أقوالي جـدّاً. في احتجاجي الأول لم يأتي إليَّ أحـدٌ، بل الجميع تركوني. لا يُحسب عليهم. ولكن الربَّ وقفَ معي وقوَّاني، لكي تتمَّ بي الكرازة، ويسمع جميع الأمم، فأُنقِذتُ مِن فم الأسد. وسيُنجِّيني الربُّ من كل عمل رديءٍ ويُخلِّصني لِملكوته السَّماويِّ. هذا الذي له المجد إلى دهر الدُّهور. آمين.
أطلب إلى الشُّيوخ الذين بينكُم، أنا الشَّيخ شريككُم، والشَّاهِد لآلام المسيح، وشَريك المجد العتيد أن يُستَعلن، ارعوا رَعيَّة الله التي بينكُم وتعاهدوها، لا بالقهر بل الاختيار، كمثل الله ولا ببخل بل بنشاط، ولا كمَن يتسلَّط على المَواريث، بل صائرينَ أمثلةً للرَّعيَّة. ومتى ظهر رئيس الرُّعاة تنالون إكليل المجد الذي لا يضمحل.
كذلك أنتُم أيُّها الشُّبَّان اخضعوا للشُّيوخ، وكونوا جميعاً مُتسربلينَ بالتَّواضع بعضكم لبعض، لأن الله يُقاوِم المُستكبرين، ويُعطي نعمةً للمتواضعين. فتواضعوا تحت يد الله القويَّة لكي يرفعكُم في زمان الافتقاد، مُلقينَ كلَّ همِّكُم عليه، لأنه هو يعتني بكم.
كونوا مُتيقِّظينَ واسهروا. لأن إبليس عدوكم يجول كأسدٍ زائر، يلتمس مَن يبتلعه. فقاوموه، راسخينَ في الإيمان، عالمين أن نفس هذه الآلام تُجرَى على إخوتكم الذين في العالم.
وإله كل نعمةٍ الذي دعاكُم إلى مجدهِ الأبديِّ في المسيح يسوع، بعدما تألَّمتُم يسيراً، هو يهيئكُم، ويثبِّتكُم، ويقوِّيكُم، ويمكِّنكُم. له السُّلطان والمجد إلى الأبد. آمين.
بيد سلوانس الأخ الأمين،ـ كما أظُنُّ ـ كتبتُ إليكُم بكلماتٍ قليلةٍ واعظاً وشاهداً، أن هذه هيَ نعمة الله بالحق التي فيها تَقُومُونَ. تُسلِّم عليكُم الصِّديقة المُختارة التي في بابلون ( مصر )، ومرقس ابني. سلِّموا بعضُكُم على بعض بقبلة المحبَّة. السَّلامُ لكُم جميعاً أيُّها الذينَ في المسيح يسوع.
من بعد أيَّام قالَ بولسُ لبرنابا: لنرجِع ونفتقد الإخوَةَ في كلِّ مدينةٍ بَشَّرنا فيها بكلِمةِ الربِّ وكيف حالَهم. وكان برنابا يُريدُ أَنْ يأخُذ معهما يوحنا الذي يُدعَى مَرقُس. وأمَّا بولسُ فكان يُريدُ أَنَّ الذي فارقهُما من بمفيليَّةَ ولمْ يأتِ معهُما للعملِ لا يَأخُذانه معهما. فَحَصَلَ بينهُما مُغَاضبةٌ حتى فارقَ أَحدهُما الآخَرَ، وبرنابا أخذ مرقس وأقلعَ إلى قُبرصَ. أمَّا بُولسُ فاختارَ سِيلا وخَرجَ وقد أُستودِعَ مِنْ الإخوةِ إلى نعمةِ اللّهِ. فاجتازَ في الشام وكليكيَّةَ يُثبِّتُ الكنائِسَ.
ثُمَّ وصلَ دَربةَ ولِسترَةَ وإذا تلميذٌ كانَ هُناكَ اسمُهُ تيموثاوسُ ابنُ امرأةٍ يهوديَّةٍ مؤمنةٍ وكان أَبوه يونانياً، وكان مَشهوداً لهُ مِن الإخوة الذينَ في لِسترَةَ وإيقُونيةَ. فأرادَ بولسُ أنْ يَخْرُجَ هذا مَعهُ فَأَخَذَهُ وخَتَنَهُ من أجْلِ اليهودِ الذينَ كانوا في ذلكَ الموضِع لأنَّ الجميعَ كانوا يَعرِفونَ أَنَّ أباهُ كانَ يونانياً. وإذ كانا يطوفان في المُدنِ كانا يشتَرِعان لهُم ناموساً بأنْ يَحفظوا الأوامرَ التي قَرَّرَها الرُّسُلُ والقُسُوسُ الذينَ بأُورشليمَ. فكانت الكنائِسُ تَتَشَدَّدُ في الإيمانِ وتزدادُ في العَددِ كُلَّ يَومٍ.
مزمور القداس
سبِّحوا الربِّ تسبيحاً جديداً. سبِّحي الربِّ يا كلّ الأرضِ. سبِّحوا الربِّ وباركوا اسمه. بَشِّروا من يوم إلى يوم بخلاصِه.
هللويا.
إنجيل القداس
بدء إنجيل يسوع المسيح ابن الله: كما هو مكتوبٌ في إشعياء النَّبيِّ:
” هأنذا أُرسِل ملاكي أمام وجهك، الذي يُهيِّئ طريقك قُدَّامك. صوت صارخ في البريَّة: أعِدُّوا طريق الربِّ، وسهِّلوا سُبله “. وكان يوحنَّا يُعمِّد في البريَّة ويكرِز بمعموديَّة التَّوبة لمغفرة الخطايا. وكان يخرج إليه جميع أهل كورة اليهوديَّة وكل أهل أُورشليم ويعتمدون منه في نَهر الأردُنَّ، مُعترفين بخطاياهُم. وكان يوحنَّا يلبَس وَبَر الإبِل، ومِنطقةً مِن جلدٍ على حَقوَيهِ، وكان يأكُل جراداً وعسَلاً برِّيّاً. وكان يكرز قائلاً: ” يأتي بعدي من هو أقوى منِّي الذي لست أهلاً أن أنحني وأحلَّ سيور حذائه. أنا عمَّدتكم بماء وأما هو فسيُعمِّدكم بالرُّوح القدس “. وفي تلك الأيَّام جاء يسوع من ناصرة الجليل واعتمد من يوحنَّا في نهر الأردن. وللوقت وهو صاعِدٌ من الماء رأى السَّموات قد انشقَّت، والرُّوح مِثلَ حمامةٍ نازِلاً واستقر عليه. وكان صوتٌ مِن السَّموات: ” أنتَ هو ابني الحبيب الذي به سُرِرتُ “.