( يوم الخميس )
14 يونيو 2012 7 بؤونة 1728
عشــية
الصدِّيقون صَرخُوا والرَّبُّ استجاب لهُم. ومِن جَميع شدائدهِم نجَّاهُم. قريبٌ هو الربُّ مِن المُنسحقي القلب. والمُتواضعين بالرُّوح يُخلِّصهم.
هللويا.
باكــر
كثيرةٌ هي أحزان الصِّدِّيقين. ومن جميعها يُنجِّيهُم الربُّ. يحفظ الربُّ جميع عِظامهم. وواحدةٌ منها لا تَنكَسِرُ.
هللويا.
ودَعا الجمع وتلاميذه وقال لهم: ” مَن أراد أن يأتي ورائي فَليُنكر نَفسهُ ويحمل صَليبهُ ويتبعني. لأن مَن أراد أن يُخلِّص نفسهُ يُهلكُها، ومَن يُهلك نفسهُ مِن أجلي ومِن أجل الإنجيل فهو يُخلِّصُها. لأنَّه ماذا يَنتفعُ الإنسان لو رَبح العالم كُلَّه وخسِر نَفسه؟ أو ماذا يُعطي الإنسان فداءً عن نفسه؟ لأن مَن يخزى بأن يعترف بى وبكلامي في هذا الجيل الفاسِد والخاطِئ، فإنَّ ابن البَشر أيضاً يَستَحِي به متى جاءَ في مجد أبيه مع ملائكته القدِّيسينَ “.
القــداس
ونحنُ نَعلمُ أنَّ الذينَ يُحبُّونَ الله وهُم الذينَ مدعوُّونَ حسبَ قصدهِ السَّابق
يجعل كل الأشياء تَعمل مَعهم للخير. لأن الذينَ سبَقَ فعَرفهُم سبَقَ أيضاً فَعيَّنهُم شُركاء صُورة ابنه، ليكون هو بِكراً بين إخوةٍ كثيرينَ. والذينَ سبَقَ فَعيَّنهُم، فهؤلاء دعاهُم أيضاً. والذينَ دعاهُم، فهؤلاء برَّرهُم أيضاً. والذينَ برَّرهُم، فهؤلاء مَجَّدهُم أيضاً. فماذا نقول لهذا؟ إن كان الله يُجاهِد عنَّا فمَنْ يقدر على مُقاومتنا. الذي لم يُشفق على ابنهِ بذاتِهِ، بل بذله لأجلِنا أجمَعينَ، كيف لا يهبنا أيضاً مَعهُ كل شيءٍ؟ مَن يَستطيع أن يشتكي على مُختارِي الله؟ الله هو الذي يُبرِّرُ. مَن هو الذي يَقدر أن يُلقي للدينونة؟ المسيح يسـوع هو الذي ماتَ، بل بالحريِّ قامَ أيضاً مِن الأمواتِ؟ الذي هو أيضاً مُقيم عن يمين الله، الذي أيضاً يشفع فينا. مَن هو الذي يَقدر أن يفْصِلُنا عن مَحبَّة المسيح؟ أشدَّةٌ أم ضِيقٌ أم اضطهادٌ أم جُوعٌ أم عُريٌ أم خطرٌ أم سيفٌ؟ كَما هو مَكتُوبٌ ” إننا مِن أجلك نُقتل كل النَّهار. قد حُسِبنا مِثل غنَم للذَّبح “. ولكننا في هذه جميعاً تَعظَم غلبتنا بالذى أحبَّنا. فإنِّي مُتيقِّنٌ أنَّه لا مَوت ولا حَياة، ولا ملائِكة ولا رؤساءَ، ولا أمور حاضرةً ولا مستقبلةً، ولا قوَّات، ولا عُلوَ ولا عُمقَ، ولا خليقةَ أُخرى، تقدر أن تَفصِلنا عن مَحبَّةِ اللهِ التى في المسيح يسوع رَبَّنا.
فإذ قَد تَألم المسيح بالجَسد عنَّا تسلحوا أنتُم أيضاً بهذا المثال. فإن مَن تَألم بالجَسد كُفَّ عن الخطيَّة. لكي لا يعيش أيضاً الزَّمان الباقي في الجَسد، لشهوات النَّاس، بل لإرادة الله. لأنه يكفيكُمْ الزَّمان الذي مضى إذ كُنتُم تصَنعون فيه إرادة الأمم، وتسلكُون في النجاسات والشَّهوات، وإدمان المُسكرات المُتنوعة، والخلاعة والدنَس، وعبادة الأوثان المرذولة، الأمر الذي فيه يستغربون أنكُم لستُم تركضون معهُم إلى فيض عدم الصَّحة عينها، مُجدِّفينَ. الذين سوفَ يُعطُون جواباً للذى هو على استِعدادٍ أن يَدين الأحياءَ والأموات. فإنه لأجل هذا قد بُشِّرَ الموتى أيضاً، لكى يُدانوا حسب النَّاس بالجسد، ولكن ليَحيَوا حسب الله بالرُّوح.
وإنَّما نهاية كل شيءٍ قد اقَتَربَت، فتعقَّلُوا إذاً واسهروا للصلوات. ولكن قبل كل شيءٍ، فلتكُن المحَبَّة دائمة فيكُم بعضُكُم لبعض، لأن المحبَّة تَستُر كثرةً من الخطايا. كونوا مُحبِّين ضيافة الغُرباء بعضُكُم لبعض بلا تَذمُّر. وليخدم كل واحدٍ الآخرين بما نال من المواهب بعضُكُم بعضاً، كوكلاء صالحينَ على نِعمةِ اللهِ المُتنوِّعة. مَن يَتَكلَّم فكأقوال الله. ومَن يخدم فكأنَّه من قوَّةٍ يُهيئُها الله، لكي يتمجَّد الله في كل شيءٍ بيسوع المسيح، الذي له المَجد والسُلطان إلى أبد الآبدين. آمين.
وحدثَ بينَما كُنَّا ذاهبينَ للصَّلاة، أن جاريةً بها روح عرَّافة قد خَرجت لاستقبالنا. وكانت تُكسِب مواليها مَكسباً كثيراً بِعرافَتِها. هذه اتَّبعت بولس وإيَّانا وكانت تصيح قائلة: ” هؤلاء الرجال الذينَ يُبشّرونكُم بطريق الخَلاص هُم عَبيد الله العلي “. وكانت تفعل هذا أيَّاماً كثيرة. فتضجر بولس مِن ذلك والتفتَ إلى الرُّوح وقال: ” أنا آمُرك باسم يسوع المسيح أن تَخرُج مِنها “. فخرجَ في تلكَ السَّاعة.
فلمَّا رأى مواليها أنَّه قد خرجَ منها رجاء مكسَبهم، قبضوا على بولس وسيلاس وجرُّوهما إلى السُّوق إلى الحُكَّام. وإذ أتوا بهما إلى الولاة، قالوا: ” هذان الرَّجُلان يُبلبلان مدينتنا، لأنهما يهوديَّان، ويُناديان لنا بعوائد أُخر لا يجوز لنا أن نقبلها ولا أن نعمل بها، إذ نَحن رومانيُّون “. فقام الجمع عليهما، ومزَّق الولاةُ ثيابهُما وأمروا أن يُضربا بالعِصيِّ. فلمَّا ضربوهما ضَرباتٍ كثيرةً ألقوهُما في السِّجن، وأوصوا حافظ السِّجن أن يحرُسهُما بضبطٍ. وهو إذ أخذ وصيَّةً مثل هذه، ألقاهُما في السِّجن الدَّاخلي، وضبط أرجُلهما في المِقطَرة.
وفى نحو نِصف الليل كان بولس وسيلا يُصلِّيان ويُسبِّحان الله، والمسجونون يسمعونهما. فحدثت بغتةً زلزلةٌ عظيمةٌ حتى تزعزعَت أساسات السِّجن، فانفتحت الأبواب كُلُّها، وانفكَّت قيودهم جميعاً. ولما استيقظ حافظ السجن، ورأى أبواب السجن مفتوحة، استل سيفه وكان مزمعاً أن يقتل نفسه، ظاناً أن المسجونين قد هربوا. فنادى بولس بصوت عظيم قائلاً: ” لا تفعل بنفسك شيئاً ردياً، لأن جميعنا ههنا “. فأخذ ضوءاً ونهض إلى داخل، وخر لبولس وسيلا وهو مُرتعدٌ، ثم أخرجهما وقال لهما:
يا سيديَّ، ماذا ينبغي لي أن أصنعه لكى أخلُص؟ ” أما هما فقالا: ” آمن بالرب يسوع فتخلص أنت وأهل بيتك “. وكلَّماه وجميع أهل بيته بكلمة الرب. فأخذهما في تلك الساعة من اللَّيل وغسَّلهما من الجراحات، واعتمد في الحال هو والذين له أجمعون. وادخلهما في بيته وقدَّم لهما مائدة، وتهلَّل مع جميع بيته إذ قد آمن بالله.
نورٌ أشرق للصدِّيقين، وفرحٌ للمستقيمين بقلبهم، افرحوا أيُّها الصدِّيقونَ بالربِّ، واعترفوا لذكر قُدسه.
هللويا.